الشيخ الأسير المجاهد جمال أبو الهيجا
هو الشيخ المجاهد الأسير جمال أبو الهيجا أحد قادة حركة حماس في الضفة الغربية. تعرض هو وأبناؤه وزوجته للاعتقال والمطاردات كما قصف منزله عدة مرات.
والشيخ جمال أبو الهيجا أسير فلسطيني محكوم بـ9 مؤبدات، ولد في مخيم جنين عام 1959 لأسرة نازحة من مدينة حيفا المحتلة.
اعتقله الاحتلال الإسرائيلي عام 2022 ووجهت له تهم قتل إسرائيليين في عمليات فدائية وقيادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
انخرط في شبابه بالعمل الدعوي والاجتماعي قبل أن ينضم إلى المقاومة المسلحة ويتولى قيادة كتائب القسام شمال الضفة الغربية، وهو ما كلفه بتر يده إثر مواجهات مسلحة مع الاحتلال ثم اعتقاله.
تعرض أبناؤه وزوجته للاعتقال والمطاردات كما قصف منزله عدة مرات، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011 بسبب قوة خطابه الدعوي وتأثيره على الشباب وتشجيعه على المقاومة.
المولد، والنشأة:
ولد جمال عبد السلام أبو الهيجا يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1959 في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، نزحت عائلته من قرية "عين حوض" قضاء مدينة حيفا عقب النكبة عام 1948 إلى مخيم في جنين.
تأثر بوالده الشيخ عبد السلام أبو الهيجا، الذي كان مؤذنا وإماما لمسجد المخيم، وسار الابن على نهج والده فانخرط في الدعوة مبكراً وسخر جهوده للأعمال الاجتماعية ولدعم المقاومة، كان منزله معروفاً باستقبال وإيواء المقاتلين من جنين ومن كل مدن الضفة الغربية.
متزوج من أسماء محمد سباعنة وله 6 أبناء، 4 ذكور هم عبد السلام، وعماد وعاصم، وحمزة، وبنتان هما بنان وساجدة، ساروا جميعا على نهج والدهم في الدفاع عن قضية الأسرى ومقاومة الاحتلال.
الدراسة، والتكوين العلمي:
تلقى تعليمه الأساسي في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحصل على الثانوية في مدرسة جنين الثانوية، وتخرج بتفوق.
التحق بالكلية العربية لإعداد المعلمين في العاصمة الأردنية عمان عام 1980 ونال فيها درجة الدبلوم في التربية الإسلامية عام 1982.
الحياة المهنية:
بعد تخرجه من كلية إعداد المعلمين بالأردن، عمل في التدريس في اليمن ما بين 1982 و1984، ومنها اتجه نحو السعودية لممارسة المهنة نفسها، ثم أقام لفترة قصيرة في الكويت قبل أن يعود إلى جنين عام 1990.
في جنين، عمل في لجنة الزكاة والصدقات، وكانت مهمتها رعاية الأيتام وتقديم المساعدات الدراسية والتموين، وترميم البيوت وشراء الأدوية، كما شغل منصب مدير مراكز تحفيظ القرآن الكريم في المحافظة نفسها.
تجربة الدعوة والمقاومة:
التحق جمال أبو الهيجا بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن عام 1979، وتتلمذ على يد أحد قادتها الشيخ عبد الله عزام، وشارك في نشاطاتها الدعوية والفكرية والاجتماعية والمؤسساتية.
أطلق الشيخ عزام نهاية الثمانينيات من القرن العشرين دعوة إلى الشباب الفلسطيني للعودة إلى بلادهم للدفاع عنها ومواجهة ممارسات الاحتلال، وترافقت هذه الدعوة مع إعلان الشيخ أحمد ياسين تأسيس حركة حماس.
كان جمال أبو الهيجا من أوائل المستجيبين لهذه الدعوة، فعاد إلى مسقط رأسه جنين عام 1990 في خضم الانتفاضة الأولى (1987-1993)، وانضم لحركة حماس وعمل ناطقا باسمها ومنسقا لها في لجنة القوى الوطنية والإسلامية في تلك الفترة.
