الدكتور محمد الجوادى ...بانوراما مصر الثقافية
الدكتور محمد محمد الجوادى قيمة علمية وأدبية بعطائه وسخائه للعلم والتاريخ والأدب ..برع فى هذه العلم وحاز قصب السبق واشتهر فى المحافل المحلية والعالمية وذاع صيته بين النخب فى كل الدول، ومدحته وأقرت بعبقريته ...إلا أن هذه النخبة تحولت عندما انحاز الرجل إلى رأيه الذى يقتنع به لأنه نخبة عنصرية لا تقبل الرأى والرأى الآخر وإن تدثر بالليبرالية والحرية..
ظهر محمد الجوادى بقوة فى أواخر السبعينيات عندما شارك فى الأنشطة الثقافية كطالب مثالي لجامعة القاهرة، مشهور بين أقرانه، ومعروف عنه موسوعية المعرفة، كان يكتب فى الصحف والمجلات، ومنها مجلة "الثقافة" التى كان يرأس تحريرها الدكتور عبدالعزيز الدسوقي، ويعلن مجمع اللغة العربية عن مسابقة عن العالم الكبير محمد كامل حسين مؤسس جراحة العظام، والأديب الكبير الذى فاز بجائزة الدولة مرتين ، فيتقدم الشاب ويشارك وفورة الشباب تسيطر عليه ويفوز بالمركز الأول ، والسر الذى لا يعرفه الكثيرون أن الناقد الكبير نسيم مجلي قد تقدم هو الآخر ببحثه ولم يحالفه الحظ بالفوز، فدفع ببحثه إلى هيئة الكتاب لتنشره فى سلسلة أعلام العرب تحت عنوان "ابن سينا القرن العشرين".
والدكتور الجوادى من الذين برعوا فى مجالهم وتخصصهم الرفيع كأستاذ فى أمراض ووحاز السبق فى هذا المجال منذ تخرجه حيث حصل على رسالة الماجستير بعد تخرجه بثلاث سنوات عن "مُذيبات تخثر الدم كمذيبات للأحشاء القلبي الحاد " سنة 1985م وماهى هى إلا بضع سنوات آخر حتى حصل على رسالته للدكتوراه عن "تقييم أبعاد وظائف القلب في المُسنِّين" سنة 1990م، وفى هذه السنوات التى من المفترض أن يتفرغ فيها للرسائل العلمية يجمع مادتها ويحضر تجاربها وينتظر النتائج والتوصيات فأنه فى هذه الفترة أخرج للمكتبة العربية أهم كتبه على الإطلاف فى التراجم حيث أرخ لأعلام تندر عنهم المادة العلمية التى تتوافر فى السجلات والأضابير لا تتوافر إلا لأصحاب الصبر والمثابرة، وجدناه فى هذه الفترة يعكف الجوادى على كتابة السير الذاتية لحياة نوابغ العلماء المصريين الذين بلغوا أعلى الدرجات وشرفوا مصرنا الغالية، يضعها للقراء الذين نسوا هؤلاء ومنهم : نجيب محفوظ مؤسس طب النساء والتوليد، وسليمان عزمي ، وعلى إبراهيم ، وأحمد زكى ، وعلى مصطفى مشرفة الذى فاز عنه بجائزة الدولة التشجيعية وهو لم يتجاوز الرابعة والعشرين ربيعاً .. كما أرخ لنوابغ العسكرية المصرية كالمشير احمد إسماعيل وعبدالمنعم رياض، كما كتب عن الوزراء والمحافظين ليضيف الجديد إلى المكتبة العربية، كما كتب عن البنيان الوزارى وكتب دراسة وافية عن مجلة الثقافة التى كانت تصدرفى الفترة من 1932 وحتى 1952 عن لجنة التأليف والترجمة والنشر برئاسة الدكتور أحمد أمين وغهرس لموضاعاتها كلها وترجم ولمشاهير كتابها وهو جهد تعجز عن إتمامه مؤسسة لها ميزانية مالية مالية وباحثين على أعلى مستوى ...قهر الجوادى هذه العقبات بالعزيمة والصبر .
