عمودُ المجدِ ينهدُّ اليوم في أربيل
استيقظتْ أربيل في هذا اليوم ( الاربعاء: 3/ 5 )، على خبر هزّ المشاعر، و أحزن القلوب، و ترك في القلب ثلمة، إنّه خبر موت أبينا، و أستاذنا، و معلمنا: الأستاذ الدكتور عدنان محمد سلمان العيثاوي ( عدنان الدليمي )، بعد معاناة مع الأمراض، و الهموم.
لقد كان رحمه الله علَمًا من أعلام العراق، و الأمة: عِلمًا، و كرمًا، و حرصًا، همةً، و سلوكًا، و انتماء إلى قضايا وطنه و أمته.
لقد عرفته كما عرفه مئات الطلبة السوريين، الذين وجدوا في وطنه و بيته، الوطنَ، و البيتَ في أثناء إقامتهم في العراق.
لقد كان يأخذ بنا إلى برّ الأمان و الطمأنينة كلما قصدنا مراكبَه، و ولجنا بيتَه، و طلبنا الأنس في مجلسه، و الرأيَ و المشورةَ في المدلهمات من الحوادث.
لقد جلسنا على مائدته و أكلنا طعامه، و شربنا شايه المعتق، و ابتلت عروقنا من مياه دجلة في بيته، في حي العدل، في غرب بغداد.
لقد حنا علينا في جامعة بغداد، في قسم اللغة العربية، في كلية آدابها، التي ضمّت خيرة أساتذة العراق ردحًا من الزمن.
لقد وجدنا الحب و الحنان في أرقى معانيهما في أولاده: محمد، و مجاهد، و مثنى، و مصطفى، و مكي، و منقذ، و لاسيما ( د. مصطفى ) الذي يعجز اللسان و القلم عن ذكر مناقبه الحميدة.
رحمك الله أستاذنا، و أبانا، و راعينا، و قدوتنا، و معلمنا ( د. أبا محمد )، و جعل مسكنك الجنة في عليين، و ألهم أهلك و أبناءك و ذويك و أحبابك الصبر و السلوان، و عوضهم عن فقدك جميل الصبر و السلوان.
إنني، و أحبابك من طلبة العلم السوريين، في جامعات العراق الأبي، لنرى في فقدك عمودَ المجد قد انهدّ اليوم في أربيل، ليصل صداه إلى بغداد، و من ورائهما العراقُ و الأمة جمعاء.
وسوم: العدد 718