نافذة الألوان بين فن القصة والحكاية
نافذة الألوان
بين فن القصة والحكاية
جميل السلحوت
عن مركز التطوير التربوي في جامعة بيت لحم وبدعم من مؤسسة الانماء للأمم المتحدة وضمن سلسلة " لبنى في البيت تلعب وتتعلم" صدرت قصة " نافذة الألوان " فكرة رباب طميش واشراف مجدي الشوملي وكتابة " احلام ابو حلتم ، زيزي مراد ، وزينة عوينة والأخيرة هي صاحبة الرسومات المرافقة للقصة التي تابعتها تربويا د.جاكلين صفير ، والقصة غير مرقمة الصفحات ، وبدون اشارة الى تاريخ صدورها
مضمون القصة :
يتمحور المضمون حول الطفلة لبنى التي تحب الالوان ، والتي اكتشفت أن أشعة الشمس تخترق الزجاج، وتعكس الألوان الموجودة على جدران المنزل الداخلية مثلما حصل في انعكاس ألوان أغلفة أحد أنواع السكاكر . فقامت لبنى وأقرانها بنزع أغلفة مختلفة الألوان للسكاكر ، والنظر الى الشمس من خلالها .
الأهداف التربوية والتعليمية :
تلفت القصة الانتباه الى أن الأطفال كثيرو الاسئلة ، ويحاولون اكتشاف كل شيء يصادفونه ، والقصة هنا تعلم الأطفال معرفة الألوان ، ومعرفة الألوان التي تنتج من خلال مزج لونين مع بعضهما البعض، مثل مزج اللون الأحمر مع الأزرق ينتج اللون البنفسجي ، ومزج الأصفر مع الأزرق ينتج اللون الاخضر، ومزج الأحمر مع الأصفر ينتج اللون البرتقالي ، وهذه المعلومات جاءت من خلال الاسئلة التي وضعت في آخر القصة، وليس من خلال النص القصصي ، كما جاءت معلومات أخرى خارج النص مثل تعليم الأطفال التجريب للحصول على قوس قزح وألوانه .
البناء القصصي واللغة :
في الواقع أن القارئ يجد نفسه أمام حكاية طفلة تلهو في ساعة من يومها ، وهذه الحكاية أقرب الى التقرير الاخباري منها الى الحكاية ، تماما مثلما أن الحكي فيها أقرب منه الى السرد القصصي .
ولم أجد أيّ مبرر لوجود الصفحتين سبقتا النص بنا يشبه المقدمة حيث يتحدث " الكتاب " فيهما عن شخصية لبنى التي " تسعى دائما وراء المعرفة " والتي كل شيء حولها يثير لديها الاسئلة " فهذه قضية معروفة عند كل الأطفال في سنّ الطفولة المبكرة ، والذين لا يتساءلون من الأطفال في هذا العمر هم الاستثناء وليس القاعدة .
وبما أن " القصة صادرة عن " مركز التطوير التربوي في جامعة بيت لحم ، وقام بكتابتها " طاقم كتاب " من ثلاثة اشخاص ، وباشراف كاتب ، وبفكرة مربية ، ومتابعة أستاذة جامعية فإن من حق المرء أن يتساءل عن وجود الأخطاء اللغوية في هذا النص ، ومن هذه الأخطاء ، ما جاء في الصفحة الثانية ، من الصفحتين اللتين سبقتا " النص " على شكل تقديم حيث جاء " بل تسعى لأن يشترك معها الآخرون في تجاربها : جدها ، والدتها،لعبتها سلوى وجميع اصدقاءها " والصحيح جميع اصدقائها لأن كلمة " أصدقاء " مضاف اليه وهي مضاف الى الضمير الذي يليها ايضا وحكمها الجر .
ومع أن عدد الكلمات المشكلة بالحركات قليلة جدا، إلا أنّ هذا القليل احتوى أخطاء هو الآخر مثل " كانت أشعة الشمسُ تسطع " والشمس جاء آخرها مشكولا بالضم ، مع أنها هي الأخرى مضاف اليه مجرور، أي أن حركة آخرها هي الكسر وليس الضم .
الشكل الفني والرسومات :
الشكل الفني للكتيب جميل وجذاب ، لكن الرسومات لم تكن موفقة بشكل كاف ، فوجوه الأطفال مفلطحة الى درجة القبح ، ولا شيء فيها من الطفولة ، وحتى على صورة الغلاف الأول يصعب تمييز رسم الأم من رسم لبنى أو أحد أقرانها . وهذا يتطلب إعادة النظر في الرسومات التي تصدر في كتب الاطفال عندنا ، لأن الرسم للأطفال فن قائم بذاته ، وليس كل فنان تشكيلي قادرا على الرسم للأطفال .