الشاعر الداعية د. خالد حسن هنداوي : حياته وشعره -1 (1952- معاصر )
هو الكاتب ، والخطيب، والشاعر الإسلامي أبو التائب خالد حسن هنداوي عضو مؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئيسها في قطر ..تراه رغم تقدم السن ورغم المرض يعمل بنشاط لا يعرف الكلل والملل والكسل، يتنقل بين البلدان، ويشرف على الكتب والترجمة، وينظم الشعر، ويتابع قضايا الجهاد والمجاهدين يساعد هذا، ويزوج هذا .
فهو شخصية متعددة المواهب، جم النشاط ، لطيف المعشر، نقي الفؤاد، حسن السيرة، طيب السريرة ، صادق العواطف والمشاعر، رقيق القلب، وفي للأصدقاء يذكرهم ، ويحن إليهم، وتترقرق الدموع بين عينيه حين تذكرهم ...
تعرفت عليه منذ زمن بعيد، وتابعت نشاطه الأدبي والدعوي عن طريق الكتابة والشعر والمقالات، فتآلفت الأرواح، وهي جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف .
أما تعارف الأشباح والأجساد فقد حدث يوم الجمعة 12 آب عام 2016م في فندق (أغور بلازا ) في عينتاب، اتصلت به أكثر من مرة، فكلمني بصوت منخفض يوحي بالسكينة والوقار فلما التقينا، وجدت المظهر قد وافق المخبر، فما أروع تلك المصالحة والانسجام بين الظاهر والباطن ، بدأ شيخنا يتحدث عن ذكرياته وتطوافه في البلدان فهو قد زار أركان الدنيا الأربع من أفغانستان، وتعرف هناك على الشهيد د. عبد الله عزام ورثاه عند اسشهاده بقصيدة تنم عن حبه له ووقف مع ثورة الشعب المظلوم هناك ضد الطواغيت الروس، ثم زار البوسنة، وساعد أهلها ضد الصرب المجرمين، وتعرف على سماحة المفتي الشيخ صالح أحمد صالح جولاقوفيتش، واشترك معه في تأليف كتاب : مئة سؤال وجواب حول البوسنة والهرسك ، ط2 عام 2015م ، وله جولات وصولات في الدعوة والحركة في تركيا وأندونيسيا ..فضلاً عن جهاده المتواصل في بلده الأم سورية، ومن يتعرف على الداعية عن قرب يجده كريماً سخياً لطيف المعشر جمّ التواضع وفياً للإخوان يبكي لحزنهم، ويفرح لفرحهم ..
ومجمل القول إن فضيلته يدخل القلوب من غير استئذان ..
فمن هو ؟ وما هي سيرة حياته ، وما هي أهم موضوعات شعره ..هذه الصفحات كفيلة بأن تجيب على بعض تلك الأسئلة ؟؟
الولادة والنشأة :
والشاعر الشيخ الداعية أبو التائب من مواليد حي العليليات في مدينة حماة في سورية في 7/ كانون الأول عام 1952م.
نشأ في أسرة مسلمة محافظة كانت المحضن التربوي الأول له حيث بدأ حفظ القرآن على يد والده الإمام حسن هنداوي فحفظ أربعة أجزاء قبل دخول المدرسة، وأما والدته الرؤوم فهي السيدة الفاضلة نجيبة حلوم سلورة – رحمها الله – التي توفيت منذ زمن، ومنعه النظام المجرم من حضور جنازتها وإلقاء نظرة الوداع إليها ..فترك ذلك غصة في قلبه، فرثاها بقصيدة وجدانية مؤثرة ..
هذه الأجواء الإيمانية داخل الأسرة هيأته لدخول كلية الشريعة ، وحمل الهمّ والمشروع الإسلامي ...
وشيخنا أبو التائب متزوج، ولديه أربعة أولاد .
الدراسة والشهادات العلمية:
وحين بلغ سن السادسة التحق بمدرسة الجهاد الابتدائية في حماة، وبعدها التحق بالمدرسة الإعدادية، ثم التحق بثانوية أبي الفداء، ثم ثانوية عثمان حوراني في حي الحاضر، وتخرج فيها عام 1971م .
التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق وتخرج فيها عام 1975م وكان من أساتذته فيها : محمد فوزي فيض الله ، والدكتور فتحي الدريني .
حفظ القرآن الكريم، وأخذ إجازة بثلاث قراءات (عاصم، نافع، ابن كثير) عن الشيخ سعيد العبد الله (حماة) .
ثم حصل على الماجستير في الشريعة من جامعة البنجاب سنة 1987م، وكانت الرسالة تحت عنوان : حكم الطلاق الثلاث في الفقه والقانون (رسالة ماجستير)
وفي عام 1993م نال درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة البنجاب في باكستان .
وحصل على شهادة في الإدارة الإسلامية.
وأخيراً حصل فضيلة الداعية على دكتوراه في أصول الدين في قسم التفسير في أحكام القرآن من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في السودان سنة 1999م وحقق كتاب : تبيين المحارم في القرآن (رسالة دكتوراه) تحقيق مخطوط في فقه القرآن، لسنان الدين الأماطي .
شيوخه وأساتذته :
تلقى الداعية د. خالد هنداوي العلم والتربية على يد دعاة أفذاذ وعلماء ربانيين منهم :
فضيلة العلامة المجاهد محمد الحامد : عالم حماة المشهور وصاحب ردود على أباطيل
الشيخ عبد المعز عبد الستار : الداعية المجاهد من مصر ، وقد رثاه الأستاذ خالد بقصيدة حين وفاته في قطر .
الشيخ سعيد العبد الله : شيخ قراء حماة الذي حفظ القرآن مبكراً على يديه وحصل ثلاث إجازات في القراءات القرآنية .
الشيخ سعيد حوا : المفكر الإسلامي المعروف .
الشيخ مروان حديد : المهندس الداعية الشهيد .
الشيخ عبد الله حلاق : العالم الحموي الشهيد.
الشيخ عبد الرحمن الشاغوري : من علماء دمشق .
الشيخ عبد الحميد طهماز : عالم حموي من تلاميذ الشيخ محمد الحامد .
الشيخ عبد الله الصباغ حفظه الله
الشيخ مصطفى الصيرفي حفظه الله
التدرج العملي والخبرات:
عمل فضيلة الشيخ حسن هنداوي في الوعظ والإرشاد أكثر من 25 سنة.
كما عمل مدرساً مكلفاً في التعليم الإعدادي والثانوي لمدة 4 سنوات في مدارس حماة وسهل الغاب في سورية .
ثم ترك التدريس، وعمل في الأعمال الحرة لكسب لقمة العيش فتوجه إلى تجارة الزيوت .
غادر سورية عام 1979م فتوجه إلى تركيا ثم إلى مكة المكرمة ثم استقر في دولة الإمارات حيث عمل وكيلاً لمكتب وكيل وزارة الأوقاف فيها واستمر في عمله حتى عام 1982م .
ثم مارس التعليم في ثانوية العين العسكرية حتى عام 1989م .
عمل في كلية التربية في جامعة صنعاء من عام 1994- 1997م .
غادر اليمن عام 1997م إلى قطر، واستمرت إقامته فيها إلى الآن ، كما عمل أستاذاً زائراً في جامعات: السودان للعلوم والتكنولوجيا، أم درمان، جامعة فطاني في تايلاند، الجامعة الإسلامية في ماليزيا، جامعة لاهور في باكستان.
أشرف على عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه.
مشاركاته :
متعاون مع المجمع الفقهي في السودان.
عمل خبيراً تربوياً متعاوناً مع منظمة اليونسكو في الدوحة.
عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة العلامة يوسف القرضاوي .
الأمين العام المساعد لرابطة العلماء السوريين .
رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية في قطر.
عضو مكتب العلاقات الإسلامية ومقره استانبول .
مهتم بطباعة الكتب ونشرها وتوزيعها
تكريم مستحق :
حصل على العديد من الجوائز من: جامعة صنعاء، والندوة العالمية للشباب، ومركز أصدقاء البيئة.
شبه متفرغ الآن للعمل الخيري والبحثي والدعوي في عدة بلدان.
