برقيات 79/المشهد الفلسفي في المؤتمر القطري الثالث-د.محمد سعد الله/صفحة القرآن
برقيات 79
1 – صدر عن دار عن دار الأعلام للنشر والتوزيع في عمان – الأردن: كتاب واقعية ابن تيمية – مسألة المعرفة والمنهج – للدكتور أنور خالد الزعبي – 250 صفحة من القطع الكبير – 2002م.
2 – صدر في منشورات جمعية الشبان المسلمين في الموصل – العراق – كتاب: العقيدة الإسلامية للشيخ إبراهيم النعمة – 120 صفحة من القطع الكبير – الطبعة الرابعة: 1425هـ=2004م.
3 – صدر عن دار الفكر بدمشق – سورية كتاب: بيان النظم في القرآن الكريم – لمحمد فاروق الزين – 342 صفحة من القطع الكبير – الطبعة الأولى: 1424هـ =2003م.
4 – صدر عن دار سندباد للنشر في عمان – الأردن –كتاب: الأكراد الأردنيون ودورهم في بناء الأردن الحديث: مع لمحات عن أكراد سورية، ولبنان، وفلسطين لمحمد علي الصويركي الكردي. 192 صفحة من الحجم الكبير – الطبعة الأولى: 2004م.
5 - صدر عن مؤسسة بابطين لجائزة الإبداع الشعري: كتاب: الأندلس في الشعر العربي المعاصر (دراسة) – للدكتور عبد الرزاق حسين – 304 صفحة من الحجم الكبير – الكويت: 2004م.
6 - صدر عن مؤسسة بابطين لجائزة الإبداع الشعري: كتاب: الأندلس في القصيدة العربية المعاصرة (مختارات) – للدكتور عبد الرزاق حسين – 600 صفحة – الكويت: 2004م.
7 – صدر للدكتور سليمان الطراونة – عمان الأردن – كتاب: دراسة نصية أدبية في القصة القرآنية – 328 صفحة من القطع الكبير – الطبعة الأولى: 1413هـ = 1992م.
المشهد الفلسفي في المؤتمر القطري الثالث
د.محمد سالم سعد الله
أستاذ الفلسفة والمنطق والفقه الحضاري / جامعة الموصل
في خضم التطورات المتلاحقة التي تعصف ببلدنا الحبيب ، وفي ظلّ انتشار الأصابع الخارجية الملوثة والمتصلة بالمحتل التي تروم تعطيل الحركة العلمية والثقافية والمعرفية في قطرنا الجريح ، آلت الجامعات العراقية على نفسها ترميم ما كسرته الأيدي الباغية ، والنهوض بما خربته الآلة العسكرية ، منطلقة من فكرة : أنّ البحث العلمي الجاد والرصين هو هدف حيوي تتمسك به المسيرة الأكاديمية في نهجها الذي يتوق لاكتساب المعرفة ، وممارسة دور فاعل في النهوض بالمجتمع من خلال تحويل معطيات المدونة المعرفية إلى سلوكيات واقعية مندمجة مع المجموع .
في هذا السياق أقام قسم الفلسفة في كلية الآداب بالجامعة المستنصرية مؤتمراً قطرياً للفلسفة تحت شعار : ( الحقيقة واحدة ، والسُبُلُ مختلفة ) شارك فيه نخبة من المفكرين والأكاديميين ، فضلا عن المشتغلين فيها والمهتمين بها من الجامعات العراقية ، وقد كان لنا الشرف في تمثيل جامعتنا الغراء في هذا المؤتمر ، الذي استقبل بحثاً واحداً من جامعة الموصل ! .
وقد أثيرت في هذا المؤتمر قضايا فلسفية وفكرية مهمة ، منها ما يتعلق بتاريخ الفلسفة ومنها يتعلق بالجوانب السياسية والتربوية والاجتماعية والأخلاقية ، فضلا عن بحوث المنطق ، وسأبين هنا بعضاً مما نوقش في هذا المحفل العلمي الرصين ، مركزاً على المداخلات التي شاركنا بها مع الباحثين ، وتتسم بالإشكالية ، وتثير التساؤل المستمر .
تأسست بنية تشكيل المؤتمر على جلسات ست ، كانت الأولى منها لافتتاح المؤتمر ، وكلمة الأستاذ عميد كلية الآداب ، وتوزيع الجوائز على أقسام الفلسفة في الجامعات العراقية ، ثم كانت محاضرة الافتتاح : ( تجربتي الفلسفية ) للأستاذ الدكتور : حسام محي الدين الالوسي ، تحدث فيها عن مسيرة عقود من الاشتغال الفلسفي كانت محطتها الأخيرة في كتابة الشعر ، وقد سرد الالوسي نتائجه التي توصل إليها عبر تراكم من الخبرات الشخصية في الميدان الفلسفي ، وقد كانت لنا مداخلـة مع الدكتور الالوسي حول نتيجتـه التي تقول : ( أنّ العَالَم خُلِق في الأصل من الماء ) ، مفادها : هل تنطلـق هذه النتيجة من قوله تعالى : ( وَجَعَلنَا مَنَ المَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ ) ، ( سورة الأنبياء ، من الآية : 30 ) ، أم تنطلق من التأثر بآراء الجيل الأول من الفلاسفة اليونانيين وتحديداً ( طاليس 600 ق.م ) الذي ذكر أنّ الجوهر الأساس الذي خُلِق منه العالم هو الماء ، وأنّ الرطوبة هي الحياة وعدمها يعني الموت ؟ ، وقد كانت الإجابة بنفي الانطلاق من الآية الكريمة ، ونفي التأثر برأي طاليس .
