الاتجاه السياسي في شعر أحمد تيسير كعيد

clip_image002.jpg

(1956م- معاصر)

هو الشيخ الشاعر أحمد تيسير كعيد من مواليد ١٩٥6م .ونشأ في أسرة تعمل بالتجارة وتملك خاناً كبيراً لتجارة الحبوب بأنواعها ..

درس الابتدائية في مدرسة الأنصارية القريبة من بيت أهله، ودخل الكتاب، وتعلم القرآن الكريم في جامع السواس، وجامع برسين.

ولازم في المرحلة الابتدائية والاعدادية الشيخ أحمد الزين إمام جامع برسين، وقرأ عليه كتب السيرة النبوية، والتفسير والحديث.

وفي المرحلتين الثانوية والجامعية حضر دروس الشيخ محمد أديب حسون رحمه الله، وقرأ عليه صحيح البخاري، ومغني المحتاج، والحكم العطائية، وبايعه على الطريقة النقسبندية، وكان من المواظبين على دروس الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله.

حصل على الإجازة (الليسانس) عام 1979م وصار إماماً لجامع برسين.

التحق بالخدمة العسكرية عام 1980م، وكان ضابطاً في الفرقة التاسعة.

وقد استفاد كثيراً من خدمته تلك.

وبعد أن أنهى الخدمة العسكرية عين موظفاً من الفئة الأولى في مديرية أوقاف حلب عام 1983م.

وعاد إلى الإمامة والخطابة في جامع برسين.

ثم تابع دراساته العليا الماجستير في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الإمام الأوزاعي.

ثم انتقل إلى وظيفة الخطابة والإمامة في جامع فاطمة في حي الأنصاري بحلب,

ثم صار إماماً وخطيباً في جامع إبراهيم بن الأدهم في حي السريان الجديدة.

وشغل في مديرية الأوقاف وظيفة رئيس مكتب التفتيش بالإضافة على الإشراف على الثانويات والمعاهد الشرعية في حلب .

عرف عنه تكريم العلماء وحبهم وتقديرهم .

ووقف ضد تجار الدين وعلماء السلطان، فكثرت حوله التقارير إلى فروع الأمن السورية.

شارك في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والعربية والدولية في الإمارات والأردن والسودان حيث شارك في المؤتمر الفلكي في الأردن، وكان عضواً في لجنة المصالحة بين الشمال والجنوب في السودان.

ولازم الشيخ عبد الرحمن زين العابدين لمدة عشر سنوات، وكان يجالسه في اليوم مالا يقل عن 3 ساعات .

كما لازم المفتي محمد عثمان بلال.

أعير إلى الإمارات فعمل في التدريس والخطابة لمدة 4 سنوات.

والتقى بالشيخ الموريتاني عبد الله بن بيه، وقرأ عليه الفقه الشافعي وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.

ولازم الشيخ محمد خليل الكردي، وقرأ عليه الفقه الشافعي، وكان ينوي إجازته، ولكن المنية عاجلت الشيخ.

تزوج من كريمة الشيخ فياض حسن الأسود شيخ عشيرة المجادمة.

فعمل على تعليمها وتربيتها حتى حصلت على الدراسات العليا في اللغة العربية، وعملت موجهة في الثانوية الشرعية، وعرفت جميع الطالبات المربية فاطمة الحسن .

وقد أنجب منها الشيخ أحمد تيسير كعيد: ظلال أم الخير التي كانت الدرجة الأولى خلال دراستها في الثانوية الشرعية. وحصلت على الدرجة الأولى في كلية الشريعة بجامعة دمشق، ونالت درجة ممتازة في دبلوم الدراسات العيا، وتحضر الآن للماجستير.

ومنار أم الهدى كعيد.

درّس في الثانوية الشرعية ( الخسروية)، لمدة خمسة عشر عاماً.

حضر دروس الشيخ د. يوسف الكتاني وأجازة الشيخ بصحيح البخاري.

