عيوب الكلام في تراث العرب

بحث محكم نشر في مجلة التاريخ العربي، يصدرها اتحاد المؤرخين المغاربة، العدد 24  خريف 2002م. الرباط، المغرب  ص(9-61)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

   

    مقدمة

تحتل اللغة في كل أمة موضعا في غاية الأهمية، فهي أحد أهم العوامل التي تشكل هوية الأمم، فيقال الأمة العربية والتركية والفارسية ونحو ذلك مما هو نسبة إلى اللغة بالدرجة الأولى، وأما الدين فهو الأكثر أهمية من حيث التشريع وتكوين هوية المجتمع الأيديولوجية وفلسفته واتجاهاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بيد أن الأديان عموما على أهميتها غالبا ما تكون عالمية متجهة إلى الإنسانية قاطبة، متجاوزة لنطاق أمة بعينها أو شعب بعينه، فهي تشكل قواسم مشتركة وفلسفة موحدة للحياة بين منظومة الأمم والشعوب التي تنتمي إليها، وأما اللغة فهي تشكل الهوية القومية لكل أمة، مما يثري الثقافات والتعددية في الرؤى بين أبناء الدين الواحد، ويعطي حدا كبيرا من التنوع في الفكر والآداب والفنون لكل أمة.

والأمة العربية هي الأكثر حظا بين الأمم لأن لغتها هي لغة الكتاب الخالد المنزل من السماء وهو القرآن الكريم، وهو كتاب معجز ببيانه وأسلوبه في الدرجة الأولى، ناهيك عن إعجازه في تشريعه وإخباره بالغيوب وذكره للحقائق العلمية، ونحو ذلك، مما جعل هذه اللغة لا تنفك عن الدين الحنيف، تنتشر حيثما وجد الدين، فتجاوزت بذلك صفة الإقليمية المحدودة، وصارت لغة عالمية، يعبر بواسطتها العربي والمسلم في أي بقعة من العالم عن ما يريد، وقد شعر المسلمون جميعا بأهمية هذه اللغة، ونهض العرب والأعاجم معا لخدمتها بعد الإسلام، ولقد برع الكثير من الأعاجم في التقعيد لعلوم هذه اللغة النحوية والصرفية والبلاغية إلى جانب إخوانهم العرب، وذلك من أمثال: ابن المقفع (ت 143ه) سيبويه (ت 180ه )، وأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت 208ه)، والجاحظ (ت255 ه)، وابن قتيبة (ت 276ه) وابن جني (ت 392ه)، وعبد القاهر الجرجاني (ت 471 ه)، والزمخشري (ت 537ه)، والسكاكي (ت 606ه)، وغيرهم من العباقرة الأفذاذ.

                   وقد حظيت هذه اللغة العربية الشريفة وآدابها منذ الجاهلية وبعد الإسلام بجهود جبارة لم تحظ بها أي لغة أخرى في زمانها، فتم جمع مادتها المعجمية وتدوينها، وتم تأسيس علم النحو ومدارسه المتعددة: الكوفية والبصرية والشامية والمصرية والأندلسية، وحظيت بقية علومها بالتدوين والتقعيد كالصرف والعروض، وتم جمع الأدب ودواوينه، ثم جاء دور البلاغة بعد ذلك، فتم تدوين علومها والتقعيد لتلك العلوم، وبهذا اكتمل صرح البناء اللغوي العظيم، وإنه لإنجاز تفخر به هذه الأمة، ولا سيما انه جاء في عصر لم تكن وسائل البحث العلمي فيه ميسرة ولا منشرة، ولكن الإرادة الصلبة لدى أولئك الأفذاذ من العلماء سيرت أمامهم الجبال.

    ومما عني به السابقون: صفاء هذه اللغة، ونفي الغش والزغل عن مفرداتها، فهي لآلئ لا ينبغي أن تختلط بالحصا والتراب، يقول أبو العلاء المعري في هذا السياق:[2].

    وأما البلاغة في الكلام فهي: "مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته”[4]، والبلاغة ذات مراتب متعددة“ولها طرفان: أعلى وهو حد الإعجاز وما يقرب منه، وأسفل وهو ما إذا غير الكلام عنه إلى ما دونه التحق عند البلغاء بأصوات الحيوانات، وبينهما مراتب كثيرة، وتتبعها وجوه أخر تورث الكلام حسنا”[6].

ويأتي في مقدمة الأنبياء والمرسلين فصاحة وبلاغة صفوة الخلق محمد عليه السلام الذي اختص من بينهم بجوامع الكلم، حيث قال متحدثا بنعمة الله عليه:  (فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض ومسجدا وطهورا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبييون)[8]

فعملية البيان في البداية والنهاية ضرورة للإنسان حتى يعيش على وجه الأرض، ويتواصل مع بني جنسه، وضرورة للأنبياء والمرسلين حتى يقيموا منهج الله في الأرض، وضرورة لأعداء هذا المنهج أيضا الذين نصبوا أنفسهم لمواجهة الأنبياء والمرسلين بالكلام المنمق أو زخرف القول كما ذكر القرآن الكريم، وفي هذا الصدد يقول الجاحظ (ت 255ه): "وذكر الله تبارك وتعالى جميل بلائه في تعليم البيان، وعظيم نعمته في تقويم اللسان، فقال: (الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان)[10]، ومدح القرآن بالبيان والإفصاح، وبحسن التفصيل والإيضاح، وبجودة الإفهام وحكمة الإبلاغ، وسماه فرقانا كما سماه قرآنا، وقال: (عربي مبين)[12]، وقال: (وتنذر به قوما لدا)[14]

وهناك أحد الأنبياء من أولي العزم كانت لديه عقدة في لسانه، وهو موسى عليه السلام، وقد تعددت الأقوال في سببها، قيل إنه أصابه في لسانه لثغة، بسبب تبك الجمرة التي وضعها على لسانه، والتي كان فرعون أراد اختبار عقله بها[16].

وأنبأنا الله تبارك وتعالى عن تعلق فرعون بكل سبب، واستراحته إلى كل شغب، ونبهنا بذلك على مذهب كل جاحد معاند، وكل محتال مكايد، حين خبرنا بقوله: (أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين)[18] وقال: (ويضيق صدري ولا ينطلق لساني) [20] إلى قوله: (قد أوتيت سؤلك يا موسى)[22]

وفي هذه القصة من العبر الكثير، ويهمنا هنا أن فيها ما يحثنا على ضرورة تحسين الأداء اللغوي لدى أطفالنا وكبارنا، وإذا تعسر ذلك بواسطة الطب الذي أمرنا النبي عليه السلام بالتماسه، فليكن باللجوء إلى الله مسبب الأسباب، وهو على كل شيء قدير.

وفي القرآن توجيهات وآداب كثيرة للبيان والمناقشة والحوار، فمنها ضرورة الكلام بصوت لا يتجاوز آذان السامعين فيؤذيهم، قال تعالى على لسان لقمان عليه السلام: (واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)[24]، والسبب في الآية أن المؤمنين كانوا يقولون للنبي عليه السلام إذا ألقى عليهم شيئا من العلم راعنا يا رسول الله! أي راقبنا وانتظرنا وتأن بنا حتى نفهمه، وكانت لليهود كلمة يتسابون بها عبرانية أو سريانية وهي (راعينا) فلما سمعوا بقول المؤمنين راعنا، اغتنموا الفرصة وخاطبوا به الرسول وهم يعنون تلك المسبة، فنهي المؤمنون عنها وأمروا بما هو بمعناها وهو انظرنا كما ذكر الزمخشري (ت 537ه)[26]. والتحريف: الإمالة والإزالة "لأنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه غيره فقد أمالوه عن مواضعه"[28].

