درويش ... رحيل عملاق آخر
الشاعر محمود درويش
ياسين سليماني
السبت التاسع من أغسطس يوم أسود على العرب والإنسانية لا الفلسطينيين وحدهم ..ذلك أن درويش الذي غادر عالمنا في هذا اليوم لم يكن ضوتا عاديا ضمن طوابير الشعراء ..
كان شخصا أكبر من الكلمات وأكبر من الشعر ذاته..
درويش هو ذلك الرجل في زمن الرعونة وفي وقت الجبن والانخذال العربي..
هذا الرجل الذي أعطى للعرب كلّ شيء ولم يعه هؤلاء شبرا في قريته ليدفن فيه..
صاحب يوميات الحزن العادي لم يكن في حياته عاديا كما لم يكن في مماته عاديا...
هو الذي كان دوما مستعصيا على الموت جاءه الأخير ليرحل بعيدا عن أخ يقتل أخاه وابن يطعن أباه بدعوى تباين الاتجاهات ليكون المستفيد الوحيد هو العدو الصهيوني لا غير.
هذا الذي أهدانا زهر اللوز وكان أحد العصافير التي تملك حقا أجنحة تطير بها في عالم الشعر..
أنت يا درويش لست بميّت بقدر ما مالتت أرواحنا ونحن نشاهد جثمانك ..ووري التراب قبل أن يتحقّق الحلم وترى فلسطين مستقلّة..
في ذلك المقام الزكي الذي تقيم فيه اليوم والمستقبل نقول لك أننا على العهد دوما فلا تبتئس..
نحن الشباب العربي سنسير على الخطى..أجل سنسير على الخطى..