الأسير احمد المغربي احد أبطال معركة الكرامة

الأسير احمد المغربي احد أبطال معركة الكرامة

ثامر سباعنة

سجن مجدو -  فلسطين

[email protected]

أنا الرقم 19340336 موجود في الزنزانة رقم 1قسم6 سجن ايشل ،هذه هي هويتي بعالم الأرقام والأصفار شهادة ميلادي تلغى تدفن لأني ميت مع وقف التنفيذ لذلك تطبق علينا أحكام الأرقام سكني ومهجعي مقبرة مكونة من عشرة قبور مرقمة ،جنسيتي تحولت من فلسطيني إلى إرهابي مخرب بالعبري خطورته مرقمة مخرب درجة أولى أو درجة ثانية، حتى منع الزيارات بالأرقام تسجل من ثلاث شهور تنتهي وتتجدد حتى ما لانهاية ) 

الرقم 19340336 هو الاسير احمد يوسف المغربي من مخيم الدهيشة في بيت لحم وهو من مواليد عين الحلوة في لبنان تنقل بين العديد من الدول العربية السودان وليبيا بعد ان عاش طفولته في لبنان و حصل على الثانوية العامة من ليبيا وعاد الى فلسطين عام 1996و بدا في دراسة ادارة الاعمال في رام الله ولكنه اضطر للتوقف عن الدراسة لاضطراره للعمل ليساعد في شراء بيت للعائلة

بداية الحكاية

بدات حكاية احمد مع المحتل مع بداية انتفاضة 2000 حيث كان احمد من الناشطين في الانتفاضة واصبح من المطلوبين بعد استشهاد اخيه محمود وبدا احمد بتطوير نفسه في مواجهة الاحتلال وقد تعرض الى عدة محاولات اغتيال ولكن رب العزة قدر له الحياة في كل منها وقد ساعد في تنفيذ عدة عمليات استشهادية في القدس وتعرض منزله للهدم مرتين المرة الاولى قبل اعتقاله بشهرين والثانية بعد اعتقاله

وعلى اثرها تم اعتقال احمد في 27/5/2002 وبدات معاناته في الاسر ورزق بابنه محمود بعد الاعتقال بخمس شهور وفي ظل وضع لا تحسد عليه العائله فالبيت مهدوم ووالده وعميه وخاليه مسجونون جميعا تقول زوجة الاسير احمد ( ربيت محمود على ان يحب والده وكانه موجود معه واجلب له الهدايا في كل مناسبة مكتوب عليها عبارة تشجيعية من والده فاحبه حبا شديدا ومن الامور الطريفة المحزنة في الوقت نفسه انه عندما كان في عمر الثالثة كان يظن بان والده عبارة عن صورة على الحائط حتى اقنعته بانه انسان مثلنا وكان يعيش معنا ياكل ويشرب ويتحدث فلم استطع ان اخذ محمود لازيارة والده فقد كنا ممنوعين من الزيارة ، وكانت اول مرة محمود يزور فيها والده كان عمره وقتها ثلاث سنوات ونصف وكان مع والدتي التي كانت في زيارة لاخوتي ولم يسمحوا لها ان تزور احمد مع محمود وارسلوه مع امراة تزور اخاها من غزة)

رأى احمد محمود لاول مرة وقد تفاجأ لانه كان يظن بانهم سياخذونه الى التحقيق لا الى الزيارةو يقول احمد عندما رايته شعرت باني اريد ان احطم الزجاج لاحتضن ابني وقال لهم الان اريد ان تدخلوه عليّ حضن احمد محمود وعصره يقول في احدى رسائله باني فقدت الوعي للحظات ولم استيقظ الا على بكاء طفل بين يديّ .. بعد ذلك منع احمد من الزيارة بحجة أن الطفل محمود يشكل خطرا على دولة اسرائيل !!!