أمسية شعرية ثقافية مع الشاعر السوري الدكتور خالد هنداوي
رئيس المركز اعتباراً من 22.02.2015
عضو مؤسس في المركز السوري للعلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية
أهم المواقع والمهارات والخبرات:
في الحقل الإسلامي:
- عضو مؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة العلامة يوسف القرضاوي
- الامين العام المساعد لرابطة العلماء السوريين \ شؤون العلاقات العامة \
- عضو مكتب العلاقات الإسلامية ومقره استانبول
- مهتم بطباعة الكتب ونشرها وتوزيعها.
• في الحقل الإعلامي والسياسي:
- مستشار المركز السوري للعلاقات الخارجية والدراسات الاستراتيجية
- كاتب منذ سنين عديدة في جريدة الشرق القطرية أسبوعيا
- ناشط إعلامي وسياسي أصدر مجلة داخلية بعنوان: صدى الأنباء لثلاث سنين
- مشارك في عدة برامج تلفزيونية وإذاعية
- مؤسس موقع "الحوار اليوم" www.alhiwartoday.net يضم عشرات آلاف الصفحات ليثبت حوارية الإسلام ضد مناوئيه
• في الحقل التعليمي:
ممارس للتعليم في المدارس الإعدادية والثانوية سابقا وفي جامعات عربية عدة منذ عام 1998م بعقد رسمي كجامعة صنعاء وجامعة قطر وجامعة السودان، وكأستاذ زائر في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد والجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور، والجامعة الإسلامية العالمية في بنغلاديش \ رئيس قسم البحوث فيها \ ثم الجامعة القومية الحكومية بمقاطعة لانجو في الصين الشعبية، والجامعة الحكومية في فطاني بتايلاند والجامعة الإسلامية في مدينة زينيتسا بالبوسنة، وجامعة أوربا الجديدة/ قسم اللغة العربية في استانبول.
- أمين عام للإدارة التعليمية والتربوية في باكستان (اسلام آباد) سابقاً لخدمة الداخل والمهجر
- مشارك سابق في تقويم مناهج التعليم في قطر لمادتي الشرعية واللغة العربية ومتعاون سابق مع اليونسكو للتدقيق فيهما بدولة قطر .
• في الحقل الأدبي:
- رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية في قطر منذ ثماني سنين
-رئيس لجنة تحكيم الشعر في مسابقات مركز أصدقاء البيئة في قطر منذ عشر سنين
• في البحث والتحقيق:
-مشرف على مركز البحوث والترجمة في الرابطة الاندونيسية للدعاة- جاكرتا منذ عدة سنين
-رئيس قسم البحوث في الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ ينغلاديش سابقا مدة سنتين
- لديه مكتب للبحث والتحقيق في الفقه والفكر والسياسة وأولويات خدمة الثورة السورية في هذه الجوانب منذ ثلاث سنوات
• في الحقل الإداري:
- مدير مكتب وكيل وزارة العدل والأوقاف في دبي مطلع الثمانينات
- حائز على شهادة في الإدارة العملية من قبل الإداري الشهير د. بشر شكيب الجابري
• اللغات: بالإضافة إلى إجادة اللغة الأم يتعامل مع الانكليزية كتابة ومحادثة بدرجة مقبولة
• حاصل على عدة جوائز وتقديرات في الفقه والفكر والشعر
الكتابات والبحوث:
كتب في عدة مواضيع منها:
الإنتاج العلمي:
1-تبيين المحارم في فقه القرآن ( رسالة الدكتوراه) تحقيق مخطوط .
2-حكم الطلاق الثلاث في الفقه والقانون (رسالة ماجستير).
3-التربية الإسلامية سبيل النجاة.
4-الوفاء في الإسلام.
5-الإداري الناجح في نظر الإسلام.
6-منهج الفتوى عند ابن تيمية.
7-تفسير سورة الحجرات
8-البيان في تفسير سورة الرحمن
9- الموجز في العقيدة الإسلامية
10-الهيمنة الإعلامية وآثارها
• مقالات متنوعة فيما يتعلق بالقضايا الساخنة ثقافيا
• في الشعر:
وللأستاذ الشاعر خالد حسن هنداوي عدة دواوين شعرية منها :
1- ديوان في ظلال الرسول .
2-ديوان المراثي .
3-رباعيات من الحياة .
4-رباعيات من فلسطين .
5-رباعيات رمضان .
6-رباعيات ثائرة عن الثورة السورية - (منشورة في جريدة الشرق القطرية).
7-عواصف وعواطف (ديوان شعر).
المؤتمرات والبلاد التي زارها:
• شارك في العديد من المؤتمرات والملتقيات العلمية والفكرية والسياسية والأدبية ببحوث أو نقاشات في معظم البلاد العربية وتركيا وقبرص والهند وباكستان وبنغلاديش وماليزيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والسويد واستراليا وسلوفيينيا وكرواتيا والبوسنة وسويسرا وإيطاليا والصين وطاجكستان وكمبوديا وكينيا والسنغال.
المصدر:
المركز السوري للعلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية .
شعر الداعية د. خالد حسن هنداوي : دراسة موضوعية :
نشأ الأستاذ خالد هنداوي في ظل أسرة مسلمة متعلمة ، وكان والده ممن يهتم بحفظ القرآن والشعر وكان يجلس مع أولاده حول المدفأة الحموية ، ويحدثهم عن أقاصيص الجاهليين والإسلاميين، وينشد الشعر، وكان الشاب خالد يطرب لسماع الشعر الذي يسيل عذاباً على لسان أبيه ، وأحبه، وراح ينظم بعض الأبيات على السليقة ...
والأستاذ الدكتور خالد حسن هنداوي متعدد مصادر الثقافة اكتسب بعضها من علوم الشريعة والتخصص، ثم راح يلتهم الكتب التهاماً لا نظير له يصحب الكتاب في حله وترحاله، ومكتبته فيها الكتب الإسلامية والفكرية والتاريخية والأدبية والسياسية ..لذا تنوعت الموضوعات الشعرية التي تناولها شاعرنا المحبوب فمن شعر إسلامي ترى فيه مديحاً للرسول الأعظم إلى شعر وجداني ذاتي، ويتجاور فيه الشعر الوطني مع الهمّ الاجتماعي، واتسمت موضوعاته بالغزارة والعمق والأصالة، فله ديوان في ظلال الرسول، وديواني المراثي، ورباعيات من الحياة، ورباعيات ثائرة ....وما زال قلبه يفيض بالمشاعر، وما أظن القراء إلا قد اشتاقوا لسماع شعره
فهل تأذن لنا أيها الدكتور الحبيب بأن نقتطف باقة من روض بستانك وأشعارك ونبرز مواطن الجمال فيها ..لأشنف بها الآذان العطاش إلى سماع أنغام سحرك ، وعذب بيانك ؟
دخل عالم الشعر من باب الرثاء :
وأول قصيدة شاعت بين الأصدقاء هي قصيدة رثاء نظمها الشاعر الداعية عند وفاة شيخه العلامة محمد الحامد رحمه الله حيث يقول فيها :
فجعت بنعي وفاتك الأمصارُ وبكاك أهل العلم والأخيارُ
أسفي عليك قضيتَ في وقتٍ قضى لما قضيتَ وحلّت الأقدارُ
للصالحين أمارتان بموتهم يبكي التراب وتهطلُ الأمطارُ
ياسيدي والناس يستفتون قم وافتِ وفكّ من قد حاروا
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إذا مات العبد المؤمن الصالح بكى عليه مصلاه من الأرض ، ومهبط عمله من السماء .
ويعيب على أنصاف العلماء الذين لا يعرفون كيف يكيفون الفتوى .