ومازال الجوادى ينتقل من نجاح لآخر حتى حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2004 ويعين عضوا بمجمع الخالدين فى نفس العام وهو لم يبلغ السادسة والأربعين عاماً.
مخلصاً لتخصصه الرفيع "أمراض القلب":
وفي مضمار تخصصه بالطب، بدأ الجوادي بنشر سلسلة من كتب الطب المتخصصة باللغة العربية منها كتابُه "أمراض القلب الخلقية الصمامية"، وكتابه "أمراض القلب الخلقية: الثقوب والتحويلات". كما نشر مجموعة قيمة من البحوث العلمية الأصيلة التي ركز في عدد كبير منها على موضوعات تخصصه البحثي الدقيق وهو "الوظيفة الانبساطية للقلب" والدراسات التطبيقية المتعلقة بتقييم هذه الوظيفة في مختلف الأعمار والصحة والمرض. كذلك فإن له مجموعة قيمة من المقالات المرجعية التي تميَّز بها بين أقرانه في أمراض القلب والأوعية الدموية وعلاقتها بأجهزة الجسم الأخرى، ومجموعة أخرى من المقالات في نظم المعلومات الطبية. غير أن أعظم عمل علمي يُقدر للجوادي قيامه بإعداد ونشر الببليوجرافيا القومية للطب المصري (في ثمانية أجزاء) من خلال فهرسة مئة وخمسين دورية طبية في الفترة من 1985 حتى 1988 (ثلاث سنوات) بما يُعطي فكرةً جيدةً عن الإنتاج العلمي في مجال قطاع البحوث الطبيَّة.. بما في ذلك أسماء المشاركين ومعاهدهم العلمية وتاريخ النشر وملخص لكل بحث. وقد أصدرت هذه الببليوجرافيا الأكاديميةُ الطبية العسكرية. ومن أهم إنجازاته المعجمية أيضًا اشتراكه مع أستاذه الدكتور محمد عبد اللطيف في تزويد قاموس نوبل الطبي ذي ثلاث اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية بإضافة اللفظ العربي كي يصبح قاموسًا رباعي اللغة، وتزويده بمسرد عربي مرتب لكل المصطلحات الواردة فيه بكافة اللغات لينشره في طبعة فاخرة الكتاب المصري اللبناني في ثلاثة أجزاء.
لقد تبنى رؤية بانورامية لتاريخنا المعاصر من خلال دراسة مجموعة من المذكرات التى كتبها أصحابها فى عصور مختلفة التى هي صور للأحداث التى ارتسمت فى ذاكرة الذين لعبوا الأدوار أو اشتركوا فيها بأي شكل من الأشكال، فدرس مذكرات الضباط الأحرار ، ومذكرات رجال القضاء والقانون الذين حاكموا ثورة يوليو، ومذكرات رجال الدبلوماسية المصرية ، ومذكرات قادة العسكرية المصرية فى حرب 1967، ومذكرات قادة النصر الوحيد "حرب أكتوبر"، ومذكرات قادة ما بعد النكسة "حرب الاستنزاف" ، ومذكرات وزراء نهاية الملكية فى مصر، ومذكرات عسكرة الحياة المدنية "مذكرات الضباط فى غير الحرب" ، وكذلك استعرض مذكرات شرائح مختلفة من الشعب المصري : كالمرأة المصرية ، والصحفيين الذين كانوا على صلة بالسلطة، ومذكرات المفكرين والتربويين ، ومذكرات الأدباء ، ومذكرات المحامين وغيرها ...
ولكن السؤال المطروح: هل تعد هذه المذكرات السياسية من الوثائق التاريخية، ومن الممكن أن تبنى عليها أحكام، وتؤدى إلى نتائج مقنعة تتسم بالحيدة؟
والإجابة على هذا السؤال - كما يقول الدكتور عبدالعظيم رمضان - يحدد ماهية الوثيقة نفسها التى تنقسم لقسمين: وثائق أرشيفية، وغيرها من آثار خطب الزعماء وبياناتهم وتصريحاتهم أو قرارات الأحزاب والمؤتمرات الشعبية أو روايات شهود العيان، وعلى هذا النحو تكون المذكرات التاريخية وثائق تاريخية، وعلى هذا كان اهتمام الباحثين بالإطلاع على المذكرات فى أبحاثهم والوصول إلى نتائج تاريخية على ضوء ما جاء فى هذه المذكرات من أحداث.
