الشيخ محمد نذير حامد -رحمه الله تعالى-
هو العالم المربي الجليل اللغوي المفسر محمد نذير بن محمد خير حامد، أبو بشير الأريحاوي الحلبي.
*مولده ونشأته العلمية:* ولد في بلدة أريحا التابعة لمحافظة إدلب السورية، عام 1349ه/1931م، ونشأ فيها ودرس الابتدائية فيها، ثم انتقل إلى مدينة حلب، وانتظم في ثانوية الخسروية الشرعية، وتلقى العلم عن علمائها الأجلاء، إلى أن تخرج منها، حاملا شهادتها الثانوية الشرعية، وذلك ما بين عامي: ( 1945 ـ 1951م )، ثم انتسب إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق، وتخرج فيها حاملا إجازتها ما بين عامي ( 1957ـ 1961م ).
*شيوخه وأساتذته:* درس الشيخ -رحمه الله- دراسة خاصة في المساجد على عدد من العلماء الأجلاء ومن أشهرهم: العالم المربي الفاضل الشيخ محمد بن أحمد النبهان الحلبي -الذي كان له الأثر البالغ في حياة الشيخ نذير -رحمه الله-، والشيخ الفقيه محمد أسعد عبه جي (مفتي حلب سابقا)، والشيخ عبدالله حماد التادفي الحلبي، والشيخ الفقيه اللغوي محمد ناجي أبو صالح، والشيخ عبد الوهاب سكر البابي الحلبي، والشيخ المربي محمد سعيد الإدلبي، والشيخ محمد راغب الطباخ (مؤرخ حلب)، والشيخ الفقيه الشافعي محمد جبريني، والشيخ الفقيه الحنفي محمد إبراهيم سلقيني، والشيخ المتفنن أمين الله عيروض، والشيخ الفقيه محمد بلنكو (مفتي حلب سابقا)، وغيرهم -رحمهم الله جميعا-.
*عمله ووظائفه:*
عمل الشيخ -رحمه الله- في مدارس التربية والتعليم في سوريا، والسعودية لمدة تزيد عن ثلاثين سنة، وذلك بين عامي: (1961/1991م)، كما عمل في حقل الدعوة فكان إماما وخطيبا في جامع الترمذي بحلب، ثم سافر إلى السعودية وعمل فيها بين عامي: (1974ـ 1979م)، مدرسا للمواد اللغة العربية، والتربية الإسلامية، في مدارس التربية والتعليم الحكومية، ثم تعاقد مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عام: 1982م، وحتى عام: 1987م مدرسا في شعبة اللغة العربية لغير الناطقين بها، ثم تحول إلى الهيئة الملكية في مدينة ينبع فدرس في مدارسها من عام: 1987 إلى عام: 1991م.
وفي عام 1991م بدأ بالعمل في منزله بالمدينة المنورة على تصنيف أكبر كتاب في تفسير القرآن الكريم سماه (موسوعة التفسير الميسر) التي تزيد عن ستين مجلداً، وعمل في تصنيفه لأكثر من عشر سنوات، وتعاون معه في تحضير بعض موضوعاتها صاحب فكرة الموسوعة والمشرف والممول لها: الأستاذ/ عادل قربان تركستاني -رحمه الله تعالى-، وقد وضع التفسير عند إحدى دور النشر، ولم يطبع الكتاب بعد، رغم الانتهاء منه كاملاً بخط الشيخ نذير -رحمه الله-.
*تلامذته: *تتلمذ على الشيخ -رحمه الله- الكثير من الطلاب، وأصبح الكثير منهم علماء ومشايخ يشار لهم بالبنان، ومنهم:
الشيخ محمود أحمد ميرة، والشيخ عبدالقادر عيسى، والشيخ سعد الدين مراد –رحمها الله- درسوا على الشيخ خلال تدريسه في مدرسة الشعبانية بحلب، ومن تلاميذه: صهره الشيخ القارئ المقرئ محمد تميم الزعبي –الذي قرأ عليه كتاب أوضح المسالك في النحو-، وكذلك الدكتور أحمد الخراط درس عليه في معهد العلوم الشرعية، والدكتور محمود أحمد الزين، والدكتور عثمان العمر، والشيخ محمود ناصر الحوت، والشيخ عبد الهادي بدلة، والشيخ مجد مكي، والمهندس زكوان أفندي، وعاطف بيانوني، والشيخ أحمد السردار -رحمه الله -، وغيرهم كثير.
*سيرة الشيخ -رحمه الله- الخاصة:*
للشيخ ولد ذكر واحد اسمه محمد بشير، وخمس بنات، وكان الشيخ -رحمه الله- حنوناً عطوفاً على أبنائه وأحفاده وتلاميذه، وكان صالحاً تقياً ورعاً زاهداً في الدنيا وحطامها، قليل الكلام، بعيداً عن الجدال والقيل والقال وعن مخالطة الناس، وكان شافعي المذهب، ويحفظ القرآن الكريم كاملاً عن ظهر قلب، وقد حج واعتمر كثيراً، وجاور في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنوات لا يفوته يوم إلا ويصلي بالمسجد النبوي، ثم عندما تقدم الشيخ –رحمه الله- في العمر أصابته أمراض الشيخوخة ففضل البقاء في منزله بمدينة حلب برفقة ابنه الوحيد (بشير)، إلى أن توفاه الله عن عمر قارب التسعين عاماً في ضحى يوم الأربعاء العاشر من جمادى الأولى عام 1440ه/ الموافق السادس عشر من يناير عام 2019م.
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، وأسكنه منازل النبيين والصدقين.
وسوم: العدد 807