الأم نبع الحنان :
ولقد دخل الدكتور خالد عالم الشعر من باب الرثاء حيث رثى الكثير من العلماء والأدباء والقادة ، فها هو يقول في رثاء والدته رحمها الله، وكان في دار الهجرة، ومنعه النظام المجرم من إلقاء نظرة الوداع إليها ، وكان رحيلها مؤثراً في نفسه وأعصابه ، فكتب يقول :
قلبي وقلبك في الهوى سيّان ِ فلم الفراقُ ونحن متحدان ِ
العينُ عيني والمسامع مسمعي والقلبُ قلبي واللسانُ لساني
سرت الشجون إليك هل ألفيتني إلا وما قد أشجاك أشجاني
يا أمنا لو كان أمري في يدي لرميتُ نفسي فوق عرش الجاني
لكن أهل الشرّ حالوا بيننا فلقاؤنا في جنة الرضوان ِ
رئيس البوسنة علي عزت فيجوفيش :
ويرحل الرئيس البوسني علي عزت فيجوفيتش عن هذه الدنيا الفانية، ويتعرض للإهمال والنسيان والجحود، فينبري الشعر المسلم خالد هنداوي، فيرثيه، فيقول :
أحقاً مات في البوسنة عليّ أبو العلياء بين الناس حيُّ
تجاهل فقده الإعلامُ قصداً ولم يحفلْ به إلا التقيّ
ولو رحلتْ مغنيةٌ نشازٌ لكان لوقع غيبتها دويُّ
ولا عجبٌ إذا حكم طغاةٌ بأن يقضي على المهدي غويُّ
وأشاد بأخلاق الراحل الكريم، ومجّد سجاياه وسماته، فهو مخلص في عمله، خلوق وثاقب الفكر ، ومجاهد صلب وقف في وجه الصرب الطامعين، وكان رحمه الله بارعاً في المفاوضات والحوار ، فقال :
أقام الدين والدنيا بنفس لها في القلب والإخلاص ريّ
وخلقٌ مثل زهر الروض عطراً فما فيه على الدنيا نديُّ
وفكرٌ ثاقب الآراء ماض ٍ كما مضت الأشعة ألمعي
حمى الإسلام في البوسنة وأبلى بلاءً رائعاً فهو الهديُّ
تمادى الصرب في جرح وقتلٍ فضعضع جمعهم ذاك القويُّ
وكان مفاوضاً بطلاً عنيداً وفي حمم لوغى فهو الكميُّ
لو ان المسلمين بكوا جميعاً لم يكن فيهم دعيُّ
جزاك الله عنا كلّ خير فما قدّمت في البوسنة شفيُّ
وغيث الخير جاد عليك دوماً وعيش الخلد عيشك ياهنيُّ
رحم الله الرئيس المؤمن لقد كان بطلاً جباراً وقف في موجهة الطغيان الصربي، ونجح في المفاوضات نجاحاً باهراً فحقق أمنيات شعبه .
رفقاً بقلبي :
وكتب الشاعر الإسلامي (خالد حسن هنداوي ) قصيدة، وهي قصيدة ميمية في رثاء الشهيد الدكتور عبد الله عزام وقد نشرها الشاعر في مجلة ( لهيب المعركة ) ومجلة ( الإصلاح ) العدد 14 ولكن ما نشر في هذه المجلة فقط / 38 / بيتاً من الشعر بينما القصيدة تبلغ 89 بيتاً من الشعر .
وقد كانت مناسبة هذه القصيدة احتفال بمكاتب الأفغان في دبي بذكرى نصرة جهادهم الميمون بتاريخ 28 / 12 / 1989م .
رفقـــــــــــــــــاً بقلبي أيها اللـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوام ُ وقع الذي أخشى فكيف أنامُ
عــــــــــــــــــــــــــوناً فإن الخطبَ ليس بهيّن ٍ أولا ترون الجــــــــــــــــــــــــــرح لا يلتامُ
أنا لستُ معترض القضاء وحكمه فلربما في خـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلقه الإبرام ُ
وشهيدنا للموت ابن طائع مــــــــــــــــــــــا دام في ذات الإله يرامُ
لكنني حِبّ صعقتُ بنعيه ِ حتى كأنَّ النعي فيَّ حســــــــــــــــــــــــامُ
لقد أحدث صوت النعيّ في نفس شاعرنا هزة نفسية عميقة فجفاه الرقاد، وراح يلتمس العون والمدد ليتجاوز جراح المحنة، ولكنه المؤمن يتمسك بحبل الله المتين وقضائه المبرم، ويخفف من آلام المصيبة، ويتلمس العزاء بأن الشهيد قد قضى شهيداً جميلاً مقبلاً غير مدبر ..ولكن الشاعر المحب كان وقع المصاب عليه كحد الحسام أثخن جسده الواهن بالجراح ...
فإذا بكى الشاعر الإسلامي خالد هنداوي حزناً على الشهيد، فهل يلام بذلك إن البكاء على مثل عزام واجب، وعلى أمثاله فلتبك البواكي :
أإذا بكيتُ وفاضَ دمعي أنهراً وجداً على بين الفقيد ألامُ
فالعزُّ هُدّم بيته، وتنكــــــــــــــــــستْ في الكون عن هاماته الأعلام ُ
ورمى الوجود به ظلام دامسٌ وعلا جمــــــــــــــــــــــال النيرين لــــــــثامُ
لقد بكته الأرض والسماء ،وحزنت عليه جميع الأمة بنسائها ورجالها، فهل يكون الشاعر نشازاً لا يبكي، ولا يحزن عليه :
وبكتك هذي الأرضُ بل هذي السما أبوابها فتحت فجاد غمامُ
والمسلمون مشارقاً ومـــــــــــــــــــــغارباً ذرفوا عليك الدمع فهو سجامُ
والقادةُ الأفغانُ طالَ نشيجهم ورثوا عظيماً أنهـــــــــــــــم لعظام ُ
ويصور الطبيعة قد شاركت الأمة أحزانها، وتزلزلت الأرض من شدة وقع المصاب :
لما قضيتَ كأن زلزالاً هوتْ منه البـــــــــــــــــلاد فوقعه هدّام ُ
أأبا محمــــــــــــــــــــــــد الكريم تركتنا من بعد ما دارتْ بنا الأيام ُ
مهلاً فإن جراحنا لما تزلْ والمعتدون على الكرام ِ لئامُ
ويشكو له أحوال الأمة والواقع المرير، فيقول :
في كلِّ قطر ٍ من بلاد أحبتي ترعى ذئاب ٌ دونها أغنامُ
هذي ديارُ المسلمين بلاقع ٌ والحكم فيها ما يرى الحكام ُ
بالله كيفَ رحلت َ والنيران في الدنيا تشبّ، ويحكم الإجرام ُ
ويصور سعادة الملائكة بحملهم نعش الشهيد :
نلتَ الشهادة َ وهي أعلى رتبة بك في هواها الندب جدّ هيام ُ
تسعدُ الملائكة الكرامُ بحملهم نعشاً حواكَ، فطاب فيه مقام ُ
مهلاً وفي الدين هبنا نفحة تحيا بها الأرواح والأجسام
ويسترسل في تعداد خصال الشهيد القائد وسماته وسجاياه الحميدة، فيقول :
يا من جنيت َ من الخصال كرامها فإذا بعنقود الثمار نظام ُ
وجمعت َ بينَ اثنين قلّ من الورى من يستطيعها – ذاك مقام ُ
علمٌ أتاك من العليم متوجٌ بجهاد من هم للهدى أخصام
ولعل ميزة الشهيد عبد الله عزام أنه جمع العلم إلى الجهاد ، وتحدث الشاعر عن معرفته بالشيخ وقربه منه وأنسه بمجالسته، فقال :
لما عرفتكَ خلت أن مجالسي ملكاً يفيض ونبعه الإلهام ُ
قد كنت َ شيخاً قائماً متبتلاً ترجو المهيمن والأنامُ نيامُ
وقد عهدتكَ لا تهادن ظالماً بل كان يخشى بأسك الظلام ُ
أيها الصنديدُ في جيش الهدى ما أنتَ إلا في الوغى صمصامُ
فالشهيد ملاك طاهر، وشيخ متبتل، لا يهادن الظلم، بطل صنديد ...وسيف بتار في مواجهة الطغاة .