فارس كتابة التراجم:
كرَّس الجوادي جُهوده ولم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر للدراسات الببليوجرافية تأريخًا وتراجم للشخصيات والأحداث والدوريات والبحوث... في شتى مجالات الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية لمصر الثورة (التي نشر عنها منذ 1986م مراجع أساسية بعنوان: النخبة الحاكمة في مصر، الوزراء، المحافظون، البنيان الوزاري في مصر من 1978 حتى 2000 )، فتاريخ الحياة العقلية والفكرية في مصر المعاصرة (التي نشر عنها مجلدين كبيرين" تكوين العقل العربي" كمدارسة لمذكرات المفكرين والتربويين، ثم "في خدمة السلطة" كمدارسة لمذكرات سبعة من كبار الصحفيين، فتاريخ الصحافة الثقافية (الذي قام فيه بتعريف وفهرسة وتوثيق مجلة "الثقافة" من 1939م حتى 1952م – كدراسة فريدة تؤرخ لحياة مجلة ثقافية أدبية عن طريق فهرسة موضوعاتها ومقالاتها، وتحليل مضمونها، والتعريف بكتابها. كذلك دراسته الببليوجرافية لتاريخ التعليم الطبي المصري في العصر الحديث. فإلى كتاباته في الصحف عن تكريم العلماء، ومقالاته التي زادت على ثلاثمئة – بالأهرام خصوصًا – في رثاء أو تأبين "وفيات الأعيان"، ومشاركته في الموسوعات العربية الهامة عن مشاهير الأعلام... إليه في هذا – وكثير غيره – يرجع الفضل في اتخاذ الخطوات الأولى لإصدار موسوعة "الشخصيات المصرية العامة" الصادرة عن هيئة الاستعلامات. كما - بعنايته بتقييم المناهج الخاصة بكتابة التاريخ – عن طريق إصدار طبعة بعد أخرى من رسالته "أدباء التنوير والتاريخ الإسلامي" عكف على دراسة منهج أحمد أمين وطه حسين والعبادي في كتابة التاريخ الإسلامي.
وتتجه عناية الجوادي في نفس الوقت إلى التراجم – تلك التي نشر منها أكثر من ثلاثة عشر كتابًا تُبلور ستة منها تاريخ الحركة العلمية في مصر المعاصرة - بدءًا بكتابه عن "الدكتور محمد كامل حسين عالمًا ومفكرًا وأديبًا" - الذي نشر سنة 1978 بعد فوزه بجائزة مجمعنا الأولى في الأدب وإرشاده مبكرًا إلى الطريق إلينا الذي ظلَّ سائرًا فيه بجد حتى وصل، وثانيها كتابه عن العالم المصري الكبير الدكتور علي مصطفى مشرفة (1982) الذي نال عنه جائزة الدولة التشجيعية في أدب التراجم – مما مهَّد لمنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى (1985). أما الأربعة الكتب الباقية فكانت عن: الدكاترة أحمد زكي، وعلي باشا إبراهيم، ونجيب محفوظ، وسليمان عزمي. ويمتد نشاطه إلى الشخصيات السياسية والأدبية فينشر خمسة كتب عن توفيق الحكيم، وإسماعيل صدقي، وسيد مرعي، والمشير أحمد إسماعيل، والشهيد عبد المنعم رياض، وتظهر له إلى جانب تلك التراجم الشخصية تراجم مجمعة يؤرخ فيها لأكثر من خمسين شخصية من أعلام الوطن، في كتابين عنوانهما :"مصريون معاصرون" و"يرحمهم الله". كما يُعرِّجُ على دراسة "دور الطوائف المهنية المختلفة في تاريخنا المعاصر التي لعل آخرها كتاب" قادة الشرطة في السياسة المصرية (1952 – 2000)، وقبل ذلك كتاب "محاكمة ثورة يوليو" عن تاريخ العلاقات المتوترة بين الثوار ورجال القانون والقضاء، وكتابه عن "دور الأجهزة الأمنية : المباحث والمخابرات في التاريخ المصري المعاصر، ومجلده عن "الأمن القومي لمصر"، وكتابه عن دور المؤسسة الدبلوماسية المسمى "معارك التفاوض من أجل السلام".