وفي السنة النبوية حديث مفصل عن البيان، وقد مدحه النبي عليه السلام بشكل عام، فقد قال عليه السلام مشيدا بعظمة البيان وتأثيره في النفوس: (إن من البيان لسحرا)[30]. وقد اتخذ الإسلام الكلمة الموحية المؤثرة أداة لنشر الدعوة، وجعل رسالة الأديب المسلم  الذود عن هذه الدعوة، فعن البراء، قال: قال النبي  صلى الله عليه وسلم  يوم قريظة لحسان بن ثابت: (اهج المشركين، فإن جبريل معك) وكان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول لحسان: (أجب عني، اللهم أيده بروح القدس) متفق عليه[32]، وتأولته عائشة رضي الله عنها في الأشعار التي هجي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنكرت قول من حمله على العموم في جميع الشعر، وإذا قلنا بما روي عن عائشة في ذلك، فليس في الحديث إلا عيب امتلاء الجوف منه، وأما رواية اليسير منه على جهة الحكاية، أو الاستشهاد على اللغة، فلم يدخل في النهي، وقد رد أبو عبيد على من تأول الحديث في الشعر الذي هجي به الإسلام، وقال: رواية نصف بيت من ذلك الشعر حرام، فكيف يخص امتلاء الجوف منه بالذم؟ وعائشة أعلم، فإن البيت والبيتين والأبيات من تلك الأشعار على جهة الحكاية بمنزلة الكلام المنثور الذي ذموا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا فرق، وقول عائشة الذي قدمناه ذكره ابن وهب في جامعه، وعلى القول بالإباحة، فإن النفس تقذر تلك الأشعار، وتبغضها وقائليها في الله، فالإعراض عنها خير من الخوض فيها والتتبع لمعانيها"[34]. وقيل: (لو كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب). قال صاحب البلاغة والخطابة، وأهل البيان وحب التبيين: إنما عاب النبي صلى الله عليه وسلم المتشادقين والثرثارين، والذي يتخلل بلسانه، تخللَ الباقرة بلسانها، والأعرابي المتشادق، وهو الذي يصنع بفكيه وبشدقيه ما لا يستجيزه أهل الأدب من خطباء أهل المدر، فمن تكلف ذلك منكم فهو أعيبُ، والذم له ألزم… وليس الصمت كله أفضلَ من الكلام كله، ولا الكلام كله أفضلَ من السكوت كله، بل قد علمنا عامة الكلام أفضل من عامة السكوت"[36] ونحن نعوذ بالله أن يكون القرآن يحث على البيان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على العِيِّ، ونعوذ بالله أن يجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين البَذاء والبيان، وإنما وقع النهي على كل شيء جاوز المقدار، ووقع اسم العِيِّ على كل شيء قصَّر عن المقدار، فالعِيُّ مذموم والخطل مذموم، ودين الله تبارك وتعالى بين المقصر والغالي"[38]، والمتزيدين في جهارة الصوت وانتحال سعة الأشداق، ورُحْب الغلاصم، وهدل الشفاه"[40].

والتنافر بين الحروف يرجع إلى بنية الكلمة أساسا، وذلك عندما لا يكون هنالك تجانس صوتي بين حروفها مما يسبب صعوبة النطق بها وهو معيب عند الفصحاء، ويعبر البلاغيون عن ذلك بقولهم: “فالتنافر منه ما تكون الكلمة بسببه متناهية في الثقل على اللسان، وعسر النطق بها، كما روي أن أعرابيا سئل عن ناقته، فقال: (تركتها ترعى الهُعْخُعَ). ومنه ما دون ذلك كلفظ مستشزرات في قول امرئ القيس:

* غدائره مستشزرات إلى العلا *[42].

بل لقد اشترط الأسلاف أيضا خفة الحركات في الكلمة الواحدة لكي يسهل النطق بها، يقول ابن الأثير (ت558 ه): "ومن أوصاف الكلمة أن تكون مبنية من حركات خفيفة، ليخف النطق بها، وهذا الوصف يترتب على ما قبله من تأليف الكلمة، ولهذا إذا توالى حركتان خفيفتان في كلمة واحدة، لم تستثقل، وبخلاف ذلك الحركات الثقيلة، فإنه إذا توالى منها حركتان في كلمة واحدة استثقلت، ومن أجل ذلك استثقلت الضمة على الواو، والكسرة على الياء، لأن الضمة من جنس الواو، والكسرة من جنس الياء، فتكون عند ذلك كأنها حركتان ثقيلتان"[44]

والعيب الثالث الذي يعتري اللفظة المفردة هو "ومخالفة القياس، كما في قول الشاعر: 

* الحمد لله العلي الأجلل *

فإن القياس: (الأجلِّ) بالإدغام. وقيل: خلوصه مما ذكر، ومن الكراهة في السمع، بأن تُمجَّ الكلمة، ويُتبرأُ من سماعها، كما يُتبرأ من سماع الأصوات المنكرة، فإن اللفظ من قبَيل الأصوات، والأصوات منها ما تستلذ النفس سماعه، ومنها ما تكره سماعه، كلفظ (الجِرِشى) في قول أبي الطيب:

* كريمِ الجِرِشَّى شريفِ النسبْ *

أي كريم النفس،وفيه نظر. ثم علامة كون الكلمة فصيحة أن يكون استعمال العرب الموثوق بعربيتهم لها كثيرا، أو أكثر من استعمالهم ما بمعناها”[46].

وبسبب تتبع هذه السهولة ربما تركت العامة الفصيح واتبعت ما هو أقل فصاحة، يقول الجاحظ (ت 255ه): "والعامة ربما استخفت أقل اللغتين وأضعفهما، وتستعمل ما هو أقل في أصل اللغة استعمالا، وتدع ما هو أظهر وأكثر، ولذلك صرنا نجد البيت من الشعر قد سار، ولم يسر ما هو أجود منه، وكذلك المثل السائر"[48].

ولأن مراعاة أحوال الناس ضرورة، فهم بطبعهم ينزعون إلى السهولة في الألفاظ والتراكيب، فقد دعا الجاحظ (ت 255ه) إلى إلقاء النوادر كما هي، وعدم التلاعب بحروفها وكلماتها بقصد إصلاح اللحن فيها، لأن ذاك سيفسد جمالها، ولا يتقبلها الناس بعد ذلك، يقول: "ومتى سمعت حفظك الله بنادرة من نوادر كلام الأعراب، فإياك أن تحكيها إلا مع إعرابها ومخارج ألفاظها، فإنك إن غيرتها بأن تلحن في إعرابها، وأخرجتها مخارج كلام المولدين والبلديين، خرجت من تلك الحكاية وعليك فضل كبير، وكذلك إذا سمعت بنادرة من نوادر العوام، ومُلحة من مُلح الحشوة والطَّغام، فإياك أن تستعمل فيها الإعراب، أو تتخير لها لفظا حسنا، أو تجعل لها من فيكَ مخرجا سرِيا، فإن ذلك يفسد الإمتاع بها، ويخرجها من صورتها، ومن الذي أريدت له، ويذهب استطابتهم إياها واستملاحهم لها"[50]، والإطالة من غير ضرورة، والتكرير، والوحشي المتروك[52].

وبين أبو هلال العسكري (ت 395 ه) السبيل الأمثل لصناعة الكلام الجيد، يقول: "إذا أردت أن تصنع كلاما فأخطر معانيه ببالك، وتنوق له كرائم اللفظ، واجعلها على ذكر منك، ليقرب عليك تناولها، ولا يتعبك تطلبها، واعمله ما دمت في شباب نشاطك، فإذا غشيك الفتور، وتخونك الملال، فأمسك، فإن الكثير مع الملال قليل، والنفيس مع الضجر خسيس، والخواطر كالينابيع، يسقى منها شيء بعد شيء، فتجد حاجتك من الري، وتنال أربك من المنفعة، فإذا أكثرت عليها نضب ماؤها، وقل عنك غناؤها"[54].

ويعنون بالضعف عدم اتباع الذائع الصحيح من قواعد النحو العربي، "فالضعف كما في قولنا: (ضرب غلامُهُ زيدا) فإن رجوع الضمير إلى المفعول المتأخر لفظا ممتنع عند الجمهور، لئلا يلزم رجوعه إلى متأخر لفظا ورتبة”[56].