إنه الشيخ عزام وكفاه فخراً أنه من جنود الإسلام الميامين الذين جاء في وصفهم أنهم رهبان الليل وفرسان النهار ..و يأسف على يتم البطولة بعده، فيقول :
أسفي على يتم البطولة بعدما فجع العرين ، وصرع الضرغام ُ
إن الشجاعةَ منحة ٌ موهوبة بينَ الرجال وبينها أرحام ُ
فاحسر لثامكَ يا كمي مُنازلاً وخض ِ الوغى يا أيها المقدام ُ
لقد منحه الباري الشجاعة هبة من لدنه تعالى، ولقد انضم الشهيد عبد الله عزام إلى موكب الشهداء: مروان حديد، وعبد الستار الزعيم، وبسام أرناؤوط، والقسام :
حدّد لمروان الشـــــــــــــهيد ملاحماً شهدت ْ بها الأغوارُ ثم الشامُ
شيدتما أسس الجهـــــــــــــــــــــاد بأمة ٍ أوهى قـــــــــواها الوهن والأوهام ُ
من معهد الأبطال هبَّ تميمنا والعــــــــــــــــــابد الستــــــــار بل بسّام ُ
رحلوا ، وهل رحلوا وكنت بذكرهم تمشي على مـــــــــا خطّه القسام ُ
لقد حمل القائد المؤسس أحمد ياسين راية الجهاد بعد الشهيد عبد الله عزام ، وقدمت حماس الشهداء على مذابح الحرية :
بشرْ به ( ياسين أحمد ) من غدا جبل التحدي دونه الأقزام ُ
هذي ( حماس ) تخوضها عمرية وبغيرها لن تثبت الأقـــــــــــدام ُ
إن البسالة َ منذ سرت بنهجها أمستْ ( يهود ) على يديك تسامُ
فتركتهم في وقعة ( المشروع ) بيــن مجنــــــــــــــــــــــــــدلٍ تكوي أخـــــــــــــــــــــــــاه كلام ُ
وقذفتهم بالراجمات من اللظى فإذا هم فوق الصعيد ركام ُ
بالله حدّث يا تراب القدس عن بطل ٍ سقاهم ما سقاه السام ُ
خبّر عن المغوار حضَّ مدوياً سيحرر الأقصى دعاة قاموا
قم حيث أمكن أن تجاهدَ كافراً فبذاك أوصى الحاكمُ العلاّمُ
ليس السلامُ مع اليهود بنافع ٍ فاقتلهم حتى يعمَّ سلام ُ
فالسلام لا ينفع مع اليهود الذين تمردوا على قيم الحق، والعدل والخير والسلام، وقتلوا الأنبياء، فقتلهم والخلاص من شرهم يجلب السلام، فهم كالسرطان لا يجدي معهم غير الاستئصال، ولعنة الله على هتلر لا لأنه قتل اليهود، بل لأنه أبقى واحداً منهم :
إيهِ ربى الأفغان أية خطـــــــــــــــــــــــــوة قد نلت َ حين علا رباك همامُ
أيزولُ طور عنك فاق ذرا العلا والنســـــــــــرُ يهوي للثرى ويضامُ
هل شمت َ هذا السيف يوماً مغمداً مــــــا باله في الغمد بات ينامُ
أجبال ( جاجي ) هل سمعت ِ مكبراً يوم التقى الجمعان وهو إمامُ
هاتي – فديتك من جبال ٍ حرّة ضمّتْ جبالاً في الجبال تساموا
لقد شهدت ساحات الجهاد في أفغانستان للشهيد بالقوة والشجاعة والعزيمة الجبارة والإرادة الصلبة حيث كان عزام نسراً من نسور جبال جاجي التي بذل روحه لتبقى حرة أبية، ولقد تحمل المجاهدون قسوة الحر والقرّ، وذاقوا الجوع والحرمان، وصبروا حتى ظفروا بالنصر ورضوان الله، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً :
ولي الشيوعيون عنك، وقتلوا وأسودنا بهوى القذائف هاموا
والريح تلسعُ زمهريراً قارساً وأبو الشدائد أنت َ يا عزّامُ
يا فتى على الجبال معانقاً والثلجُ فوق صخورها أكوام ُ
أجلال آباد صويت على أسى لكن نشرك عزّ فيه كلام ُ
لا الليلُ ليله لا الصباح صباحه ليس الشراب له وليس طعامُ
يا قندهار ولا أراك ضنينة فالخبر عندك قد رواه حمام ُ
البذل والأقدام فيك مســــــــــــــــــــــــــطر للشيخ ، لكن للعدى الأحجام ُ
من حاز هذا الصبر في الدنيا فقد حازَ العــــــــــــــــــــــــلا وهفتْ له أنسامُ
لقد ترك الشهيد مكانه شاغراً وترك غيابه ثلمة، فهو أبو الأرامل والأيتام، وقد ذاقوا لباس الجوع والخوف بعد رحيل إمامهم :
من ذا سيؤتي مثل غرسكَ بعدما شبَّ النباتُ، وفتحت أكمامُ
من ذا سينشد للضعاف نشيدهم فلقد بدا فوق الوجوه قتام ُ
ما للأرامل يشتكين لحاجة ٍ وتكادُ تحرق قبلها الأيتامُ
لا يا حبيب القلب ِ قد علمتنا أن الحياة َ توثبٌ وصدامُ
والعيش في ذل الدنى مستنقعٌ يهواه من بين الأنام طغام ُ
يحيون ما بين الدجاج وخصه أو يهربون كما تفرُّ نعامُ
لقد نصح الشهيد للعلماء بأن يتقدموا الصفوف، ويحرضوا المؤمنين على الجهاد، وطلب من الشعراء أن تكون كلماتهم الهادفة خير سند للرصاصة الماضية، فلله درُّ عزام من قائد جمع المكارم كلها :
يا ناصح العلماء كي يتقدموا فالســــــــــــــــــــــــــاح يقـود عوام ُ
يا ناصرَ الدين الحنيف سقيته مما سقاك دماً فنعم ذمامُ
كم كنت َ تندبني لأنصرَ ديننا فالشعرُ نار في الوغى وسهامُ
هل يا ترى ينسى الزمانُ مآثراً طبعتْ لها في جيلنا أختامُ
لو لم يكن إلا الجهاد مفاخراً والصلح في الأفغان فيه وئام ُ
لكفاك منقبة تتيه على الورى هي وحدها لك في الزمان وسام ُ
وأشار الشاعر المحب بأن الشهيد رحل، وكان معه جناحاه وشبلاه :
شبلاك قد وفياك حقاً حينما أبيا رحيلك مفـــرداً تحتام ُ
صحباك مثل الكوكبين لجنة تهواكم ، فهوى الشهيد غرام ُ
فتزيني حور الجنان تزيني فالعرسُ قام َ ، ورقت الأنغام ُ
ولقد ذهب الشهيد إلى فردوس الجنان أما المجرمون فقد لاقوا الويل والخسران :
ومضى أحباء الإله لخلدهم والمجرمون إلى الجحيم تراموا
نفع الشهيد جهاده لكن من قتــلوه لن تنجيهم ألغام ُ
فلتخسئوا خدام أمريكا ويا خدام – روسيا – إنكم آثام ُ
ودم ُ الشهيد ملاحق أشباحكم فإن استطعتم فأسلموا يا ذام ُ
ويشير الشاعر إلى كرامة ملحوظة للشهيد فقد فجر اللغم حديد السيارة وفتته بينما بقي جسد الشهيد سالماً لم يتمزق فأي كرامة أعظم من هذه، وتلك عاجلُ بشرى المؤمن، لقد شعر الإخوة الذين وقفوا على جثته بأن دمه يفوح مسكاً وعطراً فعلا التكبير، والهتاف، ونقلت ذلك إذاعة لندن.. وغيرها من وسائل الإعلام :
أرأيتم صلب الحديد مفتتاً لكن بجسم لم تفت عظام ُ
ما دار في خلدي على مرّ المدى أني سأرثي البدر وهو تمام
وما دار في خلد الشاعر بأنه سوف يرثي الشهيد يوماً ما، ويتمنى أن يلقاه في الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً :
طب يا شهيد الحقّ موعدنا غداً عند المليك يحفنا الأنعامُ
طرْ في فراديس الجنان مغرداً فهواك ذاك ، ونعمت الأحلام ُ
ويحرض زوجة الشهيد على الصبر والثبات :
صبراً على الأرزاء أم محمد يا زوجة قد صاغها الإسلام ُ
صبراً نسيبة عصرنا خنساء لك في الورى الإجلال والإكرامُ
إذا قلت للأقوام نفسي هنئوا إن العــزاءَ بهم عليّ حرام ُ
إذا قلت هذا للتباهي إنما كنت المثال لكي يشبّ غلام ُ
فاهنأ مربي الجيل في ذرية ضربت لها في العالمين خيام ُ
ما مت إذ فارقت يا علم َ الهدى وهل الشهيد يموت يا أقوام ُ
لا لن تغيبَ عن المجالس لحظة ً فلعطر ذكرك في الأنام دوام ُ
اليوم فزتَ بما تؤمل فاسترح وليرو قبرك مــاطرٌ سجّامُ
فأرملة الشهيد أم محمد ضربت أروع الأمثلة في الصبر والثبات، وراحت تتلقى التهنئة من الزائرات وتوزع الحلوى بمناسبة عرس الشهادة فكانت كالخنساء ونسيبة والمسلمات العظيمات فاستحقت أن يخلدها التاريخ ...
