المجاهد الحاج سعد لاشين
المجاهد الحاج سعد لاشين
داعية الشرقية الأكبر
أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة
بالأمس كان بيننا ، واليوم هو مع الصديقين والنبيين والشهداء والأبرار ، كان يُدخل على قلوبنا البهجة والسعادة والسرور، كانت كلماته المضيئة تعلو شفتيه ، فكلما رأيته كان مبتسما ، مشرقا بنور الإيمان ، قوي الهمة ، فائق القامة ، كنت أرى في وجهه دعوة شامخة عظيمة هي دعوة الإخوان المسلمين ، فكان يحملها كما سننقل لكم تاريخه الحافل المضيء في سبيل الله تعالى وفي جماعة الإخوان فيما يأتي :
نبذة تاريخية عن الحاج سعد لاشين :
هو الحاج سعد الدين مرسي لاشين الذي ولد ببلدة هورين ، مركز بركة السبع منوفية بتاريخ 16/6/1924م.
وتزوج في 26 يونيه 1952م، وكان زواجه من أسرة من الإخوان، وله من الأبناء ثلاثة ومن الأحفاد 12.
حصل على دبلوم زراعة متوسطة سنة 1942م، ودبلوم دراسات تكميلية عالية شعبة فلاحة سنة 1952م، وعمل بوزارة الزراعة، كما عمل أيضًا بشركة توظيف الأموال.
كيف تعرف سعد لاشين على جماعة الإخوان ؟
تعرف لاشين على دعوة الإخوان المسلمين عام 1945م، عن طريق خطاب جاء لأحد أصدقائه، وكانت به كلمات عن الإخوان والجهاد بالنفس والنفيس والتضحية، وغير ذلك من المبادئ الإسلامية الممتازة، وبعد أن قرأ عليه الخطاب قال له إن هذه مبادئ سامية وأمور متميزة جدًّا، واتفقوا على أن يذهبوا معًا إلى دار الإخوان المسلمين.
وكان الفقيد لفترة طويلة مسئول الإخوان بمحافظة الشرقية ، وهو أحد القلائل الذين عاصروا الإمام البنا، ونهلوا من علمه ، وتربوا على يديه ، فأعطوا لهذه الدعوة ، وضحوا من أجلها ، فمكَث في السجن ثمانية عشر عامًا .
عضو مجلس شوري منذ عام 1987م حين دخل انتخابات مجلس الشورى، وكانت هذه أول تجربة خاضها، ومع ذلك أخذ 11 ألف صوت .
دعوة الإخوان ونصيب لاشين من العذاب بالمعتقلات :
ذاق المجاهد لاشين مع إخوانه العذاب في سجون عبد الناصر، وقد كان أحد الثابتين في هذه السجون ، واعتقل عدة مرات ، منها عام 1949م لمدة 4 أشهر في قضية السيارة الجيب ، لكنه لم يقدم للمحاكمة فيها بسبب عدم كفاية الأدلة، واعتقل في الفترة من 1954م - 1964م وكان الحكم بالأشغال الشاقة لمدة 10 سنوات ، وكان في البداية بالسجن الحربي ، وتعرف بفضيلة الأستاذ مصطفى مشهور ، ثم تعرَّف على فضيلة الأستاذ عمر التلمساني ، ثم اعتقل عام 1988م لمدة 38 يومًا ، ثم في قضية الشرقية في 5 يونيه عام 1992م ، واعتقل فيها لمدة 26 يومًا .
سعد لاشين ومواقف من المعتقل :
كان في المعتقل الناصري في مقتبل العمر ، وكان رجال البوليس السياسي يعذبون الإخوان بشراسة منقطعة النظير حتى يعترف كل منهم باسم مسئوله في الجماعة وأسماء أعضاء أسرته التربوية ؛ ليتمكنوا من عمل نموذج لهيكل الجماعة وسلمها الإداري ، ولما كان جميع الإخوان في المعتقل ، فقد قرر الإخوان أنه لا مانع من الإدلاء بهذه المعلومات إذ لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها اتقاء لعذاب الكهرباء والسلخ والكي بالنار، والجميع بدأ بإخبارهم بالأسماء إلا المجاهد سعد لاشين.
وكان فضيلة الأستاذ المرشد الراحل حسن الهضيبي حينئذ يقول له : " يا سعد أنا بقولك قول اللي هما عاوزينك تقوله " من شدة التعذيب الذي تعرض له الحاج سعد، وكان رد المجاهد الراحل: " يا أستاذنا هما أكيد عارفين لكن هما عاوزين يكسروا إرادتي... لكن أنا اللي هاكسر إرادتهم ".
من أقواله وحكمه الشهيرة
- "إخواننا نمرض فنعودكم وتخطئون فنأتيكم فنعتذر".
- "أخي أضع اللقمة في فمه فأجد حلاوتها في فمي".
- "سهام الحقد الموجهة إلى دعوة الإخوان لا تستحق الرد".
- "الإخوان هم أول من نجح في إقامة حوار مع الأقباط".
- " دعوة الإخوان دعوة عالمية علنية مشرفة".
ومن آخر لقائي به منذ فترة قليلة ، رأيت ابتسامة على وجهه وكلمة الحق على لسانه فكانت حكمة الحديث تعلو فاهه دون تردد وبكل إباء كان يرفض الظلم رفضا تاما.
وانقل لكم من الصور التي التقطها بعفوية وانطلاق وهو مع أحبته وأصحابه :
كيف كان المجاهد يقابل أصحابه ، كان إذا دخل سلم على كل من فيه وقبلهم .
الإخوان متحابون في الله . فيرحمون صغيرهم ، ويوقرون كبيرهم .
**********
قالوا في سعد لاشين :
الدكتور رشاد بيومي :
رحت عنا في هدوء ودون صخب ... كنت الفارس النبيل الذي لا يعطي الدنية من نفسه ... افتقدتك عوامل الكرم بكل ما تعنيه الكلمة : ولا ننسى أبدا هديتك كل اسبوع يوم الأحد لإخوانك المعتقلين في مزرعة طره .
لقد عشت معك في الواحات بوجهك الصبوح وأدبك الجم . وقد رحلت في هدوء وسكينة كما عهدناك ، ولكننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
**********
الدكتور جابر قميحة :
كنا نسعد بك في المركز العام بالمقطم كل يوم أحد ، فلا ننسى فيك الوجه السمح ، والابتسامة العريضة ، وكيس الشيكولاتة الفاخرة توزعها على الإخوة ، ولكن ابتسامتك كانت أحلى من هذه الشيكولاتة التي نأخذ منها ، ونهدي أحفادنا في منازلنا . فقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أحب الله عبدا حببه " .
وقد عشت حبيبا ، لك في كل قلب مكانة ، وفي كل نفس إيثار .
يرحمك الله.