برقيات 76
الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي
سيد أبو اليزيد
أكد فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي علي ان قطر بقيادتها لم تتدخل يوما من الأيام في حريته بفرض علامات حمراء علي خطبه بل انني الذي احدد الدوائر الحمراء بحكمتي وليست بالحماقة مشيرا الي انه لم يمنعه أحد من ان يلقي خطبة في يوم من الأيام.. مشيدا بالديمقراطية التي تعيشها قطر حاليا. وأعرب فضيلته عن تسامحه لمن أخطأ في حقه.. موضحا خلال مهرجان مناصرته الذي نظمه مركز شباب الدوحة.. انه لا يكره من يهاجمه أو يحقد عليه لكنني في نفس الوقت لا أملك التسامح مع من أخطأ في حق الإسلام حيث ان بعضهم باع نفسه للشيطان مما يؤلمني كما ان الافتراء علي الأبرياء أمر يؤلم ويؤذي حقا. |
د. يوسف القرضاوي |
وقال: ان هؤلاء لن ينالوا من قناعتي في نصرة قضايا الأمة الإسلامية ولن يتمكنوا من تخدير همتي وسأظل شاهرا سيفي بكلمة الحق.
وسلاحي هو العلم والفكر والدعوة متمسكا في ذلك بالقرآن الكريم وسنة النبي الكريم.
أوضح فضيلته خلال المهرجان الحاشد الذي شهده جمهور غفير انه موكل من الله للدفاع عن هذا الدين ولن انسحب من هذه الوكالة وسوف أعمل بها، مشيرا - الي ان الموساد هدده في يوم من الأيام بأنه سيقوم بتصفيته واغتياله - مؤكدا انه لم يهتم بهذا التهديد لأنني أتمني ان يرزقني الله الشهادة بحيث اختم حياتي بموتي علي يد أعداء الإسلام، متمنيا ان يتم فصل رأسه عن جسده في سبيل الله ومؤكدا علي انه لا يخشي الموساد أو الأمريكان ولن أتخلي عن مهمتي.
وقال: انه لا يضره ان يهاجمه البعض، مستفسرا عن قيمتهم أمام الملايين من المحبين والمتابعين، ومشيرا الي ان الله عز وجل سخر أمامه الفضائيات مما اتاح أمامنا فرص التقارب مع بعضنا البعض من خلال دعوة ديننا الإسلامي السمحاء، واحمد الله علي ان رزقني الله حب الناس، فقد كانت أمي وجدتي رحمهما الله يدعوان لي دائما بأن يحبب الله في خلقه ولم أدرك قيمة هذه الدعوة إلا الآن بالتفاف الملايين من حولي لمناصرتي ومؤازرتي.
ولو سجدت علي الجمر، ما أديت نعمة من نعم الله لي وخاصة نعمة الحب التي تشملني في كل مكان اتجه اليه، كما ان الحق أعظم نعمة انعمها الله لي.
أشار فضيلة العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الي انه لا يعمل في سراديب تحت الأرض، بل ان خطبي تذاع علي المكشوف وفي الفضائيات ولذلك لا أخفي فكري، مشيرا الي انه حريص دائما في دعوته علي الالتزام بالاعتدال والتسامح والحوار، لا الصراع، لكنهم حريصون علي اتهامي بالإرهاب لأنني ادافع عن قضايا الأمة، وإذا كان من يدافع عنها يصبح إرهابيا، فاللهم أعشني إرهابيا وأمتني ارهابيا إذا ما كان ذلك مرتبطا بالدفاع عن الأمة الإسلامية، واللهم اجعلني حارسا لهذه القضايا.
دعوة للتسامح
وقال: انه لن يتخلي عن رسالته ولا يدعو للعنف بل أنني ادعو للسلام والحب والتسامح وسأظل عائشا لهذا الدين ونصرته وسأموت في سبيله خاصة بعد ان أكرمني الله وسخرني لحراسة هذا الدين والدفاع عنه، مشيرا الي انه لا يحب الدفاع عن باطل وهذا الدين باق ومستمر ونور الله لن يطفأ وراية الله لن تسقط.
