التاريخ لا ينسى يا "عرادة" !

سلطان العرادة ، نجل محافظ مأرب ، في ذمة الله شهيدا !

أصيب عبدالوهاب مرتين وهو في جبهات الرجولة ، وهذه كانت الثالثة ، في كل مرة كان يعود قبل أن تبرأ جراحه تماماً ، كونه يعرف أن جرح الوطن يحتاج مضمدين ماهرين ، بحجم الرجولة والشرف ، كعبدالوهاب تماما !

الأكثر إثارة للإكبار والإجلال ، حين تجددت إصابة عبدالوهاب ، رفض والده النبيل خروجه للتداوي في المشافي السعودية ، قائلاً : "ولدي ليس أغلى ولا أرفع من بقية جرحى المقاومة ، فإذا انتقلوا جميعاً إلى المملكة فسينتقل هو ، وسيكون آخرهم" !

يا الله !

إنها مقاومة أساسها رجال ، وبنيانها رجال، وكل ما فيها رجولة ..

مقاومة ليس فيها "زنبيل" ولا "قنديل" ، ولا "سيد" ولا "قبيلي" 

لا تصنيفات فيها ، ولا درجات ، أولى وثانية وثالثة ، ولا سياحية بنكهة الكهوف المظلمة !

مقاومة يتزاحم فيها القادة على الصفوف الأولى ..

مع من يتزاحمون ؟ 

مع أولادهم !!

لا يزجون بمقاتليهم في محارق خاسرة ، فيما يختبؤون في الكهوف ، وعائلاتهم في الضاحية الجنوبية ، وأولادهم يتنعمون خارج البلد !

إنها مقاومة وطنية تستمد مشروعيتها من إرث نضالي كبير ، منبعه تاريخ مليء بالرجال ، بما فيهم النساء !

إذن ، فليفسح الشيخ المخلافي والشيخ أبكر مكانا للعرادة العظيم ..

من يضحون بأبنائهم وإخوانهم وأقاربهم في سبيل حياة ملايين من الناس ، قد لا يعرفون عن هذه التضحيات الشيء الكثير ، وقد يعرفون ثم بعد زمن ينسون ..

لكن التاريخ لا ينسى يا "مأرب" الرجال !

التاريخ لا ينسى يا "عرادة" ! 

التاريخ لا ينسى يا "عبدالوهاب" !

التاريخ لا ينسى يا يمن !

وسوم: العدد 630