وأما التعقيد فهو يسبب خفاء الدلالة بسبب سوء النظم، أو فساد في المعنى، ويعبرون عنه بقولهم: “..والتعقيد أن لا يكون الكلام ظاهر الدلالة على المراد به، وله سببان:

أحدهما: ما يرجع إلى اللفظ، وهو أن يختل نظم الكلام، ولا يدري السامع كيف يتوصل منه إلى معناه، كقول الفرزدق:

وما مثله في الناس إلا مملكا                أبو أمه حي أبوه يقاربه

كان حقه أن يقول: وما مثله في الناس حي يقاربه، إلا مملكا أبو أمه أبوه… فالضمير في (أمه) للمملك، وفي (أبوه) للممدوح، ففصل بين (أبو أمه) وهو مبتدأ، و(أبوه) وهو خبره ب: (حي) وهو أجنبي، وكذا فصل بين (حي) و (يقاربه) وهو نعت حي ب (أبوه) وهو أجنبي، وقدم المستثنى على المستثنى منه، فهو كما تراه في غاية التعقيد. فالكلام الخالي من التعقيد اللفظي: ما سلم نظمه من الخلل، فلم يكن فيه ما يخالف الأصل من تقديم أو تأخير، أو إضمار أو غير ذلك، إلا وقد قامت عليه قرينة ظاهرة لفظية أو معنوية…

والثاني: ما يرجع إلى المعنى، وهو ألا يكون انتقال الذهن من المعنى الأول إلى المعنى الثاني الذي هو لازمه والمراد به ظاهرا، كقول العباس بن الأحنف:

سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا             وتسكب عيناي الدموع لتجمدا

كنى بسكب الدموع عما يوجبه الفراق من الحزن وأصاب … ثم طرد ذلك في نقيضه، فأراد أن يكني عما يوجبه دوام التلاقي من السرور بالجمود، لظنه أن الجمود خلو العين من البكاء مطلقا من غير اعتبار شيء آخر، وأخطأ، لأن الجمود خلو العين من البكاء في حال إرادة البكاء منها، فلا يكون كناية عن المسرة، وإنما يكون كناية عن البخل"[58]

كما لا يدخل في التعقيد أيضا أبيات المعاني، يقول القاضي الجرجاني (ت392 ه): "وليس في الأرض بيت من أبيات المعاني لقديم أو محدث إلا ومعناه غامض مستتر، ولولا ذلك لم تكن إلا كغيرها من الشعر، ولم تُفرد فيها الكتب المصنفة، وتُشغل باستخراجها الأفكار الفارغة، ولسنا نريد القسم الذي خفاء معانيه واستتارها من جهة غرابة اللفظ وتوحش الكلام"[60]"[62].

ثم تحدث عن المعاظلة، فقال: "وهي التي وصف عمر بن الخطاب زهيرا بمجانبته لها أيضا، فقال: وكان لا يعاظل في الكلام. وسألت أحمد بن يحيى عن المعاظلة، فقال: مداخلة الشيء، يقال: تعاظل الجرادتان، وعظل الرجل المرأة، إذا ركب أحدهما الآخر."[64]

فسمى الصبي تولبا، وهو ولد الحمار"[66].

          وانتقل قدامة إلى الحديث عن الكلام في عيوب الوزن، فقال:

"الخروج عن العروض، وقد تقدم من استقصى هذه الصناعة"[68].

2- الزحاف: "وهو أن ينقص الجزء عن سائر الأجزاء، فمنه ما نقصانه أخفى، ومنه ما هو أشنع، وهو في ذلك جائز في العروض"[70]، وذكر من العيوب ما يلي:

1- التجميع: "وهو أن تكون قافية المصراع الأول من البيت الأول على روي متهيئ لأن تكون قافية آخر البيت بحسبه، فتأتي القافية بخلافه، مثل ما قال عمرو بن شأس:

تذكرتُ ليلى لات حينَ ادكَّارها   وقد جُنيََ الأصلابُ ضُلاً بتضلالِ[72].

3- الإيطاء: "وهو أن تتفق القافيتان في قصيدة واحدة، فإن زادت على اثنتين فهو أسمج، فإن اتفق اللفظ، واختلف المعنى كان ذلك جائزا"[74]

وقد تحدث ابن طباطبا (ت 322 ه).عن ضرورة حسن النظم، وتجنب العيوب فيه، فقال: "وينبغي للشاعر أن يتأمل تأليف شعره، وتنسيق أبياته، ويقف على حسن تجاورها أو قبحه، فيلائم بينها لتنتظم له معانيها، ويتصل كلامه فيها، ولا يجعل بين ما قد ابتدا وصفه وبين تمامه فضلا من حشو ليس من جنس ما هو فيه، فينسي السامعَ المعنى الذي يسوق القول إليه، كما أنه يحترز من ذلك في كل بيت، فلا يباعد كلمة عن أختها، ولا يحجز بينها وبين تمامها بحشو يشينها، ويتفقد كل مصراع هل يشاكل ما قبله؟ فربما اتفق للشاعر بيتان يضع مصراع كل واحد منهما في موضع الآخر، فلا يتنبه على ذلك إلا من دق نظره ولطف فهمه"[76].

ومن المعيب عند العلماء الحشو الذي لا طائل من ورائه، يقول ابن سنان الخفاجي في هذا الصدد:"فمثل هذا وأشباهه الحشو الذي يقع ولا تعرض في ذكره فائدة إلا ليصح الوزن، وهو عيب فاحش في هذه الصناعة، وما أكثر ما تستعمل أمسى وأصبح وأخواتها في هذا الموضع من الحشو، ويجب أن تعتبر ذلك بأن تنظر الفائدة فيه، فإن كان الأمر الذي ذكر أنه أصبح فيه لم يكن أمسى فيه فالفائدة حاصلة، وإن كان الأمر بخلاف ذلك فهو حشو لا يحتاج إليه، فاعتبار الفائدة فيه هو الأصل الذي يرجع إليه، ويعول على النظر من جهته"[78]

ويحدد البغدادي (ت 517 ه) أهم عيوب الألفاظ وهو أن تكون مستكرهة أو كثيرة مكررة، فيقول:   “.. لكنهم يخرجون عن طريق البلاغة، ومنهاج الكتابة من وجهين، أحدهما: أن تكون الألفاظ مستكرهة مستوخمة، غير مرصوفة ولا منتظمة. والثاني: أن تكون كثيرة يغني بعضها عنها بعضها، ويمكن أن يعبر عن المعنى الدال عليها بأقل منها”[80].

وقد كان السجع يأتي في كلام الأوائل عفوا، ولم يكونوا يتعمدونه، وكان الكتاب لا يحفلون به في البداية، يقول ابن سنان الخفاجي: " وقد سن الكتاب المتقدمون من تجنب السجع في أكثر كلامهم سنة لو اعتمدت لوجدت فيها الراحة من هذا العارض، لأنهم إذا كانوا لا يحفلون بالسجع، فالواجب اطراحه في الموضع الذي يكون متكلفا نافرا"[82].

وقد خالف البغدادي المشهور حين سمى الفواصل القرآنية سجعا، "وإنما الفواصل في القرآن كالقوافي في الشعر"[84].

ومن العيوب التي يقع بها الناس التحريف في الألفاظ، وقد عقد ابن قتيبة (ت 276 ه) بابا بعنوان: باب الحرفين اللذين يتقاربان في اللفظ والمعنى ويلتبسان فربما وضع الناس أحدهما موضع الآخر، قالوا: عُظْم الشيء: أكثره، وعَظْمه نفسه"[86].