وأعرب فضيلته عن شكره وامتنانه للشباب الذين جاءوا من بلاد بعيدة لمساندتي وقيام شباب مركز شباب الدوحة باقامة وتنظيم فعاليات المهرجان الخطابي لمناصرتي.
وأشار فضيلة الشيخ علي محيي الدين القره داغي المنسق العام للمهرجان الي دور قطر المبارك في احتضان علوم الشيخ ودعوته ومحاضراته منذ أكثر من 40 سنة، وانطلقت هذه البركات من هذه الأرض الطيبة للعالم أجمع.
وقال: انه تعرف علي العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي من خلال كتبه وخاصة كتابه المميز الحلال والحرام وقصيدته النونية التي انشدها في السجن، وحقيقة استطاع شيخنا ان يجمع الأمة بالفكر النير والبيان الساحر والدعوة الي الله، وما حملته كتبه التي بلغت أكثر من 140 كتابا في مختلف العلوم والفنون يدل علي انشغال فضيلته بهموم الأمة عن همومه.
أضاف ان هذه الهجمات علي الشيخ لن تضره ولنا شرف الدفاع عنه وشرف المساهمة في نصرته.
وقال د. خالد المذكور عضو مجلس الأمناء باتحاد أمناء المسلمين ان هذا الحشد المميز في المهرجان الكبير لمناصرة فضيلته لم اكن اتوقعه بما يدل دلالة واضحة علي مكانة فضيلته ونحن سعداء بهذا التعاضد والتلاحم من العلماء وأصحاب الرأي والفكر والجمهور العريض.
أوضح ان متابعي المهرجان من كافة انحاء العالم يدركون في هذه الفترة الخطيرة من تاريخ الاسلام والمسلمين وجود فضيلة العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي بمنهجه الوسطي واعتداله، ولذلك فإنه يواجه بحملة شرسة لا تبقي ولا تذر لأنهم يدركون ان الوسطية أكثر خطرا واشد حربا علي الغرب وأمريكا من المتطرفين ولذلك فهم يحاربون الإسلام عقيدة وسلوكا ومعاملة، مشيرا الي تجربة الكويت، حيث انه عندما قام بعض الإرهابيين ورجال الأمن بمحاربتهم قبل تنفيذ مخططهم، وقامت الجمعيات الإسلامية هناك تدعو للوسطية وتدحض فكر التكفير والإرهاب فإذا بأعداء الوسطية يشنون هجوما علي هذه الجمعيات والجماعات بحجة ان الإرهاب خرج منهم ومن تحت عباءتهم وهم لا يدركون شيئا من الموضوعية، مشيرا الي ان صاحب الفضيلة د. القرضاوي تم مهاجمته هجوما عنيفا من كتاب كثيرين وخاصة من بلاد عربية للأسف الشديد.
وسطية المنهج
وقال ان الهجوم علي الإسلام كله الآن وليس علي منهج من مناهجه وقد أدرك صاحب الفضيلة هذا الخطر المحدق وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر حيث كان قبل ذلك يدعو الي مرجعية تجمع المسلمين بكافة طوائفهم ومذاهبهم واخذ يرسل الكتب ويدعو العلماء ولكن لم يجد ترحيباً للأسف الشديد من بعض الدول العربية مما دعاه للذهاب الي الغرب، وتعرض هناك لهجوم عنيف ايضا مما دعا عمدة لندن لأن يدافع عن الشيخ واستضافته في مقره ببلدية لندن وأخذ يرد الهجوم الكاسح من الصحافة البريطانية بجانب قيام الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين برد المؤامرات الصحفية البريطانية وبالتالي أصبح الاتحاد مرجعاً يتم الرجوع اليه وهو لازال في خطواته الأولي، ولاشك ان بناء المؤسسات التي تجمع المسلمين كان هدفا من أهداف فضيلة العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي. أضاف ان فضيلته يعتبر من أوائل الذين نادوا في الكويت بإنشاء مؤسسة ترد علي مؤامرات الغرب وعلي من يحاولون النيل من
المسلمين وقام بالقاء خطبة في احد المساجد فإذا بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي تجمع كافة أنواع الخير في مظلة تضاف للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، وما من مؤسسة أخري سواء كانت علمية أو طبية تجمع بين العلماء وأصحاب الاختصاص الا وكان للشيخ حضور كبير فيها بالاضافة الي ما نشره من كتب ومحاضرات ودروس.
