صورة حزينة للمرأة
في اليوم العالمي للمرأة !!..نشرت أختنا الفاضلة رغداء القدسي صورة لامرأة مسنة جلست على رصيف وقد افترشت كرتونة وبجوارها صندوق كرتون فارغ صفت عليه علب سجائر للبيع ..وكتبت أختنا كلمات حزينة عن تكريم المرأة الصبورة المضحية في يومها العالمي...
نظرت الى الوجه المشرق الحزين فأحسست بعواطف ومشاعر غريبة تجتاحني...إن جلوس هذه الإنسانة في هذا المكان جريمة كبيرة ارتكبها ويتحملها الجميع بدءا من الدائرة الضيقة من أسرة وأقارب الى المسؤول الذي يمر بها بسيارته الفارهة الى جمعيات المجتمع المدني ...الى..الى...
هل هذا مكان هذه الإنسانة في هذه السن؟! ... إن مكانها الطبيعي أن تكون في بيتها تحنو على من حولها ..تربي وتنصح وترشد وتبارك بيتها بما تتلو من القرآن كما كانت أمي تفعل...آه يا أمي كم كنت رائعة ..كنت أزورها قادما من غربتي وأدخل وحولها الاحفاد والحفيدات وامامها المصحف الشريف فتنحيه وتقوم مع عبء الضعف والشيخوخة تستقبلني فأسرع أليها واقبل يديها واعاتبها لقيامها فتقول لي ووجهها يشرق بنور المحبة والقرآن ...أريد ان أعلم هؤلاء احترام الضيف والكبير فتترقرق الدموع في عيني وأهمس في نفسي ...ما أعظمك يا أمي.!
لقد رأيتك في هذه الصورة فذبحتني هذه النظرات وهذا الوجه المسكون بحزن لا يوصف ...شعرت بهول الجريمة التي ارتكبت بحق هذه المرأة وغيرها من الامهات المباركات ...ومن خلال الدموع التي سالت من عيني يوم كتبت قصيدة رثاء امي ونشرتها منذ أيام اكتب هذه الكلمات راجيا ان تغفر لي هذه المرأة الرائعة تقصيرنا بحقها........
ماذا تفعل هذي الرائعة الوجه...
على قارعة..طريق..
جلست والحزن يغطيها...
ذبحتني نظرتها ..
أبكتني..
وأنا المح وجهك أمي فيها...
التعب يهد الجسم المتعب
أنهكه حمل السنوات...
وحمل الهم...
وحمل الحزن الراعش في العينين
ذبحتني هذي النظرة...
يارباه ...
هل ترضى ان ترمى هذي الأم..
على ناصية طريق...
تستجدي الرحمة ...
وتبيع التبغ ...
ودخان الحزن ...يخيم في دنياها
يا هذي المسندة الظهر المتعب
لجدار يبكي حزنك...
يبكينا.. ويعاتبنا..
ياهذي الرائعة...
تهاوت كل الكلمات...
وانا اقرأ فيض معاني الحزن
بعينيك الرائعتين...
قالوا ...هذا يوم المرأة...
لكن...ذبحوا كل التكريم بهذي الجلسة
تنتظرين الرزق كريما في قارعة طريق...
كلماتي تبكي...وانا ألمح أمي ..
في وجهك هذا المسكون..بهاء
وجلالا ...وسكينة..
ساعدها يا رباه ...
فإن الجرح كبير...
إن الحزن كبير..
ياهذي الأم المسكونة بالطيبة...
إني أرجوك...
واجثو عند القدمين المتعبتين..
وأطلب منك المغفرة....
اطلب منك سماحا...صفحا..
فجريمتنا لا توصف..
لكن لا أملك إلا الكلمات...
ومساحة حزني اكبر من كل الكلمات.
وسوم: العدد 718