"خيال ساخن" تدشن أولى ندوات جريدة صوت البلد

"خيال ساخن" تدشن أولى ندوات جريدة صوت البلد

محمد العشري

[email protected]

دشنت جريدة صوت البلد بالقاهرة ندواتها الإسبوعية بالاحتفاء ومناقشة رواية "خيال ساخن" للروائي محمد العشري، الصادرة في طبعة عربية مشتركة، لدى "الدار العربية للعلوم" في بيروت، ومكتبة "مدبولي" في مصر، ومنشورات "الإختلاف" في الجزائر. وناقشها النقاد والدكاترة: زين عبد الهادي، وأحمد الصغير، والروائي خالد غازي، المترجم مصطفي محمود، وأدارت اللقاء الروائية والصحافية اللبنانية لنا عبد الرحمن، في حضور عدد من الكتاب والصحافيين.

أسلوب رومانسي جديد:

دللت لنا عبد الرحمن على الأسلوب الرومانسي، الذي يتبعه العشري في كتابة الرواية، في وقت ندر فيه ذلك الإتجاه أو النسق في الكتابة الآنية، وأكدت على أن الروائي له منطقة خاصة في كتاباته، ينأى بها عن كل الروايات المطروحة الآن، والتي يتعمد فيها الروائيون الخوض في كتابة الجسد على حساب القيمة والمضمون، دون أن يكون هناك ضرورة فنية لذلك.

تشكيل أسطورة جديدة، ومناطق جديدة غير مطروقة في الرواية العربية:

والتقط طرق الخيط النقدي، الناقد والروائي الدكتور زين عبد الهادي وأشار إلى أن العشري يجدف في اتجاه مخالف لاتجاه الرواية في العالم العربي، وروايته بها فيض أو شلال من الرومانسية بشكل فريد، يتسم به العشري وحده، دون غيره من الروائيين والكتاب، وهو ما يجعله متميزاً عن جيله من الكتاب، وعن الأجيال السابقة، وهو ما يستوجب التحية والاهتمام النقدي. وعنوان الرواية "خيال ساخن" هو عنوان خادع، وبداية من الفصل الأول، الذي ينطلق فيه الكاتب بخيال جارف في تشكيل أسطورة جديدة، تبدأ الرواية من الخيالي وتتدرج لتصل إلى الواقعي. ومن تتبعه لروايات العشري أشار إلي أن هناك تباين واضح في رواية "خيال ساخن" عن روايته "تفاحة الصحراء"، والتي تعتبر علامة فارقة في روايات العشري، وفي التعامل النقدي مع "خيال ساخن" نحتاج إلى منهج نقدي جديد، يتوازى مع السرد الجديد المطروح في الرواية، لأن هناك تعمد واضح من العشري في عدم البناء التقليدي في الرواية، وهذا بالضرورة يحتاج إلى أدوات جديدة في للتناول النقدي. وهناك مناطق غير مطروقة في الكتابة الروائية يقترب منها العشري في "خيال ساخن" مثل جيولوجية منطقة الفيوم، وتاريخها، وتكون البحيرات فيها، وهي نقاط لافتة ومفيدة للقارىء، وتقدم له وجبة معرفية مكثفة في شكل سردي، واختار الكاتب حالة حب كمدخل للوصول إلى القارىء، صنع أسطورة وصنع عالم جديد، ما بين جبل المقطم في القاهرة، ومنطقة الفيوم، ويحسب له انه دخل في أماكن جديدة لم تدخلها الرواية العربية من قبل، وأعتقد أنه يجب استكمال ذلك العالم في رواية أخرى أو جزء ثان تستكمل ما صنعه العشري في "خيال ساخن"، وهناك بالفعل متعة حقيقة في قراءة الرواية، إضافة إلى الحفاظ على سلامة وإيقاع اللغة بشكل لافت، لا نجده في الكتابات الروائية الجديدة، وهناك اهتمام وتدقيق لغوي شديدين في "خيال ساخن".

عنوان ماكر، ومشروع روائي كبير:

وبدأ الناقد الدكتور أحمد الصغير مداخلته النقدية بالوقوف على العنوان ودلالته: صدر العشري روايته بـ "خيال ساخن"، بمعنى أنه خيال خصب، ساخن، مشتعل، نوع من الطاقة الدائمة، التي تتوالد عنها أفكار رومانسية، ترتبط بالواقع بشكل رئيس، وهو عنوان ماكر لأنه نكرة في الخيال وفي السخونة، وذلك يفتح تآويلات كثيرة، ويفتح أفق الرواية على العموم والشمولية، وأجده عنواناً موفقاً ومناسباً للرواية، التي تعتبر امتداد لمشروع الكاتب الروائي بطريقته هو، لأن الروائي محمد العشري يختلف فيما يطرحه من رؤي وأفكار عن كتاب جيله من التسعينيات، ويحفظ للرواية كيانها وتميزها، بما ينفذ فيه من مناطق كشف جديدة غير مدهوسة. ومحمد العشري يكتب عن ذاته، وعما يعرفه بوعي، وبطريقة حديثة، وبالفعل نحتاج إلى مناهج نقدية جديدة تواكب ذلك الاتجاه الجديد في السرد، مناهج نقدية معلوماتية، تستفيد من اللحظة الراهنة، وأحمد للعشري أنه يكتب عن ذاته، ولا يكتب من أجل الجمهور، وهو مشروع روائي كبير.

نحتاج إلى منهج نقدي جديد:

الروائي خالد غازي أشار إلى أن كل نص أدبي يتحاج إلى أدوات خاصة نابعة من الذات في التعامل معه، وهناك علاقة تبادلية بين المبدع والقارىء، وتبادل للأدوار ما بين المبدع والناقد والقارىء، لأن المذاهب النقدية متعددة، ويجب أن يكون هدفها هو النفاذ إلى روح النص وجوهره، والاختلاف حول العمل الأدبي هو ثراء وتواصل، ولا يمكن إطلاق مسمى الكتابة الرومانسية على كتابة محمد العشري لأن ذلك يحتاج إلى صناعة منهج، وهي مهمة نقدية تحتاج إلى جهد كبير، لكن ما يكتبه العشري يمكن تأويله على صور كثيرة واتجاهات متعددة وفي ذلك ثراء لعمله وإبداعه.

المترجم مصطفي محمود وقف أمام الصور الخيالية التي تشكلها الرواية، والمتعة الحقيقة والدسمة التي تشكلها قراءة رواية "خيال ساخن" والتي تنطلق في الفانتازيا.

(الرواية مرشحة لجائزة البوكر في الرواية العربية من خلال الدار العربية للعلوم في بيروت)

محمد العشري:

روائي وكاتب، يعمل جيولوجياً في مجال البحث والتنقيب عن البترول.

صدر له:"غادة الأساطير الحالمة"، "نبع الذهب"، "تفاحة الصحراء"، و"هالة النور".

وحاز على: جائزة نادي القصة في الرواية عام 1999، وجائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة في الرواية لعام 2000/ 2001، وجائزة إحسان عبد القدوس في الرواية لعام 2008.