وأشار سماحة الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان الي انه عرف فضيلة الشيخ الدكتور القرضاوي من خلال فقهه وفكره قبل معرفته شخصيا، ولم تكن هذه المعرفة تأتي بشكل عفوي ولكن نتيجة متابعته من بعض شيوخنا قبل 40 عاما في سلطنة عمان مما زاد اعجابنا بفكره والاعتماد علي مؤلفاته ولاسيما كتاب الحلال والحرام وعرفناه في فتواه بالتيسير لا بالتعسير وبالتقريب وليس بالابعاد لذلك نال الاعجاب من جموع الطلاب الذين قرأوا مؤلفاته ولذلك شن الحملات ضده لم يكن أمرا مستغربا.
وهذه سنة الحياة في الصراع بين الحق والباطل ولذلك فانني ادعو لشيخنا بان يحفظه الله وينصره ويثبت اقدامه ويجمع الامة علي محبته وعلي ما يحبه ويرضاه.
وأوضح د. عصام البشير وزير الارشاد والاوقاف بالسودان ان المحنة المتوجهة والمتوهجة اليوم ليس مقصودها الا محاولة النيل من رمزية تجسد هذا الدين في شموله وتوازنه واعتداله ووسطيته.. انها حملة كانت تستهدف من قبل الاسلام المتطرف لكنهم ادركوا ان التطرف قصير العمر.. فاتجهوا الي الاسلام المعتدل باعتباره متميزا لاعتماده علي الصبر حيث يجمع بين ثوابت الشرع ومتغيرات الواقع لذلك اتجهوا للهجوم علي فضيلته لانه يذود عن حماية هذه العقيدة والشريعة بجانب تميزه بمعرفة موسوعية لاتقتصر علي جانب دون الاخر فهو امام في الفقه والاصول والتجديد والاجتهاد كما ساهم بمؤلفاته في قضايا متنوعة سواء كانت اجتماعية او اقتصادية لازكاء الصحوة الاسلامية وما تحتاج اليه امتنا في فقه الموازنات والاولويات والسنة والاختلاف والمقاصد وكانت منهجيته تقوم علي البناء لا الهدم والوحدة لا التشتيت ويقوم باحياء القاعدة التربوية المعروفة لنا حاليا وهي ان نتعاون في المتفق عليه ونتسامح في المختلف عليه.
اضاف ان خصوم الشيخ تناسوا ان اجتهاد الشيخ كثيره وصواب لانه بني اجتهاده علي منهجية علمية صحيحة.
وتبقي الجبهة الاخري لخصوم الاسلام الذين سنوا الرماح فانتفض لهم الشيخ ليدافع عن عقيدة الامة ويدعو لاحياء مصالحة شاملة بين المؤسسات الشعبية والرسمية علي اساس من التراضي الوطني القائم علي الحرية والعدل والشوري.
صراع ثنائي
وقال الكاتب الصحفي المصري فهمي هويدي في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الشاعر خالد المحمود ان التهجم علي الشيخ هو سنة من سنن الحياة التي يتصارع فيها الخير والشر وان ما اصاب فضيلته يظل بمثابة رذاذ اذا ما قورن بما تعرض له السابقون وهي كتابات صدرت عن نفر ممن ليس لهم وزن. اوضح السيد آية الله محمد علي التسخيري الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب ان السبب الرئيسي الذي يدفع خصوم فضيلته لمعاداته والتجني عليه هو قيادته للصحوة الاسلامية في الامة..
