العالم الفاضل الشيخ عبد المنعم خير الله
رحم الله تعالى أخانا الكبير العالم الفاضل الشيخ عبد المنعم خير الله الذي توفي فجر هذا اليوم في المدينة المنورة عن أربعة وسبعين عاما .
وهو الابن الثالث من أبناء الشيخ طاهر خير الله
وقبله هاشم والدكتور بشير ..
ولد سنة ١٩٤٦ وطلب العلم الشرعي في الثانوية الشرعية.
نشأنا معه في جامع الروضة منذ افتتاحه سنة ١٩٧٠ وحضرنا دروس والده العامة والخاصة
وكان رحمه الله ملتزما بجماعة الشيخ عبدالقادر عيسى
رحمه الله تعالى وكان والده يحب له الاستقلال
وبقي يوازن بين رضا والده وبين علاقته بالشيخ عبد القادر..إلى أن انقطع لخدمة أبيه ...
وكان ينوب بالإمامة عن والده عند غيابه ...
اما في الخطابة فكان يخطب مكان والده الشيخ إبراهيم سلقيني والشيخ عبد الأعلى العلبي ...
وفي بداية أحداث الثمانينيات أثناء اعتقال والده خطب مكانه في جامع الروضة
وكان الشباب يتوقد حماسا
فتحولت الخطبة من أولها إلى تكبيرات وانطلقت مظاهرة الى مبنى المخابرات في المحافظة تتطالب بالإفراج عن الشيخ ...
وسقط عدة شهداء واعتقل الكثير منهم ...
ولم أكن حاضرا تلك الخطبة والمظاهرة بعدها لأنني كنت خرجت لبيروت خشية من الاعتقالات ثم عدت الى حلب بعد خروج الشيخ طاهر وصلينا معه آخر صلاة عيد الأضحى ١٣٩٩ في جامع الروضة، وتجدد اللقاء لشيخنا طاهر وابنه بعد ذلك مرات كثيرة ..
هاجر الشيخ عبد المنعم مع والده الى المدينة المنورة سنة ١٩٨٠ والتزم بخدمته وتفانى ببره ..
وحدثني عن الكرامات التي كانت في وفاته وكيف كان يستعد للقاء الله تعالى وطلب منهم قراءة سورة يس وفاضت روحه بعد الانتهاء من قراءتها ..
وكان حديثا صادقا مؤثرا عن والده وكيف كان يسارع في خدمته ويحرص على بره.
انقطع في المدينة المنورة للعبادة وتعليم القران لابناء المسلمين وخرج أجيالا من الطلبة الصالحين ...
ما لقيناه الا ببسمته المشرقة وتواضعه وكرمه ولطفه ووده..
وختم الله له في المدينة المنورة التي جاورها هو ووالده من قبله
ختم له في تلك البلدة المباركة مجاورا ومحبا ومعلما للقرآن وباذلا الخبر ...
أسأل الله تعالى أن يكرم نزله ويرفع درجاته ويتقبله في عباده الصالحين الأبرار .
وسوم: العدد 880