المفكر والشاعر الإسلامي يوسف العظم
في الذكرى الثالثة لرحيل
محمد فاروق الإمام
[email protected]
في
مثل هذا اليوم التاسع والعشرون من تموز من عام 2007م توفي في عمان شاعر الأقصى
والمفكر الإسلامي والوزير السابق يوسف العظم، أحد أبرز رموز جماعة الإخوان المسلمين
في الأردن.
ولد
العظم بمدينة معان جنوب الأردن سنة 1931م لأبوين فقيرين متدينين، وبدأ ينهل العلوم
طفلاً في كتّاب البلدة لمدة عامين حتى دخل المدرسة الابتدائية، وتابع الإعدادية في
معان أيضاً. مات أبوه العامل في شركة نفط العراق وهو فتى صغير، فترك معان مع أمه
إلى العاصمة عمان، حيث راح يدرس الثانوية إضافة إلى عمله في الورش والمحلات
التجارية وحارساً أحياناً، ليوفر مصروف دراسته، ويساعد عائلته. وحاز على الشهادة
الثانوية، وانطلق إلى بغداد ليدرس الشريعة فيها لمدة عامين، وانتقل من بغداد إلى
القاهرة؛ حيث درس في الأزهر اللغة العربية وآدابها، ونال شهادتها سنة 1953م، ثم
التحق بمعهد التربية للمعلمين بجامعة عين شمس، وتخرج سنة 1954م.
التحق في صفوف جماعة الإخوان المسلمين في الأردن وسار مع إخوانه في حقل الدعوة
الإسلامية، وانطلق يكتب في الصحف والمجلات العراقية، وبخاصة السياسية، وكانت
مقالاته سياط تجلد ظهور المستعمرين، ويهاجم فيها المتخاذلين، ويستنهض همم
المترددين.
ويمكن القول أن حياة يوسف العظم كانت كلها كفاح وجهاد وصبر ومصابرة وثبات وإصرار
وحرص على مرضاة الله عز وجل، وطمعاً في جنته ورضوانه.
ترأس العظم تحرير أول صحيفة إخوانية في الأردن (الكفاح الإسلامي) التي تميزت
بجرأتها في التصدي للنفوذ البريطاني الذي كان يجثم على صدر الأردن ممثلاً في الضابط
الإنجليزي (كلوب باشا) الذي كان قائداً للجيش العربي الأردني قبل أن يطرده الملك
الراحل الحسين بن طلال في العام 1956م.
تولى العظم مواقع قيادية كثيرة في جماعة الإخوان المسلمين، فكان مسؤولاً عن الإعلام
في الجماعة لفترة طويلة، كما كان عضواً في مجلس شورى الجماعة وعضواً في قيادتها
العليا (المكتب التنفيذي) لأكثر من دورة وتولى منصب أمين سر الجماعة لأكثر من دورة.
وفي
الانتخابات النيابية التي جرت عام 1962م فاز بعضوية المجلس عن محافظة معان، وحافظ
على مقعده النيابي في المجالس النيابية: عام 1967م، وعام 1989م. وتولى حقيبة وزارة
التنمية لفترة ست شهور، عام 1991م، وشارك في تأسيس حزب جبهة العمل الإسلامي الذي
حصل على الترخيص القانوني في 8 كانون الأول عام 1992م.
له
العشرات من الكتب الدينية والفكرية ودوواين الشعر الراقية الهادفة، ومن نماذج شعره
قوله في قصيدته الطويلة إلى القدس (هيا نشد الرحال):
إلى
القدس هيا نشد الرحال ... ندوس القيود نخوض المحال
ونمحو عن الأرض فجارها ... بعصف الجبال وسيل النضال
بعزم الأسود وقصف الرعود ... ونار الحديد ونور الهلال
فهل سمعتم أيا أخوتي ... حنين التراب وندب الرمال
ونوح المآذن في لوعة ... وآه الحصى وأنين التلال
وشعبي الشريد يسيل دماً ... ومسرى الرسول يئن اشتعال
وينهي قصيدته بقوله:
إلى
القدس هيا نشد الرحال ... ندوس القيود ونخوض المحال
ونمحو عن الأرض فجارها ... بعصف الجبال وسيل النضال
بعزم السود وقصف الرعود ... ونار الحديد ونور الهلال