-كان أحد المبعدين إلى مرج الزهور عام 1992م .
و كان من الوجوه الدعوية المعروفة في الضفة، وكان الشباب يلتف حول خطابه الدعوي المؤثر، كما كان بيته مفتوحا لاستقبال عائلات الأسرى وإيواء المقاتلين.
أصبح من قيادات حركة حماس شمالي الضفة الغربية، وكان عضوا في لجنة المؤازرة داخل مخيم جنين عام 1996، وهي هيئة تأسست للمطالبة بحقوق أهالي المخيم، وتحسين الخدمات الموجهة لهم.
تولى قيادة كتائب عز الدين القسام شمالي الضفة، وشارك في مواجهات الانتفاضة الثانية (2000-2005)، وأصيب خلالها عدة إصابات.
أشرف على تنفيذ عدد من العمليات الفدائية لكتائب عز الدين القسام من بينها:
عملية مطعم سبارو بالقدس:
نفذ هذه العملية الاستشهادي عز الدين المصري (24 عاما) في مطعم سبارو في القدس يوم التاسع من أغسطس/آب 2001، حيث فجر حزامه الناسف داخل المطعم، مما أدى إلى مقتل 20 إسرائيليا وجرح 150، وجاءت العملية ردا على اغتيال القياديين القساميين جمال منصور وجمال سليم في نابلس.
عملية نهاريا:
نفذها الاستشهادي محمد شاكر حبيشي (50 عاما) في مستوطنة "نهاريا" يوم التاسع من سبتمبر/أيلول2001، وفجر حبيشي نفسه في محل تجاري قرب محطة القطارات، مما أدى إلى وقوع 5 قتلى إسرائيليين، وإصابة حوالي 40 آخرين بجروح مختلفة.
أسماء أبو الهيجا.. أم شهيد وأسرى وزوجة محكوم بمؤبدات
أسماء سباعنة زوجة جمال أبو الهيجاء (الجزيرة)
عملية مطعم ماتسة في حيفا
نفذ هذه العملية الاستشهادي شادي زكريا الطوباسي ( 23 عاما) يوم 31 مارس/آذار2002، ردا على مجازر الاحتلال في مدينة رام الله، وفجر شادي نفسه في مطعم "ماتسة" القريب من المركز التجاري "غراند كنيون" في قلب مدينة حيفا، مما أدى إلى مقتل 20 إسرائيليا وجرح 35 آخرين.
عملية الحافلة في صفد:
نفذها الاستشهادي جهاد حمادة (24 عاما) يوم الرابع أغسطس/آب 2022، وفجر جهاد نفسه داخل حافلة إسرائيلية على مفرق ميرون في مدينة صفد، مما أدى إلى مقتل 14 إسرائيليا وجرح 62، وتمت العملية ردا على مجزرة حي الدرج، التي استهدفت اغتيال القائد الأول لكتائب القسام الشيخ صلاح شحادة.
كان جمال أبو الهيجا من قادة معركة الدفاع عن مخيم جنين عام 2002، التي جرت أثناء اجتياح قوات الاحتلال لمدن الضفة الغربية، ووضعت إسرائيل اسمه في قائمة الاغتيالات، وهي القائمة التي سلمتها المخابرات الأميركية إلى السلطة الفلسطينية.
حاولت قوات الاحتلال اغتياله بعد محاصرته في جنين في مارس/آذار 2002 لكن عمليتها باءت بالفشل، وأصيب خلال هذه المواجهة برصاصة متفجرة في يده اليسرى وتوزعت الشظايا في جسده، فقرر الأطباء بتر يده.
ظل مطارداً من الاحتلال إلى أن جرى اعتقاله في عملية نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة في 26 أغسطس/آب 2002 بعد أشهر من إصابته في يده وبعد أيام من عملية صفد الاستشهادية.