الجوادى مؤرخا عسكرياً:
اكتوى الجوادى بهزيمة مصر فى 1967 مثله مثل الملايين فى مصر والعالم العربى والتى ما نزال نعانى من آثارها حتى اليوم ويشهد النصر المؤزر الذى حدث فى رمضان 1393هـ والذى يسميه الجوادى (النصر الوحيد) والذى جاء بعد سنوات من العرق والتدريب وفرح المصريون بهذا النصر وردت إلى مصر هيبتها ..كان الطالب الجوادى فى المرحلة الثانوية وقت الحرب وكان يراقب عن كثب الأحداث والنتائج وأغرم بسير الأبطال الذين تذكرهم وسائل الإعلام ووقع فى حب المشير أحمد إسماعيل على القائد العام للقوات المسلحة أثناء الحرب وقرر أن يكرم الرجل على طريقته فقرأ كل ما كتب عنه وترجم له ترجمة وجيزة فى كتيب صغير وسرعان ما عاد الجوادى إليه وكتب كتابا مفصلا عنه كما أعجب بالجنرال الذهبى الفريق أول عبدالمنعم رياض، الذى استشهد بين جنوده على خط النار فى 9مارس 1969 وكتب عنه كتيبا بعنوان "سماء العسكرية المصرية ...عبدالمنعم رياض" ثم يؤلف الجوادي ثلاثة مجلدات ضخمة في التاريخ العسكري لحروب مصر المعاصرة: عن حرب 1967 ومقدماته في حروب اليمن 1962والعدوان الثلاثي1956وحرب فلسطين 1948 باعتبارها "الطريق إلى النكسة"، وعن الفترة ما بين حربي 1967 و1973 التي شهدت حرب الاستنزاف يصدر كتابه " في أعقاب النكسة"، ثم عن حرب 1973 ينشر كتابه: "النصر الوحيد".
ثم يلتفت للوراء فيؤرخ لفترة قيام الثورة 1952 ونهاية عصر الملكية وما سبقها من إرهاصات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. في مجلد ضخم بعنوان "على مشارف الثورة". وفي دراسة رائدة لفترة السنتين الأوليين من عمر الثورة 1952 – 1954 اللتين شهدتا تحول حركة الجيش "نحو حكم الفرد" من واقع مذكرات قادة الضباط الأحرار يؤلف كتابًا بهذا الاسم، كما في دراسة تحليلية يعرض وقوع الثوار في حيرة أهل الثقة وأهل الخبرة بكتابه "مذكرات وزراء الثورة". وفي دراسة بفكر غير تقليدي أيضًا للقضايا السياسية الراهنة يجمع مقالاته عن الصراع العربي الإسرائيلي في كتاب له بعنوان: "الفلسطينيون ينتصرون أخيرًا". وهكذا بتجميع دراساته للقضايا العامة في ستة مجالات: التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مستقبل الجامعة العربية، القاهرة تبحث عن مستقبلها، مستقبلنا في مصر: دراسات في الإعلام والبيئة والتنمية، الصحة والطب والعلاج في مصر، آراء حرة في التربية والتعليم، التنمية الممكنة، أفكار لمصر من أجل الازدهار.. تدعو إنجازاته هذه إلى أن يطلب منه الاشتراك بجهوده في: موسوعة الكويت العلمية للأطفال، وفي الموسوعة الإسلامية العامة، ومعنا في موسوعة الشروق (التي ظهر منها الجزء الأول فقط ثم توقفت)، وموسوعة آل البيت... ومن ثم يكسب تسع عضويات: لجنة موسوعة وزارة الأوقاف بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، فاللجنة المصرية لتاريخ وفلسفة العلوم، وبأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا: خبير لجنة الثقافة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة، فاللجنة التحضيرية لمؤتمر تطوير التعليم الثانوي، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لتاريخ وفلسفة العلوم، عضو المجمع المصري للثقافة العلمية، عضو لجنة معهد الدراسات المتقدمة في حلف الأطلنطي لصياغة تقرير مستقبل البيئة في الثمانينيات... كما عمل مستشار الأكاديمية الطبية العسكرية (1986 – 1990) والهيئة العامة للاستعلامات لموسوعة الشخصيات المصرية (1985 – 1989)، ومقرر لجنة التلوث بالضوضاء في الاتحاد العالمي للشباب والبيئة، ومسؤول اللجنة الثقافية بالجمعية المصرية لأمراض القلب.
