العالم الرباني فضيلة الشيخ أحمد الحصري رحمه الله وجهوده الإصلاحية
الشيخ أحمد الحصري رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
التمهيد: بين يدي الحديث عن الشيخ أحمد الحصري رحمه الله تعالى
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
قال الله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماءُ).
إنّ العلماء الربانيين في الأمة الإسلامية هم ضمان الصلاح والإصلاح لهذه الأمة، كيف لا وهم حملة المنهج الرباني بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهم الذين أخذ الله عليهم الميثاق أن يبينوا كتاب الله للناس ولا يكتمونه، وقد قام حقاً العلماء الربانيون بدور الإصلاح والتجديد في مسيرة التاريخ الإسلامي ومراحله المختلفة ولهم بصمات لا تخطئها العين على تقدم الأمة ورقيها وصنع حضارتها وانتصاراتها وبناء أمجادها، والماضي والحاضر يشهد على ذلك ويوثقه في بقاع واسعة من الأرض في العالم الإسلامي و غير الإسلامي كذلك
والحديث عن هذا الدور الرائد للعلماء الربانيين
يطول ولكن لا بد من هذه الإلماحة بين يدي الحديث عن واحد من من أولئك العلماء الربانيين والرواد والمصلحين ذلك هو شيخنا الشيخ أحمد الحصري رحمه الله.
ولا بد من التأكيد على أن حياة الشيخ حافلة بالتجارب والإنجازات الكبيرة التي تحتاج إلى سفر كبير لتكون معالم على الطريق للعلماء والدعاة المعاصرين.
ولئن كان ما لا يدرك كله لا يترك جله، فإنني أقدم إلماحة سريعة عن حياة الشيخ رحمه الله تعريفا وتنويها بفضله وجهده وآثارها الطيبة ولعل هذه الإشراقات تكون مقدمة لكتاب يوفي الشيخ الجليل بعض حقه علينا إن شاء الله، فإلى تلك الإلماحات والإشراقات المتواضعة بإذن الله.
1- مولد الشيخ ونشأته الأولى
هو الشيخ أحمد بن مصطفى بن سعيد الحصْري رحمه الله، ولد في معرة النعمان عام 1333هـ الموافق 1912م لأسرة متواضعة وكان والده معروفاً بتدينه وحبه للعلم والعلماء كما حدثنا الشيخ رحمه الله بذلك وينتهي نسب الشيخ إلى العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنعم به من منبت كريم ونسب شريف.
2- في المدرسة الشرعية الخسروية في حلب
وما إن أنهى الشيخ تعلمه في المرحلة الابتدائية الأساسية حتى أرسله والده لدراسة العلوم الشرعية في المدرسة الخسروية في حلب الشهباء تلك المدرسة العصماء التي تخرج فيها أجلة العلماء في وسط سورية وشمالها وكانت منارة علمية مشهورة ومصدر إشعاع منذ أوائل القرن العشرين وما تزال قائمة حتى اليوم –وإن اختلف الحال باختلاف الأيام- وكان من أشهر شيوخ تلك المدرسة العظيمة الشيخ أحمد الزرقا والشيخ سعيد الإدلبي والشيخ أسعد العجمي والشيخ أبو الخير زين العابدين وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
3- تفوقه العلمي والدراسي
وقد نهل شيخنا أحمد الحصري رحمه الله من هذه المدرسة ومن علمائها وعبّ وعلّ حتى ارتوى وتضلع علماً وحالاً ومسلكاً ومن عجائب الشيخ في تلك المدرسة أنّه تخرج فيها وكانت درجاته في سائر المواد الدرجة النهائية 100% وقد رأيت شهادته بهذا الشكل بأم عيني رحمه الله وقد كان تخرجه عام 1351هـ-1932م رحمه الله رحمة واسعة.
4- الشيخ الحصري والشيخ الحامد رحمهما الله
كان الشيخان الحصري والحامد رحمهما الله أخوين حميمين وجوهرتين متلألئتين وفرسي رهان في المدرسة الخسروية وظلا على تلك الحال حتى وافاهما الأجل ولم تزدهما الأيام إلا حباً ووداً حتى إن الشيخ الحامد رحمه الله كان من وصيته أن وصيه على أولاده بعد وفاته أخوه الشيخ أحمد الحصري على كثرة ما في مدينة حماة المؤمنة من علماء كرام وتلاميذ نجباء ومحبين للشيخ الحامد رحمه الله ولكنها أخوة الإسلام ومودته وأخوة الصبا ويفاعته وأخوة القلب والروح التي كان الشيخان عليها رحمهما الله، وما أجمل العلماء عندما يسود بينهم المودة والمحبة والألفة ويترفعون عن التنافس والتحاسد. نعم إنها الربانية التي لا يصل إليها إلا الرجال الكبار الصادقون المخلصون.