عزل احمد في 15/3/2004 بحجة قيامه باتخطيط لعمليات من داخل السجن وتقول ام محمود عن العزل : ( نحن نتواصل مع احمد من خلال المحامين فنرسل لهم الرسائل عبر الفاكسات والايميلات وهم ياتون بالرد وكذلك عبر الراديو فاصبحت حياتنا مكشوفة للعالم ككل اطلق على عائلتنا العائلة المميزة عائلة عبر الفاكسات والراديو...وسبحان الله .. اما العزل وما ادر اكم ما العزل ، من ناحية ايجابية وهو التقرب الى الله تعالى حتى ان الانسان هناك يستشعر بوجود الله عز وجل في كل حركة وسكون والطاعة والعبادة هما زادا الانسان المؤمن هناك اما النواحي السلبية فهي لا تعد ولا تحصى فالغرف ضيقة عبارة عن عذابات فيها المنافع كلها في مساحة ضيقة جدا و يتنقل من سجن او بالاحرى من لاخر بين فترة واخرى فممنوع ان يبقى الاسير في نفس العزل اكثر من ستة شهور و احيانا يجمعون اسيرين في نفس الغرفة وهذا كنوع من العقاب لان الغرفة لا تتسع لواحد فكيف باثنين

في العزل عانى احمد من جرثومة في المعدة، وما زال يعاني منها الى الان ولا يتلقى العلاج اللازم ، وتقول التقرير الطبي لفحوصات احمد بان العلاج والدواء يحتاج الى سنة كاملة متواصلة من المتابعه الطبيه .

ويقول احمد عن العزل في همساته عن العزل (كلمة مكونة من ثلاث أحرف "عزل" وأيضا قتل ثلاثة أحرف كلمتان مترادفتا المعنى والهدف واحد رغم اختلاف السياق ، ما أسهل نطقها والتشدق بها وما أصعب غمارها والغوص في حياضها عقاب ما دونه عقاب ألم تأن من وطأته الرقاب ،أرواح وأجساد مسجورة محفورة بأكناف قبر تدلهم عليها الخطوب والرزايا والأرزاء قاطبة بأقسى عذاب ،ضيق عجز وخنق وقلة حيلة سمة المكان ، أسراب من الطيور الجارحة تحلق فوق رؤوسنا وهاماتنا وهوام تحت أرجلنا تنتظر بفارغ الصبر موتنا أو رفرفة راية الاستسلام لإشباع غريزتها ونعم وحشيتها .

أيام وشهور وسنين تمضي مودعة كسرعة البرق بوميضه لكنها شديدة الأثر بالغة الندب سوداء اللون ثقيلة الوطئ كحد الحسام ، القلوب تدق وتدق تتسارع وتتوالى خفقاتها بعبير الأحبة عند وميض ذكرياتها وشجون ماضيها أنهكها البعد والجفا ،صور ورسائل تضمد وتلثم الجراح تروي ظمئ نفوسنا العطشى رغم قلتها وشح موردها أتحايل على نفسي وروحي ومشاعري وإنسانيتي بأحلام اليقظة وردية اللون والملمس أتناوب عليها من حين لآخر أبلل وأرطب بها القسوة وأحي بها جذوتي القابلة للانطفاء والانزواء من طول الوحدة أتصادق معها أستحلقها بألا تفارقني وحيدا مجردا لأنها حياة ورجاء لإنسانيتي المفقودة المغيبة بعزلي وسجني الممتد الأمد" الوقت والوحدة" خطان مترابطان قلما ينفصلان عن بعضهما البعض في عالمنا الصغير بحجمه العظيم الشديد بماسيه .)

بالنسبة للاضراب هذا الاضراب الثاني الذي يخوضه احمد،حيث كان الاول ما قبل صفقة وفاء الاحرار ، وتقول زوجته ( انا اعلم جلده ومقدرته على مواجهة هذا الاضراب بكل قوة واظنها قوة من عند الله سبحانه وتعالى اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يثبتهم وان ينصرهم على عدوهم في معركتهم هذه معركة الكرامة معركة الامعاء الخاوية نحن معهم بارواحنا والتي هي جنود مجندة وبقلوبنا وبدعائنا في قيامنا وقيامن وتهجدنا )