الشيخ الداعية محمد عبد الله فرهود

DSfgdf1090.jpg

( 1354/ 1434هـ)/( ١٩٣4/ ٢٠١٣م)

     يعد الشيخ الداعية محمد عبد الله فرهود من أعلام الإسلام في بلاد الشام، وأحد أبناء الدعوة الإسلامية الراشدة في حلب.

   وهو وإن كان هزيل الجسم، صغير العمامة، قصير القامة، فهو ملئ علماً وفهماً، ذوّاقة لشريعة الله يعرفها لباباً لا قشوراً.

المولد، والنشأة:

   ولد الشيخ أبو عبد الله محمد عبد الله فرهود في حي الجبيلة في مدينة حلب في سورية عام ١٩٣4م.

ونشأ في أسرة مسلمة ملتزمة، عريقة في الحسب والنسب، عرفت بالتقوى والصلاح.

الدراسة، والتكوين:

درس المرحلة الابتدائية في مدارس مدينته.

   ثم درس المرحلة الإعدادية والثانوية في الثانوية الشرعية (الخسروية) في حلب، وتخرج فيها عام ١٩٥٤م.

وكان من زملائه في الدفعة الشيخ حسن عبد الحميد، والشيخ عبد الغني المارعي، والشيخ د. محمد فاروق بطل .

وتلقى العلوم الشرعية والعربية على أيدي علماء حلب الكبار من أمثال: عبد الرحمن زين العابدين، وأبو الخير زين العابدين، وطاهر خير الله، ومحمد أديب حسون، وأسعد عبجي، ومحمد راغب الطباخ، وأمين الله عيروط، وعبد الوهاب سكر، ومحمد سلقيني الجد...وغيرهم.

   ثم درس في كلية الشريعة في جامعة دمشق، وتخرج فيها عام 1961م، وكان من أساتذته: الشيخ د. مصطفى السباعي، ود. معروف الدواليبي، والعلامة مصطفى الزرقاء، والشيخ محمد المبارك، وعلي الطنطاوي، ..وغيرهم.

أخلاقه، وصفاته:

   وكان _ رحمه الله تعالى _ طيب القلب، لطيف المعشر، كريماً لا يكاد يخلو بيته من الضيوف، ويعمل دائماً في إصلاح ذات البين، وحل الخلاف بين الناس، فإذا قال التفت إليه السامعون، وإذا نطق خرست ألسن البلغاء، وإذا سكت سكنت العقول، أديب المشايخ، وتلميذ الفقهاء، عظيم الأخلاق، شديد الحياء، غزير الحافظة.

   ألم يقل نبينا عليه السلام أن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ونحسب أن الشيخ محمد فرهود منهم إن شاء الله.

يصفه صديقه الشيخ الراحل حسن عبد الحميد رحمه الله بقوله:

   (كم نعمنا بصحبته في جامع النقشبندي بدمشق، كم سرنا وراءه في كفر سوسة حيث نسكن، ونمشي من كفر سوسة على ضوء القمر لأننا لا نملك أجرة الباص ولايهم ؟

   ضوء القمر يعلونا والطريق المعبد مسارنا وملء صدورنا قلوب تنبض بحب شيخ الإسلام مصطفى السباعي ولا فخر، وكان من أساتذتنا الشيخ علي الطنطاوي، ومن زملائنا فاضل خير الله، وأبو يونس عبد الغني المارعي صاحب العمامة التي ما نزلت عن رأسه إلا للنوم، الشاب الذي سمع في جامع النقشبندي أن شيخا يهاجم الشيخ د. مصطفى السباعي، فهجم أبو يونس إلى عتبة القبلية فقذفه بحذاء يستحقه ففر هاربا .

هجرته إلى السعودية:

   وفي أثناء أحداث الثمانين هاجر الشيخ محمد فرهود إلى السعودية بعد صدور قانون العار ( ٤٩ ) الذي يقضي بالإعدام لكل من ينتمي لجماعة مصطفى السباعي رحمه الله تعالى.

