برقيات 78/خالد فوزي عبده يلقي في رابطة الأدب الإسلامي-صالح البوريني
برقيات 78
* صدر عن دار عمار للنشر والتوزيع في عمان، الكتابان التاليان:
1 – (المعجم المفهرس للتراكيب المتشابهة لفظاً في القرآن الكريم) وضعه الأستاذ الدكتور محمد زكي محمد خضر، في 405 صفحات من القطع الكبير.
2 – (أبحاث في علوم القرآن، وتفسير جزء: قد سمع) تأليف الأستاذ خالد البيطار، وجاء في 295 صفحة من القطع الكبير.
* صدرت الطبعة الثانية من معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين عن دار الضياء للنشر والتوزيع في عمّان (تلفاكس 0096265678502) من إعداد صاحبها الباحث الأديب أحمد الجدع، في ثلاث مجلدات (1515) صفحة من القطع الكبير.
* صدر عن دار الضياء للنشر والتوزيع في عمّان كتاب: (دراسات في الشعر الإسلامي المعاصر) تأليف الأستاذ أحمد الجدع، في 380 صفحة من القطع الكبير.
خالد فوزي عبده شاعر السهل الممتـنع
والديباجة الجريرية
يلقي في رابطة الأدب الإسلامي
الشاعر: خالد فوزي عبده |
صالح أحمد البوريني /عمانعضو رابطة الأدب الإسلامي |
تأنق الشاعر خالد فوزي عبده في اختيار عدد من قصائده الجديدة العصماء التي ألقى طائفة منها في رابطة الأدب الإسلامي مساء السبت الماضي واستمتع بها جمهور من عشاق الشعر والأدب .
وقد كانت واحدة من أجمل وأمتع الأمسيات الشعرية التي تلاقى فيها الإبداع الشعري الذي تمثل في عطاء الشاعر الكبير خالد فوزي عبده والإبداع النقدي الذي جسدته مداخلات الدكتور عودة الله القيسي وأثرته تعقيبات عدد من الشعراء والأدباء الحاضرين ليشكل الإبداع الشعري والإبداع النقدي ثـنائية في قمة التوافق والانسجام.
بصوته الهادئ ونبرته الصافية وعبارته الفصيحة قدم الدكتور الناقد عودة الله القيسي الشاعر خالد فوزي عبده قائلا : الشاعر من مواليد عام 1927 وهذا يعني أنه يدلف نحو الثمانين ، ولكنه ـ من فضل الله ـ يظهر وكأنه في الستين من عمره . وما ذلك إلا لأنه راض بنصيبه من الحياة قانع به لا يطمع ولا يشفح ولا يهتم إلى حطام الدنيا ، ولذلك ينطبق عليه قول لبيد بن ربيعه :
فاقنع بما قسم المليك فإنما قسم الخلائق بينهم علامها
من معشر سنت لهم آباؤهم ولكـل قوم سنـة وإمامها
أولى قصائد الشاعر عبده كانت بعنوان ( متى ) ، خاطب فيها أمته العربية متسائلا عن صمتها الذي طال وسكوتها الذي أطمع فيها المعتدين وأغرى بها الطغاة والغاصبين فساموها الذل ألوانا وألوانا . والقصيدة تستـنهض الهمم ، ينادي فيها الشاعر إباء أمته وعزتها لتـنهض من كبوتها وتصحو من رقادها وتعيد لسيوف الحق مضاءها وللعزم والحزم حضورهما الذي يذود عن حياضها ويرد الخطب عن أوطانها ، ويطالب أمته بتجسيد أرادة رفض الذل والهوان في قـول كلمـة ( لا ) :
متى تقولين ( لا ) يا أمة العرب لكل طاغ ومحتل ومغتصب
متى تعيديـن للفـولاذ عزتـه فلا ترين عليه ذلـة الخشب
وأما القصيدة الثانية فكانت بعنوان ( طفل وطفل ) وهي تجسد لقاء عفويا على شاطئ السالمية في الكويت بين طفل عربي وطفل أوروبي تتجلى في لقائهما براءة الطفولة التي لا تعترف بالحواجز والحدود والتصنيفات البشرية التي تفصل بين بني الإنسان ؛ الطفولة البريئة التي تخترق بصفائها وبهائها وعفويتها كل جدران الزيف وحجب الظلم والعدوان التي تمزق نسيج الإنسانية وتجعل حياة الناس أقسى من حياة وحوش الغاب ، إنها حقا لوحة ترسم براءة الطفولة في أجمل صورها وترتقي في لغتها إلى مستوى البيان الإنساني العام الذي يخاطب النفس البشرية والعقل الإنساني والقلوب النابضة بلغة المشاعر والأحاسيس التي لا يحصر مداها اختلاف الأعراق والأجناس ولا يقيد انطلاقها اختلاف اللغات والألوان :
آه لـو يلبـث طفـل اليـوم في عمر البراء
ثم ألقى الشاعر قصيدة بعنوان ( حديث التراب ) مهد في مطلعها لبيان يـلـقـيـه علينا التراب يشتمل على جملة من الحكم والعبر نبا بها الشاعر عن أسلوب الوعظ التـقريري المباشر حين جرد من التراب شخصا عاقلا ثم تكلم على لسانه :
ليت شعري ماذا يقول التراب فهو صمت يضج فيه الخطاب
إنما للتراب أجلى بيــــان ما احتوى نطقه الفصيح كتاب
إلى أن يقول :
وكأني به يقول لمــــاذا تعشقون الحياة وهي سراب !
