كلمة وفاء في وفاة الداعية الشيخ محمد سرور زين العابدين...

أبو النصر الحريري

بسم الله الرحمن الرحيم  .....

بقلوب مؤمنه  بقضاء الله وقدره تلقينا نبأ وفاة الداعيه الكبير والشيخ الجليل العالم العلامه ابو عصام محمد سرور نايف زين العابدين عليه من الله سحائب الرحمة والغفران وإذا اردنا ان نعدد مناقب الفقيد الكبير فإننا نشعر بالعجز التام عن إيفائه حقه والتعريف بمناقبه ولكن عزائنا اننا نعلم ان هناك من هم اجدر منا بهذا الامر فسيكتبوا ويبحثواويحققوا في سيرته ومناقبه وربما يوفونه بعضاً من سيرته العلميه تلك السيرة التي تفعمت بسيرة نبي الهدى صلى الله عليه وسلم حيث ان شيخنا الجليل وعالمنا الكبير قضى حياته مقتدياً بكتاب الله وسنة نبيه نحسبه كذلك والله حسيبه فقد كان الشيخ ابو عصام من الغيورين على عقيدة الاسلام وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان ممن يحرصون على نشر العلم والدعوة الى الله ولهذا كان بيته رحمه الله مربداً لطلاب العلم الشرعي هذا بالاضافة الى انه كان في بيته جواداً كريما وكان رحمه صاحب نظرة ثاقبه وتحليلات صائبه ولهذا كان لاتأخذه في الله لومة لائم في كلمة الحق ويوم ان نجحت ما يسمى بثورة الخميني كان اول من فضحها وكشف اهدافها ومراميها ومكرها وخبث مراميها ولهذا ما لبث ان ألف كتابًاً كشف فيه كل حقد المجوس الصفوين وعرف ان هذه الثورة ما هي الا ثورة مجوسيه حاقده  وكشف وبين كل مكرهم واكاذيبهم إن كتابه  /وجاء دور المجوس /كان من الوثائق الهامه والهامه جداً لكونها تحدثت عن خبايا وتخطيط الفرس المجوس ونواياهم الخبيثه اتجاه المسلمين السنه في ذلك الوقت كتب الشيخ ابو عصام وبين كل هذه الامور التي تحملها ثورة الخميني وبينما الأخرون وبكل أسف راحوا يهللون ويطبلون ويرحبون بالخميني بل ذهب البعض الى اكثر من ذلك حيث وصف الخميني بأنه مجدد هذا الدين والذي جاء على رأس القرن الرابع عشر الهجري كان رحمه ذو نظرة ثاقبه وفكر نير وبصيرة راجحه ،وكان شابا في روحه وعزيمته، كان يعمل بكل ما يستطيع في كل مجال لخدمة الإسلام، كان من الرجال القلائل الذين جمعوا بين الرجولة والعلم والفقه والدعوة والجهاد، كان ربانيا إنسانيا أخلاقيا عالميا، له أثره في كل من عرفه، ومن لم يلقه تأثر بكتبه أو بعض كتبه، ومن لم يقرأ منه قرأ لتلاميذه الكثر.

النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث المتفق عليه: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالما، اتخذ الناس رءوسا جهالًا، فسُئِلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".

هؤلاء العلماء الذين يحفظون على الأمة دينها وعقيدتها، وقيمها وأخلاقها، إذا ذهب العلماء ذهبت الأمة.... وبموت هذا الداعية الكبير فقدت الأمَّة الإسلامية أحد أبرز الدعاة إلى الله في العالم المعاصر, الذي بذل جهوداً عظيمة في الدعوة, فأحسن الله عزاء الأمَّة الإسلاميَّة في فقده وجبر الله مصابنا ومصاب أهله وذويه ومحبيه, واليوم ونحن نودع هذا الداعية الكبير نقول لقد مات ابو عصام ولكن ذكره وسيرته لم تمت نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل ذلك في موازين حسناته انه ولي ذلك والقادر عليه ، فعليه من الله سحائب الرحمة والغفران 

وخاتمة القول: أسأل الله أنْ يغفر للداعية المصلح ابو عصام محمد سرورزين العابدين وأنْ يدخله الجنة وأنْ يبارك في عقبه, وأنْ يجمعنا به ووالدينا في الجنة آمين. وان لله وإنا اليه راجعون

وسوم: العدد 695