مفاتيح رواية ( خميس في بلاد العجائب )
عزيزي القارئ :
مفتاح (١) إن قلت : إن هذه الرواية واقعية - خيالية - ساخرة - ساخطة - ضاحكة - باكية .... فلن تعدو الحقيقة كثيراً !؟
هي واقعية ؛ لأنها اختارت من الواقع صوراً منتزعة مؤسية !
وخيالية ؛ لأنني تخيلت فيها بعض المواقف ، وأردت أن ألون الصورة ببعض السخرية المرة ، فخيبني الواقع ، فكانت كما تخيلت وزيادة !؟
بعض مواقفها رأيته بعيني ، ولمسته بيدي ! وبعضها نقلته من معاناة الآخرين ! وبعضها أحسسته في أنفاس المكتووين !؟
مفتاح (٢) قال كبيرهم الذي علمهم الإجرام : لا حياة في سورية إلا للتقدم والاشتراكية !؟ وراحوا يمحون كل أثر يربطها بتاريخها وواقعها ومحيطها !؟
فانتقيت لها اسما منحوتاً من كلمتي : التقدم والاشتراكية !؟ فكان ( التقدراكية )
مفتاح (٣) عندما نشرتها على حلقات في مجلة المجتمع الكويتية في أواخر الثمانينيات ( وكان الظرف لايسمح بكثير من التصريح ) عرف الكثيرون مٓن المقصود ؟ وماالغاية !؟
فأردت أن أقف بعذابات خميس عند الحلقة العاشرة ، غير أن عدداً من الأصدقاء ألح بأن هناك الكثير ، لا بد أن يعرفه الآخرون في حياة البائس ( خميس ) فوصلت بها إلى أربع عشرة حلقة !
مفتاح (٣) بطل روايتنا ( خميس) نموذج لمواطن ضاقت به سبل العيش في بلده ، فخرج باحثاً عن عمل في إحدى الدول الغنية !
ولم أشأ أن أتدخل في مجرى الأحداث ( حياته ) ، فتركته وحده دون معين !؟ بل حمّلته كل مآسي الآخرين ( في السفارة وجواز السفر ، في مراجعة المخابرات ، في شهوده على مهزلة الانتخابات ، في زيارة المؤسسات الاستهلاكية ، في دفع الرشاوى عن طيب نفس - بالقهر - ، في البحث عن الدواء المفقود ، في الوقوف على الحواجز وابتزازها ، في البحث عن السجناء المفقودين ، في التفتيش والتمشيط ، وفي ... وفي... )
كل هذا وغيره حمله خميس ، وهو يعد نفسه رابحاً ! لا بسبب وصوله إلى حقوقه في وطنه ، ولكن لعدم وصول الأذى إليه !؟
-- أتركك مع خميس وهو ( أنت وأنا وهو وهم ونحن ) في بلاد العجائب ( سورية و ... و.. و. ) ، ومع تاريخ فترة مظلمة نستحيي أن نقول لأحفادنا إننا كنا نحيافيها ، ونأكل ونشرب !؟ وأننا تحملنا ( بصبر أو بذل ) واقعاً ننقله إليهم اليوم ، و لكننالا نرضاه لهم ، كمالانرضى أن يقولوا : إنا وجدنا آباءنا على أمة ، وإنا على آثارهم مقتدون !؟
فحسبكم أنْ ثرتم ، وانتفضتم ، وتحملتم ! فطوبى لكم أيها المنتفضون الثائرون ! ونحن نقدر فظاعة ما تلاقون ، ومدى الألم الذي تألمون !
وسوم: العدد 627