الأستاذ المحامي عبد القادر السبسبي

clip_image002_4db4c.jpg

دوره في تأسيس الحركة الإسلامية في سورية .

(1886- 1973م )

الداعية الإسلامي الكبير ، والحقوقي الحاذق من أهل حلب.

لقد ترك في هذه الحياة بصمة لا تمحى، وكان كالزهرة الفواحة تنشر عطرها ولا تنتظر الاجر من أحد بل كان كالبلبل يغرد أعذب الالحان ولا يأخذ الثواب من الناس .

وكان عنواناً بارزاً للروح العلمية والدأب في العلم والدرس وطلب الحق، وكان عنواناً للخلق والكرم والذوق الرفيع والمعشر اللطيف والحديث الحلو .

المولد والنشأة :

ولد في حلب عام 1304ه/ 1886م , من أسرة  عريقة ينتهي نسبها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، عمدت هذه الأسرة إلى تربيته تربية إسلامية .

دراسته ومراحل تعليمه :

ختم القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين وحفظه غيباً ، ثم مال إلى طلب العلم على يد كبار علماء حلب , أمثال الشيخ محمد الزرقا , والشيخ محمد سعيد الإدلبي , والشيخ نجيب سراج الدين ...وغيرهم من كبار العلماء .

حفظ مجلة ( الأحكام العدلية ) ، التحق بمراحل التعليم حتى تخرج في كلية الحقوق وعمل بالمحاماة  .

وهناك من يقول ممن ترجم له إنه لم ينتسب إلى كلية الحقوق , وإنما مارس مهنة المحاماة بطريق التمرين , حيث قدم فحصاً في منتصف العقد الثالث من هذا القرن، ونجح فيه , وأصبح بعدها محامياً لامعاً يشار إليه بالبنان ابتداء من 1919م.

بدأ مهنة التدريس عام 1926م حتى أحال نفسه إلى التقاعد عام 1960م ولم يكن محامياً فقط , بل كان فقيهاً عالماً وعاملاً كبيراً في الحقل الاجتماعي في شتى الميادين .

وكان يستظهر القوانين المعمول بها , حافظاً مجلة الأحكام العدلية عن ظهر قلب

وكانت روح الدعابة تمتلك مخيلته , ومن ذلك سأله ابنه أنس السبسبي عندما كان يدرس في ألمانيا عن حكم الشرع في أكل لحم الحمير ؟ فأجابه السبسبي : يا ولدي كل مثلما نأكل نحن كي نستطيع أن نفهم بعضنا بعد عودتك ..

وكان كبار الدعاة يؤمون داره، وينزلون في ضيافته , كأمثال : المودودي , والندوي , وأبو زهرة , ود. مصطفى السباعي ....

 وفي عام 1932م كان عضواً في مؤتمر الأوقاف العام الذي عقد في حلب أيام الفرنسيين للمحافظة على الأوقاف الإسلامية , ألف رسالة في الرد على قانون الطوائف في عهد الاحتلال وأحدثت الرسالة ضجة في الأوساط الرسمية والشعبية مما حمل الفرنسيين على إيقاف العمل بقانون الطوائف بالنسبة للمسلمين وبقي معمولاً به بالنسبة لبقية الطوائف في البلاد ، وكان من الرواد الأوائل الذين أسسوا ( دار الأرقم ) عام 1937م ، وأسس جمعية تعليم الأميين .

وفي عام 1969م قرر مجلس نقابة المحامين بحلب تأليف لجنة برئاسة السبسبي لدراسة مشروع قانون الأحوال الشخصية ، وكانت تعقد أسبوعياً في منزله وكان عضواً في لجنة الدفاع عن حقوق مياه حلب ...

تخرج عليه كثير من العلماء مثل شوقي الزيات , عبد العزيز الشماع , معروف الدواليبي , مصطفى الزرقا , وقاضي الشرع الأول عبد الوهاب التونجي ..وسليم عقيل , وفؤاد قسطلي , ومحمد سيرجية ..وغيرهم .

كانت له حافظة قوية حتى قال عنه رئيس محكمة البداية الناظرة في القضايا التجارية : إن السبسبي هو بحق قاموس الحقوق ...وكان كثير المطالعة في كتب الفقه والفكر الإسلامي .

جهاده الدعوي :

شارك الأستاذ عبد القادر السبسبي في الحركة الوطنية أيام إبراهيم هنانو على الخصوص .

أما عن عمله في الدعوة ، فحدث ، و لا حرج ، تعرف على دعوة الإخوان بعدما وصلت إلى سورية على يد د. مصطفى السباعي .

وساهم السبسبي في إنشاء دار الأرقم بمساعدة عمر بهاء الدين الأميري ، وعبد الحميد الأصيل، ويوسف الصقال وعبد الحميد ميري، وعبد الوهاب التونجي وذلك في حلب عام 1937 م .

وشارك في حرب فلسطين عام 1949م تحت قيادة الدكتور مصطفى السباعي –رحمه الله - ..حيث تشكل جيش الإنقاذ في حي الميدان بدمشق .

وتدرج في العمل الحركي ، وقد انتخب رئيساً للمحكمة العليا لجماعة الإخوان المسلمين في سورية عام 1954م ...

مؤلفاته :

وله كتب كثيرة , منها :

1-            شرح قانون الأحوال الشخصية .

        2-الزواج والرق في الإسلام . 

        3-فقه الإسلام .

  4-في ظلال سورة البروج .

  5- الأوقاف الإسلامية.

6-المرأة الصالحة رابطة المجتمع .- مجلة حضارة الإسلام : ع 4 ، س 3 ص 42- 48 .

ونشر رسائل صغيرة في بعض الموضوعات الإسلامية كان يوزعها بنفسه مجااناً.

وفاته :

توفي الأستاذ عبد القادر السبسبي بعد رحلة طويلة من الجهاد والدفاع عن دينه حيث توفاه الله في 1393ه / الموافق تشرين الثاني عام 1973م .

وتحدثت عن مجلة حضارة الإسلام وقالت عنه مجلة الرائد :

لقد كانت حياته من مطلعها إلى خاتمتها عملاً عقيدياً مستمراً في سبيل الله على كل المستويات ولم يحل تقدم السن ولا ضعف الجسم بينه وبين بذل كل ما يملك أن يبذل من جهد في أداء الواجب ..وهذا ما يجعل حياته مثلا جديرا بأن يضرب للشباب وللعاملين للإسلام في هذا العصر وقد غدا العمل الإسلامي عند كثير منهم ثوبا يخلع ويلبس أو عملا موسميا يمارس ويترك أو مرحلة من مراحل الحياة يتجاوزها الفرد إلى حيث تستغرق مطالب الدنيا .

مصادر البحث :

–حضارة الإسلام : ع 8 ,9 ، س 14 ( تشرين الثاني , كانون الأول 1973م) ص 13 , 31 .       

- معجم المؤلفين السوريين : 241 .

-عبد القادر السبسبي ..نضال رغم المحن – موقع إخوان ويكي .

وسوم: 639