المضمون الإسلامي في شعر منير الكلاليب

clip_image001_f0d20.jpg

(1319- 1395ه)

(1901- 1975)

الشاعر منير الكلاليب شاعر إسلامي النزعة معاصر عاش في حمص .

تعرض للإهمال والنسيان ربما بسبب مواقفه المحافظة، وفي هذه الصفحات تعريف موجز به وبشعره .

أصله ونشأته :

هو منير بن عبد السلام بن خالد بن حسن بن عمر بن الشيخ حسن الكلاليب بن نعمة بك العشاني ( وفي الأوراق العشابي ) فهو من أصل عربي، ويقال : إن العشابي من أصل أندلسي، هاجر من الأندلس إلى حلب، ثم نزح بعض أولاده إلى حماة، فلبث فيها طويلاً، ثم غادر بعض أبنائه إلى حمص .

ويزعم بعضهم أنه من أصل كردي، ولم يثبت هذا بدليل ياء النسبة في العشابي التي هي خاصة في اللغة العربية مع ما تحمله كلمة ( العشاب) من معنى عربي .

أما إذا كانت الغساني هي النسبة الصحيحة فلا إشكال في عربية أصله .

ولد الأستاذ الشاعر منير الكلاليب سنة 1901م من آباء يتوارثون العلم والأدب فيأخذ الابن عن أبيه منذ الشيخ حسن الأول ( الكلاليب) إلى يومنا هذا، وكل منهم يلقب بشيخ .

فيحكى عن الشيخ حسن الأول أنه ذو قدم راسخة في العلم، كما كان الشيخ خالد، جدّ الأستاذ منير، من صناديد اللغة العربية وأعلام المذهب الشافعي، وكان كثير من أهل هذا البيت يتعاطون الشعر، فقد حاز عم الأستاذ منير وهو الشيخ أنيس الكلاليب، قصب السبق في مسابقة شعرية اشترك فيها شعراء العرب كافة في زمنه . وتولت نشر ذلك جريدة كانت تصدر يومئذ اسمها (ثمرات الفنون) بالإضافة إلى معرفته الواسعة بعلوم اللغة العربية .

وهب الله هذا الشاعر الذكاء الفطري .

دراسته :

تلقى دراسته فنال التحصيل الابتدائي، وكان عازماً على إكمال دراسته، ولكنه أصيب بالتهاب عظمي في مفصل رجله اليسرى الحرقفي، إذ كان يخطب بدار الحكومة في حمص، واضطر أن ينفصل عن طلب العلم المقيد بالصف إلى طلب العلم المطلق بأن يختلف إلى العلماء والأدباء والشعراء المشهورين في تلك الأيام وعكف على مطالعة كتب الأدب ومكتبة أسرته غنية بنفائس الكتب والمؤلفات، وقد رحل إلى القاهرة فمكث فيها حيناً من الدهر يتردد على دار كتبها وعلى جامعها الأزهر .

عمل مدرساً في المدارس الثانوية بمدينة حمص، فتخرج على يديه أعداد كثيرة من الطلاب .

مؤلفاته :

له ديوان شعر عنوانه :

1-( من شعر منير الكلاليب ) يشتمل على تسعة أبواب .

2-كتاب في المعاني والبيان والبديع – لم يطبع .

3-طريقة تعليم الأميين .

4-الإصابة في تعليم القراءة بعد الكتابة .

الانتاج الشعري :

له ديوان عنوانه : ( من شعر منير الكلاليب ) – مطبوع .

وأورد له كتاب : الحركة الشعرية المعاصرة في حمص 1900- 1956م – عدداً من النماذج الشعرية .

بالإضافة إلى كتاب : من أعلام حمص – ج1 .

وله مطولة شعرية ذات نفس ملحمي، عنوانها : ملاحم عربية وأساطير إسرائيلية .

وديوان مخطوط تذكر المصادر أن قصائده في الموضوع القومي .

انشغل شعره بتاريخ العرب ووقائعهم، مثل : موقعة القادسية، وذي قار قديماً .

وكفاح الشعب الجزائري من خلال ثورته حديثاً .

وله شعر في الغزل يدعو فيه إلى السلوان والتأسي، إلى جانب شعر له في الحث على منح الإنسان حقوقه وتمكينه من حريته ، كما كتب في فضل الأم .