مؤلفاته:

ألف الشيخ أحمد تيسير كعيد العديد من الكتب:

1-موسوعة الأئمة والعلماء في حلب.

2-الشيخ المهاجر عبد الرحمن زين العابدين.

3-فجر الصحوة الإسلامية شعر، تقديم وليد الأعظمي.

غادر سورية بعد الثورة واستقر في تركيا.

وهو إنسان متواضع ودود يألف، ويؤلف، طيب القلب، لطيف المعشر، يحب العلم، ويحترم العلماء . وله مواقف مشرفة ضد علماء السلاطين، حيث كشف نفاق حسون وزمرته، وكان يقول الحق ولو كان مراً.

شعر أحمد تيسير كعيد: دراسة موضوعية، وفنية:

تناول الشاعر أحمد تيسير كعيد عدة أغراض في شعره منها الديني ومنها الوطني والسياسي، ...

ظلام الغرباء:

فقد كتب أحمد تيسير كعيد يقول مصوراً جراح الغربة وظلامها..

طالَ البعادُ، وضاقَ الصدرُ، واضطربا وخيَّمَ الليل، بعد النور، وانتصبا

واستفحل الشرُّ، وامتدَّتْ مخالبه         لتَخنُقَ الحرَّ ، والأخيارَ، والنجبا

تشتت القوم، ضاعوا في البلاد، فلم   يَلقَ الأصيلُ كريماً يحفظ النَّسَبا

تهدَّمَ البيتُ، والأطفال قد فَقَدوا أمَّاً تطوف بهم ... ترعاهمُ، وأبا

ضاعتْ مبادئهم ... أخلاقهم فسدتْ واختلَّ أمرهمُ، والدّينُ قد ذهبا

قد ذاب جُلُّهمُ في الغَرْبِ، وانصهروا لا خيرَ في غربةٍ   لا تحفظ الأدبا

إني، لأرقبُ فجراً غاب، واحتجبا قد طال ميقاته، لكنه اقتربا

وهذه روضتي الشهباء قد ظهرتْ مثل العروسِ لِمُضْنىً هام، واغتربا

وسوم: العدد 981

أحبُّ من الرجالِ:

وكتب أحمد تيسير كعيد متحدثاً عن صفات الرجل الفاضل في نظره، فقال:

أحبُّ من الرجالِ كريمَ قومٍ             يسابق في المروءة، والصلاحِ

ويبذل كل معروفٍ، وخيرٍ                 ويسعى للفلاح، وللنجاحِ

وأكره كلَّ همَّازٍ   حقودٍ               يحب النَّيْلَ من أهل الفلاحِ

ذليلٍ، ناقصٍ، يبغي فساداً           ويمشي في النميمة، والنباحِ

إذا ما رمتَ في الدنيا خليلاً فأهل الصدقِ، أصحاب السماحِ

وسوم: العدد 982

الغريب:

وها هو الشاعر أحمد تيسير كعيد يكتب عن معاناة الغريب:

بالأمس أودعتُ الترابَ حبيباً             واليوم أفقدُ صاحباً، وقريبا

وغداً سأسمع إن حييتُ مصيبةً    والعمر يمضي مسرعاً، وعجيبا

هيهات أن يلقى الغريب. سعادةً     يكفيه حزناً أن يعيش غريبا

شهباء هل لي من نسيمكِ نسمة       أحيا بها ... َعلِّي أراكِ قريبا

وسوم: العدد 983

مسلمٌ:

وكتب أحمد تيسير كعيد يقول تحت عنوان (مسلم)، وهو الإنسان البر الرحيم والخاشع المتدبر للقرآن:

خيرُ مَنْ في الأَرْضِ عَبْدٌ        قد أطاعَ اللَه ربَّه      

خاشعٌ ... بَرٌّ ... رحيمٌ.        يعمرُ الإيمانُ   قلبَه

في كتاب الله يحيا              قد أضاءَ اللهُ دربَه

قلبه بَدْرٌ منيرٌ                  أصبَغَ   الدنيا   محبَّه

حارب الطغيانَ، والشيطانَ، والباغي، وحزبَه

هكذا أحيا رسولُ الله، بالإسلام صَحْبَه

رابطة أدباء الشام، وسوم: العدد 984

شوق وحنين إليكِ يا حلب:

ويستبد بالشاعر أحمد تيسير كعيد الشوق والحنين إلى حلب الشهباء، فيكتب معبراً عن تلك المشاعر الفياضة..

