وفاة إمام مدينة حمص عاصمة الثورة السورية
*.*( الشيخ العلّامة : محمد علي بن حاج محمد مشعل الحمصي الشافعي )*.*
ولد في مدينة حمص عام 1924 م في منطقة " الحولة " حيث قبر الصحابي الجليل العرباض بن سارية ..
نشأ في بيت دعوي ، وتلقّى القرآن الكريم وأصول الحديث والفقه الشافعي على عمّه الشيخ حسين ..
ثم انتقل إلى إلى مدرسة دار العلوم الشرعية بحمص ، والتي قام عليها أكابر أعيان المدينة كالشيخ مصطفى السباعي ، والشيخ عبدالقادر الخوجة ، والشيخ محمد علي عيون السود رحمهم الله تعالى .. وقد توّجَهُ الشيخ مصطفى السباعي في حفل تتويج العمائم بالجامع الكبير في حمص ، وتخرّج من المدرسة عام 1940 م ..
خرج على الناس بمنهج الوسطية والاعتدال ، فقيهاً عالماً مجتهداً بارعاً في الفنون والعلوم ..
حتى توقّف بعض العلماء عن دروسهم العلمية حتى يهيئوا لتلاميذهم وقتاً لحضور دروس الشيخ ..
وأنشأ مدرسة ابتدائية مع عمه الشيخ حسين تخرّج منها العديد من أئمة وخطباء سورية ولبنان اليوم ..
ثم أنشأ مدرسة أهلية أسماها " ثانوية علي بن أبي طالب " وكانت تعتبر أول مدرسة في المنطقة ..
وكان قد اسماها على اسم الإمام مقصوداً ومراعاةً للتعدد المذهبي والطائفي في المنطقة ..
في نفس الوقت ؛ أسس الشيخ الدكتور مصطفى السباعي الكلية الشرعية في جامعة دمشق ،
فحاول الشيخ محمد الانضمام إليها بغرض الحصول على الليسانس ،
وقد لقي معارضة بحجة عدم جواز الجمع بين الدراسة في الجامعة والترخيص للمدرسة الثانوية ..
وتعرقلت دراسته في كلية الشريعة لبعض الوقت لكنه تخرج من كلية الشريعة في عام 1960م ..
في عام 1975م عُين الشيخ مدرساً عاماً ، وأصبح له درسين في الجامع الكبير في حمص يومي الاثنين والخميس ، وذاع صيتهما على مستوى الجمهورية وسارت إليه الركب من كافة المحافظات السورية ..
وقُدّرت أعداد الحاضرين بما لا يقل عن أربعة آلاف شخص على أقل تقدير ..
وفي نفس الوقت كان ما يزال مستمراً بالتعليم في المدرسة الثانوية ونشر الحملات التوعوية بين طلبتها ..
إلى حين خروجه من سورية إلى المدينة المنورة عام 1979م ، حيث تقلّد منصب أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي في المعهد العالي للدعوة ، واستمر في الجامعة لثلاثة عشر عاماً منذ ذلك التاريخ ، درّس فيها مناهج الدعوة وأسالبيها ، علوم القرآن وفقه السيرة ...
وكان يُكلّف رحمه الله من قبل إدارة المعهد بإلقاء كلمة توجيهية للطلاب لمدة لا تزيد عن ربع ساعة يومياً بين أدان وإقامة صلاة الظهر طيلة فترة بقائه في المعهد ، وقد أطلق الشيخ على هذه الكلمات التوجيهية " سلسلة توجيه الطلاب إلى الصواب " ..
اشتهر علم الشيخ وورعه وتقواه ، فقصده الطلبة الوافدين والمقيمين في المدينة لتلقي علوم الفقه والأصول والحديث والأخلاق والنحو ..
وكان للشيخ منهج علمي راسخ في تلقين الشباب أصول الدعوة ، إذ يعكف على إعداد مختصرات في النحو والسيرة العقائد والفرائض والتاريخ ويدرسها في الحلقات العلمية الموجهة للشباب والكبار ..
ولم يمنعه كل ذلك عن إقامته لدروس وحلقات علمية في المسجد النبوي الشريف في موسم الحج وغيره ..
وكان في آخر حياته يتنقل بين المدينة ومكة وجدة ينشر فيها دروسه وكان قد تجاوز 85 من عمره ..
مرض الشيخ ونُقل إلى قسم العناية المركزة بمستشفى الملك خالد الجامعي بمدينة الرياض ،
هناك حيث اصطفاه الله بقبض روحه الطاهرة قبل بضع ساعات فقط من الآن ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ... والله يرحم الإمام العلّامة ويجمعنا به في الفردوس الأعلى ،،،
وسوم: العدد 678