الشيخ الداعية الحاج عبد الرحمن عبد اللطيف تسقية

clip_image002.jpg

( 1930_ 2023م)

هو الشيخ الداعية الحاج; وعميد الغرباء في جدة.

من مواليد مدينة حلب في شمال سورية عام 1930م.

  نشأ في ظل أسرة مسلمة ملتزمة برز فيها د. محمد مصباح تسقية طبيب العيون المشهور.

الدراسة، والتكوين:

درس مراحل التعليم المختلفة في مدارس حلب.

  وتلقى العلم على الشيخ محمد عمر ياقتي رحمه الله.

غادر سورية منذ الثمانين؛ واستقر في مدينة جدة في السعودية.

حياته الأسرية:

   والحاج عبد الرحمن تسقية متزوج من السيدة الفاضلة وداد علوان: وله منها عدد من الأولاد: عبد اللطيف؛ وياسر؛ وسيد؛ وعمار؛ وإيمان؛ ونوران؛ وغفران.

وفاته:

    توفي الحاج عبد الرحمن تسقية يوم الجمعة في مدينة جدة في ٢٦ أيار ٢٠٢٣م/ الموافق ٦ ذي القعدة ١٤٤٤ للهجرة..عن عمر ناهز ٩٣ عاما؛ قضاها في خدمة الدعوة والتضحية والفداء.

   وسوف يصلى عليه في مسجد ابن اليمان بعد فجر السبت؛ وسوف يدفن في مقابر جدة.

إنا لله وانا إليه راجعون.

    لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار عظم الله أجرنا جميعاً ورحمك الله يا شيخ وأسكنك فسيح جناته 

  والهمنا وإياكم الصبر والسلوان؛ ولا نقول الا ما يرضي ربنا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

أصداء الرحيل:

في وداع الراحلين...

  في ذمة الله الأخ الداعية المربي الثابت على عهده، عبد الرحمن تسقية/ أبو لطفي..

  جمعني بالأخ الراحل الحبيب، طريق الدعوة منذ نصف قرن. منذ كنا أحرارا كراما في ربوع وطننا، في مدينتنا حلب. 

  لم أكن والأخ أبو لطفي من جيل واحد، فعندما تكون في العشرين وشيء ما/ يكون ابن الأربعين بالنسبة إليك رجلا سابقا كبيرا، بل ومعلما متقدما، وإن .. وإن..

   ومع ذلك فقد رُتبت لأسباب قدرها المرتبون مع الأخ أبي لطفي رحمه الله تعالى في أسرة واحدة.!! أسرة كانت له خصوصيات لا زلت أنعم بذكراها..

  وإذا كان من عادتنا، كإخوان، أننا نتبادل لقاءتنا في بيوتنا بما يشبه التداول لأسباب عديدة، إلا أن الأخ أبا لطفي كان يصر على أن نكون ضيوفه في كل مرة. فندلف إلى بيته في محطة بغداد، حيث يكون دائما في انتظارنا...نستحدم المصعد، أو نصعد الدرج درجتين درجتين والشباب شعبة من الجنون..

   وإذا كانت من مواضعات اللقاء التنظيمي- في فضاء الإخوان المسلمين - أن تقتصر الضيافة فيه، على كأس الشاي، فإن الأخ أبا لطفي كان مولعا دائما بتجاهل هذه القاعدة، إن لم أقل بكسرها، أو بدقها وهصرها..

  دمث لطيف منغمس في قضايا دعوته، حيوي في فكره، عملي في مقترحاته، يحب دائما أن يدفع إلى الأمام، لا يثنيه عن عزمه أن يجد العبء أمامه ثقيلا..." تعالوا نعمل" شعار حاضر دائما..

   أخرجنا من حلب، وصرنا إلى أطراف الأرض، وانقطعت الصلات، وغابت الملامح، حتى عادت الأيام تجمعني بالأخ أبي لطفي بجدة مرة بعد مرة، وظل الأخ أبو لطفي على العهد به، فهو يملك دائما ما يقترحه، وما يدفع به، غير مبال بضخامة العبء وجسامته، هي أزمة يعيشها دائما أصحاب النفوس الكبيرة، الذين يظنون أنّ ما تتشكى من ثقله مجرد وهم يقول له صاحب الهمة بيده هكذا...