رثاء الشيخ عبد المعز عبد الستار :
أقيمت حفلة أدبية وأمسية شعرية أقامها شباب الدوحة بتاريخ 14 / 4 / 2011م، وألقى الشاعر الدكتور خالد حسن هنداوي قصيدة في رثاء الشيخ عبد المعز عبد الستار قال فيها:
سبحان من يبقى عليّ الشان ويزول دوماً كل خلق فان
تطوي صحائفنا ، ويمضي عمرنا وكأنه برقٌ بلا لمعان ِ
لما نعيتَ قلوبنا فاضت أسى ونعت غياب المجد والعرفان ِ
والعامل الراحل كان مصري المولد، أزهري الثقافة، إخواني المنهج ويعتبر من أبرز تلامذة الإمام حسن البنا الذين نشروا الدعوة خارج مصر ولاسيما فلسطين وبلاد الشام ، وبعد القمع الرهيب في عهد جمال عبد الناصر هاجر الداعية إلى قطر واستقر به المقام هناك وتوفي فيها لذا يصور الشاعر حزن البلدان والأمكنة على رحيل الشيخ الوقور :
مصرُ التي ربتك بالحزن اكتوت وغدت به قطر بغير جنان ِ
كيف السلو ونحن في زمن غدا أهل النهى والعلم في نقصان
حسن هو البنا المؤسس قد قضى والحامد الصديق في الإخوان
ومضى الغزاليُّ المجاهد زمرة بهداهمُ كم سار من ركبان ِ
ثم يتابع الشاعر تأبين شيخه ، ويسترسل في وصفه وتبيان سجاياه ، فيقول :
يامن أضأت نهارنا شمساً ومن في الليل كنت البدر للأكوان ِ
يا شيخنا المقدام خير مجاهد ضحى بقلب للهدى ولسان
تسعون عاما بل يزيد قضيتها في خدمة الإسلام والإيمان
والشيخ أضاء بعلمه الأكوان، وجمع بين الجهاد والتقوى، وأفنى عمره المبارك المديد في خدمة الإسلام ونشر مبادئه، وكان لالتزام الشيخ المبكر في دعوة الإخوان دور في تفجير الطاقات الكامنة عند الشيخ الداعية :
منذ الصبا حالفت ربك ممسكاً بصراطه وعزيمة الشبان ِ
إن أنسى لا أنسى صلاحاً فائقاً وصفاء صدر مترع بحنان ِ
وخطبتَ فاهتزت منابر وارتوت منك الورى يا آسر الوجدان
وسبقت في الشورى برأي ناصح بين الكبار وكنت أنت الباني
ألفت أجيالاً بتربية الهدى ومناهج قامت على إتقان ِ
يا باذلاً أعلى الغوالي سابقاً تدعو بإخلاص بغير توان ِ
وتجود بالأموال إنفاقاً بدا رمزاً لأهل الخير والإحسان ِ
روح الشباب على فؤادك طائر وشجاعة الآساد في الميدان
الأولياء المتقون قـــــــــــــــــــــــــــــــلائلٌ ولأنت نعم العالم الرباني
في عهدة المولى الكريم ضيافة ورعاية عظمى وكهف أمان ِ
يا رب فاحشرنا برفقة شيخنا عبد المعز بروضة وجنان
رثاء الشهيد المجاهد عبد القادر صالح :
وللشاعر الدكتور خالد هنداوي قصائد كثيرة في الرثاء منها قصيدة في رثاء الشهيد عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد يقول في مستهلها :
قتلت ياليثنا أم قمت يقظانا تصون حصنَ الحمى رمزاً وعدوانا
صدقت ربك في عهد لجنته إذا الشــــــــــــــــــــــهادةُ حقاً وقتها حانا
يا نجم عزٍّ بدا في الليل بدرَ هدى لقــــــــــــــــــــــائد القـــــــــــــوم قبطاناً وربّانا
ضجت دمشق ومن حزن على حلب ٍ همت غـــــــــــــــيومٌ بغيثٍ سحَّ هتّانا
على التحمل كم قد كنت مصطبراً وذاك عـــــــــــــدّةُ من قد زاد إيمانا
يا رمحَ قهرٍ إذا ما رمته فرمى أفنى الأخابثّ قتّالاً وطعانا
كم ذا مررتَ على الأبطال في حلب ٍ وكنت في خاطري أرقاهمُ شانا
آسادُ مارع كم أبلوا بساحتهم وصرّعوا طغمة الطغيان شجعانا
لم يرهبوا طائرات الغدر قاذفة بارودهم حارقاً ناساً وبنيانا
ويجلي الشاعر صفات الراحل : فهو ليث شجاع يصون حمى الوطن صدق العهد مع الله، حزن عليه الأمة بجميع أطيافها، وكان رحمه الله رمحاً في صدر العدو، ويناجي الشهيد القائد، ويشبهه بنبي الله صالح في الأخلاق، ويؤكد أن تاريخ سورية ازدهى، وتألق بأمثال هؤلاء الأبطال :
يا عابد القادر المحمود سيرته أشبهت صالح في الأخلاق إنسانا
تاريخ سورية اليوم ازدهى ألقاً بمثل صـــــــــــــــــــــــــــــالح في الفرسان أقرانا
مبادئ الإسلام :
إن معظم شعر الشاعر خالد هنداوي يدور حول مبادئ الإسلام العظيم، فهو شاعر رسالي، وشعره إسلامي هادف ملتزم، اسمع إليه، وهو يقول كاشفاً هويته من أول وهلة في قصيدة نظمها في زمن الشباب المبكر عام 1973م :
يبدو لك الإسلام أبيض ناصعاً إن كنت لا تلقي عليه غبارا
فأعدَّ للأعداء، واكتم ، واصطبر وانوِ الصلاحَ ، ولاتكن فؤّارا
هذا صلاح الدين يكتمُ أمره ويُعدُّ ثم يحرّكُ الإعصارا
فإذا ملكتَ زمامَ أسباب القوى فاغز وناج الواحد القهارا
حاشا لربي أن يُذلّ عباده ما أخلصوا سراً له وجهارا
رباعيات ثائرة :
اشتهرت بعض الرباعيات عبر التاريخ من مثل رباعيات الخيام ، وهناك خماسيات الأميري ...وللشاعر خالد حسن هنداوي العديد من الرباعيات منها : رباعيات من فلسطين، ورباعيات رمضان ، ورباعيات من الحياة ، وأخيراً كتب رباعيات ثائرة
وهي حوالي 111 رباعية مطبوعة ، وهناك أكثر من 50 رباعية مخطوطة .
تحدث فيها عن قضايا الثورة السورية ، وشؤونها وشجونها .