وهذه الصحوة هي النعمة الالهية التي انطلقت كالمارد ضد اعدائها حيث حاول الاستعمار بشتي الاساليب ومنها احتلال العالم الاسلامي مركزا في خططه علي 3 عناصر اساسية تشمل محاولة الحفاظ علي التخلف بحيث نظل متخلفين علميا وفكريا واقتصاديا وثانيا بتحقيق التمزق بيننا ولا نشعر بالاسلام مما يمهد الطريق.
لتمزقنا منهجيا وعنصريا ولسانيا وثالثا بعدم الربط بين هذا العالم والدين او الفصل بين الاسلام والحياة مع التركيز علي العلمانية.. مشيرا الي ان احدي العلمانيات اوضحت في مقولتها انه تم السعي علي مدي 50 عاما لتحقيق مخططاتهم فاذا بالصحوة الاسلامية تنطلق وتهزم كل طموحاتنا وبالتالي اقلقت مطامع الاستعمار.
اشار الي ان فضيلته سخر للصحوة الاسلامية كل جهوده واعطاها دفعات ومن الطبيعي ان يعرض نفسه لنقمة الاعداء خاصة مع تركيز علي نفي العلمانية والصراع ضدها مما جذب له العديد من الاعداء وفي مقدمتهم الصهيونية العالمية وكل من يؤيد الجمود.
وقال د. عز الدين ابراهيم ان فضيلة الشيخ استطاع بفعل وفضل تحركه ان ينتج وهو يدرك لما قدمه شاكرا نعمة الاجارة والامانة والرعاية الكريمة.. مشيرا الي ان البعض قد لايكون قد تعرض للاضطهاد والتشرد والافتقاد للحرية في ارضه ورغم ذلك نجده شاكرا ونحن هنا نعزز شكره بوافر من التقدير والامتنان. اشار الي ان العلماء المنتجين والمجددين عددهم قليل وهم أخذون علي انفسهم في الجهد والجد عقودا من الزمان.. فاذا نبغ منهم واحد مثل د. القرضاوي فاننا سوف نجد من يكيدون له بالادعاء الباطل وله حق المناصرة حتي يشعر بان من حوله لم يخذلوه وهذا ما فعله منظمو المؤتمر وهم بهذا يستحقون الثناء الجميل.
اضاف ان الاتهام الباطل لم يوجه الي الشيخ وحده وانما تم توجيهه للتوجهات الاسلامية بمنهجها الوسطي وينبغي عند وقوع الاختلاف في الرأي ان يكون الاختلاف صادقا لا التهجم في الرأي.
واعرب اساتذة الجامعات المصرية في البيان الذي تم القاؤه بالمهرجان عن استيائهم من هذه الهجمة الوحشية وتشويه كلمات فضيلته وتزويرها.. ولذلك لا عجب ان يكون مستهدفا من ائمة الكفر والفساد.
واشاد د. محمد المسفر بدور القيادة السياسية في حمايتها لفقيهنا العلامة الكبير د. يوسف القرضاوي عندما وجهت السهام من اعظم قوتين وهما امريكا وبريطانيا.. وفي الوقت الذي ارتدت بعض الدول العربية عن مؤازرته ودعمه وتشجيعه.. ولم يمنع فضيلته من اعتلاء اي منبر وحضور منتدي فكري في قطر كما تفعل بعض الدول عندما تسدد السهام.
واعرب عن شكره وتقديره لمركز شباب الدوحة لتضامنهم مع العلماء واصحاب الفكر والرأي.. كما انني اتضامن مع فضيلته في مواقفه الوسطية ونحن امام مدرسته نتعلم منها ونقتفيها ولن تهدم وعلينا معشر الشباب من مركز شباب الدوحة ان نعمل جاهدين علي رفع راية المدرسة الوسطية وعلي رأسها فضيلة العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي.. وحان الوقت ليطمئن قلبك وايمانك بانك زرعت زرعا وفير الثمر والثروة وسنواصل الطريق مدي الدهر في سبيل النهوض بالامة.
ريادة واجتهاد اوضح الدكتور محمد هيثم الخياط ان شيخنا اول من وضع اسس الاجتهاد الوسطي علي نطاق واسع فهذا الاجتهاد الذي يحاول ان يجد في هذا الدين بما فيه خير للناس
حلولا لما يستجد من مشكلات ويحافظ علي فقه الاولويات من الواقع والمكان والزمان وهو من سمات هذا الدين.