5- الشيخ الحصري إمام وخطيب في قرية "كفر زيتا" 16 عاماً
تخرج الشيخ من المدرسة الخسروية عام 1351هـ/1932م كما أسلفت ورجع إلى بلدته الأثيرة معرة النعمان وكان فيها شيخ وإمام للبلد "أنسيت اسمه" ورأى شيخنا رحمه الله أن وجوده في البلد قد يسبب إحراجاً للشيخ المذكور والبلدة لا تتسع لعالمَيْن في تلك الأثناء وكان هذا من حظ قرية كبيرة من قرى حماة اسمها "كفر زيتا" ولما سمع أهلها بالشيخ طلبوه ليكون إماماً لهم وشيخاً ومعلماً فلبى الشيخ الطلب وشد رحاله من مدينة المعرة مسقط الرأس إلى قرية كفر زيتا التي نعمت به وسعدت وأحبها وأحبته وتغيرت أحوال القرية وما تزال مضرب المثل في حسن التربية والمعشر والصلاح بين سائر المنطقة التي تحوط بها وكم كان الشيخ رحمه الله يحدثنا عن حياته في تلك القرية وصبره وتضحياته حيث إنه كان طوال تلك السنين يسكن بيتاً فيه غرفة واحدة يضع ساتراً داخلها بين أهله وضيوفه وما أكثرهم.
وكان قد تروج الشيخ امرأة صالحة (عام1356ه_1937م) والدها من أعيان المعرة ومن عائلاتها الكريمة والكبيرة وذات الثراء المتميز هو الحاج سعيد البلاني رحمه الله وتذهب تلك المرأة الصالحة من تلك البيئة إلى تلك القرية وهاتيك الدار لتسكنها معه أحد عشر عاماً وتنجب للشيخ فيها معظم أولاده الكرام النجباء غير أن الشيخ رحمه الله كان يحفظ لها الود ويذكرها دائماً بخير وكثيراً ما تذرف عيناه الدمع عندما يذكرها بعد وفاتها رحمها الله.
6- الشيخ يعود للمعرة إماماً وخطيباً ومدرساً
وفي عام 1948م تشاء الأقدار أن يعود الشيخ رحمه الله إلى بلده ومسقط رأسه إماماً وخطيباً ومدرساً ويبدأ حياة جديدة من العطاء والتربية والتعليم والإرشاد والإصلاح، إنه المشوار الذي بدأه الشيخ بهمته القعساء في تلك المرحلة التي أعقبت استقلال سورية والتي كان يسودها الجهل ويتبارى فيها المدعون وتتناحر فيها الأحزاب التي تدعي الوطنية ويتحالف فيها تجار الشعارات ليحققوا المواقع التي يرتزقون من ورائها لقمة العيش.
نعم بدأ الشيخ رحمه الله مشواره الجديد في تلك المرحلة وحقق إنجازات ضخمة سأشير إليها في هذه اللمحات ولم ينته مشوار الشيخ بعده لأنه حمّل الراية لمن رباهم من طلاب العلم ومن صالحي بلده الذين اقتفوا أثره وإلى يومنا هذا بفضل الله ثم حسن تعهد الشيخ ورعايته رحمه الله.
هذا وقد شغل الشيخ رحمه الله في بداية عودته للمعرة الإمامة والخطابة للجامع الكبير ذلك الجامع الأثير والأثري والذي كان معبداً رومانياً ثم حول بعد ذلك إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي ويعد من المساجد التاريخية في سورية.
كما عمل الشيخ رحمه الله لسنوات معلما في المدرسة العائدة إلى وزارة التربية في المعرة وكان له شهرته فيها من حيث حرصه على تعليم الطلاب وتاديبهم.
غير أنه لم تطل تلك المرحلة حتى ترك التعليم وعين مدرساً عاماً في مساجد المعرة وانتقل عمله من وزارة التربية إلى وزارة الأوقاف ليجد في المساجد وأجوائها الساحة الرحبة لمشوار جديد من التربية والإرشاد والإصلاح.
ولينتقل الشيخ بهمته نقلة نوعية إلى المرحلة التالية.