بجهادنا :
إن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام ، وباب فتحه الله لخاصة أوليائه فكيف لا يكون له نصيب في شعر المجاهد خالد حسن هنداوي الذي عشق الجهاد منذ نعومة أظفاره على يد الشهيد مروان حديد ولله در شاعرنا حين يقول مزمجراً في رباعياته الثائرة :
نحن الذين نخر طوعا سجدا لله لا نبغي سوى نصر الهدى
بجهادنا نحمي الشآم ولا نرى فينا امرءا إلا حِماه توسدا
مهما تكالبت العدى فنباحها سيظل أخسأ في الحياة وأخمدا
لو جيشوا كل العوالم ضدنا سنفوز في الميدان صفا أوحدا
فهو يفتخر بأنه ممن يسيرون في ركاب الهدى وأهل الإيمان فاسجد واقترب الذين يجاهدون في أرض الرباط في بلاد الشام ويسطرون أروع البطولات ويتحدون قوى البغي والضلال التي تكالبت على أمتنا ويتفاءل الشاعر بنصر المجاهدين في المستقبل
الربيع العربي :
حيى الشاعر الإسلامي د. خالد حسن هنداوي ثورات الربيع العربي، واعتبرها خير الفصول لقد نزلت ضيفاً جميلاً اعزّ الأمة في البر والبحر وفي السهل والجبل وفي كل زمان ، فالربيع العربي الإسلامي سعادة للأمة وبداية مشرقة لرحيل الجدب والخريف من حياة الناس :
ربيعَ العُرب يا خير الفصول
حللت بنكهة الضيف الجميل
رفعت العز في بر وبحر
ورفرف في الجبال وفي السهول
ورودك بالسلام لها ائتلاق
وطيرك بلبل المغنى الظليل
أعد غيث السعادة في حمانا
وآذن كل جدب بالرحيل
لا تسل :
وفضح الشاعر زمرة الفساد والاستبداد في بلادنا التي عملت جاهدة على انقلاب الموازين الأخلاقية فقال :
في بلادي كل شيء واردُ
طالما السلطان فيها القائدُ
طالما الشعب قطيع جائع
والحرامي هو حامٍ صائد
كل من يبغي الفساد صالحٌ
كل من يبغي الصلاح فاسد
بعد هذا لا تسل إنْ ثائرٌ
هبَّ كي يهوي نظام جاحد
فهو قد بدأ الرباعية بالتصريع بين واردُ – القائدُ : وهو من المحسنات اللفظية التي تكسب النص جرساً موسيقياً محبباً كان الشاعر في ذلك مقلداً للقدماء ، وشبه الشعب بالقطيع الجائع الضال، وضمن الشطر الثاني ذلك المثل المشهور (حاميها حراميها ) وأشار إلى انقلاب الموازين في ظل الجاهليات المعاصرة، فالفساد أصبح صلاحاً ، والصلاح أضحى فساداً ، وكان ذلك من مبررات ثورات الربيع العربي لإعادة الأمور إلى نصابها ولتقويض دولة الطغيان والفساد والاستبداد .
والرباعية من بحر الرمل الذي يصلح للطرب والغناء .
فأل السلطان :
لقد برع الحكام في خداع شعوبهم، وسحروا أعين الناس كي لا ترى أخطاء أولئك الطواغيت ولكن السحر انقلب على الساحر وراح جنود الحق يمحون آثار الضلال ، ولله درّ الشاعر عندما صور ذلك فقال من البحر الخفيف :
خاب فأل السلطان حين أراهُ
أنّ عين المحكوم ليس تراه
فَعَلا الأرضَ وامتطى الجو كِبرا
وتمادى في ظلمه لسواه
واشترى المال دون مالٍ وألقى
كل سحر في الشعب كي يهواه
فإذا الله يقلب السحرَ حالا
وجنود الإله تمحو خطاه
نهاية الظلم :
وما أجمل أن يستيقظ ضمير شبابنا الذي ان سادراً في غياهب الجهل والظلم، فهب ينشد العدل والخير والحرية للأمة، ويحذر الفراعنة الصغار من تماديهم في الضلال فالشعوب إذا ثارت فإنها تزلزل أركان الطواغيت :
ضميرُ شبابِنا لزم العداله
فهبَّ يحذِّر الباغي ضلاله
ويهتف صادعا أصلح وإلا
تنحَّ ليصلحَ المحكوم حاله
إلى الحرية البيضاء نمشي
وشمس الحق من خير الدلاله
على الظُّلام إما ثار شعب
سيُرمى كل ظلم في الزباله
ولقد أحسن الشاعر اختيار البحر من الوافر الذي شاع أنه يناسب الطرب والفرح ونسوا أن معلقة عمرو بن كلثوم من الوافر وهي من الشعر الحماسي ، واختيار الدكتور للقافية المقيدة الساكنة يوحي بالهمس والبوح فهو يبوح بهمومه إلى الشباب
-امضوا :
ويحن الشاعر الإسلامي خالد هنداوي إلى التاريخ المجيد عندما كان الرعاة والولاة يفدون شعوبهم ويحمون الحمى، ثم تبدلت غزلانها بقرودها فحلّ الطغاة محل الهداة واكتوت الأمة بنيران أحقادهم ففعلوا مثل سيدهم فرعون فقتلوا وشردوا وسبوا النساء وذبحوا الأطفال الأبرياء، ويخاطب الشاعر الثوار ويطلب منهم المضي في طريق الجهاد فإن الفتح والنصر قريب وإذا جاء أمر الله لا يردّ :
لماذا كان في وطني رعاةٌ
بأفئدةٍ يُفَدّون الشعوبا
وداهَمَنا طغاة ليس فيهم
سوى من باللظى يكوي القلوبا
فكم عاثوا كفرعونٍ فسادا
وكم قتلوا جريحا بل طبيبا
ألا يا أيها الثوار فامضوا
فإن أمامكم فتحا قريبا
وجاءت الأبيات على البحر الوافر، وهو مناسب لموضوع الجهاد والحماسة .
هدى الثائرين :
يلقي الشاعر التحية لثوارنا البواسل الذين هبوا إلى مواجهة الطغيان ، فالمستبد قد تمادى في غيه واستباح الحمى، واسترشد المجاهدون بالعقل الناضج والقلب السليم فهداهم الله إلى سبيل الرشاد ومحاربة الاستبداد، يقول الشاعر من البحر الخفيف :
حيِّ ثوارنا البواسل هبوا
حين ناداهمُ الضمير فلبوا
أمهَلوا الظالمين دهراً طويلاً
فتمادَوا في غيِّهم وانكبوا
قتلوا الشعب، واستباحوا حِماه
ومـــــــــــــــــن الغير قط لم يتربوا
فإذا الثائرون قاموا بسلم
وهُداهم رب وعقل وقلب
بشراك :
حذر الشاعر الشباب المتحمس أن يحسبوا ثورة الأحرار في الشام ما هي إلا هبة وفورة كفورة الحليب بل هي مدّ وجزر وقد تطول ثم يأتي الله بالنصر بعد الصبر ، فطوبى لمن جمع بين البصر والبصيرة ، وقد اختار الشاعر لهذه الرباعية البحر البحر البسيط وهو من البحور التي تتسع لجميع الموضوعات :
لا تحسَبوا ثورة الأحرار غايتُها
تُنال في هبّة من وقتنا الساري
لكنَّما هي مَدٌّ ثم يعقبه
جزْرٌ ويعقبه مدٌّ بمقدار
ما بين نصرٍ وكسرٍ ساعة حَسَمت
بالصبر جولتَها للباحث الداري
ما دمتَ ذا بصر فيك البصيرة قد
صحَّت فبشراك نصرَ المالك الباري
واستخدم الشاعر المحسنات اللفظية والمعنوية في رباعيته كالطباق الإيجابي بين المد والجزر ، وهو ممن يزين الكلام ويزيده جلاء ووضوحاً ، كما استخدم الجناس بين البصر والبصيرة ونصر وصبر ليكسب النص جرساً موسيقياً محبباً .
صبرا :
ويطمئن الشاعر أسود الشام بأن النصر لهم فهم خير أجناد الأرض ويقتبس الشاعر من القرآن (إن بعد العسر يسراً) ، كما يضمن رباعيته ذلك المثل المشهور : لو دامت لغيرك ما وصلت إليك ، ويستخدم أسلوب التنبيه والذم في قوله (ألا بئس المهاد ) ليؤكد على معانيه السامية التي لا ترضى باليأس والقنوط والخنوع والاستسلام :
أسوديَ إن بعد العسر يسرا
فصبرا رغم وقع الخطب صبرا
ألا بئس المهادُ لمن رماكم
ولو عرف الحقيقة ما استمرا
يظن الظالمون لهم دوام
ولو دامت لغيرٍ لاستقرا
لقد وجبت على الجاني نحوسٌ
وأنتمْ في الرضا دنيا وأخرى
، كما يستخدم طباق الإيجاب بين العسر واليسر ، وبين دنيا وأخرى، ويستخدم أسلوب التوكيد في البيت الأخير ( إنكاري ) ويعدد في الأساليب، ويقارن بين مصير الدعاة ومصير الطغاة ليقنع الثوار أن النصر لهم في الدنيا والفلاح في انتظارهم يوم القيامة أما عدوهم فالويل له دنيا وأخرى .
