شكر وتقدير على تعاز
عدنان سعد الدين رحمه الله
المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورية
ياسر عدنان سعد الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالأصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني والعائلة، أتوجه بكل الشكر والتقدير لكل الأخوة الأعزاء، والعلماء الأجلاء، والأساتذة الفضلاء من أصحاب القلم ورواد التوجيه وفرسان الكلمة، ممن غمرونا بمشاعرهم النبيلة وواسونا بتعازيهم الصادقة إن كان عبر الحضور الشخصي أو الكلمات التأبينية أو من خلال سيل من المكالمات الهاتفية أو البرقيات الالكترونية أو المقالات الصادقة.
لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون خاتمة الوالد على خير – وهو ما نحسبه كذلك بفضل الله ورحمته- فكانت أخر أيامه نشاط ومشاركة في دعوة أحبها فملكت جنان قلبه واستحوذت على جل فكره وتفكيره، فكانت عائلته الأولى وبيته الرئيسي وشغله وشاغلته الأساسية. وكان أن أسلم الروح بين أهل بيته بعد عودته من المستشفى وبعد أدائه لصلاة العشاء، وكان أصبعه بعد موته وأثناء غسله يشير بإشارة التوحيد التي عاش بها ولها ومات عليها بإذن الله تعالى.
إن ما خفف من مصابنا تلك الشهادات من إخوان الوالد ومحبيه فيه والتي نسأل الله أن يكتبها له، وأن الوالد ممن ثبت على مبادئ دعوته رافضا وبكل إباء للضحية أن يعتذر لجلاده وللمقتول أن يشكر قاتله فكانت أخر وصية له لإخوانه في مجلس عام مفتوح قوله بأن النصر الحقيقي هو في الثبات على المبادئ.
لقد جاء في وصية الراحل –يرحمه الله- أنه يسامح كل من أخطأ بحقه من إخوانه وأنه يسأل الله أن لا تكون لأحد مظلمة في عنقه. فأرجو من جميع إخوانه الكرام أن يذكروه في صالح دعائهم وعلى الأخص في أيام رمضان الخيرة وفي لياليه المباركة، وأن يسامحوا الوالد ويسألوا الله له العفو والمغفرة والدرجات العلى.
إنا لله وإنا إليه راجعون، أللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خير منها. رحم الله الوالد وأسكنه فسيح جناته بغير حساب، وجمعنا به في مستقر رحمته.