المضمون الإسلامي في شعره :

ملاحم إسلامية :

صور الشاعر ملحمة الإسلام في القادسية ضد الفرس، حيث مزّق الله ملك المجوس استجابة لدعوة الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول الشاعر :

أورد الظامئين منهل ماء             من معين من روضة غناء

غارساً من ملاحم العرب أشجا       راً خباها دون لدان ماء

ذي عروس والعمر سبعون يوماً        وهي بكر تزف للأدباء

مهرها فهو القبول وشيء           من دعاء ونفحة من رضاء

قصد الفرس جيش سعد بن أبي وقا   ص يجتاز واسع الأفلاء

هب كسرى لدرئهم جاعلا من        رستم قائداً مجيد النداء

وتلاقوا في القادسية والحر           بُ لظاها مسعورة الإبراء

حملَ العرب حملة طاح فيها          رستم في جيوشه الخرماء

يمم الفرس هاربين جلولا         ء ، فكانوا في إثرهم باقتفاء

وامحت دعوة الأكاسر من بعــــــــــــــــــــــد عـــــــــــــــراك ومقتل في وماء

حققت دعوة النبي عليهم          إذ دعا أن يمزقوا كغشاء

فرنسا تحتل الجزائر :

وجهت فرنسا جيوشها المدججة بالسلاح لاحتلال الجزائر ، فوقفت الدول الإسلامية تنتظر دورها ، وها هو الشاعر منير كلاليب يفضح جرائم المستعمرين ضد الشعب المسلم الأعزل:

أرســــــــــــــــلت جيشها المدجج يحتلـــــــــــــــــــــ   ل بلاداً لأمة عزلاء

واستباحوا مـــــــــن الجزائر مــــــــــا ليــــــــس مباحا لأهلها الجلداء

فاستجاروا بالغرب منها فكانوا مستجيرا بالنار من رمضاء

استقلال الجزائر :

وحظي أهل الجزائر بثمرة جهادهم المرير، بعد مليون شهيد رووا ثرى الجزائر الطهور أينع الثمر، واستقلت الجزائر :

جنيتم من جهادكم انتصارا      ومن غرس الجهاد جنى الفخارا

قفوتم بالعلا آباء صـــــــــــــدق        جــــــــــــــــروا شوطاً بعيداً لا يجارى

نصبتم للأباة منـــــــــــــــــــــار عزٍّ        فمـــــــــــــــــــن رامَ الحياة عليه سارا

تخذتم في الخطوب وفي الرزايا           ثباتكم وحزمكم شعارا

يكاد القلب يقصد حيث كنتم        فلو حملته أجنحة لطارا

تكريم الأم :

للأم دور كبير في تربية الأولاد ، فالذي ربى المسيح ورعاه امرأة ، والذي آسى الرسول ووقف إلى جانبه في بداية الدعوة امرأة عظيمة هي خديجة ، يقول الشاعر :

كثيرات صنوف الأمهات       وأولاهــــــــــــــن بــــــــر الأمـــــهات

وما ولد المسيح وما رعاه       ســـــــــــــوى امـــــرأة من المتبتلات

آسى رســـــــــــــــــــــــــول الله إلا       خديجة يوم لم يك من أساة

الشمس وهي من الإناث       لظل هلالكم في المظلمات ِ

ذكرى الشهداء :

هو شاعر مجيد وهبه الله بلاغة التعبير ورقة الوصف ومن شعره البديع قوله بمناسبة ذكرى الشهداء في 6 أيار :

ذكرى لأيار تجـــــــــــــــــدّ فتؤلم ُ      فلها به مــــــــــــــــــــــــــــــــن كلّ عـــــام مأتمُ

وفمُ الزمان مهدل وجفونه    حزناً على العرب الجحاجح تسجمُ

وكأن كلّ محـــــــــــــــلة بمناحة ٍ       شغــــــــــــــلت وجللها حداد أسحمُ

عاثتْ يدُ الجاني بجنتهم           وما رأفت بأزهار تهش وتبسمُ

أشجى جمالاً أن يسيرَ أريجها        في الخافقين فينتشي المتنسمُ

قصفت يداه أولئك الملأ الألى  بذلوا النفوس بقومهم واستسلموا

من كلّ قمري بذروة ســــــــــــــروة ٍ       غــــــــــــــــردٍ بمجد جدوده يترنّمُ