لا تحزنوا :
يستخدم الشاعر الإسلامي في هذه الرباعية التصريع بين الأولى والعلا، ويؤكد الشاعر على سلمية الثورة ، ولكن النظام المجرم هو الذي استجرَّ الناس إلى الكفاح المسلح ليتسنى له تدمير البلد، ونشر الخراب في كل مكان :
ثوارَنا في الشام أحفاد الألى
ضربوا لنا أرقى النماذج في العلا
سلميةً قاموا بها فإذا بهم
طُعْمٌ لنيران رمتهمْ مِرجلا
قالوا ألسنا لم نقاتل في الوغى
وإن ادّعوا ظلما لنا قلنا بلى
لا تحزنوا يا سادتي أنتم على
درجات جنات ولكن هم إلى..
وتأتي تفعيلات الرجز المتكررة لتعطي النص إيقاعاً وجمالاً وحسناً وعذوبة .
وحذف الشاعر لبعض الكلام في ختام الرباعية يثير الخيال ليوحي بمصير الطغاة المجهول المهول .
عذرا :
ويخاطب الشاعرُ خالد حسن هنداوي المفتي حسون، فيقول له بصريح العبارة لقد اخترت حياة الأرانب، وعشقت الذل والهوان والخنوع ، فوجبت عليك لعنة الأجيال والتاريخ :
ألا يا أيها المُفتيُّ عذرا
أما تدري الحلال من الحرام
وما تدري بأنك غير دار
أكذب ذاك أم صدق الكلام
إذا أفتيت للسلطان تهوى
مجانسة الأرانب والنعام
وإن أفتيت شعبك وهو حقا
بسلم ثار كنت أشد رام
نبض حماة :
وليس بمستغرب أن يمجد الشاعر ثورة حماة فهي حبيبته ومسقط رأسه ، ويندد بجرائم النظام الفاجر الذي استغل محاكمة مبارك وانشغال الأعلام بالأحداث لينفذ جريمة القتل في حماة ويعيث في الأرض فساداً :
دكت حماةَ أسافل تترصد
مكرا وحقدا حرُّه لا يبرد
جعلوا محاكمة الرئيس مبارك
وقتا يغطي قصفهم وتمددوا
قتلوا وعاثوا كالتتار وجوعوا
وكذا الكلاب السود إذ تستأسد
لكنما الثوار نبض هاتف
إنا لغير إلهنا لا نسجد
ثوروا :
ويحرض الشاعر شباب الأمة على الجهاد ونسف الباطل وأهله ، ويفضح سهام الغدر التي صوبت نحو صدر المجاهدين، فيقول :
سقى الله أرض الشام خير السحائب
فقد كنزت أنقى وأغلى الحبايب
رمتهم سهام الغدر في الصدر والنهى
ولم يرفعوا في الرد أي قواضب
لئن ذهبوا لله فالحق غالب
وباطل صف الشر ليس بغالب
فثوروا بني قومي على الظلم وانسفوا
جبال خزاياه لشر العواقب
ما أنت حي :
ويعجب الشاعر من الإنسان المستهتر الذي لا يغضب إذا انتهكت محارم الله وسالت شلال الدماء في قطرنا الحبيب وفي سائر الأقطار :
لمْ أنت تغضب قالها لي صاحبي
فأجبته لِمْ أنت لست بغاضب
أوما رأيت رسولنا في وجهه
عند انتهاك الشرع وثْبُ محارب
في ليبيا في سوريا بحرا دم
والمثل في صنعاء ليس بناضب
إن لم تثر ضد الطغاة على المدى
ما أنت حي في الورى يا صاحبي
- أبطال دير الزور:
وشاعرنا يؤمن بوحدة تراب الوطن ، وها هو الشاعر الحموي يمجد ثورة أبطال دير الزور، فيقول :
أعرفت أبطالا بدير الزور
ضربوا بوردهمُ سيوف الزور
فَهَوَت عروش للحضيض بفعلهم
وتكسرت كتكسر البلور
فإذا اللئام يسابقون لفرصة
قبل الهلاك بقنبل التدمير
ضرب الجبان إذا توالى برهة
فهو الصغير أمام كل كبير
هامة الشعب :
وهامة الشعب سوف تبقى مرفوعة شامخة، ولن يرضى أحفاد الصحابة بحياة الذل والخنوع :
هامة الشعب لن تذل ففجِّر
كل حقد أخفيته بقلوب
كل شيئ في الشام ثار جحيما
فتهيأ رغما لشمس الغروب
كرِّر الضحك في الخطابات واهزأ
فستبكي حقا بسوء نحيب
تلك حرية النهوض ستبقى
شامة الشام رغم كيد رهيب
وما أغبى الوريث القاصر الذي قابل مطالب شعبه العادلة بالضحك والسخرية واستخدام العنف والبطش والإرهاب .
يا لاذقية :
ويفضح الشاعر نظام الفساد والاستبداد الذي قصف بلا رحمة اللاذقية وقتل أهل السنة فيها، فيقول :
ضربوك غدرا فاكتوت سوريه
يا لاذقـــــية، فادفعي بحميّه
أَلكِ البوارجُ صوّبت نيرانها
ولغاصب الجولان ألفُ تحيه
أعروسَنا أهلُ القبائح والخنا
إن أفسدوا فلأنت أنت أبيه
صبرا على مُرّ المَنون ففي غدٍ
سيغرّد الثوار بالحريــه
ثورة الحق :
وثورة الحق لا يكون فيها اعتداء على الأبرياء فدماء الناس غير المحاربين مصونة وكذلك الأموال والأعراض ، يقول الشاعر مبيناً ذلك للناس :
ثار شعبي في الشام دون سلاح
فرماه الطغاة في كل ساح
وتمادوا عمداً بحرقٍ وسحقٍ
واصطيادِ الأجسادِ والأرواح
فتحدى أسودُنا شرَّ وحشٍ
قاد دبابةً و ذاتَ جناح
ثورة الحق لن يغيب ضياها
وهو نار في مُهْجة السفاح
لو عدلت مصر:
ويندد الشاعر بالانقلاب العسكري الذي قاده السيسي على الحكومة الشرعية المنتخبة :
نُكِبت مصرُ أم جميعُ البلادِ
بانقلاب العبيد و الأسياد
حين صار النسور أسرى سجونٍ
وتعالى البُغاث طَلْقَ الأيادي
لهفَ نفسي ماذا يعاني الغيارى
من عذاب النفوس و الأجساد
ايهِ يا مصرُ لو عدلتِ لأضحى
شانقو العدل همْ على الأعواد
المحتل وعبده:
وأشاد الشاعر الإسلامي بثورة سورية والعراق على الطغاة في كلا القطرين :
لماذا ثار أحرارُ العراقِ
و أحرارُ الشآمِ على النفاق
و ضَحَّوا بالنفوس بلاحسابٍ
و بالأموال تُبْذَل باشتياق
أمِنْ أجلِ التحكِّم في البرايا
من المحتلِّ و العبدِ الوِفاقي
ألا أيدٍ أبياتٌ قِصاصاً
تُقَاضيهمْ بأسيافٍ رقاق
طغاة الشام :
لقد ابتليت سورية بطاغية الشام الذي فاق في إجرامه جميع طغاة العالم وزور إرادة الشعب في الانتخابات المزيفة ، ولبى طموحات اليهود في تدمير مقدرات الأمة :
طغاة الشام في هذا الزمانِ
طغاةٌ ما لهمْ في الدهر ثان
كبيرهُمُ بتزويرٍ ترقّى
فيا لَلْإنتخاب البهلواني
لقد رباهمُ صهيونُ حتى
غدوا لندائه رهنَ البنان
فَزُجّوهمْ ببأس الحرب وامضوا
برميٍ أو بضربٍ أو طعان
الكل أخرس :
وتآمر الروس والمجوس واليهود وأمريكا على هذا الشعب المجاهد ، ولقد خالفوا مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان التي ينادون بها، وأعطوا لفرعون العصر الضوء الأخضر ليقتل شعبه كيف يريد دون رحمة :
لولا مؤامرةُ اليهود تُعِدُّها
للطبخ أمريكا لقرَّ الشامُ
وعبيدهمْ فنٌّ لكلِ جريمةٍ
فوِارثة الكرسِيْ هوى و غرام
أخذوا من الأسياد ضوءا أخضراً
ما فيه قطُّ أزِمَّةٌ و ذِ مام
الكون يشهد قصفَنا بحديدهمْ
و الكلّ أخرسُ سيِّما الحكام
قاتل الأطفال :
لقد ذهب آلاف الأطفال الأبرياء بقصف طائرات النظام، ولقد شهد العالم جثث الطفولة تحت الأنقاض في حلب وحمص ودمشق وفي كل بقعة من ربوع سورية الحبيبة، ويذكر الشاعر المجرم بعذاب يوم القيامة، ولكن هيهات أن يسمع لصوت الضمير ونداء الإنسانية لأنه قد فقد كل معاني الرحمة والإنسانية :
يا قاتل الأطفال ويْلك في غدِ
إنْ كنت تؤمن بالقيامة في غد
يا قاتل الآباء مثلَ أبيك هل
جاء التتار بمثل فعلكما الرّدي
لو أنَّ طائرةً لنا أو مدفعاً
يهوي بها لعرفتَ من لِلْمِقْوَد
لُذْ باليهود و خادميهم إننا
لكمُ أسودٌ حارسون بمرصَد
مهما طغى :
ولكن يقرر الشاعر تلك الحتمية التاريخية التي تقول : لكل طاغية أجل، ولكل ظالم نهاية ، فمهما اشتد الظلام فلابد من طلوع الفجر ومهما طال العمر فلا بد من دخول القبر :
مهما طغى سلطانُ أهل الشامِ
سيزول جزماً بعد سوءِ ختام
إن ظن جبارٌ سيهْزِم في الوغى
ثوارَنا سَيُداسُ بالأقدام
كم مرةً في الدهر أعتى منه قد
أضحى لِدودِ الأرض شرَّ طعام
طوبى لثورتنا المجيدةِ إنها
ستُطيحُ بالعملاءِ و الظُّلام
ويبشر بانتصار الثورة وبأنها سوف تطيح بكل الرؤوس العفنة في المنطقة العربية .