تلبسون الحياة ثوبا فثوبـــا ثم تـفنى الحياة والأثــواب
أنا مثل الزمان باق ، وأنتـم سوف تمضون إن دعاكم ذهاب
هرمت حولي العصور ، ولكن بقيت في قـوة وشبــــاب
أنا حر إن ظل أهلي أبــاة وذليل إن ذلـت الأصحــاب
ويعرض الشاعر في قصيدة ( العدل والحقيقة ) علينا محنة العدل والحقيقة عبر تاريخ صراعهما مع الظلم والغدر ودور الزمان في هذا الصراع ، والشاعر في هذا العرض يخرج على المألوف إذ يقترب من لون القصة الشعرية ولكنه لا يحقق وجود عناصرها جميعا :
نظر الحق مشفقا للحقيقة وهو يزجي لها التحايا هزه حزنها وكم شاركته في الأحاسيس والأماني العريقة إن للعدل هاديا من ثبـات واصطبار فلن يضل طريقـه إنما ظل للحقيقة حلــم بالذي فيـه من مغاز عميقة أن يراها الورى كما هي تبدو وكمـا شاءهـا إلـه الخليقة | الرقيقة
ثم عقب الدكتور القيسي قائلا :
( الناس يقولون : " هذا شاعر يتخير ألفاظه " ، وهذا كلام أعتبره غير صحيح ، فالشاعر الكبير لا يتخير ألفاظه وإنما المعاني والألفاظ والمشاعر والوجدان والأحاسيس والعقل كلها تـتـفاعل معا في لحظة واحدة ثم ينبثـق عنها القول . ولذلك لا يمكن أن تجد شاعرا كبيرا يجلس لينظر في الألفاظ فيختار ويدع ويبدل ويغير ويقول هذه اللفظة تناسب القافية وهذه لا تناسب هذا الموضع ، إنما يفعل ذلك الشعراء المقرزمون ـ يقصد الشعراء الضعفاء الأدنون منزلة ، قال في اللسان : والـقـرزام ( بكسر القاف ) الشاعر الدون ـ . أما الشعراء الكبار فالشعر عندهم ينبثق مرة واحدة ، ولكن قد يعود الشاعر الكبير بعد أن ينتهي من نظم القصيدة فيغير كلمة هنا أوكلمة هناك .. فالشعراء الكبار لا يختارون كلامهم وإنما كلامهم هو الذي يختاره وجدانهم وعاطفتهم ومشاعرهم وأحاسيسهم والعقل ليس أكثر من هاد لما يقوم به الشاعر ، ولذلك أنتم ترون أن شاعرنا كنتم ترددون معه أحيانا القافية قبل أن يقولها .. هذا دليل جودة الشعر لأن الشاعر المتمكن ينساب البيت معه انسيابا كاملا إلى نهايته .. أما الشعراء الصغار فهم الذين يستأنفون قولا جديدا من أجل إنهاء البيت وإتمام القافية .. ) .
ثم قرأ الشاعر قصيدة ( مدرسة الفقر ) افتتحها بمخاطبة لقمة العيش قائلا :
يا لقمة هل أنت النعمــة لحياة ، أم أنــت النقمة !