كما ذكر الجاحظ (ت 255ه) ضرورة التنويع في القصيدة، وألا تكون على وتيرة واحدة في كونها أمثالا فقط، يقول: "القصيدة إذا كانت كلها أمثالا لم تسر، ولم تجر مجرى النوادر، ومتى لم يخرج الشاعر من شيء إلى شيء لم يكن لذلك عنده موقع"[88]

ويرى ابن قتيبة (ت 276 ه) أن من العيوب التي يقع بها الكتاب عدم مراعاة مقتض الحال، يقول: "ونستحب له أيضا  أي للكاتب  أن ينزل ألفاظه في كتبه، فيجعلها على قدر الكاتب والمكتوب إليه، وأن لا يعطي خسيسَ الناس رفيع الكلام، ولا رفيع الناس وضيع الكلام، فإني رأيت الكتاب قد تركوا تفقد هذا من أنفسهم، وخلطوا فيه، فليس يفرقون بين من يكتب إليه: (فرأيك في كذا). وبين من يكتب إليه: (فإن رأيت كذا). و (رأيك) إنما يكتب بها إلى الأكفاء والمساوين، ولا يجوز أن يكتب بها إلى الرؤساء والأستاذين، لأن فيها معنى الأمر ولذلك نصبت"[90]

ويعد قدامة بن جعفر من أبرز من تكلموا في عيوب المعاني، وقد أفرد لذلك حديثا طويلا مسنودا بالتعريفات والأمثلة لكل ما يذكره، فقال تحت عنوان: (عيوب المعاني) : "قد كنا قدمنا في باب النعوت أن جملتها أن يكون المعنى مواجها للغرض، غير عادل عنه إلى جهة أخرى، وبينا من الأغراض التي تنتحيها الشعراء في ذلك الموضع ما إذا حفظ عرف العيب بالعدول عنه"[92].

          وذكر عيوب الهجاء بعد ذلك، فقال: "وجماع القول فيه أنه متى سلب المهجو أمورا لا تجانس الفضائل النفسية كان ذلك عيبا في الهجاء، مثل أن يُنسب إلى أنه قبيح الوجه، أو صغير الحجم، أو ضئيل الجسم"[94]، وكان قد ذكر في نعت المراثي: إنه ليس بين المرثية والمِدحة فصل إلا أن يذكر في اللفظ على أنه لهالك، مثل كان وتولى وقضى نحبه، وأشبه ذلك، وهذا ليس يزيد في المعنى ولا ينقص منه، لأن تأبين الميت  إنما هو بمثل ما كان يمدح به في حياته"[96].

وتحدث قدامة بعد ذلك على ما أسماه العيوب العامة للمعاني، فقال في مقدمة حديثه: "وأما العيوب العامة للمعاني من الأغراض التي ذكرناها وغيرها، وعموم ذلك إياها، كعموم النعوت التي قدمناها وعددنا في أبوابها، فمنها:

فساد القسم:  وذلك يكون إما بأن يكررها الشاعر، أو يأتي بقسمين أحدهما داخل تحت الآخر في الوقت الحاضر، أو يجوز أن يدخل أحدهما تحت الآخر في المستأنف، أو يدع بعضها فلا يأتي به.

فأما التكرير، فمثل قول هُذيلٍ  الأشجعي:

     فما برحتْ تومي إليه بطرفها                   وتومض أحيانا إذا خصمها غفلْ

لأن (تومض) و (تومي) بطرفها متساويان في المعنى.

وأما دخول أحد القسمين تحت الآخر، فمثل قول أحدهم:

أبادرُ إهلاكَ مستهلِكِ               لماليَ أو عبث العابثِ

فعبث العابث داخل في إهلاك مستهلك"[98].

وتحدث عن فساد التفسير[100].

وذكر بعد ذلك إيقاع الممتنع، فقال: "ومن عيوب المعاني إيقاع الممتنع فيها حال ما يجوز وقوعه ويمكن كونه. والفرق بين الممتنع والمتناقض الذي تقدم الكلام فيه، أن المتناقض لا يكون، ولا يمكن تصوره في الوهم، والممتنع لا يكون، ويجوز أن يتصور في الوهم"[102]

وأعقبه أيضا بقوله: "ومن عيوب المعاني نسب الشيء إلى ما ليس فيه"[104]

2- الحشو: "وهو أن يحشى البيت بلفظ لا يحتاج إليه لإقامة الوزن"[106]

4- التذنيب: "وهو عكس العيب المتقدم، وذلك أن يأتي الشاعر بألفاظ تقصر عن العروض، فيضطر إلى الزيادة فيها"[108]

6- التفصيل: "وهو ألا ينتظم للشاعر نسق الكلام على ما ينبغي لمكان العروض، فيقدم ويؤخر"[110]

2- المبتور: "وهو أن يطول المعنى عن أن يحتمل العروض تمامه في بيت واحد، فيقطعه بالقافية، ويتمه في البيت الثاني"[112]

2- الإتيان بالقافية لتكون نظير أخواتها في السجع: يقول: "ومن عيوب هذا الجنس  أن يؤتى بالقافية لتكون نظيرة لأخواتها في السجع، لا لأن لها فائدة في معنى البيت".[114]، وذكر له أمثلة منها قوله: "وقد أنكر الفضل بن يحيى البرمكي على أبي نواس ابتدائه:

أربع البلى إن الخشوع لبادي     عليك وإني لم أخنك ودادي

قال فلما انتهى إلى قوله:

سلام على الدنيا إذا ما فقدتمُ       بني برمك من رائحين وغاد

وسمعه استحكم تطيره، وقيل إنه لم يمض أسبوع حتى نكبوا"[116]

كما تحدث أيضا عن قبح الأخذ إذا لم يكن هنالك ثمة تطوير أو تحسين لما أخذه الأديب من غيره، فقال: "وقبح الأخذ أن تعمد إلى المعنى فتتناوله بلفظه كله أو أكثره، أو تخرجه في معرض مستهجن، والمعنى إنما يحسن بالكسوة"[118].

ويفرق أبو هلال بين الإطناب المفيد وبين التطويل الذي لا فائدة فيه، فيقول: "فالإطناب بلاغة، والتطفيل والتطويل عي، لأن التطويل بمنزلة سلوك ما يبعد جهلا بما يقرب، والإطناب بمنزلة سلوك طريق بعيد نزه يحتوي على زيادة فائدة"[120]

وحذر أبو هلال من استكراه المعاني والألفاظ ومن استغلاقهما، فقال: "ولا خير في المعاني إذا استكرهت قسرا، والألفاظ إذا اجترت قسرا، ولا خير فيما أجيد لفظه إذا سخف معناه، ولا في غرابة المعنى إلا إذا شرف لفظه مع وضوح المغزى، وظهور المقصد، وقد غلب الجهل على قوم فصاروا يستجيدون الكلام إذا لم يقفوا على معناه إلا بكد، ويستفصحونه إذا وجدوا فيه ألفاظا كزة غليظة، وجاسية غريبة، ويستحقرون الكلام إذا رأوه سلسا عذبا، وسهلا حلوا، ولم يعلموا أن السهل أمنع جانبا، وأعز مطلبا، وهو أحسن موقعا، وأعذب سمعا، ولهذا قيل: أجود الكلام السهل الممتنع"[122]

وينبه ابن سنان الخفاجي إلى أن لكل غرض أدبي ألفاظه الخاصة به، ولا بد من ضرورة مطابقة الألفاظ للأغراض، فيقول: "ومن وضع الألفاظ موضعها ألا يعبر عن المدح بالألفاظ المستعملة في الذم، ولا في الذم بالألفاظ المعروفة للمدح، بل يستعمل في جميع الأغراض الألفاظ اللائقة بذلك الغرض"[124]

وذكر البغدادي (ت 517 ه) من عيوب المعاني وهو هنا يتابع قدامة بن جعفر في بعض ما يقوله:

1-    المستحيل: وهو الشيء الذي لا يوجد، ولا يمكن مع ذلك أن يتصور في الفكر، مثل الصاعد والنازل في وقت واحد. وهذا كان قدامة قد ذكره من قبله.

2-     وأما الامتناع: فهو الذي وإن كان لا يوجد، فيمكن أن يتخيل، ومنزلته دون منزلة المستحيل في الشناعة، مثل أن تركب أعضاء حيوان ما، على جثة حيوان آخر، فإن ذلك جائز في التوهم، ولكنه معدوم في الوجود. وهذا كان قدامة قد ذكره من قبله.