وقال ان شيخنا بالاضافة لتمثيله هذا الاتجاه الحقيقي الاسلامي وهو الخط الوسطي وبالاضافة لريادته في جعل الفقه اساسا في سلوكنا وعلاجا لكثير من مشكلاتنا ولم تجد لها من يوفر الحل لها فيعلمنا من خلقه وطيب معشره وسماته.
واشاد السيد مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الاسبوع المصرية في كلمة الصحافة بموقف قطر قيادة وشعبا لاحتضان فضيلته والدفاع عنه ولذلك فاننا نجتمع اليوم لاننا بحاجة الي الرمز الذي يعبر عن صحيح ديننا ومواقفنا في وقت نشعر جميعا بالقهر فالهجمة الان لاتطاله فقط ولكنها تزحف الي العقيدة وعندما تختلط المفاهيم وتصل السكينة - للاعناق فاننا بحاجة الي رجال مثل فضيلة الشيخ فعندما احتلت امريكا العراق تحت شعارات واهية وعندما غرسوا الحقد واشاعوا الفوضي واعتدوا علي العقيدة كان صوت الشيخ عاليا من المساجد ومنبر قناة الجزيرة..
وكنا نراه املا لنا في ظل هذا الظلام الذي يزحف علينا.. وكانت لكلمته دائما مفعول السحر لدفع ومؤازرة المناضلين في فلسطين وافغانستان والشيشان وتعطينا املا جديدا في ظل محاولات الاحباط.
اضاف انه جاء لقطر لكي يقاسم فضيلته العقيدة التي ستنتصر علي قوي الكفر مشيرا الي ان 60 عاما من الكفاح تتوج اليوم بشارع قوي يتفاعل مع الشيخ فهنيئا له علي راحة الضمير.
واشار د. عصام العريان الامين العام للمؤتمر القومي الاسلامي الي انه طالما دعا فضيلته للاقامة في مصر.. لكن الشيخ كان دائما يفضل الاقامة في قطر وعرفت اليوم بعضا مما كنت اجهله في انه معه كل الحق او بعض الحق لان يظل في وسط البلد التي احتضنته ولذلك فانني اتوجه بالتحية الي قطر وشباب مركز شباب الدوحة الذين حرصوا علي تنظيم هذا المهرجان. وقال ان حكمة شيخنا القرضاوي والامام الغزالي انقذت الملايين وشدتهم لمسيرة الصحوة بدلا من الاعتماد علي الحلول المستوردة..
ونحن لم نأت للدفاع عنه وانما لنؤدي واجبنا لنصرة الحق ولإعلاء القيم التي عاش القرضاوي حارسا لها وهي قيم الوسطية والاعتدال والحفاظ علي الحق الثابت دون افراط او تفريط.
المستقبل للاعتدال
اضاف لقد تعلمنا ان المستقبل للاعتدال والاسلام ونحن متأكدون من ان خصومه سيندحرون.. مشيرا الي ان مكانة القرضاوي ليست محفوظة عند الاسلاميين فقط ولكن مكانته كانت عند كل حر في هذه الامة ومن يقدرون معني الاستقلال الحقيقي وعزة هذه الامة وكرامتها لذلك لم يجتمع الناس علي رجل كما اجتمعوا علي فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي واعترف بانني مدين له بفضل كبير.
وقالت د. حياة الحويك ان الحضارة الاسلامية هي المستهدفة.. وانني بصفتي امرأة مسيحية اري اننا نجتمع اليوم حول قيمة عليا يمثلها هذا الرجل فهناك الاناء واحد من اثنين، اما ذلك السلفي المتطرف الارهابي، واما ذلك الليبرالي، الذي لا تعود ليبراليته الي معني كلمة الحرية، liberte التي نقدسها جميعا، لانها المضمون الحقيقي لاحترام القيمة الانسانية التي من اجلها نزلت جميع الاديان. بل الي تشويه كلي لمعني الليبرالية، تشويه يلحقها بالانحلال الاخلاقي بكل ابعاده، الوطنية، المسلكية، الذهنية، انحلال يشيء الانسان، ويحوله جسدا وروحا الي سلعة تخدم آلة السوق وفق تعبير روجيه غارودي.