7- الشيخ يؤسس جمعية النهضة الإسلامية ومدرستها الشرعية
وفي 9/5/1960م أسس الشيخ رحمه الله جمعية النهضة الإسلامية وكان أهم أهدافها:
1- رعاية الفقراء والأسر المستورة في البلد.
2- تأسيس مدرسة النهضة الإسلامية الشرعية.
وبدأ الشيخ مشروعه الإصلاحي الجديد وما لبث أن اخضرّ وأورق وأثمر الثمرات الطيبة اليانعة المباركة وكان العام الأول عام تأسيس ووقف لجانب الشيخ بعض أصحابه من أخيار البلدة وكان من أشهر أعوانه يومها الحاج محمود الجعفر والحاج علي الهلال والحاج محمد البلاني والأستاذ محمد شكري الجندي والحاج أحمد المعمار والحاج مطيع العلوان وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
8- مدرسة النهضة الإسلامية الشرعية قرة عين الشيخ وثمرة فؤاده
لقد كان الهم الكبير الذي يأخذ على الشيخ احمد الحصري رحمه الله كل اهتماماته ويقض عليه مضجعه ويفكر فيه في ليله ونهاره وربما يراه في أحلامه هو نشر العلم الشرعي بين الناس وتربية الناس جميعاً على مقتضى شرع الله ومنهاجه الرباني في شؤونهم الخاصة والعامة ويرى الشيخ رحمه الله أن هذا هو الطريق الأجدى والأولى للإصلاح العام للفرد وللمجتمع وللدولة وللأمة الإسلامية .
وكل من صدق في الطلب هيأ الله له أسباب النجاح ووصل إلى هدفه بإذن الله، ومن هنا فقد قام الشيخ رحمه الله تعالى بعد تأسيس جمعية النهضة الإسلامية بعام واحد قام بتأسيس مدرسة شرعية تابعة لهذه الجمعية وسميت المدرسة باسمها ((مدرسة النهضة الإسلامية الشرعية)).
وكانت انطلاقة هذه المدرسة بدءا من العام الدراسي 1961/1962م وما تزال قائمة حتى اليوم والحمد لله وقد تغير اسمها في السنوات الأخيرة ليكون ((معهد الإمام النووي الشرعي)).
ويدرس الطلاب في هذه المدرسة خمس سنوات بعد المرحلة الابتدائية فهي بمستوى المرحلتين الإعدادية والثانوية، غير أن مناهجها لا تقل عن مستوى المرحلة الجامعية، هذا وقد وجد الشيخ بعد إنشاء هذه المدرسة بغيته وراحته وحط فيها ترحاله ووقف عليها عمره وحياته وأنفاسه وحباها ورعاها بكل ما يملك وكان كل من يعرف الشيخ عن قرب يعلم أن حرص الشيخ على هذه المدرسة وطلابها وأساتذتها أشد من حرصه على بيته وأولاده رحمه الله تعالى وجزاه عنا كل خير، والحديث عن هذه المدرسة العظيمة ذو شجون، ففيها نشأت وترعرعت وتعلمت وفهمت وتربيت وإن كان لي من شيء أفخر به في حياتي أشد الفخر فهو نشأتي وحياتي في مدرسة النهضة الإسلامية وتحت رعاية أساتذتي وشيوخي الكرام وعلى رأسهم الشيخ الفاضل الرباني الشيخ أحمد الحصري رحمه الله تعالى.
9- الشيخ أديب الآمنة "السمني" رحمه الله عضد الشيخ الحصري في جمعية النهضة ومدرستها
إنه يصعب الحديث عن الشيخ الحصري رحمه الله دون التعريج على عضده وشقيق روحه ورفيق دربه وعمود مشروعه الإصلاحي ذلك هو الشيخ الفاضل والعالم الرباني والداعية الملهم الشجاع الشيخ أديب الآمنة المعروف بالشيخ أديب السمني رحمه الله.
فقد كان رحمه الله نعم العون ونعم النصير ونعم الشريك للشيخ في شؤون جمعية النهضة الإسلامية ومدرستها الشرعية وفي سائر أمور التعليم والإصلاح والتوجيه والشيخ أديب رحمه الله يحتاج إلى كتاب خاص وليته يفي بفضله وجهوده هو الآخر رحمه الله رحمة واسعة.