ويقول عنه أستاذه الدكتور كمال محمد دسوقي فى حفل استقباله بمجمع اللغة العربية:
"من أجل هذا، لم يكن من المستغرب أن نفاجأ في آخر أيام تقديم أوراق ترشيح دفعة أولى من الزملاء الجدد بتلقي ملف ضخم بمؤهلات ترشيح الدكتور محمد محمد الجوادي لعضوية المجمع. فالاسم ليس غريبًا على أسماعنا، ولا الشخص بعيدًا عن مطالعاتنا بالصحف اليومية، وتقديرنا لما يبعث به لكل منا بين الحين والحين من إهداءات كتبه وبحوثه التي نشكره عليها. وهو هو الشخص الممتلئ حماسة وحيوية الذي نلتقي به في شتى مجالات أنشطتنا بمجامع البحوث العلمية والإسلامية ولجان الثقافة العلمية والإعلام والمجالس القومية المتخصصة. مما يعيد لكل منا صورة شبابه في واحد أو أكثر من ميادين نشاطه، فيتمنى لو أنه كان مزكيه على طلب ترشيحه مع مرشحيه الكبيرين هيكل وعلم الدين، ويُضمرُ في نفسه أنه سيصوت له ويرحب به - لا عبرة بكونه قد اكتشف أنه يتقدم لكرسي التاريخ الشاغر منذ المرحوم حسين مؤنس، أو ربما لِعدَم العلم بأن المتقدم لهذا الكرسي منذ أواخر الدورة الماضية أوراقه مودعة لدى الأمين العام في سرية لم يكشف النقاب عنها بحكم مسؤوليته عن الحياد... وهو العالم الجليل الأستاذ الدكتور حسنين ربيع أستاذ التاريخ بكلية الآداب والنائب السابق لرئيس جامعة القاهرة – الذي لاشك سوف يسعده حين يظفر بالانتخاب في دورته العامة التالية (التي كان مقررًا أن تتأجل لما بعد المؤتمر حيث يكون قد تم استقبال الأربعة الفائزين لرفع نصاب ثلثي عدد الناخبين ويكون الجوادي قد قام بواجب تزكية الأستاذ الكبير وحسن استقباله - لولا أن تقرر التعجيل بانتخابات المرحلة الثانية) سوف يسعده حينئذ أن يتخذ منه العون والسند في وصل التاريخ الوسيط والحديث بالمعاصر، وإنشاء قاموس للأعلام العربية يعنى بالمصطلحات السياسية المستحدثة كمكونات أساسية في العلوم التاريخية، ويتوسع في مجموعة الأفعال الرباعية الخاصة بالتكنولوجيا – كما يقول بمقال الجمهورية 11/2/2003م".
ومازال الجوادى يحصد نتاج مواقفه الرائعة التى انحاز فيها للحق.. فهو محروم من عناق أرض مصر، التى لم تغب عن فؤاده لحظة، لم يستسلم كغيره من العلماء الذين آثروا الهدوء والابتعاد عن المشكلات بل ضن بعضهم على مصر التى راعته وعلمته وفضل المكوث بإرادته خارجها يفيد دولاً أخرى ولكن الجوادى ليس كذلك فهو طنى من طراز فريد ..عاش بوجه واحد لم يتلون ولم يتزلف لحاكم وهم وإن كرموه فهو نتاج لعمله وتميزه وتفوقه ..
وسوم: العدد 626