ففي الغرب اليوم تياران: واحد يري في فزاعة الاصولية الاسلامية المتشددة ضرورة للحفاظ علي تماسك الذات بفعل العداء للآخر، بل ان هينتنغتون قد هذب في كتابه الاخير: من نحن؟ تحديات الهوية الامريكية الي اعتبار ان التشدد الاسلامي والعداء للاسلام هما الضمانة الوحيدة لآن للحفاظ علي الهوية الامريكية، التي تتحدد بالمسيحية البروتستانتية الانكليكانية، بالعرق الابيض، وبالثقافة الانجليزية.
وتيار ثان يري ان المطلوب خلق اسلام جديد مفصل علي المقاسات الامريكية، بحيث تحمل كل المصطلحات والمفاهيم فيه معاني جديدة، ولا بأس الا تكون لها أية علاقة بمعانيه الحقيقية، ورحم الله عبدالرحمن الكواكبي الذي نذكره فنذكر عصر المفاهيم المقلوبة. والسم الذي ترصد لشيخ عالم محرر مجدد تصدي لذلك العصر. هاتان الصورتان هما اللتان يراد ان يظهر بهما، لاعلامنا العربي ان يكرسهما، ومن لم يفعل انصبت عليه الاتهامات. واليوم اذ تصبح الفضائيات العربية، مد المحيط الهائل الذي يغطي العالم، والعالم الغربي بشكل خاص، في قابل الجزر السياسي والحضاري الذي يصيب امتنا، تنتصب الآلة الاعلامية والسياسية المتحركة بريموت كونترول اللوبيهات الصهيونية، جدارا هائلا من الاتهام والشيطنة، بمعني اضفاء ملامح الشيطان سواء علي المحطات أم علي رموزها. وإذ تتحدث النظريات الاعلامية الحديثة عن الفضاء الجيو لغوي geolinguistique فان هذه الفضاء ينقسم في حال الفضائيات العربية الي اثنين:
العالم العربي والديسابورا، والمطلوب من المحطات التي تبلغ هذا الفضاء ان تساهم في تمييعه وتغريبه وترسيخ حسه بالنقص ازاء الغرب وقطع صلته بهويته وتراثه وثقافته، اللهم الا ما صيغ منها وفق المعايير التي تحدثنا عنها.
غير ان المطلوب منها ايضا بنظر فئات اخري هو الامساك بفرشاة الصباغ الاسود، والمساهمة في طلاء وجه الاسلام والعرب عشوائيا أو بشكل مبرمج.
انا اعيش في الغرب، وصدقوني ان اسلاما ظلاميا متشددا مفرغا من المضمون والمعرفة، يجد من يشجعه ويغذيه، مهما بلغت درجة تطرفه (حتي ولو تمت تلك التغذية عبر التحدي).
اسلام حضاري
وقالت.. اما الاسلام الحضاري، العارف، المستنير والمتجذر في ان، القادر علي الحفاظ علي الاسس والتاقلم مع تطور العصر، فهو ذلك الذي تلاحقه الاتهامات، وتخاط لاجله الستائر الاكثر سماكة وقتامة. واذا ما حمل هذا الاسلام علامة كبير رصيده نصف قرن من فيض علم وكرم تعليم في نضال وهداية من سياسة ودين، من علي شاشة فضائية هي الاكثر انتشارا والاكثر مصداقية في ذلك الفضاء الجيو لغوي، واضافة اليه في فضاء جيو ثقافي، فانه لمن الطبيعي ان تستعر الحملة لاتهامه واسكاته.