(عبد الحميد) (وعزة الجندي) معاً     ورفيق سلوم وغرّ أعدموا

ومن نظمه في الغزل ما يدل على رقة شعره وأسلوبه وخياله الرشيق قوله :

خطرت على ولم تحيي فمالها      أســـــعى لها بي شأني فأمالها

وغمزتها فنبت ولوّت خدها    صعراً علي وأحدقت كلكالها

ومنها :

يا للغرام لنفس صبٍّ شفّها      طول السهاد وطردها عذالها

هل من سبيل أن يطيف خيالها   فعساي أبرأ أن رأيتُ خيالها

أشكو فيأسوني الطبيب بقولها      نستعض عنها تجدْ أمثالها

موقفه من جرائم المستعمرين :

ورأى منير الكلاليب أن قانون الطوائف الذي فرضه الفرنسيون مزّق الأمة، وأسخط الشعب، وسوّد صفحة التاريخ :

جاؤوا بما لم تجئ ( آشور) قبلهم       به وشنّعه الـــــــــــــــــــــــــــــتاريخُ إذ كتبا

وقبل جاؤوا (بقانون الطوائف) في      ما أسخط الله والإسلام والعربا

وأكد منير الكلاليب تعاون أعوان الاستعمار مع الغربيين في تمزيق البلاد، لقاء حفنة من المال :

طال الثواءُ على تفرقنا بما       حاكته من دسٍّ يدُ العدوان ِ

الغربُ لا ينفكُّ في تفريقنا     ليسوسنا ويكون ذا السلطانِ

وأعانه دخلاءُ حلّوا بيننا           هم عابدو ديناره الفتّان ِ

وعمّم منير الكلاليب جرائم الفرنسيين، فقال :

ففي حماة وما دانى حما بسطوا       يد الأذى وبحمص ثمّ في (حلبا)

وفي دمشق وحوران وتلكلخ               وغيرهنَّ دمٌ أجروه منسكبا

تحرشوا ببني تلك الديار على         غير اجترام ٍ وأغشوا طفلها رُعبا

فمن برئٍ أذاقوه الحِمام َ ومن        طفلٍ أبادوا وبيت ٍ غادروا خَرِبا

ومن قذائف ألقوها مــــــــــــــــدمّرة ٍ       ومن قذائف أخرى أضرمتْ لهبا

ومثلوا بفتيلٍ جــــــــــــــــــــــــــــــدّلوه ويا       له فظيعاً جنـــــــــوه الوحشُ عنه نبا

يارُربّ طفل بسيّاراتهم صدموا      عمداً وما قِيدَ ممن أحدث السّببا

تعرية الواقع الفاسد :

وقد قرّع منير الكلاليب ضعاف النفوس، الذين اشتراهم المتنفذون بحفنة دراهم، وأفصح من خلال ذلك عن أثر المال السيء في علاقات الناس :

يا عــــــــــــــــابد الدينار حسبكَ لونه      هلاّ اتعظتَ بصفرة اليرقان ِ؟

إنا نرى الدينار ناراً والهــــــــــــــــــــــوى       فيه قرينُ عبـــــــــــــــــادة الأوثان ِ

شرف الفتى في ذوده عن حوضه      لا في احتواء التبر والعقيان ِ

وأكد الشاعر في قصيدة أخرى أن المال هو أصل جميع الشرور، وهو سبب فساد المجتمع :

وحبُّ المال أسباب التلاحي         وأصل الشرّ في جمع الحطام ِ

البؤس الاقتصادي :  

ومما زاد البؤس الاقتصادي سوءاً نهمُ المستغلين وجشع المحتكرين، يقسم منير الكلاليب على ذلك :

لعمرك ما احتكار القوت إلا            دناءاتٌ ومــــــــلأمةٌ وشـــرُّ

إذا أغضى ولاة الأمر عنــــــــه            فذلك منهم ضعف يَفُرُّ

فهو يرى أن احتكار قوت الشعب دناءة وشرّ على الحكام ألا يتهاونوا فيه؛ لأنه يعني مزيداً من المال في يد الأفراد المحتكرين ومزيداً من البؤس والفقر لعامة الشعب، وهنا تزداد نقمة الجائعين، ويستعِر حقدهم على المحتكرين .