وتصغر في عين العظيم العظائم..

  أحضر المجلس فيه العشرات من الأحباب، ولكن لا يمكن أن يمر مجلس ليس للأخ أبي لطفي رأي وكلام. وهو إذا قال قال كلام يسمع، وإذا أشار أشار بما ينفع...

  وبالأمس وصلني نعي الأخ الداعية أبي لطفي رحمه الله تعالى عن بعد، وصلني النعي وقد كنتُ قد سبقتُ فنعيتُ نفسي إلى نفسي، وسط عُرام الفوضى، التي لا يستبان فيها لقائل قول، ووسط حقن العنصرية والكراهية تحقن في الجسد السوري، فتصيب كل الخلايا النبيلة في الإنسان بالشلل...

   رحل الأخ الداعية الدؤوب الأستاذ عبد الرحمن تسقية إلى مولاه، بعد أكثر من تسعين عاما قضاها ما علمت في ساحة الدعوة والعطاء...

 وألقت عصاها واستقرت بها النوى .. كما قرّ عينا بالإياب المسافر.

   اللهم اجعل يوم لقائنا بك يوم إياب إلى أهل هاجرنا عنهم في سبيلك، واجعله يوم بشرى وقرة عين، أن لا خوف بعدُ ولا حزن...

   اللهم اغفر لأخينا الراحل الحبيب أبي لطفي، وأعل نزله، وزده إحسانا وعفوا وغفرانا.. اللهم إنها ثلاثٌ وتسعون حجة يسيرها إليك - ولا نتألى عليك فيه - فاجعل قراه منك الغداة الجنة...

  اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله. اللهم واجعل الهدى والرشاد وحب الدعوة، والعمل لدينك، ونصرة كتابك ماضيا في عقبه...

   وأحسن عزاء إخوانه في جماعة الإخوان المسلمين، وعزاء أنجاله وبناته وأصهاره وسائر أهل بيته ...

وإنا لله وإنا إليه راجعون ...

لندن: 7 ذو القعدة / 1444 - 27/ 5/ 2023

زهير سالم: مدير مركز الشرق العربي

السبت 8 ذو القعدة 1444 - 27 مايو 2023م.

في ذمة الله الأستاذ عبد الرحمن عبد اللطيف تسقية رفيق الدعوة والمربي الحكيم

عمار بن عبد الله ناصح علوان

   توفي اليوم في مدينة جدة زوج عمتي الغالية وداد علوان الأستاذ المربي الحكيم الحاج عبد الرحمن عبد اللطيف تسقية عن عمر ناهز الثالث والتسعون قضاها –ولا نزكي على الله أحدا- في صالح الأعمال وترتبية أولاده وأحفاده وخدمة الدعوة الإسلامية.

   فقد كان هو ووالدي الشيخ عبد الله ناصح علوان-رحمه الله تعالى وأسبغ عليه شآبيب رضوانه- رفيقا الدعوة في حلب الشبهاء وصديقا درب قضاها في خدمة الإسلامية في حلب وأريافيها. فقد كان والدي –رحمه الله- ليست لديه رخصة قيادة السيارات في حلب. وكانت الدعوة في حلب على أشدها خاصة أرياف حلب.

  فقد تطوع عمي أبو عبد اللطيف –رحمه الله تعالى وجعلها في ميزان حسناته- بأن يكون رفيق دعوته وكم ذهبا معا إلى مساجد حلب الكثيرة وأريافها الكبيرة في مناسبات دينية عزيرة على كل مسلم مثل مناسبة المولد النبوي الشريف ومناسبة الإسراء والمعراج وغيرهما من المناسبات الدينية.

  فقد رزق فقيدنا رحمه الله تعالى حسن مخاطبة الآ خرين في دعوته إلى الله تعالى فقد كان يخاطب كل جيل بما يناسبه ويقرب إليه الإسلام وأحكامه.. وكم يشبه حديثه رحمه الله تعالى حديث الأديب الفقيه علي الطنطاوي –رحمه الله تعالى-وله حسن الحكمة في توجية الشباب إلى الطريق المستقيم. ورفقتهما الطيبة ما قصرت على مدينة حلب، بل امتدت إلى مدينة جدة. فقد عملا معا في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وسكنا معا في عمارة العمودي في حي الكندرة في جدة.

