للرَّوْحِ والرَّيْحَانِ يَا عُمَرُ
رثاء الراحل الكبير الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله
تَفْنى السُّنُونُ ويَرْكُضُ العُمُرُ
وحَقـَائِبُ الآمَالِ تَنْتَظـِـــــــــرُ
ونوافـِــذُ الأحْـزانِ مُشْرَعَــةٌ
تُبْكِـي، ودُنـْيَانَا لَهَا عِبـَـــــــرُ
نَمْشي على الآلامِ نَجْرَعُهَـــا
طَالَ الطـَّريقُ ودَرْبُنَا وَعـِـرُ
ونَتِيهُ في الأيَّامِ نَسْألُهَـــــــــا
ريحَ الجِنَانِ ... وعَيْشُنَا سَقَرُ
يَــــوْمٌ يُصَادِقُنَــــا بِطَلْعَتـِـــهِ
ومَسَـاؤُهُ يَقـْسُـو ... فَنَنْحَـدِرُ
يَوْمٌ يَمُـــدُّ يَــــدًا لِنَجْدَتِـنَــــــا
والوَهْـمُ بَيْــنَ يَـدَيْـهِ يَأتَمِـرُ !
* * *
يَا رَاحِلاً والحُـزْنُ يعْصُرُنِي
سـَاءَ الفُــؤَادَ وغَمَّـهُ الخَبَـــرُ
يَـا رَاحِـلاً عَنْ دَارنَـا مَلَكـــًا
ذِكْرَاكَ في الأرْجَـاءِ تَنْتَشـِرُ
فحُرُوفُــكَ الـشـَّمـَّاءُ مُشْرقَـةٌ
بَرَّاقَــةٌ وعَبيرُهَـــا عَطـِــــرُ
هَذي القَصَائدُ كُنْتَ تَنْسِجُهَـا
مِنْ خَيـْـطِ يَاقُـوتٍ بِهِ الـدُّرَرُ
قَــدْ كُنْــتَ بالنِّيـرانِ تَكْتُبُهَــا
فَيَفـِـرُّ شَيْطـَـــانٌ ويَنْدَحــِـــرُ
وكَذا لُحُونَ الحُبِّ صُغْتَ لَنَا
فَتَألـَّــــمَ الفَنَّــــانُ والوَتَـــــرُ
فَقَصَائـِــدٌ مَلْسـَــاءُ نَاعِمَـــةٌ
وقَصَائِـدٌ كالنَّـارِ تَسْتَعِــرُ !
* * *
مِنْ بَعْدِكَ الأبْيَاتُ قَدْ ثَكِلَـتْ
ورحَابُ أُفْقِ الشِّعْرِ تَعْتَكِـرُ
مِنْ بَعْدِكَ الأطْيَـارُ صَامِتَةٌ
والمَاءُ والأزْهَارُ والشَّجَـرُ
ودِمَشْـقُ مِنْ أشْجَانِهَا صَرَخَتْ
فَتَـأنُّ مِــنْ صَـرْخَاتِهَــا قَطـَــرُ
والمَغْـربُ انْهَمَــرَتْ مَدَامِعُـهُ
ولمِثلِــكَ الدَّمْعَـــــاتُ تَنْهَمِــرُ
والكَعْبةُ ارْتَـدَتِ الـسَّـوَادَ كَمَا
جَثَمَ السَّوادُ بمِصْـرَ والـكَــدَرُ
* * *
يَا رَاحِـــلاً للخُلـْـدِ في ألَــقٍ
بُشْـرَاكَ بالفِـرْدَوْسِ تَزْدَهِـرُ
بُشْرَاكَ...فامْضِ إلى العُلا مَلَكًا
للرَّوْحِ والرَّيْحَــانِ يَا عُمَــرُ !
وسوم: العدد 722