في وَداعِ الدُّكْتورِ مُحَمَّدْ جَمالْ صَقْرْ

رَأَيْتُ الْعِلْمَ تاجًا في جَمال        يُنيرُ بَريقُه سودَ اللَّيالي

كَضَوْءِ الْبَدْرِ بَلْ يَسْمو عَلَيْه وَضَوْءِ الشَّمْسِ حَقًّا لا يُبالي

فَذا بَدْرٌ تَخَفّى بَعْدَ فَجْرٍ أَتى  وَالشَّمْسُ  تَغْرُبُ  في تَعال

وَنورُكُم يُضيءُ الْأُفْقَ دَوْمًا فَلَمْ يَغْرُبْ وَلَنْ  تُخْفَى  اللَّآلي

تَتَلْمَذْنا تَعَلَّمْنا قَليلًا سُوَيْعاتٌ قَضَيْناها تَسالي

مُفاعَلَتُنْ مُفاعَلَتُنْ فَعولُنْ وَتَأْنيثٌ وَتَثْنِيَةُ الْمِثال

وَجَمْعُ مُذَكَّرٍ أَحْسَنْتَ شَرْحًا وَأَنْهَيْتَ الْمُؤَنَّثَ بِالْأَمالي

فَمَنْ طَلَبَ الْعُلومَ بِغَيْرِ كَدٍّ يَعيشُ الْعُمْرَ في طَلَبِ الْمُحال

تَمَتَّعْ مِنْ شَميمِ عَرارِ صَقْرٍ [4] فَهَلْ هذا وَداعٌ ذا سُؤالي

لَئِنْ أَصْبَحْتَ مُرْتَحِلًا إِلَيْهِمْ فَروحي قَدْ تُسافِرُ فِي الرِّحال

يُوَدِّعُكُمْ قَريضُ الشِّعْرِ حَتّى لَقَدْ صارَتْ دُموعي كَالرِّمال

فَمَنْ يَهْوَى الْحَبيبَ لِأَجْلِ شَيْءٍ فَإِنَّ هَوايَ صَقْرًا مِنْهُ خال

لِتَذْكُرْني وَأَنْتَ بِدارِ طه وَلا تَنْسَ الدُّعاءَ لِذِي الْجَلال

إِلَى الْأُسْتاذِ وَالْأَبِ وَالْمُعَلِّمِ ، مُحَمَّدْ جَمالْ صَقْرْ

عَهِدْتُكُمْ خَيْرَ مُعَلِّمٍ ، وَوَجَدْتُكُمْ أَفْضَلَ ناصِحٍ ، وَإِنّي - وَاللهُ شاهِدٌ عَلى ذلِكَ - لَفَخورٌ بِمَعْرِفَتي وَعَلاقَتي بِكُمْ ، وَلْتَعْلَمْ أَنَّه مَهْما طالَتْ بَيْنَنَا الْمَسافاتُ ، وَبَعُدَتِ الْمِساحاتُ ، وَبُحَّتِ الْأَصْواتُ ، وَتَداعَتْ بَيْنَنَا الْكَلِماتُ - فَإنّي سَأَظَلُّ أَذْكُرُكُمْ - نِعْمَ الذِّكْرُ - وَأَدْعو لَكُمْ في أَيِّ مَكانٍ تَكونونَ فيهِ ، بِدَوامِ التَّوْفيقِ وَالتَّفَوُّقِ !

ابْنُكُمْ ، تِلْميذُكُمْ