10- الشيخ الحصري وجهوده الجبارة في رعاية جمعية النهضة الإسلامية ومدرستها الشرعية
عندما يتحدث الباحث والكاتب عن الرجال الكبار والعظماء يحتار من أين يبدأ وكيف ينقل الآثار، كيف إذا كان الباحث يتكلم عن رجل عظيم يعيش في قلبه وبين جوانحه ويخيم على مشاعره وعواطفه وأشواقه ووجدانه؟
ولكن إن كان لابد مما لابد منه فأقول مستعيناً بالله: سبق أن أشرت إلى أن جمعية النهضة الإسلامية ومدرستها كانت قرة عين الشيخ وثمرة فؤاده ولعل ما يوضح هذا المعنى الإشارات التالية:
1- لقد حمّل الشيخ نفسه عبء جمع التبرعات والصدقات من أهل الخير لتمويل مشروع النهضة فقراء البلد واحتياجات المدرسة الشرعية فكان يتحرك في رمضان المبارك على الأغنياء في البلد لجمع زكواتهم وصدقاتهم.
والأهم من ذلك تحركه رحمه الله في الأرياف الواسعة في منطقة المعرة وفي جهات من محافظة حماة المجاورة للمعرة يتحرك في وقت المواسم الزراعية وفي حر الصيف وغباره ينتقل من قرية إلى أخرى وبسيارة جد متواضعة ولربما بات الليالي في بعض القرى التي تحبه وتجله ليجمع منهم الزكوات والصدقات لصالح مشروع النهضة ويستمر على هذه الحال لمدة شهرين على الأقل في كل سنة وقد يساعده بعض أحبابه ولكن العبء الأكبر عليه رحمه الله وقد كان أثناء ذلك يعلم ويوجه ويحل المشاكل بين الناس، كما كان حريصاً على أن لا يكلف الناس شيئاً فرغم حب الناس له ورغبتهم في إكرامه والاحتفاء به أثناء زيارته لهم في قراهم ومنازلهم إلا أنه كان يمتنع ويصر على أن لا يتكلف أحد له بشيء فكم ذبائح أفلتها من يدي من يريد ذبحها لإكرامه وكم رجل كريم حلف عليه أن لا يذبح له ولا يتكلف وكان يختار بعض أحبابه فينزل في بيته وقت الغداء وبشكل مفاجئ ويقول له: ضع لنا الغداء الآن مما هو جاهز عندك فإننا على شغل ولا نستطيع الانتظار ... وهكذا عرفه الناس عفة متناهية وتضحيات كبيرة رغم أنه كان في بيته من أكرم الناس وبيته مفتوح لسائر الناس وقد أتعب أهله ومن بعده رحمه الله.
2- كان الشيخ رحمه الله متطوعاً في كل أعماله وجهوده وتضحياته لا يأخذ على ذلك أجراً إلا من الله تعالى وقد عوّد إخوانه المتعاونين معه في جمعية النهضة على ذلك حتى إن لقاءاتهم الأسبوعية لمتابعة شؤون الجمعية ومتطلباتها كانوا يأتون بالضيافة معهم لمركز الجمعية ويتنافسون في ذلك وأنا أشهد أنهم لم يشربوا كأسا من الشاي من أموال النهضة التي يجمعونها بجهودهم وعرقهم جزاهم الله خيراً.
وقد يحدث أحياناً أن الشيخ يشتري من الأرياف بعض الحاجات الخاصة لبيته فكان رحمه الله يدفع لجمعية النهضة أجور نقل شوال من القمح مثلاً من القرية إلى البلد لأنه نقل بسيارة الجمعية!!!
نعم لقد كان الشيخ رحمه الله رئيساً للنهضة وجابياً لها ومديراً تنفيذياً لمشاريعها الميدانية ومحامياً عنها أمام كل المتربصين بها والشانئين لها فكان هو النهضة والنهضة هو وقد يساعده بعض الأحباب والأعوان ولكن جهودهم تتلاشى أمام جهود الشيخ وتضحياته وهمته العالية رحمه الله تعالى وسائر إخوانه وأحبابه وأحسن إليهم.
11- الشيخ الحصري المعلم في مدرسة النهضة الإسلامية
وأما عن الشيخ المعلم فحدث ولا حرج وأشهد أنني التقيت وتعلمت على كثير من العلماء الربانيين الكبار في سورية وخارجها وما رأيت كالشيخ في أسلوبه ومنهجه في التعليم. فقد كان رحمه الله على درجة عالية من العلم وكأن الفقه الشافعي أصوله وفروعه بين عينيه يصول فيه ويجول غير محتاج إلى تحضير أو استذكار وليس هذا سر العجب بل السر في أسلوبه في التعليم الذي يعتمد قراءة النص أولاً ثم الشرح الواسع له مع ضرب الأمثال وتخريج الفروع على الأصول والربط بالواقع وتنويع الأمثلة التطبيقية على المسألة محل البحث وكم أمضينا درساً كاملاً حول مسألة واحدة فقهية ومتعلقاتها وتطبيقاتها مع الجدية الكاملة وعدم التكرار يتخلل ذلك من النكات والمُلح ما يدفع الملل ويفتح الأذهان.