أما الجلسة الثانية فخُصِصت للفلسفة الحديثة والمعاصرة ، وقد ترأسها الأستاذ الدكتور : الالوسي ، وفيها ألقينا بحثنا الموسوم بـ( أسطورة الرجل الخارق .. فلسفة عدمية متعالية ) الذي بدأناه بأبيات ترحيبية بالمؤتمر
:أنقلُ لكم منَ الموصلِ الحدباءِ تحيةً إنْ كـانـت حـبـاً فذاك معرفةٌ جـئـتُ أحـمـلُ التفاؤلَ فلسفةً |
أحـسـتْ فلسفةً وازدانتْ وإنْ كـانـت وُدّاً فـلكم رضوانا لا عـدمـاً بغيتُ والحقيقةُ شريانا | عرفانا
وبعد الانتهاء من تقديم ملخص بحثنا ، أثنى الدكتور الالوسي قائلاً : ( أستطيع القول أنّ الفلسفة ما زالت بخير ، وأنّ مستوى البحوث غير تقليدي ، وكنت أحضـر مؤتمرات عالية المستوى ، لكنها لم تكن تقدم الجدّة والحداثة التي نسمعها اليوم .. ) .
وقد كانت لنا مداخلتان ـ لم يتسع الوقت لذكرهما ـ الأولى مع الدكتور الجابري حول بحثه : ( الإنسان المعاصر وسعادته بين جدل السلب وسلب الجدل ) ، والثانية مع الأستاذ الفاضل ناظم عودة حول بحثه : ( فلسفة اسبينوزا في تأسيس سيميولوجيا القراءة ) ، تناولت الأولى حول ما ذكره الدكتور الجابري : ( أنّ الميتافيزيقا لم تحقق السعادة للإنسان ، وأنّ الدين فشل في تحقيق ذلك أيضاً ) ، فإذا كان المقصود بالميتافيزيقا منظومة الخرافات وطرائق الخيال المختلفـة فذالك بيّن ، أما إذا قُصِد بها الجانب الماورائي من الإنسان ( الجانب الغيبي ) فذالك محل نظر ، لأنّ السعادة تتحقق من خلال معرفة الإنسان لهذا الجانب ، لا سيما وأنّ الجزء الكبير من هذا الأخير هو جانب مظلم ( اللاوعي ) الذي يمثل الوعي بالنسبة إليه عود ثقاب مشتعل في وسط غرفة شديدة الظلام ، لذلك نرى أنّ السعادة تتحقق من خلال معرفة الإنسان جانبيه ( الوعي واللاوعي ) ، الوعي يمثل الساحة المدرَكة ، ويمثل اللاوعي الجانب الرمزي المعتم ، فضلاً عن أنّ الدين بوصفه تمثلات معرفية لا هوتية لم يفشل في تحقيق سعادة الإنسان ، إنما يكمن الفشل في الجانب الإستقبالي لتلك التمثلات وهذا الجانب هو ( الإنسان ) .
أما المداخلة الثانية فقد تضمنت تأمل قول الأستاذ الفاضل ناظم عودة : صعوبة تفسير النص المقدس ، وركون مفسريّ القران الكريم إلى النقل ، ووصف عملية لجوء اسبينوزا إلى النص المقدس بوصفها تفعيلاً لعملية القراءة . وكانت المداخلة ـ على الترتيب ـ : إنّ الحديث عن استحالة أو صعوبة تفسير النص المقدس هي بدعة حاخامية ، لأنهم أرادوا بناء حاجز بين المتلقي اليهودي أو المتعبد اليهودي وبين نصهم المقدس ( التوراة ) ، لذلك قُدِس ( التلمـود ) على حساب النص الأصل ، بعدما كان ـ أي التلمود ـ شرحاً للأول . وأنّ مفسري القـرآن الكريم لم يركنوا إلى النقل ، إنما اعتمدوا على خصوصية منهجية تحددت بالسياق المعرفي للمفسِّر ، فنجد تفسيراً تاريخياً كتفسير القران العظيم للطبري ، وبلاغياً كتفسير الكشاف للزمخشري ، وتفسير مفاتيح الغيب للرازي ، أو فقهياً كتفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، أو دعوي حركي كتفسير الظلال لسيد قطب ، أو تفسير بالحديث كتفسير ابن كثير ، .. . وأنّ لجوء اسبينوزا إلى دراسة النص المقدس ( التوراة ) وتفعيل عملية القراءة ، لم تكن منطلقة من النص وكفى ، إنما يندرج السبب الأصل في إعطاب الآلة التواصلية بينه وبين متلقيه ، الذين منعوا قراءته للنص المقدس ، وطردوه من الميادين التعبدية اللاهوتية ، لأسباب تتعلق بتهمة الهرطقة .