   فاستقر في حائل مدرساً وعالماً في مدارسها، ومدارس تحفيظ القرآن، ثم في كلية المعلمين إلى أن لقي وجه ربه راضياً مرضياً.

     وكان له في مدينة حائل نشاط عرفته مساجدها ومنابرها ومدارسها؛ فتربى على يديه آلاف من طلاب العلم.

   ولا عجب فهو تلميذ د. السباعي، ومصطفى الزرقا، ومحمد المبارك، وتلميذ محمد راغب الطباخ؛ والسلقيني الجد، وتلميذ أبو الخير زين العابدين؛ وأسعد عبجي رحمهم المولى .

سأله ذمي عن مثال من الشعر للبحر الطويل، فقال:

ألا ليت اللحى كانت حشيشا     فتعلفها خيول المسلمينا

فولى مسرعاً .

محنته:

   قدم الشيخ محمد فرهود للمحنة شهيدين من أولاده سنه ٨٠، هما: الشهيد عبد الله فرهود؛ والشهيد أنس فرهود، قتلهما في حماة عبيد السلطان؟ فكان إماماً في الصبر والرضا.

يعلوه نور القرآن الكريم والعلم، الجواد المتواضع.

دعاه أمير حائل مقرن بن عبد العزيز، وقد عرف فضله وعلمه، فقال له: ( أنت شرف لحائل، ومكسب لها، وأعرف ما جرى عليك من البلاء بسبب ما أنت عليه، ولولا أمور هي فوق طاقتنا ما رضيت لك إلا المقام ببلدك الشام، ولكن أنت بين أهلك).

رحمك الله يا تلميذ الفقيه أسعد عبجي مفتي الشافعية بحلب.

رحمك الله كانت وفاتك صباح يوم عيد الفطر

رحمك الله أيها الأخ العالم الفقيه الشافعي مذهبا الحلبي مولدا ونشأة.

ويقول الشيخ عبد الكريم الشمري:

نسأل الله الرحمة والمغفرة لشيخنا الجليل محمد فرهود حزنت حائل على فراقه في صبيحة عيد الفطر 1/ 10/ 1434هـ ومن كلام الشيخ عن حائل ( لله درُّ أهل حائل فيهم الأصالة والخلق الأشم والوفاء ).

الله يرحمه ويجمعنا فيه ووالدينا وجميع المسلمين في جنات النعيم.

ويقول صديقه الشيخ الحبيب أبو عبيدة النشيواتي: التقيت الشيخ رحمه الله في حائل لمدة سنة دراسية عام 1402/1401عندما عينت مدرساً فيها؛ وأنست بقربه والاستفادة منه خُلُقاً وعِلماً فهو بحق مدرسة جامعة مانعة؛ وكان ربانياً صابراً محتسباً فقد ٢ من ولده في محنة سورية.

وهو خال المحامي الحقوقي القدير عبد الرحمن العلاف.

حياته الأسرية:

   وهو متزوج من سيدة فاضلة من بيت الآغا في حلب، وله منها أربعة أولاد، وابنتان:

عبد الله محمد فرهود: الشاب الشهيد، توفي في حلب في الثمانين.

أنس محمد فرهود: الشاب الشهيد، استشهد في حلب في أحداث الثمانين.

حسان فرهود: حصل على شهادة برمجة حاسوب، وهو مقيم في السعودية، ويعمل في مدينة حائل.

أيمن محمد فرهود: مهندس في الجيولوجيا، ويعمل في شركة في الدمام.

وأما البنات الفاضلات: فهن متزوجات، ومقيمات في السعودية.

وفاته:

توفي الشيخ الداعية أبو عبد الله محمد عبد الله فرهود في صبيحة عيد الفطر في 1 / 10/ 1434هـ في مدينة حائل، ودفن في بلاد الغربة، بعيداً عن وطنه.

رحم الله أبا عبد الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

مصادر الترجمة:

١_ جهد المقلّ: الشيخ حسن عبد الحميد.

٢_ معلومات من الأستاذ عبد الرحمن العلاف.

٣_ معلومات من ولده المهندس أيمن فرهود .

4-مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1090