صالح كركر : الأب الروحي لحركة النهضة الإسلامية في تونس
الداعية، والسياسي التونسي المعارض .
يعتبر الشيخ صالح كركر من القيادات البارزة التي توالت على حركة النهضة في الثمانينات وبداية التسعينات، حيث تولى مسؤولية ريئسة في الاتجاه الإسلامي وفي حركة النهضة .
ومن الجدير بالذكر أنه من المؤسسين الثمانية للحركة الإسلامية في تونس .
ويعتبر بدون منازع الأب الروحي التنظيمي للحركة وأحد أهم المنظرين لها ورجل المؤسسة الأول فيها .
ورجل الاقتصاد في الحركة الإسلامية في تونس .
المولد والنشأة :
من مواليد ( بوضر) في تونس في 22 اكتوبر عام 1948م ، وقرية بوضر تقع على الساحل التونسي في ولاية المنستير .
دراسته :
يحمل درجة ثالثة من الدراسات المعمقة في الاقتصاد، وشهادة الدكتوراه في الإحصاء بالمعهد العالي للتصرف بتونس .
دوره في تأسيس الحركة الإسلامية في تونس :
يعتبر الشيخ صالح كركر مؤسساً لحركة النهضة ورئيسها من أوت إلى 1987م ، وأول مسؤول عن المؤسسة التنظيمية بالحركة، وبقي على رأسها طيلة العشرية الأولى التي أعقبت تاريخ التأسيس.
حيث أسس مع الشيخ راشد الغنوشي سنة 1981م حركة الاتجاه الإسلامي التي أصبحت في 1989م حركة النهضة الإسلامية .
وتحمل لمدة طويلة نيابة رئاسة الحركة، ورئاسة مجلس الشورى فيها، ثم رئاسة الحركة سنة 1987م وقاد مع ثلة من صحبه المواجهات التي حصلت بين الحركة والسلطة والتي انتهت بسقوط بورقيبة من الحكم على إثر انقلاب قام به ضده وزيره الأول الجنرال بن علي .
نفيه إلى فرنسا :
نفي الشيخ صالح كركر فرنسا عام 1988م ، وبقي فيها قيد الإقامة الجبرية ولكنه ترك حراً بسبب كونه لاجئاً سياسياً .
وقد وجه محاميه ( جان دانيال دشازال ) نداء جديداً في فبراير عام 2011م الماضي لوزارة الداخلية الفرنسية لرفع القرار لكن لم يلق نداؤه أية ردود رغم تدهور حالة الشيخ الصحية وإصابته بالعديد من الأمراض ، كما فشلت عائلته بتحريره بعشرات المطالب والعرائض وذلك بدعوى خطورته على الأمن ، ثم رفع عنه قرار النفي والإقامة الجبرية في أكتوبر عام 2011م بعد شهرين من الثورة التونسية .
العودة إلى الوطن :
دخل تونس في 19 جوان عام 2012م ..حيث وصل مطار قرطاج الدولي في تونس العاصمة .
وشارك وقتها في المؤتمر التاسع لحركة النهضة .
وانتخب بعد ذلك في 17 جويلية عضواً في مجلس الشورى لحركة النهضة حيث توفي بعد ثلاثة أشهر من انضمامه للمجلس .
من مؤلفاته :
1- نظرية القيمة .
2- النظام الاقتصادي في الإسلام .
سجن مع زملائه في قيادة النهضة في مطلع الثمانينات في تونس ما بين ( 1981- 1984م) بتهمة الانتماء إلى الاتجاه الإسلامي ، وحكمت عليه محكمة تونسية بالإعدام عام 1987م فهرب إلى فرنسا حيث قضى /24/ سنة لاجئاً سياسياً في فرنسة .
وكان – رحمه الله – معروفاً بمواقفه المتشددة ، حيث اتهم بمحاولة الانقلاب النهضوي سنة 1991م في عصر زين العابدين بن علي .
حوكم غيابياً عام 1987م بتهمة الإطاحة بالنظام في تونس، وصدر ضده حكم بالإعدام مع حمادي الجبالي ، وعلي العريض .
وفاته :
توفي القيادي السابق في حركة النهضة صالح كركر في 18 أكتوبر عام 2012م .
فنعته حركة النهضة في تونس في بيان صدر الخميس الموافق 18 أكتوبر 2012م كأحد أبرز قادة النهضة ، وقالت : إن القيادي الكبير في حركة النهضة توفي مساء الخميس بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية ( باريس ) بعد مرض عضال لازمه لسنوات .
أخلاقه وسماته :
ظل الشيخ صالح كركر وفياً لمبادئ النهضة الإسلامية ، مهموماً بمسألة التجديد والإبداع في الحركة، وجعلها حركة حديثة ومتطورة وقائمة على مؤسسات عصرية قوية وعلى أسس علمية أصيلة ، وجعلها متمشية مع واقع المجتمع، قريبة منه، مستجيبة لمطالبه وهمومه . وهو ما أكسب الحركة شعبية واسعة فريدة من نوعها في البلاد .
قدّم استقالته من القيادة عدة مرات، وبعد خروجه من السجن في شهر أوت سنة 1984م خرج مصحوباً بورقة أعدّها في السجن تستهدف تحوير البنية التنظيمية للحركة .
وتقنين مهمة رئاسة الحركة والحدّ منها وربطها برقابة أشدّ من قبل المؤسسات وعموم أعضاء الحركة وبالحدّ من عدد الترشحات المتتالية لرئاسة الحركة بالنسبة لنفس الشخص ، وكان من المنتظر أن تناقش تلك الورقة في المؤتمر العام للحركة الذي عقد في شهر نوفمبر من سنة 1984م .
طالب بالنقد الذاتي الحقيقي الصريح ، وتغيير قيادات الحركة وإحداث ثورة تنظيمية في الأهداف ومناهج الحركة قبل أن يزهد فيها أعضاؤها، وتنفر منها الجماهير .
واستطاع أن يحوّل المحنة إلى منحة ، ويحوّل ضيقه إلى سعة ، فاغتنم ظروف عزلته في الإقامة الجبرية في القراءة والمطالعة والبحث والتأمل ، خاصة في وضع العالم وتوازناته ، وفي وضع المنطقة والبلاد والتطورات التي تمرّ بها .
كما اهتمّ بالحركة الإسلامية في العالم عموماً وتابع مسيرتها منذ تأسيسها، وتوقف عند أهدافها ومناهج عملها وخطابها على المستوى النظري وممارساتها في الواقع .
كما توقف عند علاقة الحركة الإسلامية بمسألة الحكم على المستوى النظري وبالحكام والأحزاب السياسية الأخرى في المعارضة على مستوى الواقع . وقد خرج بالنتائج التالية :
الفصل ما بين الديني والسياسي فصلاً كاملاً ، فينهض العلماء بالوعظ، وغيرهم إلى تشكيل الجمعيات والأحزاب السياسية وفق قواعد العمل السياسي في بلدانها .
يستحسن تجنب قيام أحزاب على أساس تطبيق الشريعة بالشكل الذي هي عليه الآن . ويجب أن تقوم على أساس برامج عقلانية تقترب من الإسلام والحماس له وتبتعد عنه بحسب توجهات وقناعات أصحابها .
تبقى كل الأحزاب السياسية القائمة متساوية أمام مسألة الحماس لخدمة الإسلام وتعاليمه دون أن يتميز أحدها بالوصاية على ذلك ، وبناء على فالشعب وحده هو الذي يوزع ثقته بين الأحزاب كما شاء وبما نراه مناسباً .
وسوم: 641