" كلمات للأخ الحبيب الشيخ محمد علي الصابوني " (1)

هو أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة في العصر الحديث ، ومن المتخصصين في علم تفسير القرآن ، مؤلف كتاب صفوة التفاسير ومختصر تفسير ابن كثير ، ومختصر تفسير الطبري ، وكتبه كثيرة .

في الخسروية بحلب درس ومن الأزهر نال شهادته العالمية ، عرفته ثانويات حلب ومساجدها ، ثم شد الرحال إلى مكة المكرمة مدرسا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وكان له درس يومي في المسجد الحرام بمكة المكرمة ومشتشارا في رابطة العالم الإسلامي في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .

استاذنا الفاضل الشيخ علي : 

- سرني جدا نبأ شفائكم وخروجكم من المشفى فحمدا لله.. ألبسك الله العافية والصحة فخيركم من طال عمره وحسن عمله .

- زرتكم مرة في بيتكم العامر بحلب وكان زميلكم في الدراسة بمصر الشيخ عبد الله علوان حدثني عن تشبعكم بالعمل الإسلامي في مصر بمرافقة كبار الدعاة .

- في زيارتي لكم في حلب ذكرت لكم أني ذاهب للعمرة مع أخي الشيخ حسن هاشم فغمرتنا بكرمك وأعطيتني مفتاح شقتك بمكة المكرمة المقابلة لمشفى إجياد بجوار الحرم المكي الشريف وهذا كرم وفضل قل من يفعله 

- كنت معك بجوار الكعبة المشرفة وآﻻف الحجاج يسألونك عن المناسك فحولتهم إلي وأين قامتي من قامتك وأين نجمي من قمرك ولكنه تواضعك وكرمك .

- وزعت كثيرا من نسخ مختصر تفسير ابن كثير هدايا لاخواننا عندما كنت في نجران وغيرها إضافة إلى صفوة التفاسير ، ولاأظن طالب علم إﻻ وهو مدين لك ولفضلك وعلمك فكتبك تمﻷ أرفف المكتبات .

حياك الله وعافاك وجعل كل خدماتك لهذا الدين في ميزان حسناتك يوم الدين ولاأزكيك على الله فأنت اليوم فخر الإسلام والمسلمين .

العالم العامل .. الخادم لكتاب الله وسنته .. الجليل اﻷنيس .. التقي الورع .. المتواضع الزاهد ..

أكرر تهنئتي لك بالعافية والسلامة وتابع مسيرتك وعلى بركات الله ، وللحديث بقية .

المحب لك حسن عبد الحميد 

23 / 2 /2015

من هو الشيخ محمد علي الصابوني " : 

عالم جليل وخطيب مفوه ، جندي من جنود الدعوة ، شعاره الله غايتنا ومحمد قدوتنا والقرآن دستورنا ، درس في الأزهر مع رفيق دربه الشيخ عبد الله علوان رحمه الله ، وعايش الدعوة الإسلامية الحديثة في مهدها ، اغترف واستمع أحاديث الثلاثاء التي كانت مجمع زعماء العالم الإسلامي والتي كان يلقيها الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله والتي جذبت للدعوة كبار رجال الفكر في العالم وكان في مقدمتهم المرشد العظيم والمفكر الكبير حسن الهضيبي المرشد الثاني رحمه الله .

أخونا الصابوني حفظه الله وعافاه وأمده بمدد من عنده كان صبورا على المطالعة في أمهات المراجع العلمية وقد يسر تلك المراجع للقراء فأخرج تفسير ابن كثير مختصرا السند وأخرج الكتاب بحلة قشيبة وكذلك تفسير الطبري فانتشرت هذه الكتب التي كان لايتناولها إلا عالم متخصص وصارت في أيدي الناس محققة ومدققة فجزاه الله عنا كل خير ثم تلاه صفوة التفاسير .

كان الشيخ حفظه الله يدرس في جامعة أم القرى بمكة المكرمة فابتلي بقوم متعصبين لفكر اسلامي معين فغضبوا عليه وأغرقوا كتبه في البحر بحجة أنه أشعري أي يؤمن بأفكار الإمام العظيم أبو الحسن الأشعري .

والإمام من أئمة علم الكلام وصاحب باع طويل في الرد على أهل البدع ، كإخوان الصفا والجاحظ والمتطرفون من الشيعة ، وكانت مدارس البصرة والكوفة وبغداد خصبة بالجدل والحوار ، الذي يمس العقيدة أحيانا فانبرى لهم الإمام العظيم الأشعري ووقف كالطود الشامخ أمام علماء الكلام مدافعا عن فكر أهل السنة والجماعة باسلوب عصري ، علما أن إخوان الصفا في تاريخنا فلاسفة وهم باطنيون متسترون لكن الإمام العظيم طواهم في بحر علمه .

وللعلم كثير من ائمتنا في العقيدة والفقه والتاريخ يعرفون أنفسهم فلان الحنفي مذهبا الاشعري عقيدة فهم يفخرون بذلك .

حيا الله شيخنا العلامة محمد علي الصابوني وأثابه على وقوفه الصامد مدافعا على فكر أهل السنة والجماعة بجرأة وقوة وقلم سيال وفكر ثاقب أطال الله عمره.

وقد صدر للعالم الجليل وهو في شيخوخته شرح الصحاح كشرح صحيح البخاري وصحيح مسلم وآمل منه اهدائي مايجود به قلمه .

الشيخ الفاضل واﻷخ الحبيب : أكبر همتك العالية في القراءة والتأليف واعتب على نفسي كسلها ولكن عذري أني لا أملك معي سوى القرآن الكريم واتحسر على كتاب وكل ماأكتبه من الذاكرة حيث لامرجع ولا كتاب فاعذروني إن أخطأت ولاأملك أيضا إلا خواطر إيمانية ولسانا يشكر المولى على ماأعطى ثم يدعو للشيخ الجليل الذي أغنى المكتبات بما خط قلمه ، وسأكتب عن ذكريات أبي سعيد معك يوم كنتما في الأزهر إن شاء الله ، حياك الله وقواك وألبسك ثوب الصحة والعافية .