   فقد انتسب فقيدنا إلى كلية الهندسة وعمل فيها فترة طويلة. وحين توفي والدي –رحمه الله – عن تسع وخمسين سنة -تأثر تأثرا كبيرا مازلت أذكر محياه في وجهه حتى اليوم!

  كيف لا وهو رفيق دعوته وصحبة شبابه وكهولته وتجمعها مصاهرة.. رغم أنني ما زلت مقيما في كندا منذ فترة وكنت بعيدا عن مدينة جدة لكن بفضل الله تعالى. فقد رزته رحمه الله وعمتي الغالية وداد–حفظها الله وأطال عمرها- قبيل وفاته بشهرين حين حضرت الندوة –خبيرا- الندوة الخامسة والعشرين لمجمع الفقه الإسلامي الدولي وأكرمني الله فيها بدخول جوف الكعبة المشرفة. فقد كان وجهه رحمه الله مشعا بنورالإيمان ووقار الشيخوخة وأطلالة المبسم.

  تعازينا الحارة لأولاد الفقيد: الأستاذ عبداللطيف وعمار وياسر وسيد.

  ولأصهاره الكرام: بشير خوجه ونهيد واعظ والأستاذ الدكتور محمد رفعت زنجير ولأحفاده الكرام أخص منهم صهري العزيز الدكتور وائل محمد رفعت زنجير.

د. عمار علوان.

توفي أمس الجمعة 6 من ذي القعدة 1444 بمدينة جُدّة العم الكريم والداعية الحبيب الأستاذ عبد الرحمن بن عبد اللطيف تسقية.. عن عمر يقارب الخامسة والتسعين. 

تعرَّفت عليه في حلب في السبعينيات، وزرته في بيته في محلة الشيخ طه، كما تعرفت على أبنائه الأحباء: عبد اللطيف وعمار وياسر وسيد ..

  وهو صهر شيخنا عبد الله علوان زوج أخته السيدة وداد، كانت لنا لقاءات كثيرة في جامع عمر بن عبد العزيز بحلب.

وتجدّدت اللقاءات والزيارات بعد انتقاله إلى جدة وعمله في جامعة الملك عبد العزيز ..وسكنه فترة بجوار بيت الشيخ عبد الله علوان بجدة.

وكان له مجلس علمي مع شيخنا محمد علي مشعل.. وزيارات متعددة للشيخ معروف الدواليبي وغيرهم من أهل الفضل والعلم.

وكان شديد الحرص على زيارة إخوانه ورفع هممهم ودفعهم للعمل المنتج.. 

زرت الرياض بصحبته وزرنا عددًا من العلماء والمشايخ.. 

وكان يزورني في بيتي بجدة ويذكر لي الكثير من ذكرياته ومشاريعه الدعوية ورؤاه السياسية التي قد نتفق أو نختلف فيها.

أكرمه الله بالعمر المبارك والأولاد الكرام والأصهار الأعزاء والذرية الطيبة.

وحفظ الله جوارحه وبارك في عمره إلى أن وقع قبل أيام من وفاته فكسر حوضه.

وانتقل إلى رحمة الله أمس في يوم الجمعة

عزائي لأبنائه وبناته وأحفاده وحفيداته ولأخيه الكريم محمد. 

ولأصهاره الإخوة الأعزاء: بشير خوجة، ونهيد واعظ ، ومحمد رفعت زنجير.

   اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وارْحمْهُ ، وعافِهِ ، واعْفُ عنْهُ ، وتجَاوَز عَن سَيِّئَاتِه، وَأَكرِمْ نزُلَهُ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الذنوب والخَطَايَا ، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس ، اللهم أَبْدِلْهُ داراً خيراً مِنْ دَارِه ، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ ، وجيراناً خيراً من جيرانه.

 اللهم أدْخِلْه الجنَّةَ ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النار ، اللهمّ عامله بما أنت أهله ، ولا تعامله بما هو أهله. اللهمّ اجزه بالإحسان إحساناً ، وبالإساءة عفواً وغفراناً. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .

اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته ، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته . ولقّه الأمن والأمان ، برَحمَتِك يا أرحم الراحمين .