3-    التناقض: أن تجمع بين المقابلة من جهة واحدة، مثل أن يجعل رجل ما أبا لزيد وابنا له، وعدد ما ضعفا لخمسة ونصفا لها.. فهذا كله فاسد لا يجوز، لأن التقابل جعل فيه من جهة واحدة، فيصير حينئذ تناقضا، وهو من أفحش عيوب المعاني المعبر عنها بالكلام المنثور والكلام المنظوم أيضا.وذكر من عيوب المعاني أيضا: فساد التقسيم، وهو هنا يتابع قدامة بن جعفر، ويكون فساد التقسيم عنده على ثلاثة صور:

الأولى: التكرير، مثل ما كتب بعضهم إلى عامل: (ففكرت مرة في عزلك، وأخرى في صرفك، وتقليد غيرك).

الثانية: تداخل الأقسام، ومثل له بقول بعض النوكى: “أخبروني عن علقمة بن عبدة: جاهلي هو أم من بني تميم؟”، 

والثالثة: الإخلال ببعض الأقسام.

5-         وفساد المقابلات، وذلك أن يذكر معنى، يقتضي الحال ذكر ما يوافقه ويعانده، فيؤتى بما لا يوافق ولا يشاكل، أو بما لا يوافق ولا يعادل، فليس المقول فيه من الناس إنه خير على الإطلاق، معاندا للقول منهم: إنه مارق ولا موافق، وهذه كان قدامة قد ذكرها من قبله.

6-        وفساد التفسيرالإخلال: وهو أن يخل اللفظ بما فيه استيفاء المعنى وتمام القصد به.

2-                 والانتقال: أن تقدم ألفاظا تقتضي جوابا يقتضي بعدها بإعادة ما تقدم منها، فلا يؤتى بالألفاظ بعينها، بل ينقل المعنى الذي تدل عليه إلى ألفاظ أخر غيرها.

3-                 والهذر والتبعيد: عند الحاجة إلى الإيجاز والتقريب. وهذا هو سبب زيادة الألفاظ على المعاني من غير سبب يدعو إليها[128].

المبحث الرابع:

عيوب المتكلمين

إذا عدنا إلى تعريف فصاحة المتكلم عند البلاغيين وجدناها: "ملكة يقتدر بها على التعبير عن المعنى المقصود، بلفظ فصيح”[130]، فالأساس في الفصاحة والبلاغة هو الاستعداد الفطري عند الإنسان وهو ما عبروا عنه بلفظ ملكة، بمعنى موهبة أو قدرة فطرية تجعله يقدر على التأليف الجميل في أي موضوع يريده، بيد أن هنالك أمور تعتري المتكلم تحول بينه وبين الفصاحة والبلاغة، من ذلك:

1- العيُّ، وهو في اللغة الحصر[132]

والعي مذموم، وقبحه عند الجاحظ  أكثر من سلاطة اللسان، يقول: "وضرب الله مثلا لعيِّ اللسان ورداءة البيان، حين شبه أهله بالنساء والولدان، فقال تعالى: (أومن ينشأ في الحٍلية وهو في الخصام غير مبين)[134].

2- اللثغة، وهي تحول اللسان من السين إلى الثاء، أو من الراء إلى الغين، أو اللام، أو الياء، أو من حرف إلى حرف[136].

وقد ضرب الجاحظ أمثلة متعددة للثغة، فقال: "فاللثغة التي تعرض للسين تكون ثاء، كقولهم لأبي يكسوم: أبي يكثوم، وكما يقولون: يثرة إذا أرادوا يسرة، وبثم الله إذا أرادوا بسم الله.

والثانية: اللثغة التي تعرض للقاف، فإن صاحبها يجعل القاف طاء، فإذا أراد أن يقول: قلت له، قال: طلت له. وإذا أراد أن يقول: قال لي، قال: طال لي.

وأما اللثغة التي تقع في اللام، فإن من أهلها من يجعل اللام ياء، فيقول بدل قوله: اعتلت: اعتييت. وبدل جمل: جَمَي، وآخرون يجعلون اللام كافا، كالذي عرض لعمر أخي هلال، فإنه كان إذا أراد أن يقول ما العلة في هذا؟ قال: مَكْعِكَّة في هذا؟

وأما اللثغة التي تقع في الراء، فإن عددها يضعف على عدد لثغة اللام، لأن الذي يعرض لها أربعة أحرف، فمنهم من إذا أراد أن يقول عمرو قال: عمي، فيجعل الراء ياء، ومنهم من إذا أراد أن يقول عمرو قال: عمغ، فيجعل الراء غينا، ومنهم من إذا أراد أن يقول عمرو قال: عمذ، فيجعل الراء ذالا، وإذا أنشد قول الشاعر:

واستبدت مرة واحدة               إنما العاجز من لا يستبد

قال:

واستبدت مية واحدة                إنما العاجز من لا يستبد

ومنهم من يجعل الراء ظاء معجمة، فإذا أراد أن يقول:

واستبدت مرة واحدة               إنما العاجز من لا يستبد

يقول:

واستبدت مظة واحدة              إنما العاجز من لا يستبد

ومنهم من يجعل الراء غينا معجمة، فإذا أراد أن ينشد هذا البيت قال:

واستبدت مغَّة واحدة               إنما العاجز من لا يستبد

كما أن الذي لثغته بالياء إذا أراد أن يقول: (واستبدت مرة واحدة): يقول: (واستبدت مية واحدة"[138].

4- الفأفأة: وهي ترديد وكثرتها في الكلام[140]

5- اللَّفَف، وهو العي وبطء الكلام، وقال أبو عبيدة: "إذا أدخل الرجل بعض كلامه في بعض فهو أَلّف،وقيل: بلسنه لَفَف، وأنشدني لأبي زحف الراجز:

كأن فيه لففا إذا نطق               من طول تحبيس وهم وأرق

كأنه لما جلس وحده ولم يكن له من يكلمه، طال عليه ذلك، أصابه لفف في لسانه.

وكان يزيد بن جابر قاضي الأزارقة بعد المُقَعْطِل، يقال له: الصموت، لأنه لما طال صمته ثقل عليه الكلام، فكان لسانه يلتوي ولا يكاد يبين"[142]

7- العقلة، وهي مأخوذة من اُعتقل لسانه: لم يقدر على الكلام.[144]

وقد أشار إلى هذه العيوب جميعا الجاحظ بقوله: "ويقال في لسانه حُبسة، إذا كان الكلام يثقل عليه، ولم يبلغ حد الفأفاء والتمتام، ويقال في لسانه عُقلة، إذا تعقل عليه الكلام. ويقال في لسانه لكنة، إذا أدخل بعض حروف العجم في حروف العرب، وجذبت لسانَه العادة الأولى إلى المخرج الأول، فإذا قالوا في لسانه حُنكْلة، فإنما يذهبون إلى نقصان آلة المنطق، وعجز أداة اللفظ، حتى لا تعرف معانيه إلا بالاستدلال"[146]

10 السُّعلة، وهي حركة تدفع بها الطبيعة أذى عن الرئة والأعضاء التي تتصل بها.[148]

11- اللجلجة، وهي التردد في الكلام[150]

12- الضجَم، وهو عوج في الفم والشدق والشفة والذقن والعنق.[152]

14- الأروق: وهو من أشرفت ثناياه العليا على السفلى[154]

وقد مثل لهذه الأنواع الجاحظ، وقال: "والضَّجَم: اعوجاج في الفم، والفَقَم مثله، والرّوق:ركوب السِّن الشفةَ، وفي الخطباء من كان أشغى، ومن كان أشدق[156]

16- الأهتم،  وهو من انكسرت ثناياه من أصولها[158].

17- اللُكْنة، وهي: عدم إقامة العربية لعجمة في اللسان[160].

وكانوا يستدلون باللكنة على حقيقة الجواري، فهي أداة اختبار لدى النخاسين،  والنخاس يمتحن لسان الجارية إذا ظن أنها رومية، وأهلها يزعمون أنها مولدة، بأن تقول: ناعمة، وتقول شمس، ثلاث مرات متواليات"[162].

19- الرُتَّة:  وهي: "حُبسة في لسان الرجل وعجلة في كلامه".[164]

21- اللَّيغُ: "أن لا يبين الكلام".[166]

23- المَقْمقَة: وهي: "أن يتكلم من أقصى حلقه، عن الفراء"[168]

24- الثَعَل: تراكبها وزيادة سن فيها.