فقيه السلطان :
يقول سيدنا سعيد بن المسيب رحمه الله : إذا رأيتم العالم يغشى أبواب الأمراء فاحذروه على دينكم فإنه لص ، وبئس العلماء على أبواب الأمراء ، ويفضح الشاعر الإسلامي خالد حسن هنداوي تلك العمائم المزيفة فيقول :
كُلْ من فُتاتِ القِرش و التمساحِ
يا عالماً زوراً و لستَ بِصاح
نظّف له أسنانه فلعلّه
بِبصاقهِ يُغْريك بالإفصاح
أفقيهَ سلطانٍ غشومٍ قاتلٍ
ماذا ستجنيه من الأرباح
دنياك دنيا ذلّة لك في الورى
وحسابُ أخرى ليس بالضَحْضاح (القليل)
غزة المجد :
والشاعر يهتم بتفاصيل القضية الفلسطينية، وها هو يمجد بطولات (غزة المجد ) ويقف إلى جوار أهلها الصامدين، فيقول :
غزَّة المجدِ قد رَعَتْهُ تليدا
قتزكّى في الجيل عودا فَعُودا
وهي اليومَ طارفاً منه أعلَتْ
بعد أنْ حطَّمت ببأسٍ قيودا
لم يَعُدْ قطّ في فلسطينَ سوقٌ
لقُعودٍ فالكلّ هبّوا أسودا
إنه الشام هل دَرَتْ "تل أبيبٌ"
كيف بالنار سوف تغدو حصيدا
حكومة الظلم :
إن بشار لأسد هو مغناطيس الإرهاب جمع حوله حثالة المجتمع السوري، وراحوا يساعدوه في ظلم الشعب والبطش به، وقد فضح الشاعر خالد هنداوي حكومة الظلم ، فقال :
حكومةُ الظلم لنْ تبقى إلى الأبدِ
فإنَّها لم تَدُمْ يوماً إلى أحد
وَوَهْمُ كلِّ سياسيٍّ بِعالَمِنا
كمْ جَرَّ أمَّته للويلِ و الفَنَد
واعجبْ لسُكْرُ طغاةٍ حاقدينَ غَلَوْا
على شعوبهمُ زيتاً على كَبِد
إنْ لم يتوبوا من الإجرام ليس لهمْ
إلا الأسنَّةُ و الأسيافُ من قَوَد
وتفاءل الشاعر بزوال دولة الظلم وأنها مؤقتة لن تدوم إلى الأبد، فلو دامت للفراعنة وللجبابرة لدامت السلطة لبشار ولن هيهات أن يدوم الظلم لأنه لو دام دمر .
حماس أبقى :
وأشاد شاعرنا المجاهد بأبطال حماس، وأكد أنهم هم الطائفة المنصورة التي ستقاتل في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ولا يضرها قوة أعدائها، أو خذلان أصدقائها :
أطلقيها حماسُ فاليوم عيدُ
" لا يَفُلُّ الحديدَ إلا الحديد"
من صواريخنا ستولَدُ دنيا
غيرَ دنيا صهيونُ فيها يقود
نحن أبْقى – و إن رَمَتْنا كلابٌ
فستعدو سبقا لأنا أسود
كل من رامَ خدعة لحماسٍ
سوف يخسا ما دام فينا وريد
ويبدو الشاعر في هذه الرباعية أنه مقتنع بمقولة ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وبالمثل المشهور لا يفل الحديد إلا الحديد .
لا جدوى :
والشاعر المسلم خالد هنداوي لا يعرف اليأس إلى قلبه سبيلاً وها هو اليوم يصاب بالقنوط من إصلاح حكام العرب ..فهم من الحماقة بمكان استعصى قديما وحديثاً على دواء الأطباء :
إذا الحكَّام في صَلَفِ العِناد
عن المولى تولّوا في فساد
فلا دينٌ ولا وطنٌ وعِرضٌ
له أيُّ اهتمامٍ في العباد
بشامٍ أو بمصرَ و ذاتِ عِرْقٍ
إلى يَمَنٍ, كطُرْشٍ في بَوَادِ
عَصَوْا ربّاً و شيطاناً أطاعوا
فهل جدوى سوى قدح الزناد
ولا جدوى مع هؤلاء الطغاة سوى قدح الزناد وإعلان الجهاد .
بِداء الحقد :
وللأخلاق مكانة سامية في شعر المجاهد خالد هنداوي وكيف لا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق :
أتسأَلُني عن التدمير حلّا
بأوطانِ العروبةِ واستقلّا
وتمنعُني سؤالاً عن طغاةٍ
بداءِ الحقد كُلّهمُ أَطَلا
سياستهُمْ على الأهواءِ قامتْ
فَسُرَّ قطيعُهُمْ رأساً وذيلا
فَثُرْ في وجه أقزامٍ صغار
فصوتك فوقهم أقوى وأجلى
افسحوا
ويوجه الشاعر الداعية رسالة إلى شيوخ السياسة وزعمائها يقول لهم فيها :
شيوخُ السياسة في موطني
كبارٌ وفيهمْ أذى الأَخوَن
فبعضٌ لمستعمرٍ رافضٌ
وبعضٌ يراه من الأوْزن
وسمَّوْه زورا تحالُفَ عهد
وما هو إلا بخُبُثٍ غَنِي
ألا فافسحوا لكبار الشباب
طريقَ السياسةِ بالأحسَن
وكل جماعة أو حركة أو حزب لا يفسح للشباب بالعمل الجاد فالمصير هو الأفول والزوال لأن عجلة الزمان وتطوراته لا ترحم .
لظى الهيجاء :
ويتابع الشاعر المسلم رسالته في التحريض على الجهاد فيقول في رباعيته لظى الهيجاء :
بِلطفِكَ ربي كمْ نَلَذُّ و نَنْعَم
و لولاه كم نشقى و بالضدِّ نُرْغَم
غَزَانا طغاةٌ كالوحوشِ و إنني
لمعتذرٌ إنَّ الوحوش لأَرحم
فإما حياةٌ دون عزٍّ أو الفنا
وياويلَ من همساً لهم يتظلّم
فأشعِل بنا يا رب جَذْوةَ ثائرٍ
فإنَّ لظى الهيجاء أشهى وأسلم
فلولا لطف الله لما تنعم المؤمنون ولولا نصر الله لما استطاع هؤلاء الضعفاء العزل أن يصمدوا أمام البرابرة الوحوش وأصبحت الطريق أمامهم إما الحياة الكريمة العزيزة أو الفناء المحتم فهي حرب وجود لا حرب حدود، ويدعو الشاعر ربه أن يشعل في قلبه جذوة الجهاد التي هي أشهى من العسل وأجمل من ليلة العرس .
- يتبع - إن شاء الله
وسوم: العدد 684