عايش فيها معاناة الفقير وشقاءه في طلب لقمة العيش وما يتعرض له من محن وابتلاءات في السعي وراء الرزق بينما تعيش طبقة أخرى من الناس في دعة ورغد وتخمة :
لا تدري عن عان يشكــو من جوع أورثـه سقمـه
ولكن الشاعر ينظر من زاوية أخرى إلى الفقر ويحاول الكشف عن إيجابيات قد تخفى عن العيون مشيرا إلى أن الفقر يمكن أن يكون دافعا إلى المثابرة وأستاذا يعلم الصبر وحافزا يفجر ينابيع العطاء وطاقات الإبداع في نفوس كثير من الناس :
كم رزق ضاق على أحد والله أراد به حكمــة
ليفجر فيه إبــــداعا في روعة فن أو كلمة
فيحدث عن دنيا فيهــا تتساوى الطعنة واللثمة
ويصرح عن ألم أضحى في أنـة قيثار نغمـة
وليرسم بالألوان أســى إذ تبدع لوحتـه رسمه
ولينظم لوعته شعــرا فجيـد بتعبيـر نظمـه
كم فقر أضحـى مدرسة لأباة قد قادوا أمـــة
وأما قصيدة ( اعتذار ) فإنها موجهة إلى الأدب ، وفيها كما في غيرها من القصائد غير المقيدة بمناسبة معينة ، تتجسد مقدرة الشاعر الفائقة على التجريد والتـشكيل وتحويل موضوعات قصائدة إلى أشخاص يحاورهم ويسائلهم ويستـنطقهم :
إذا احترقت بنار السخط يا أدب فلست أعجب إما صرت تنتحب
ما زلت تسمع هذرا ثم تكتمـه كأنه الطعن حتى هاجك
كم من دعي غدا باللغو مفتخرا كأن ما ضج من لغو هو الأرب
يا أيها الأدب المنكوب معـذرة إذا بكاك الدعاة الغر
فرب قول بدا للضاد منتسبــا لكن معناه لم يعرف له
لغة الضاد زينتهـا الحروف وجلاهـا بيانهـا
هي في نطقها لحون عـذاب رف منها في الأذن جرس
كل حرف محدث عن جمـال وكأنـي به لســان
جلست فوق عرشها باعتداد فذة الحسن ، واللغات لغـة إزلفـت فخطـت كتابـا فيـه هدي وفيه ديـن آه لـو يلبـث طفـل اليـوم في عمر البراء حنيـفتأنق الشاعر خالد فوزي عبده في اختيار عدد من قصائده الجديدة العصماء التي ألقى طائفة منها في رابطة الأدب الإسلامي مساء السبت الماضي واستمتع بها جمهور من عشاق الشعر والأدب . |
آه لـو يلبـث طفـل اليـوم في عمر البراء
تأنق الشاعر خالد فوزي عبده في اختيار عدد من قصائده الجديدة العصماء التي ألقى طائفة منها في رابطة الأدب الإسلامي مساء السبت الماضي واستمتع بها جمهور من عشاق الشعر والأدب .
تأنق الشاعر خالد فوزي عبده في اختيار عدد من قصائده الجديدة العصماء التي ألقى طائفة منها في رابطة الأدب الإسلامي مساء السبت الماضي واستمتع بها جمهور من عشاق الشعر والأدب .
وسيغدو الغي الغشوم هباء حينما ينصر الصديق صديقـه
وبعد ، فإن الشاعر خالد فوزي عبـده هو فارس من فرسان الشعر العمودي ، تطيعه الأوزان وتعنو له القوافي ويتدفق شعره سلسا بلا تكلف وتـفيض سليقتـه على لسانه بيانا مشرقا وتعبيرا سائغا ولغة متينة البناء تـنساب في فضاء السمع بخفة طير محلق وطاقة محرك نفاث تحمل كل ألوان النفس الشاعرة وأحاسيس الفؤاد النابضة ونفثات الصدر الجياشة وتستوعب مضامين الحياة وقضايا العصر وهموم المجتمع ومعاناة الإنسان وتمتـلك طاقة تأثيـرية ساحرة بما تزخر به من صفوف التعبير البلاغي وسعة الخيال وتـنوع الصور الشعرية وألوان الحكمة المبثوثـة بين سطورها.
وسيغدو الغي الغشوم هباء حينما ينصر الصديق صديقـهوسيغدو الغي الغشوم هباء حينما ينصر الصديق صديقـه
تأنق الشاعر خالد فوزي عبده في اختيار عدد من قصائده الجديدة العصماء التي ألقى طائفة منها في رابطة الأدب الإسلامي مساء السبت الماضي واستمتع بها جمهور من عشاق الشعر والأدب .
تأنق الشاعر خالد فوزي عبده في اختيار عدد من قصائده الجديدة العصماء التي ألقى طائفة منها في رابطة الأدب الإسلامي مساء السبت الماضي واستمتع بها جمهور من عشاق الشعر والأدب .
آه لـو يلبـث طفـل اليـوم في عمر البراء
تأنق الشاعر خالد فوزي عبده في اختيار عدد من قصائده الجديدة العصماء التي ألقى طائفة منها في رابطة الأدب الإسلامي مساء السبت الماضي واستمتع بها جمهور من عشاق الشعر والأدب .
تأنق الشاعر خالد فوزي عبده في اختيار عدد من قصائده الجديدة العصماء التي ألقى طائفة منها في رابطة الأدب الإسلامي مساء السبت الماضي واستمتع بها جمهور من عشاق الشعر والأدب .