25- اللَّصَص: شدة تقاربها وانضمامها.

26- اليَللُ: إقبالها على باطن الفم

27- الدَّفَق: انصبابها إلى قدام.

28- الدَرَد: ذهاب الأسنان

29- اللّطَط: سقوط الأسنان.

30- الكَسَس: صغر الأسنان.

كما تحدث الثعالبي عن عيوب الفم، فذكر من ذلك: [170]

      وتحدث الثعالبي عن الأنوف وأصنافها المحمودة والمذمومة[172]. وتحدث عن الصمم، وأقسامه المختلفة، فقال: "يقال بأذنه وقر، فإذا زاد فهو صمم [انسداد في الأذن وثقل في السمع]، فإذا زاد فهو طرش، فإذا زاد حتى لا يسمع الرعد فهو صَلخ"[174]. وترى كبراءهم يصلحون ما تساقط من أسنانهم ابتغاء البيان، "قال أبو الحسن المدائني: ولما شد عبد الملك أسنانه بالذهب، قال: لولا المنابر والنساء، ما  باليت متى سقطت"[176].

كما أن بعضهم امتنع عن نطق حروف بعينها بسبب لثغة في لسانه، فمثلا "كان واصل بن عطاء قبيحَ اللُّثغةِ شنيعَها… وكان إذا أراد أن يذكر البُرَّ قال: القمح، أو الحنطة، والحنطة لغة كوفية، والقمح لغة شامية، هذا وهو يعلم أن لغة من قال بُر، أفصح من لغة من قال قمح، أو حنطة"[178]. ويرون أن سقوط بعضها أشنع في البيان من سقوطها جميعا، "قال محمد بن عمرو الرومي، مولى أمير المؤمنين: قد صحت التجربة، وقامت العبرة، على أن سقوط جميع الأسنان أصلح في الإبانة عن الحروف، منه إذا سقط أكثرها، وخالف أحد شطريها الشطر الآخر"[180]

ومثل هذه العيوب ربما تكون طبيعية لدى الأطفال، وتقوَّم مع مرور العمر، بخلاف الشيوخ الذين لا أمل في تقويم أسنانهم في ذلك الزمان، والأمر نفسه لدى العرب الذين نشأوا مع العجم فانحرفت ألسنتهم، يقول الجاحظ: "والذي يعتري اللسان مما يمنع البيان أمور، منها اللثغة التي تعتري الصبيان إلى أن ينشئوا، وهو خلاف ما يعتري الشيخ الهرم الماج [الذي يمج ريقه ولا يحبسه] المسترخي الحنك، المرتفع اللثة، وخلاف ما يعتري أصحاب اللكَن من العجم، ومن ينشأ من العرب مع العجم"[182].

ومن العيوب الأخرى غير العيوب الخلقية التي تم ذكرها آنفا:

اللحن، يقول الجاحظ: "ثم اعلم أن أقبح اللحن لحن أصحاب التقعير والتقعيب، والتشديق والتمطيط، والجهورة والتفخيم، وأقبح من ذلك لحن الأعراب النازلين على طرق السّابلة، وبقرب مجامع الأسواق. ولأهل المدينة ألسن ذلِقة، وألفاظ حسنة، وعبارة جيدة، واللحن في عوامهم فاحش، وعلى من لم ينظر في النحو منهم غالب"[184]. قال النووي: المتنطعون: المبالغون في الأمور[186]. فإن من محاسن هذا الدين حرصه على الاعتدال في أموره كلها، ونهيه عن التنطع والتشدد، سواء كان التشدد في المبالغة في الأمور، والتعسير على الناس، أو كان بالصراخ والانبعاق بالكلام كما يصنع بعض الخطباء مجانبين لهدي النبوة في أدب مخاطبة الآخرين وضرورة خفض الصوت أثناء الكلام، وأن تكون قوة الكلام نابعة من القلب لا من الصراخ واللسان.

وربما دب اللحن إلى ألسنة الفصحاء من الخلفاء والوزراء فمن دونهم بسبب أخطاء الرواة، كتب ابن رشيق (ت 463 ه) تحت عنوان باب في أغاليط الشعراء والرواة: "ولا بد أن يؤتى على الشاعر المفلق والعالم المتقن، لما بني عليه الإنسان من النقص والتقصير، وخير مما في ذلك أن يرجع المرء إلى الحق إذا سمعه، ولا يتمادى على الباطل لجاجة وأنفة من الخطأ، فإن تماديه زيادة في الخطأ الذي أنف منه"[188]

وقد يخطئ الرواة للحديث النبوي في روايتهم على الرغم من شدة احترازهم وتوقيهم للحن، فيقوم العلماء بتصحيح الخطأ، كما حصل مع المأمون الذي روى عن هشيم عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سَداد من عَوَز). وكان في المجلس النضر بن الشميل، فقال: صدق يا أمير المؤمنين هشيم، حدثنا عوف بن أبي جميلة، عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سِداد من عَوَز).قال: وكان متكئا، فاستوى جالسا، فقال: يا نضر! كيف قلت سِداد؟ قلت: يا أمير المؤمنين:السَّداد هاهنا لحن، قال: ويحك، أتلحنني؟ قلت: إنما لحن هشيم، وكان لحانة، فتبع أمير المؤمنين لفظه. قال: فما الفرق بينهما؟ قلت: السَّداد القصد في الدين والسبيل، والسِّداد: البلغة، وكل ما سددت به شيئا فهو سِداد. قال: وتعرف العرب هذا؟ قلت: نعم، العرجي يقول:

أضاعوني وأي فتى أضاعوا               ليوم كريهة وسِداد ثغر

قال: قبح الله من لا أدب له.."[190].

وكان هنالك نفر من الخطباء مستهترين بالنحو، وهو أمر معيب حقا، فقد "كان محمد بن سليمان له خطبة لا يغيرها، وكان يقول: (إن الله وملائكتُهُ) فكان يرفع الملائكة، فقيل له في ذلك، فقال: خرجوا لها وجها، ولم يكن يدع الرفع"[192].

وتعود بعض الخطباء التطويل، وهو أمر معيب ومثقل على الناس، أضف إلى أنه خلاف الحال في عهد النبي عليه السلام، روى "أبو الحسن المدائني قال: تكلم عمار بن ياسر يوما فأوجز، فقيل: لو زدتنا. فقال: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإطالة الصلاة وقصر الخطب)"[194].

والصوت أداة الخطيب الأولى في بيانه، ولذلك يجب العناية به واستعمال الإشارة خلال الخطبة، يقول الجاحظ: "والصوت هو آلة اللفظ، والجوهرُ الذي يقوم به التقطيعُ، وبه يوجد التأليفُ، ولن تكون حركات اللسان لفظا ولا كلاما موزونا ولا منثورا إلا بظهور الصوت، ولا تكون الحروف كلاما إلا بالتقطيع والتأليف، وحسن الإشارة باليد والرأس من تمام حسن البيان باللسان"[196].

وبالجملة فقد لخص أبو داود بن حَريز الحديث في ضرورة سلامة الخطابة من العيوب فقال: "تلخيص المعاني رفق، والاستعانة بالغريب عجز، والتشادق من غير أهل البادية بغض، والنظر في عيونِ الناس عِيّ، ومس اللحية هُلْك، والخروج مما بني عليه أول الكلام إسهاب"[198]

ثانيا: إن نقد الكلام صعب، وهو في الشعر أكثر صعوبة منه في النثر، قال الباقلاني (ت 403 ه): "وجملة الأمر أن نقد الكلام شديد، وتمييزه صعب . ومما كتب إليَّ الحسن بن عبد الله العسكري (ت 395 ه)، قال: أخبرني أبو بكر بن دريد، قال: سمعت أبا حاتم يقول: سمعت الأصمعي يقول: فرسان الشعر أقلُّ من فسان الحرب. وقال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: العلماء بالشعر أعز من الكبريت الأحمر"[200]

رابعا: لقد تناولت دراساتنا الأدبية والنقدية القديمة العمل الأدبي من خلال مفرداته وتراكيبه وصور معانيه، بمعنى أنها اختارت تشريح العمل الأدبي من خلال جزئياته التي يتكون منها، وهو إنجاز عظيم في ذلك الزمان، بيد أنه فاتها النظر إليه كوحدة متكاملة والحكم على جزئيات العمل الأدبي من خلال النص وليس العكس.