غير ان في هذا الغرب ايضا الكثير من العقلاء، من العلماء، من الذين يحترمون الحقيقة ويؤمنون بثقافة الحوار، هؤلاء علينا الا ننساهم، الا نحجب يدنا عنهم، بل ان ندعمهم، لانهم الوسيلة الوحيدة التي نستطيع معها ان نشكل خشبة خلاص في طوفان الكراهية هذا الذي يجتاح العالم والذي لا تجني ارباحه الا اسرائيل ولوبيهات المجمع الصناعي العسكري في الولايات المتحدة الامريكية.
المطلوب راس العلماء، راس العارفين، راس القابضين علي جمر الايمان، المؤمنين بدور حماية الشعلة من الانطفاء لأجل اجيال قادمة.
اضافت ان المطلوب ايضا نسف الجسور وروي شجرة الكراهية والرعب لينمو في ظلها هانئا المشروع الصهيوني وترجمته لدي المحافظين الجدد.
فماذا نفعل نحن، الذين ندعي امتلاك عيون مفتوحة؟
ان علينا ان نعمل علي حماية رموزنا، علي ابراز وجهنا الحقيقي، علي التصدي لمحاولة تشويهنا، واعتقد ان بامكاننا نحن العرب المسيحيين (ولا اقول المسيحيين العرب) ان نقوم بدور كبير، دور لا يجوز اطلاقا ان نقول انه دور الوسيط، وانما هو دور السفير والشاهد، اذا نفع ان يشهد له شاهد من اهله. وقال د.طارق سويدان إن فضيلته يعتبر امام الوسطية فهو معلم الشباب الاعتدال . |
د.طارق سويدان |
واذا خلت الساحة من امثاله فسوف تخلو للمتطرفين ولا يمكن لهذه الامة في وجود مثل فضيلته ان تغير اسلامها لكي يصبح اسلاما امريكيا يسجد لطلبات اسرائيل.. والدكتور القرضاوي عندما يتحدث بهذه المعاني يتحدث بشعور الأمة جمعاء.. والوسطية ندما لا تعني الاستسلام.. وفكرك الذي تحمله يسير في كل الأمة فانت مرشدنا وامامنا.
نجيب محفوظ
مطلوب لإصلاح ما أفسدته الوشاية بين كتاب مصريين
نجيب محفوظ
طالب مثقفون مصريون من خلال تحقيق مطول أجرته جريدة "نهضة مصر" في عددها الأسبوعي الصادر يوم الجمعة 18 / 2 / 2005 تدخل وزير الثقافة المصري والكاتب الكبير نجيب محفوظ ود. جابر عصفور أمين عام المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة لإنهاء الأزمة التي افتعلها الكاتب محفوظ عبد الرحمن ضد زميليه الشاعر أحمد فضل شبلول والناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا، نتيجة وشاية مغرضة، انتهت إلى حكم قضائي بحبسهما ثلاثة أشهر، غير أن الكاتبين استأنفا الحكم، وطلبا تحريك المذكرة المعروضة على النائب العام ضد محفوظ عبد الرحمن الذي قام بسب جميع أعضاء مجلس الإدارة في البيان الذي وزعه منفردا على أعضاء الجمعية العمومية في العام الماضي، وقبل موضوع الوشاية المغرضة بأيام. |
أحمد فضل شبلول |
وقال الكاتب المسرحي علي سالم لا بد أن تتدخل وزارة الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للثقافة ونجيب محفوظ وبهاء طاهر في هذه القضية لحلها، وأضاف أنا أشعر بألم شديد من هذه الواقعة، وأطرافها لا يعرفون تأثيرها السيئ على صورة الكتاب واتحادهم خارج مصر.
شهادة زور
أما الشاعر أحمد سويلم ـ سكرتير عام الاتحاد ـ فقد أوضح في التحقيق نفسه أن شهادة أحمد الشيخ وعلاء عبد الهادي "زور"، وأضاف سويلم أنه حضر الاجتماع الخاص بمجلس الإدارة ولم يحدث مثل هذا الزعم، في الوقت الذي رضى فيه ـ كما يقول سويلم ـ أحمد الشيخ وعلاء عبد الهادي على نفسيهما شهادة زور.
