عدن توقع عملها الأدبي الأول "يوريكا" بعد الحرب

بن بريك: لغة الروائي/العقربي تجعل القارئ يصرخ كما صرخ العنوان "وجدتها".

يحيى: "يوريكا" رواية فريدة ونادرة، جمعت بين السرد النثري والشعر المرسل.

clip_image002_a4a41.jpg

أقيم في قاعة مكتبة "مسواط" للطفل في كريتر بعدن حفل توقيع رواية "يوريكا" EUREKA، للكاتب الشاب/علاء خالد العقربي، بتنسيق من مؤسسة "عدن أجين" الثقافية، وبالتعاون مع نادي "كلمن" للقراءة، بحضور مجموعة من الأدباء والكتاب والمثقفين وناشطي مجتمع مدني ومهتمين بالأدب.

قدم فيه مدير عام المكتبة الوطنية الدكتور/عبدالعزيز بن بريك قراءة انطباعية موجزة حول الرواية، حيث قال: "إن الدخول إلى عوالم يوريكا يجعل القارئ يعيش لحظات ممتزجة بالدهشة والإبهار؛ فيمتزج مع الروائي منذ الوهلة الأولى"، مشيراً إلى أن الرواية تميزت بالإحالات الرائعة التي تحمل أنفاس اللغة الشعرية المكثفة، وكذا الومض الحاني، الذي يتتابع مع السردية المفتوحة في ثنايا الرواية، مضيفاً: "اللغة في الرواية تذكرنا بتلك الروح التي يحملها الشخوص وهم يشعون سير الحدث، وما يتطلبه من اتساق في مكامن ما فيها، حيث الخيال السردي معادل للغة الشعرية، التي تحملها".

ويواصل بن بريك: "الرواية بحد ذاتها وما تحمله من عنوان مدهش تبحث عن سؤال ظل يراود الروائي في كيفية الامتزاج بروح الحدث، هذا الحدث المتتابع والمنفصل أحياناً في ثنايا الرواية يمكن القارئ من ترجمة ما يمكن أن يطلق عليه البحث عن الأشياء المتعلقة بالذات والروح، فلم يغب عن الروائي أن يجعل عدن المدينة المعطاءة أن تأخذ هذا الإبهار في زمن الرواية، ويظل الروائي يبحث عن لغة وحدث تجعل القارئ يصرخ كما صرخ عنوان روايته – يوريكا – بما يعني وجدتها".

بينما قدم الباحث في قضايا الثقافة والأدب/علي محمد يحيى قراءة نقدية للرواية، مشيداً: "كتابة الرواية كانت مغامرة حقيقية، لم يجرؤ أحد في السابق على الغوص في مجال محاكاة الملاحم والأساطير؛ فجميعها تنتهي بفراق الحبيبين أو وفاة أحدهما، بينما لدى علاء إصرار الاستمرار بالتواصل مع محبوبته على أمل لقاء قريب يجمعهما، وتميزت تجربته بالجمع ما بين السرد النثري والشعر المرسل، واعتمد خطاب الروائي على منهج الأسلوب الانفرادي – المونولوج – فقد كان طوال الرواية يتحدث عن محبوبته الوهمية، بحيث يجعل القارئ يشعر بأنها موجودة فعلاً، ومع ذلك لم ينسَ اقحام معاناة الناس من خلال محبوبته الأخرى المدينة، عدن".

منوهاً: "كثير من البدايات في مختلف مجالات الفنون والثقافة فشلت، ولكن العقربي تفوق على نفسه في تجربته الأولى؛ بل سجل حالة فريدة بالتجارب الروائية من المرة الأولى، رواية تعد إعجازاً، في مجال تخصصه العلمي والعملي، وهي من النوادر، ولكنها موجودة، سبقه على المستوى المحلي عدد محدود من الروائيين منهم: وجدي الأهدل وحبيب سرور، مع اختلاف طبيعة منهج كل واحد منهم، متخذاً منهجاً صعباً للغاية، لم يتناوله على المستوى العربي إلا عدد محدود من الأدباء"، متطرقاً بإطار نقده إلى أن الرواية رومانسية بمعنى الكلمة؛ إلا أن الغرام فيها احتل جزء يسير؛ فالرومانسية فيها تجسدت بالتخييل الإيجابي، عُكس تراجيدياً، بأسلوب مائل للتجريد وشيء من السريالية، خاطب من خلاله صدى روحه برسالة امتدت طوال زمن الرواية.

وسأل الحضور: هل شاهدتهم فيلم "رسالة من امرأة مجهولة" لفريد الأطرش ولبنى عبدالعزيز؟، ليجيب: الرواية كما هي بعنوانها مقاربة لأحداث الفيلم المُركبة، عن امرأة أحبت رجل دون علمه، ولم يعلم إلا من الرسالة التي وصلته منها، ولكن بعد فوات الأوان، مشيراً إلى الرواية حملت كافة التناقضات لدى الإنسان من الذاتية "الأنوية"، يحب ويكره وقت ما يشاء، يقبل ويرفض وقت ما يشاء، الحب والاشتياق، التملك والتسلط، يبوح الروائي بالأحداث من خلال أبطال روايته؛ ليسمع بها جميع الناس، وليعلموا بقصته مع محبوبته، ويرى أن جمال وروعة الرواية وذكاء الروائي من أنه ورغم ألمه المستمر ومناجاته المتواصلة لمحبوبته التي هي من محض خياله وعلى شخصيتها بنا الأحداث إلا أنه لم ييأس، ولم يصل بالقارئ إلى تلك النهاية المغلقة، وهذا أهم ما في الرواية، متوقعاً أن تكون روايته القادمة أكثر إبداعاً إذا ما أهتم أكثر بعناصر بناء الرواية الملحمية.

تخلل حفل التوقيع قراءة دنيا جميل – أحد أعضاء نادي "كلمن" لفقرات مختارة من بين صفحات الرواية، وتقديم أمير عبدالله لفقرة غنائية رافقه عزفه على آلة العود، وأختتم الحفل بدعوة الحضور لأخذ الأوتوجرافات من مؤلف الرواية، وتوقيع نسخ منها على منصة القاعة، والتقاط صور تذكارية معه.

جاءت الرواية "يوريكا" في 241 ورقة، و18 فصل، وطُبعت بدعم من برنامج "شباب فكر" التابع لمبادرة الشراكة الشرق أوسيطة MEPI، المُعد من قبل ثلاثة من ناشطي عدن، وهم: علاء اسكندر، وعلي الخضر، وعلاء مؤلف الرواية، وهي باكورة أعماله.

يُذكر أن علاء خالد العقربي من مواليد مدينة عدن، 1987م، يحمل شهادة البكالوريوس بـِ "هندسة الأجهزة الطبية"، من كلية الهندسة بالجامعة الهاشمية، في مدينة "الزرقاء" بالمملكة الأردنية الهاشمية، عمل منسقاً للعديد من المنح الداخلية لمنظمات دولية، وكذا منسقاً معتمداً لشركات أدوية عالمية، ومهندساً لأجهزة طبية في عدد من المستشفيات الخاصة، لديه العشرات من المقالات الاجتماعية والسياسية.

وسوم: العدد 651