خامسا: تحدث الأسلاف عن عيوب المتكلمين، ويمكن التمييز هنا بين ثلاثة أنواع من العيوب، وهي:

1-العيوب التي تكون بسبب تشوه عضوي في أدوات الصوت، وهذه يمكن علاج بعضها بتقويم الأسنان مثلا كما فعل الخليفة عبد الملك.

2-             والعيوب التي لا يمكن تقويمها، كما في لكنة العرب الذي عاشوا مع الأعاجم.

3-             والعيوب التي تعود إلى طريقة المتكلم من إسهاب أو لحن أو تقعر في الكلام، وهذه يمكن أن تقوم في حالة وجود استعداد نفسي لدى المتكلم لمعالجة تلك العيوب.

سادسا: إننا في علاجنا لعيوب النطق واللغة عند الأطفال بخاصة والكبار بعامة، يجب مراعاة التالي:

1-     اختيار النصوص ذات المفردات السهلة التي يمكن نطقها دون صعوبة، ويمكن تأليف نصوص معدة لهذا الغرض خصيصا، وبالتالي نكون قد ساعدنا الطلاب بعامة، وذوي العاهات النطقية بخاصة على النطق من خلال لغة سهلة ميسرة لا تقعر فيها ولا وحشي.

2-     تعويدهم على كثرة القراءة الجهرية، وتكرار تلك القراءة، واختيار نصوص للحفظ، ومدارستها معهم، وذلك لأن الممارسة والمران الطويل هما أنجح وسيلتين لإصلاح عيوب النطق كما ذكر الجاحظ.

3-     يمكن الاستعانة بالعلاج الطبي في حالة وجود تشوه خلقي يستدعي ذلك، كما أنه ينبغي الاستفادة من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بهذا الصدد، فهم أصحاب خبرة قيمة بهذا الخصوص.

4-     الاستفادة من التقنيات الحديثة، وخبرات الأمم والشعوب الأخرى في عملية تقويم نطق الأطفال.

5-     تشجيع الدراسات والبحوث العلمية التي تنمي مهارات الطفل اللغوية والأدبية، وتشجيع الأطفال على كتابة النصوص الإبداعية أيضا.

6-     الاهتمام بالخطابة في المناسبات الدينية والقومية والوطنية، وتشجيع الطلبة على أدائها في الفصل أو في ساحة المدرسة أمام بقية زملائهم.

7-     عدم الضحك أو الاستهزاء بمن ابتلي بعيب في نطقه، لأن ذلك يولد لديه إحباطا نفسيا، وردة فعل عكسية.

8-     التركيز على تمرين حاسة السمع، فالاستماع للنصوص بشكل جيد يساعد اللسان على محاكاة تلك النصوص بنفس الطريقة التي سمعها، فهناك علاقة وثيقة بين النطق والسمع، يقول الجاحظ: "وزعم المتكلمون أن الأخرس أصم، وأنه لم يؤت من العجز عن النطق لشيء في لسانه، ولكنه إنما أتي في ذلك لأنه حين لم يسمع صوتا قط، مؤلفا أو غير مؤلف، لم يعرف كيفيته فيقصد إليه، وأن جميع الصم ليس فيهم مصمت [أي : تام الصمم وخالصه]، وإنما يتفاوتون في الشدة واللين، فبعضهم يسمع الهدة والصاعقة، ونهيق الحمار إذا كان قريبا منه، والرعد الشديد، لا يسمع غير ذلك. ومنهم من يسمع السَّرار، وإذا رفعت له الصوت لم يسمع، ومتى كلمته، وقرت الشكاية في أذنه، فهم عنك كل الفهم، وإن تكلمت على ذلك المقدار في الهواء، ولم يكن ينفذ في قناة تحصره وتجمعه حتى تؤديه إلى دماغه لم يفهمه، فالأصم في الحقيقة إنما هو الأخرس، والأخرس إنما سمي بذلك على التشبيه والقرابة، ومتى ضرب الأصمُّ من الناس إنسانا أو شيئا غيره، ظنَّ أنه لم يبالغ حتى يسمع الضربة" الاهتمام بالتدريب على تلاوة القرآن الكريم منذ الصغر، والاستفادة من علماء القراءات والتجويد، فلديهم خبرة واسعة في نطق الحروف والكلمات، وصبر أوسع على المتعلمين للقرآن الكريم، يقول ابن الجزري (ت 833 ه): "ولا شك أن هذه الأمة، كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، متعبدون بتصحيح ألفاظه، وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة، المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التي لا تجوز مخالفتها، ولا العدول عنها إلى غيرها"[203]

وإنا أناس لا توسط بيننا                لنا الصدر دون العالمين أو القبر

تسيل على حد الظباء نفوسنا          ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

المصادر والمراجع

1-    أدب الكاتب، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، ص (14-15). دار المطبوعات العربية، بيروت.

2-    أسرار البلاغة، للجرجاني، تحقيق ه. ريتر، دار المسيرة، الطبعة الثالثة، 1403ه / 1983م.

3-    إعجاز القرآن، للباقلاني (ت 403 ه)، تحقيق السيد صقر، دار المعارف بمصر، الطبعة الثالثة.

4-    الإيضاح في علوم البلاغة، للخطيب القزويني (ت 739 ه) (739 ه)، شرحه د. محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتاب اللبناني، الطبعة الخامسة، 1403ه/1983م.

5-    البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بمصر، الطبعة الرابعة، 1395ه/1975م.

6-    التلخيص، للخطيب القزويني (ت 739 ه)، شرحه عبد الرحمن البرقوقي، دار الفكر العربي.

7-    دلائل الإعجاز، للجرجاني، تحقيق محود شاكر، مكتبة الخانجي، القاهرة.

8-    ديوان المعاني، للعسكري، عالم الكتب.

9-    الروض الأنف، للسهيلي، دار الفكر، بيروت، 1409ه / 1989م.

10-           سر الفصاحة، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1402ه / 1982م.

11-            العمدة في صناعة الشعر ونقده، ابن رشيق القيواني تحقيق د. مفيد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1403ه / 1983م.

12-           عيار الشعر، شرح عباس عبد الساتر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1402ه/1982م.

13-            فقه اللغة وسر العربية، للثعالبي، تحقيق خالد فهمي، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الأولى، 1418ه / 1998م.

14-            فيض القدير شرح الجامع الصغير، للمناوي، دار الفكر.

15-           القاموس المحيط، للفيروز آبادي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، 1407ه / 1987م.

16-           قانون البلاغة في نقد النثر والشعر، للبغدادي (ت 517 ه)، تحقيق د. محسن فياض عجيل، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1401ه/1981م.

17-            قصص الأنبياء، لابن كثير، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت،  1413ه / 1993م.

18-            كتاب الحيوان، للجاحظ، تحقيق عبد السلام هارون، المجمع العلمي العربي الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1388ه / 1969م.

19-           كتاب الصناعتين، تحقيق د. مفيد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1401ه/1981م.

20-           الكشاف، تحقيق مصطفى حسين أحمد، دار الكتاب العربي، بيروت، 1406ه /1986م.

21-            المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، لابن الأثير، تحقيق د. أحمد الحوفي، ود. بدوي طبانة، دار نهضة مصر، القاهرة.

22-            مختارات البارودي، مشروع مكتبة الجامعة، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1404ه / 1984م.

23-           مرقاة المفاتيح، للقاري، المكتبة الإمدادية، باكستان.

24-            المزهر في علوم اللغة وآدابها، للسيوطي، تحقيق محمد أحمد جاد المولى بك، وعلي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت، 1406ه / 1986م.

25-           مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، المكتب الإسلامي، دمشق، الطبعة الثالثة، 1405ه/1985م.

26-           المعجم الوسيط، الدكتور إبراهيم أنيس وآخرون، دار إحياء التراث الإسلامي، قطر.