عوامل تفتح الوعي :

كانت هناك عدة عوامل أدّت إلى تفتح الوعي الإسلامي في سورية، منها : الحركة السلفية الإصلاحية وعلى رأسها جمال الدين القاسمي ، والشيخ طاهر الجزائري ، ومحب الدين الخطيب ، ثم انطلاق الحركة الإسلامي على يد ثلة من العلماء المجاهدين الأخيار الذين لعبوا دوراً مهماً في الإصلاح والتجديد منهم : الإمام مصطفى السباعي، ومحمد الحامد، وعصام العطار، وعبد الفتاح أبو غدة، وسعيد حوى وبقية قادة العمل الإسلامي الحركي المنظم، ولا سيما الحركة الإسلامية، وجمعية التمدن الإسلامي، ورابطة العلماء، وبعض علماء التصوف .

 وهناك عامل آخر هو تأسيس المجمع العلمي العربي بدمشق الذي قام بتحقيق الكتب التراثية ونشرها، والاحتكاك بالثقافة الغربية عن طريق البعثات العلمية والاحتلال المباشر، وكذلك لعبت الترجمة دوراً في الإطلاع على ثقافات الأمم الأخرى . وقد كان للطباعة دور متميز في تطوير الوعي، ويقرّ أنيس الخوري المقدسي بأن المطابع العربية قد أخرجت عدداً كبيراً من الكتب والصحف والرسائل، فساعدت على نشر العلم والثقافة وكذلك كثرة المجلات والجرائد، والنوادي .

فحين بنى (محفل أميسا ) للأحرار في حمص نادياً للمحاضرات، أقيمت حفلة للتدريس 1931م، أنشد فيها منير الكلاليب :

نادٍ تكادُ تمسُّ في أرجـــــــــــــائه       ماءَ المواعظِ والعلوم مفجّرا

وتكادُ تحسبُ بابه فمَ واعظٍ     أو شاعر يتلو القريض مُحيَّرا

هموم الأسرة وعلاقاتها :

لقد اعتنى الإسلام بالفرد المسلم؛ لأنه الركيزة في الأسرة المسلمة، ومن ثم المجتمع المسلم، وقد لاحظ الشاعر منير الكلاليب أن المعاناة ليست بسبب الظروف العامة الخارجية المحيطة بالأسرة فحسب، وإنما قد يكون مصدرها أفراد الأسرة أنفسهم، وتسلط بعضهم على بعض، وعندئذٍ تكون أشدّ وأقسى وأكثر ألماً.

وهذا ما حدا بالشاعر منير الكلاليب إلى تحديد العلاقات الأسرية وتوزيع التبعات الشخصية بين أفراد الأسرة ، من مثل ما فعله منير الكلاليب حين حدّد واجبات كلّ فرد وحقوقه عن طريق النصح والإرشاد وبأسلوب مباشر :

وللبعل حقٌّ إن وفّيت ِ به يعشْ       وإيــــــــــــــاكِ في رفهٍ وبيتكِ عامرُ

وليس من الإنصاف تكليفه الذي     يضيقُ عليه كسبُه والمتـــــــــــاجرُ

وما حسناً أن تشركيه بشــــــــــــــــــأنه      ولا أن تلي من أمره ما يُساور

إذا مارسَ الزوجات شغل رجالها    أضاعتهمُ والولدُ فالجمع خاسرُ

عليهنّ أن يعرفـــــــــــــــنَ تربية الذي        يلدْنَ وأن يرعينهُ وهو قاصرُ

وعلمكِ تدبير المنـــــــــــــــــازل لازم ٌ         عليكِ وحقٌّ شأنه لا يغادرُ

الحجاب والسفور :

نبّه الشاعر منير الكلاليب المرأة إلى خطر السفور والتبرج، وحذّرها من الدعوات المغرضة :

فلا تخدعي من معجبٍ بتبرج ٍ         فما هو إلا سيء الظنّ غادرُ

وبيّن منير الكلاليب خطر الاختلاط في المقاهي والحانات على المرأة، لما فيها من شراب، وذئاب بشرية تجرّان إلى مهاوي الرذيلة :

وليس رقيّاً أن تعاطى مــــــــــــــــدامة      وتؤويك ِ حاناتٌ وطوراً دساكرُ

فكم من فتاةٍ جرّها السكرُ للذي   يؤرقـــــــــــــــــــــها في العار والعارُ صائرُ