 اللهمّ أدخله الجنّة بغير حساب ، ولا سابقة عذاب ، اللهمّ اّنسه في وحدته ووحشته وغربته ، اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً ، وأنت خير المُنزلين .

 اللهمّ احشره مع الذين أنعمت عليهم ، من النبيّين والصدّيقين والشهداء ، والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً. 

 اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنّا بعده ، واغفر لنا وله برحمتك يا أرحم الراحمين .

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ابو لطفي تسقية في الراحلين: 

   وكتب د. أحمد عبد العال يقول في رثائه:

    تلقيت ببالغ الحزن خبر وفاة الأخ الكبير الداعية المربي المهاجر عبد الرحمن تسقية الحلبي مساء أمس الجمعة الموافق ٢٦/٥/٢٠٢٣ ، وقد ناهز الخامسة والتسعين عاما. 

    وهو أحد أبناء الحركة الاسلامية في سوريا عاصر نشأتها ، وتعرف على أبرز رجالها في حلب وسوريا بعامة .

 تعرفت عليه في مدينة جده منذ مايزيد عن عشرين سنة ونحن نتشارك معا حياة الاغتراب القسري المديدة عن أوطاننا وأهلنا في ظروف أصبحت يلتقي في رحاها مئات الألوف بل الملايين من ابناء شعبنا الصابر المهاجر والمشرد والهائم على وجهه في بقاع الارض وتحت كل نجم ، فلم يعد في قاموس الاستبداد والأنظمة القمعية التي ابتلي بها وطننا الحبيب إلا للون واحد :إما أن توافق، أو تفارق الى غياهب السجون أو القتل، أو التهجير القسري والمنافي .

   لقد تعرفت على أبي لطفي رحمه الله، وهو يحمل في ذاكرته سجلا حافلا عن تاريخ سوريا الحديث بكل مافيه يحدثك عن حلب خاصة وسوريا عامة.

 عن شخصيات قيادية دينية ودعوية وسياسية واجتماعية ، عاش قريبا منها ومعها، وأحداث يقتطفها من ذاكرته عبر عمره المديد كأنك تراها رأي العين ، ولا تشعر في حديثه انه مجرد متابع أو مراقب للأحداث بل تجده وهو يحدثك انه طاقة متوقدة متفاعلة ما عرف الكلل أو الملل، من مواجهة لاصحاب النفوذ القريبين، أو مصارحة لمن يجد فيهم خيرا من العقلاء وأهل الشأن .

فعلى الرغم من صعوبة الظروف التي واجهها ابو لطفي رحمه الله وامثاله في شبابه فهو يدرك المخاطر التي يمر به الوطن (وهذا شأن كل العقلاء والغيورين ممن يعيش في تلك الظروف المقلوبة).

فهو لا يعرف اليأس والاحباط في حركة حياته ومساراتها . بل كان متفائلا دائما يبحث عن الحلول الممكنة والمخارج المتاحة مع أصحاب الشأن والنفوذ، ولكن ليس على حساب المبادىء والقواعد الكلية للدين.

اذا جلست معه تجده متوقدا في نشاطه وافكاره وطروحاته التي يضعها بين يديك .

وكم من مرة اتصل بي يطلب أن اتفرغ له لساعات كي يسمعني شيئا من شهادات في نفسه تحتاج لمن يسجلها ، لم يخبر بها أحدا ، أو مواقف يعلمها ويخشى أن تعاجله المنية قبل الإفصاح عنها ، وقد أخبرني انه قد سجل كثيرا منها في سجل ذكرياته التي تحتاج الى مراجعة وعناية . 

لقد قضى حياته رحمه الله وهو ثابت على المبادئ التي سار عليها من أول الطريق فلم يغير ولم يبدل.وأسأل الله تعالى ان يكون ممن عناهم الله بقوله: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) سورة الأحزاب /الاية ٢٣.

عزاؤنا لأهله وأبنائه وأصهاره وأصدقائه وأحبابه .

إنا لله وإنا إليه راجعون.

مصادر الترجمة:

1_ صفحة ولده عبد اللطيف تسقية.

2_ صفحة صهره حسن علوان.

3_ موقع مركز الشرق العربي.

4_ موقع رابطة العلماء السوريين.

5_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1079