رئيس اتحاد الكتاب عبد العال الحمامصي أكد أن رفض محفوظ للتنازل أو الصلح يضطرنا لمساندة شبلول وأبو العلا.
الإعلامي حمدي الكنيسي ـ رئيس لجنة المصالحة ـ الذي أعلن من قبل رفض محفوظ للصلح أو التنازل عن القضية المرفوعة ضد زميليه عضوي مجلس الإدارة، قال: سأحاول مرة أخرى حل هذه المشكلة.
متخصصون في إفساد العلاقات
الروائي إبراهيم عبد المجيد قال إن هناك أناسا متخصصين في إفساد العلاقات الطبيعية بين الزملاء، مشيرا بذلك إلى الشيخ وعبد الهادي اللذين أفسدا العلاقة الطبيعية بين أعضاء مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، بادعائهما كلاما لم يحدث، وغير موجود في مضبطة اجتماعات مجلس الإدارة.
الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا أكد في تحقيق الجريدة أن محفوظ عبد الرحمن هو الذي اعتدى على المجلس كله بعبارات السب والقذف الموجودة أمام النائب العام.
بهاء الدين أحمد والشيماء فكري المحرران بجريدة "نهضة مصر" حاولا الاتصال بالكاتب محفوظ عبد الرحمن وكان جهاز الرد الالي (الأنسرمشين) في استقبالهما دائما، ولم يشأ الكاتب أن يتحدث إليهما.
أما جريدة "الأسبوع" القاهرية في عددها الصادر 14/2/2005 أكد محررها منتصر الشطبي أنه حاول الاتصال بالكاتب لمعرفة رأيه لكنه اعتذر لانشغاله.
بينما صرح الشاعر أحمد فضل شبلول للأسبوع بأنه يطالب الكاتب محفوظ عبد الرحمن بالتنازل عن الدعوى حفاظا على صورة المثقفين والاتحاد ليكون هو البيت الشرعي الذي يوحد كل الجهود في الظروف الحالية.
وقد تناولت الصحافة المصرية هذا الموقف الغريب والجديد على الأجواء الأدبية الثقافية في مصر، وأفردت جرائد الأخبار، وأخبار الأدب، والجمهورية، والمساء، ومايو، ونهضة مصر، والأسبوع، وغيرها مساحات واسعة ـ بعضها في الصفحات الأولى ـ للحديث عن هذه الأزمة المفتعلة التي وصفها البعض بأنها مهزلة.
كما توالت البيانات الموقعة من مئات الأدباء والكتاب والمثقفين المصريين ـ في معظم أنحاء مصر ـ يدينون ويستنكرون موقف الكاتب محفوظ عبد الرحمن من زميلين كاتبين من أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكتاب، هذا الاتحاد الذي من المفروض أن يدافع عن أعضائه في قضايا الرأي والنشر على أقل تقدير.
بيان هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية من هذه البيانات بيان هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، برئاسة ا. د. محمد زكريا عناني الذي جاء فيه:
تتابع الهيئة بمجلس إدارتها وكافة أعضائها، بأسى بالغ ما وقع مؤخرا من خلاف وصل إلى حد التقاضي، وفي هذا ـ في حد ذاته ـ مخالفة للأعراف المتبعة من حل للخلافات بين الأدباء والكتاب، بالحسنى ومن لجوء للتفاهم والمودة.
ومن ثم فإن الهيئة ـ في اجتماعها الطارئ مساء الاثنين 14/2/2005 ـ لتهيب بكافة الأطراف أن تلجأ إلى تسوية ما بينها من خلاف، وتدعو الكاتب الأستاذ محفوظ عبد الرحمن أن يبادر بالتنازل عن دعواه القضائية ضد الزميلين الأستاذ أحمد فضل شبلول والأستاذ أحمد عبد الرازق أبو العلا.
وإننا إذ نتابع بقلق بالغ هذا الأمر، نتطلع إلى أن تستقر الأمور ويعود الصف إلى وحدته التي عهدناها. وهذا مطلب يسعى إليه كافة الأطراف من أجل استمرار العلاقات الودية بين الأدباء والكتاب.