وذاتِ عفافٍ لن تجيبَ مراوداً      ومذ سكرت لانتْ إلى من يعاقرُ

النيل من شارب الخمرة وبيان مضارها :

لقد تتبع منير الكلاليب مساوئ الخمرة ومضارها تتبع العالم الممحص لينفّر منها وليكره بها :

ولو لم يكن في الخمر شرٌّ لما دعا        إلى منعها أهل النهى وتضافروا

يكافحها الشعبُ العريقُ حضارةً         ويعنى بها مَنْ في الحضارة آخرُ

وهل كافحت أهل النهى غير ما به    أذًى ظاهر أو ما به الشرُّ ظاهرُ؟

وإنّ أذى السكيّر يسري لولـــــــــــــــــده     فهمُ بُلداء الطبع والجســــمُ خائرُ

تصوير آلام الفقراء :

ويصور منير الكلاليب مظاهر البؤس والشقاء والحرمان، ويراها بعيد الحرب العالمية الثانية أكثر انتشاراً في قصيدته ( الضمان الاجتماعي) فيقرن الفقر بالمرض والجهل والبطالة :

علامَ البائسون بكلِّ صقع ٍ       وناحية ٍ لهم سيْر ونشرُ ؟

يطوفُ يتيمهم يبغي لماظاً       فيرجع جائعاً والكفُّ صِفرُ

ويسعى حافياً والثوب بالٍ       كأنَّ الجسم لا يغشاه سَترُ

غزت جثمانه الأمراض شتّى     وناصر جيشها جهل وفقر

وبعد أن سردَ أحوال اليتيم من جوع وتشرّد وعري ومرض وجهل، وصف لونه الشاحب وصفرة جسده، ونومه على قارعة الطريق، ومطاردة الشرطة له، من مكان لآخر :

يفيق بضرب شرطيٍّ عُتُلٍّ        ولا يمري ضروعاً ولا تدُرُّ

فيحمل سِلعةً ويطوف فيها      ويطلبُ شارياً والبيعُ نزرُ

يعولُ على حداثته صغاراً      وأما عضّهم شظفٌ وعسرُ

ويرى الشاعر أن البطالة زادت الطين بلة في فقر الفقراء، وساهمت في جعلهم أكثر تعاسة وشقاء، وجعلت الحياة من حولهم أقسى وأمرّ :

وثمّ بطالة ٍ جرَّتْ أناساً       لساحة شقوة والعيشُ مرُّ

الدعوة إلى تحسين الوضع الصحي لأفراد الأمة :

وأمام الواقع الصحي والاجتماعي، تنادى معظم شعراء المرحلة إلى إنشاء الجمعيات الخيرية، وطالبوا الحكومات بإقامة المشافي ودور العجزة لإيواء الفقراء ومداواتهم، حين رأى منير الكلاليب الأوبئة والأمراض تغتال العباد في وطنه، صرخ مطالباً الحكام بإشادة دور العجزة والمشافي :

ذوات اللون لسْنَ به سواء      هنا ( اليرقان) ثم هناك تبرُ

ومصدورٌ يدبُ على عصاه     عــــــــــــــــــــــــــلتهُ كبرةٌ وعلاهُ بُهر

فينهجُ إذ يشدّ (الربو) شدّاً     ولا مـــــــــال يُداوي ما يضرُّ

تغلب على لغته المباشرة والتقريرية التي جاءت نتيجة طبيعية – ربما – للنهج السردي الذي التزمه فيما كتب من شعره خياله قريب، التزم المسلك الخليلي إطاراً لبناء القصيدة .

مصادر الدراسة :

1-            أعلام الأدب والفن – أدهم الجندي – ج1 – مطبعة مجلة صوت سورية – دمشق – عام 1954م .

2-            الحركة الشعرية المعاصرة في حمص 1900- 1956م : محمد غازي التدمري – مطبعة سورية – دمشق – 1981م .

3-            من أعلام حمص – ج1 – دار المعارف – حمص – 1999م .

4-            معجم البابطين : ذكر له ملاحم عربية، ذكرى الشهداء، تكريم الأم .

5-            الشعر الاجتماعي في سورية – د . حسن عبد المحسن .

وسوم: العدد 632