كلما طالت الغربة زاد الشوق والحنين إليكِ يا حلب

إلى كل من يحن إليها، ويشتاق إلى أهلها ونسيمها وهوائها

إنْ رُمْتَ أن تلقى المروءة، والأدبْ أهل. السماحةِ، والأمانةِ، والنسَبْ

مَنْ يكرمون الضيفَ قبل نزوله     ويُؤمنون نزيلهم عند الطلبْ

مَنْ يفهمون من العيون مُرادَ مَنْ   يبغي النوالَ، ويغدقون بلا عَتَبْ

مَنْ ينصرون ضعيفهم، ويحاسبون --لكل من خان العدالةَ، أو نهَبْ

مَنْ يعشقون لدينهم، ونبيهم     ويحافظون على الفضائل، والأدبْ

مَنْ يأخذون العلم عن أربابه   فانزل بلاد الشام، واسأل عن حلبْ

رابطة أدباء الشام، وسوم: العدد 984

غزة العزّ:

وكتب الشاعر أحمد تيسير كعيد ممجداً جهاد غزة ضد اليهود، فقال تحت عنوان: (غَزَّةَ العِز) ...

غَزَّةَ العزِّ قد مَلَكْتِ فؤادي     لن ينامَ العدوُّ هانئاً ببلادي

قد أَعَدتي كرامةَ العُرْبِ لَما   كَسَّرَتْ أُمَّتي سيوفَ الجهادِ

وأَعَدتي تاجَ الرجولةِ فينا بَعْدَ أن صالَ في البلادِ الأعادي

مثل فأرٍ قد فَرَّ صُهيونُ يبكي لابساً في الفرارِ ثوبَ السّوادِ

تركوا الحصنَ، والسلاحَ، وطاروا قد أُصيبوا بلوثةٍ في الطِّرادِ

إنهم في اللقاء مثلُ حَريمٍ        ولئامٌ في الأَمنِ كالأوغادِ

كل حُرٍّ في أرض غَزَّةَ يَحكي قصَّةَ الصَّحْبِ ... خالدٍ، وسَوادِ /1/

لن يَحِلَّ السّلامُ إِنْ دَمَّروها   لن ينالوا هناءَةً في الرّقادِ

كلُّ ذِئْبٍ في الأَرْضِ إِنْ سانَدُوهم أو تَشَفَّتْ في البطشِ كلُّ الأيادي

عِزَّة العزِّ كل ُّ شبلٍ شهيد     لا يبالي عند الأُمورِ الشِّدادِ

من ثراها .. مِنْ كلِّ ثُقْبٍ سيعلو صَوتُ حُرٍّ بين الهضابِ ينادي

ويشيد بجهاد الأخوة في فلسطين، وينذر الصهاينة باقتراب الوعد الحق وأن الله لا يخلف الميعاد..

يا ابنَ صُهيونَ قد أتاكَ رِجالٌ ها هو الفَجْرُ حَانَ وَقْتُ الحَصَاد

وهكذا نرى أن الشيخ الشاعر أحمد تيسير كعيد قد واكب أحداث الأمة وصور أتراحها، وواكب الشؤون الدينية والسياسية، وكان شعره جزل الأسلوب واضح العبارة، ولم يلجأ إلى الخيال، ولم يحفل بالصورة الفنية، وقد حافظ على وحدة البيت والوزن والقافية، ونرجو الله أن ينفع الأمة بعلمه.

مصادر الترجمة:

  • معلومات من الشيخ بتاريخ 1 كانون الثاني عام 2024م.
  • رابطة أدباء الشام.
  • مواقع الكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1080