-وأحد أبرز القادة الميدانيين في الدفاع عن مخيم جنين أثناء الاجتياح الإسرائيلي 2002م ، وردت أنباء عن مقتله ثم تبين بطلانها ، وراح يواصل الجهاد إلى أن اعتقل من قبل القوات الإسرائيلية بتاريخ 26 / 8/ 2002م . وكان عمره يوم اعتقاله 43 عاماً .
الاعتقال وحياة السجن:
اعتقله الاحتلال الإسرائيلي 5 مرات منذ عودته إلى جنين، ولم يسلم من ملاحقة أجهزة السلطة الفلسطينية، إذ تعرض للاعتقال عام 1996 لمدة 6 أشهر، وظلت الأجهزة تطارده بعد الإفراج عنه لأشهر بدعوى إيوائه مقاتلين.
كانت المرة الأولى التي اعتقله فيها الاحتلال في 11 أكتوبر/تشرين الأول 1992 وأفرج عنه بعد 18 يوما من التحقيق، ثم اعتقل مرة أخرى يوم 29 يناير/كانون الثاني 1993، وأفرج عنه في 17 مايو/أيار، ثم اعتقل في 17 سبتمبر/ أيلول 1995 وأفرج عنه في 14 ديسمبر/كانون الأول، واعتقل في 12 أبريل/ نيسان 1998 للتحقيق معه لمعرفة معلومات عن مكان الشهيد عادل عوض الله وأفرج عنه في 20 يوليو/تموز 1999.
وفي 26 أغسطس/آب 2002 اعتقلته قوات الاحتلال في عملية خاصة بعد محاصرته في أحد المنازل وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 9 مؤبدات بتهم الإشراف على تنفيذ عمليات فدائية ضد إسرائيليين، إضافة إلى 20 سنة بتهمة قيادة كتائب القسام.
وضعه الاحتلال ضمن قائمة الأسرى الخطرين، وتعرض للتعذيب لمدة شهرين في السجن قبل أن ينقل إلى العزل الانفرادي حيث قضى حوالي 10 سنوات.
شارك في إضراب الكرامة الذي خاضه الأسرى عام 2012 واستمر 28 يوما، تدهورت خلالها حالته الصحية وترك دون علاج، ومع نهاية الإضراب انتهت سنوات السجن الانفرادي.
كان من الفاعلين في النقاشات والحوارات التي سبقت تأسيس قيادة حركة حماس الأسيرة، وكان عضوا في الهيئة التأسيسية، ثم عضوا في الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون لعدة دورات تنظيمية.
تنقل بين عدة سجون، من بينها سجن ريمون وسجن إيشل وسجن عسقلان وجلبوع وغيرها.
تعرض خلال فترة سجنه لمضايقات ولحظات صعبة حيث حرمه الاحتلال من الزيارات العائلية بدعوى المنع الأمني، وتوفي والده وأخته وأخوه وهو في السجن، واعتقل أبناؤه عدة مرات ومرضت زوجته بالسرطان.
عبد السلام النجل البكر للشيخ الأسير جمال أبو الهيجا
عبد السلام النجل البكر للشيخ الأسير جمال أبو الهيجا (الصحافة الفلسطينية)
استهداف وملاحقة أسرته
طوال مدة سجنه، تعرض أفراد عائلة الشيخ أبو الهيجا للملاحقة والمضايقات والاعتقال والحرمان من السفر للعلاج من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة السلطة، وتعرّض منزل العائلة للقصف والحرق عدة مرات.
اعتقل الاحتلال زوجته أسماء عام 2003 وقضت 9 أشهر في الاعتقال الإداري، كما حرمت من السفر للعلاج في الخارج بعد إصابتها بمرض السرطان.
واعتقل ابنه البكر عبد السلام قبل اعتقال والده بفترة وكان عمر ابنه 17 سنة وحكم عليه بالسجن 7 سنوات، ثم اعتقل بشكل متقطع 3 سنوات ونصف.