أما عن عدد ساعاته الدراسية التي كان يعطيها في المدرسة فقد كان يأخذ نصاباً كاملاً كأي مدرس وبمعدل خمس ساعات في اليوم من حيث المبدأ وكان يدرس الفقه وأصوله للمرحلة الثانوية غالباً.
هذا من ناحية الدروس الرسمية وأثناء الدوام الرسمي أما حقيقة دروس الشيخ رحمه الله فقد كانت تبدأ بعد صلاة الفجر مباشرة حيث يعمل درساً إضافياً للطلاب المتميزين في مادة معينة إضافة للمناهج التي تدرس في المدرسة وغالباً ما يستمر هذا الدرس إلى قبيل الدوام الرسمي. ثم تبدأ الدروس الرسمية وهي أربع حصص قبل صلاة الظهر وحصة بعد الصلاة وحصة الشيخ بعد الصلاة لا سقف لها فقد تصل إلى ساعتين أو تزيد في أحيان كثيرة، وبعد هذه الحصة لا يبقى لصلاة العصر إلا القليل من الوقت ليته يتسع لصنع طعام الغداء وتناوله ليبدأ الشيخ درساً جديداً بعد العصر إما درساً عاماً للناس أو درساً خاصاً للطلاب وقد يستمر إلى قريب المغرب، أما بعد المغرب فهناك درس دائم لصفوة من الطلاب في بعض العلوم الهامة خارج المنهج وفي آخر سنواتنا في المدرسة أحدث لنا درساً آخر بعد العشاء وكذلك.
أنا أكتب هذا الكلام ولولا أنني عايشته واقعاً وحالاً لما كدت أصدقه ولكنه الحقيقة التي يعرفها كل من عاصر الشيخ رحمه الله.
كل هذا لجانب انشغاله بحل مشاكل الناس وخصوماتهم(التمهيد: بين يدي الحديث عن الشيخ أحمد الحصري رحمه الله تعالى. 2
1- مولد الشيخ ونشأته الأولى. 2
2- في المدرسة الشرعية الخسروية في حلب.. 2
3- تفوقه العلمي والدراسي. 3
4- الشيخ الحصري والشيخ الحامد رحمهما الله.. 3
5- الشيخ الحصري إمام وخطيب في قرية "كفر زيتا" 16 عاماً 3
6- الشيخ يعود للمعرة إماماً وخطيباً ومدرساً 4
7- الشيخ يؤسس جمعية النهضة الإسلامية ومدرستها الشرعية. 4
8- مدرسة النهضة الإسلامية الشرعية قرة عين الشيخ وثمرة فؤاده 4
9- الشيخ أديب الآمنة "السمني" رحمه الله عضد الشيخ الحصري في جمعية النهضة ومدرستها 5
10- الشيخ الحصري وجهوده الجبارة في رعاية جمعية النهضة الإسلامية ومدرستها الشرعية 5
11- الشيخ الحصري المعلم في مدرسة النهضة الإسلامية. 6
12- الشيخ ودروسه العامة في المساجد 7
13- الشيخ وجهوده الإصلاحية في حل مشاكل الناس وإصلاح ذات البين. 8
14- الشيخ ومواقفه من السياسيين والحكام. 9
15- الشيخ وأسلوبه في التربية والدعوة والإصلاح. 10
16- منهج الشيخ في إعداد القيادات المستقبلية. 11
17- الشيخ وتوقيره للعلماء وطلاب العلم. 12
18- هيبة الشيخ وإجلال الناس له. 12
19- رقة الشيخ وغزارة دمعه وطيب قلبه. 12
20- مرض الشيخ ورحيله إلى ربه والفراغ الذي تركه. 12
[1]) ولربما حل مشكلة بين الناس أثناء درس من دروسه في المدرسة وبعد صلاة الظهر غالباً، وكان بذلك يعلمنا لجانب العلم كيف نحل مشاكل الناس ونصلح بينهم وفق شريعة الله وأحكامه.
وسوم: العدد 666