27-           الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء، للمرزباني تحقيق علي محمد البجاوي، دار الفكر العربي، القاهرة.

28-            النشر في القراءات العشر، لابن الجزري، راجعه محمد علي الضباع، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة.

29-            نقد الشعر، قدامة بن جعفر، تحقيق كمال مصطفى، الطبعة الأولى، مكتبة الخانجي، القاهرة.

30-           الوساطة بين المتنبي وخصومه، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البيجاوي طبعة عيسى البابي الحلبي.

[2] - التلخيص، للخطيب القزويني، شرحه عبد الرحمن البرقوقي، ص (24)، دار الفكر العربي.

[4] - التلخيص، ص (36).

[6]  - سورة إبراهيم، الآية (4).

[8] - رواه ابن سعد ورمز له السيوطي بالصحة، انظر: فيض القدير، للمناوي (3/1601).

[10] - سورة آل عمران، الآية (138).

[12] - سورة الأحزاب، الآية (19).

[14] - البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام هارون، (1/8).

[16] - سورة طه، الآيتان (27-82).

[18] - سورة القصص، الآية (34).

[20] - سورة طه، الآيات (25-32).

[22] - البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام هارون، (1/7-8).

[24] - سورة البقرة، الآية (104).

[26] - سورة النساء، الآية (46).

[28] - الكشاف، (1/517-518).

[30] -رواه البخاري، انظر: مشكاة المصابيح، (3/1350).

[32] - رواه مسلم، وفيه: (جوف رجل). انظر: مشكاة المصابيح، (3/1355).

[34] - رواه الترمذي وأبو داود بلفظ: (كما يتخلل الباقرة..). انظر: مشكاة المصابيح، (3/1353).

[36] - رواه الترمذي بلفظ: (الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق). انظر: مشكاة المصابيح  (3/1352).

[38] - جمع فداد وهو الجافي الصوت والكلام.

[40] - التلخيص، للخطيب القزويني، شرحه عبد الرحمن البرقوقي، ص (26).

[42] - إعجاز القرآن، تحقيق السيد صقر، ص (220)، دار المعارف بمصر، الطبعة الثالثة.

[44] - الإيضاح في علوم البلاغة، للخطيب القزويني، شرحه د. محمد عبد المنعم خفاجي، (1/73).

[46] - البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام هارون، (1/21) مكتبة الخانجي بمصر، الطبعة الرابعة، 1395ه/1975م.

[48] - كتاب الصناعتين، تحقيق د. مفيد قميحة، ص (11)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1401ه/1981م.

[50] - عرفه بقوله: “هو أن يكون مقطع الجزء الأول من الجزأين المتتاليين على وزن ما، فيؤتى بالتالي له على غير وزنه، ومنافرا في النظم له”.

[52] - كتاب الصناعتين، تحقيق د. مفيد قميحة، ص (179).

[54] - التلخيص، للخطيب القزويني، شرحه عبد الرحمن البرقوقي، ص (26).

[56] - الإيضاح في علوم البلاغة، (1/75).

[58] - دلائل الإعجاز، تحقيق محود شاكر، ص (450).

[60] - رواه البخاري، انظر: مشكاة المصابيح، للتبريزي، بتحقيق الألباني، (3/1372).

[62] - نقد الشعر، ص (172).

[64] - ذات هدم: امرأة ضعيفة، الهدم: الكساء الخلق، النواشر: عرق وعصب باطن الذراع، تصمت: تسكت. الجدع: السيئ الغداء. ومعنى البيت: بكى ابنها، فلم تجد له لبنا، فأسكتته بالماء.

[66] - سر الفصاحة، ص (157)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1402ه / 1982م.

[68] - نقد الشعر، ص(181).

[70] - نقد الشعر، ص (184).

[72] - نقد الشعر، ص (185).

[74] - نقد الشعر، ص (187).

[76] - الوساطة بين المتنبي وخصومه، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البيجاوي ص (4)، طبعة عيسى البابي الحلبي.

[78] - عيار الشعر، شرح عباس عبد الساتر، ص (105)، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1402ه/1982م.

[80] - أسرار البلاغة، للجرجاني، تحقيق ه. ريتر، ص (10) دار المسيرة، الطبعة الثالثة، 1403ه / 1983م.

[82] - قانون البلاغة في نقد النثر والشعر، تحقيق د. محسن فياض عجيل، ص (30).

[84] - سر الفصاحة، ص (172).

[86] - كتاب الصناعتين، للعسكري، تحقيق د. مفيد قميحة، ص (85).

[88] - انظر: البيان والتبيين، (2/6).

[90] - أدب الكاتب،لابن قتيبة (ت 276 ه)،  ص (17-18).

[92] - نقد الشعر، ص (189).

[94] - نقد الشعر، ص (196).

[96] - نقد الشعر، ص (197).

[98] - نقد الشعر، ص (202).

[100] - نقد الشعر، ص (204).

[102] - نقد الشعر، ص (215).

[104] - نقد الشعر، ص (216).

[106] - نقد الشعر، ص (219).

[108] - نقد الشعر، ص (220).

[110] - نقد الشعر، ص (222).

[112] - نقد الشعر، ص (223).

[114] - كتاب الصناعتين،  تحقيق د. مفيد قميحة، ص (489).

[116] كتاب الصناعتين، ص (280).

[118] - كتاب الصناعتين، ص (209).

[120] - كتاب الصناعتين، ص (212).

[122] - عيار الشعر، ابن طباطبا، شرح عباس عبد الساتر، ص (123).

[124] - سر الفصاحة، ص (163).

[126] - قانون البلاغة في نقد النثر والشعر، ص (41-44).

[128] - أسرار البلاغة، تحقيق ه. ريتر، ص (9).

[130] - التلخيص، ص (36).

[132] - البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام هارون، (1/4).

[134] - البيان والتبيين، (1/12).

[136] - البيان والتبيين، (1/34).

[138] - انظر: القاموس المحيط، مادة (تم).

[140] - البيان والتبيين، (1/37).

[142] - انظر: القاموس المحيط، مادة (حبس).

[144] - انظر: القاموس المحيط، مادة (حكل).

[146] - انظر: القاموس المحيط، مادة (نح).

[148] - البيان والتبيين، (1/40).

[150] - البيان والتبيين،(1/39).

[152] - انظر: القاموس المحيط، مادة (فقم).

[154] - انظر: القاموس المحيط، مادة (شغا).

[156] - البيان والتبيين، (1/55).

[158] - البيان والتبيين، تحقيق عبد السلام هارون، (1/62-63).

[160] - البيان والتبيين، (1/73).

[162] - انظر: القاموس المحيط، مادة (لون).

[164] - فقه اللغة وسر العربية، (1/174).

[166] - فقه اللغة وسر العربية، (1/174).

[168] - فقه اللغة وسر العربية، (1/169-170).

[170] - فقه اللغة وسر العربية، (1/206).

[172] - فقه اللغة وسر العربية، (1/340-366).

[174]- البيان والتبيين، للجاحظ، تحقيق عبد السلام هارون، (1/57).

[176] - البيان والتبيين، (1/60).

[178] - البيان والتبيين، (1/61).

[180] - فقه اللغة وسر العربية، للثعالبي، (1/176).

[182] - انظر: البيان والتبيين، (1/272-273).

[184] - رواه مسلم عن ابن مسعود، انظر: مشكاة المصابيح، (3/1350).

[186] - مرقاة المفاتيح، (9/122).

[188] - المزهر في علوم اللغة وآدابها، (2/494).

[190] - مشكاة المصابيح، (1/78).

[192] - انظر: البيان والتبيين، (1/295).

[194] - انظر: البيان والتبيين، (1/140-141).

[196] - انظر: البيان والتبيين، (1/133).

[198] - ديوان المعاني، للعسكري، (2/89)، عالم الكتب.

[200] - الموشح، تحقيق علي محمد البجاوي، ص(449)، دار الفكر العربي، القاهرة.

[202] - النشر في القراءات العشر، (1/210).

[203] - كتاب الحيوان، (4/404-405).

وسوم: 642