أما ابنه عاصم فقد طارده الاحتلال سنة 2006 لمدة 4 أشهر واعتُقل ما يقارب 3 سنوات، كما اعتقلت ابنته بنان لمدة 23 يوما عام 2007 وتم التحقيق معها في مركز الجلمة، واعتقل ابنه عماد الدين عدة مرات وأيضا ابنه الأصغر حمزة الذي اعتقل سنة 2011.
تقدم الشيخ جمال بطلب للمحكمة الإسرائيلية عام 2008 للقاء ولديه عبد السلام الذي كان يقضي محكوميته لمدة 7 أعوام وابنه عاصم الذي كان معتقلا إداريا، غير أن المحكمة رفضت الترخيص لهذا اللقاء.
وفي سنة 2015 وبعد ترحيله إلى سجن بئر السبع، تمكن الشيخ جمال من لقاء اثنين من أبنائه وهما عماد الذي كان يقضي حكما بالسجن لمدة سنتين وعاصم الذي كان محكوما بسنة ونصف، وكان هذا اللقاء الأول بين الأب وأبنائه بعد 13 عاما من اعتقاله.
واستشهد ابنه الأصغر "حمزة" وهو من قياديي كتائب عز الدين القسام في الضفة خلال اشتباك مع جنود الاحتلال في مارس/آذار 2014، بعد حياة مليئة بالمطاردات والاعتقال من جانب الاحتلال ومن جانب الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية.
مواقفه السياسية:
يؤمن الشيخ جمال أبو الهيجا أن قضية فلسطين مقدسة ويرفض أي تنازل عن ثوابت القضية الفلسطينية، كما أنه يدافع عن الحوار بين كل الفصائل الفلسطينية.
ويرى أن مسلسل المفاوضات التي تقوده السلطة الفلسطينية عبثي، ودعاها مرارا إلى التخلي عن هيمنتها على القرار السياسي والعودة إلى الشعب الفلسطيني وتنفيذ الاتفاقات الوطنية الموقعة مع الفصائل الفلسطينية.
لا يرى الشيخ أي جدوى للمفاوضات والشعب الفلسطيني يرزح تحت نير الاحتلال، ويعتبر أن التنازلات التي قدمتها السلطة الفلسطينية منذ اتفاقية أوسلو (1993) دفعت الاحتلال والولايات المتحدة إلى القيام بالمزيد من الإجراءات بهدف تصفية القضية الفلسطينية، ويرى أن تحرير فلسطين يمر عبر المقاومة وتعاون المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية.
يصف التنسيق الأمني مع الاحتلال بالجريمة الوطنية بحق الشعب الفلسطيني، إذ يرى أن التنسيق والاعتقال السياسي زرع الفرقة والبغضاء في المجتمع الفلسطيني، وجعل جزءا من الشعب يقوم بمهمة الاحتلال تحت ذرائع مختلفة.
- مددت المحكمة الصهيونية في معتقل الجلمة فترة اعتقال الشيخ جمال أبو الهيجا لفترة إضافية جديدة .
- ورفضت المحكمة طلب محامي الشيخ أبو الهيجا وقف اعتقاله في العزل الانفرادي وعزله عن بقية الأسرى الفلسطينين ليتسنى لأجهزة الأمن الصهيونية مواصلة التحقيق معه واستجوابه وأعربت زوجة الشيخ أبو الهيجا عن قلقها الشديد على وضعه الصحي بسبب إهمال إدارة السجن علاجه .
- يذكر أن المجاهد يحتاج إلى علاج ليده اليمنى التي بترت خلال الغزو الصهيوني لمخيم جنين وقد منعت عائلته من زيارته .
- من جهة ثانية وفي محكمة سالم العسكرية جرى تمديد اعتقال نجله الشاب عبد السلام جمال أبو الهيجا ( 17 عاماً ) لمدة شهرين .
- مصادر الترجمة:
- موقع الجزيرة نت.
- الموسوعة التاريخية الحرة.
- مجلة فلسطين المسلمة.
- مواقع الكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1071