وحملت الجلسة الثالثة الحديث عن الفلسفة والقيم وترأستها الأستاذة الفاضلة الدكتورة : فاتنة جميل حمدي ، وكانت لنا في هذه الجلسة مداخلتان : الأولى مع الأستاذ الفاضل الدكتور محمد الكبيسي حول بحثه : ( نحو فلسفة تطبيقية جمالية ) ، مفادها : إنّ الحديث عن الفلسفة التطبيقية يوحي ـ ووفقاً لقانون المخالفة ـ أنّ الجانب الآخر المسكوت عنه هو الفلسفة التنظيريّة بوصفها تعاملاً مع أنساق مجردة ، ويقود هذا إلى الاعتقاد أنّ النتـاج الفلسفي كلّه تنظيرٌ ، وفي هذا وجهة نظر محلّها : أنّ النسق الفلسفيّ لم يؤسس تكوينه كلّه على نتاج تنظيريّ ، إنما تأسس على نسق التأمل والمشاهدة والدهشة ودائرة الكلام بين سائل ومجيب ، أي أنّ النسق الفلسفيّ هو نسق بنيويّ مُشَكّلٌ من سياقات تطبيقية في الأساس ، وهي حركة الكون والموجودات . أما الثانية فكانت مع الباحثة نضال العاني حول بحثها : ( الخير قيمة عملية في الأخلاق ) ، إذ اعتقدنا أنّ الباحثة لم تقدم الخير بوصفه قيمة بل بوصفه سلوكاً ، فالقيمة هي البعد المعرفي العقلاني ، وهذا لم يُقدم في البحث ، أما السلوك فهو الدور الذي تقدم به المادة المسماة لتصير توجهاً متعلقاً بماهية الإنسان .
أما الجلسات الأخرى فقد كان لنا فيها تعليقات حول بعض الأفكار منها : ما دار حول بحث الدكتور : حسن الطائي ( الرواقيون وفكرة الجامعة الإنسانية ) ، إذ توجهنا بالسؤال عن أسس الجامعة الإنسانية التي دعا إليها الرواقيون ، فضلاً عن القول : إنّ القضية المهمة في البحث عن معطيات الرواقيين لموضوع بناء الكيان الإنساني هو الحديث عن جهودهم في دراسة العلاقة بين الدال والمدلول ، والاسم والمسمى ، والرمز والمرموز إليه ، وهذا ما لم يقدمه الباحث .
والمداخلة الثانية كانت مع بحث : ( مغامرة الفلسفة اليونانية ) للباحث كريم الجاف ، الذي ذكر أنّ الفلسفة اليونانية أزاحت الأسطورة لتحلّ محلّها العقل ، وقد قلنا أنّ هذا القول يحتاج إلى وقفة تأمل ، لان هذا الكلام حكم مطلق ، والحقيقة العلمية تؤكد أنّ ما سبق يعدّ حكماً نسبياً لأنّ المساحة الفلسفية اليونانية لم تزح الأسطورة كلّها في مقابل الاعتماد على العقل ، بل وجهتها بوصفها معطيات فلسفية عقلانية لفهم حركة الكون والموجودات ، وتفسير ذلك لم يتأت عند بعض الفلاسفة اليونانيين إلاّ من خلال فهمهم الأسطورة .
والمداخلة الأخيرة كانت في المنطق للبحث الموسوم بـ( قراءة في شرح أبي الطيب البغدادي لإيساغوجي فرفريوس ) للباحث علي جبار ، وتضمنت القول : لكي نفهم لماذا لم يشرح أبو الطيب البغدادي أسرار الإيساغوجي ـ إن وُجدت ـ يجب أن نتجه إلى عدّ كتاب الإيساغوجي كتاباً تمهيدياً في المنطق ، كونه يحوي على مباحث تمهيدية في التصورات والتصديقات ، وبعد هذا الكتاب يأتي كتابان آخران يحويان موسوعة كلّية من مباحث المنطق وهما : كتاب فنّاري ، وكتاب السايلوكوتي ، والسبب الثاني : كون فرفريوس ليس أرسطياً ، لذلك تجنـب الحديث عن القضيـة ( القياس ) وتفصيلاتها .
وفي الجلسة الختامية رفع المشاركون مجموعة من التوصيات كان من أهمها : تدريس مادة فلسفة العلم في الأقسام العلمية الأكاديمية ، ومحاولة دعم النشاطات والنشر لأعمدة الفلسفة في العراق ، واستحداث مادة الفلسفة التطبيقية بوصفها ميداناً عملياً للفلسفة
.
صدر حديثاً " صفحة أجمل الأسماء العربية "
صدر حديثاً " صفحة القرآن الكريم "