شعيب الأرناؤوط.. خادم السُّنّة النبوية

clip_image002_2bfd4.jpg

تاريخ ومكان الميلاد: 1928 - دمشق

المنصب/المهنة: علامة

الوفاة: 27 أكتوبر 2016

الدولة: سوريا

محقق سوري، تخصص في السنة النبوية الشريفة، أشرف على تحقيق ما يزيد على سبعين مجلدا من أمهات كتب التراث في شتى علوم الحديث، أبرزها "زاد المسير في علم التفسير" لابن الجوزي.

المولد والنشأة

ولد الشيخ شعيب بن محرم الألباني الأرناؤوط عام 1928 في العاصمة السورية دمشق، ينحدر من أسرة ألبانية الأصل، هاجرت إلى دمشق سنة 1926، وكان والده من أهل العلم.

الدراسة والتكون

درس اللغة العربية في سن مبكرة، وتعلم مبادئ الإسلام، وحفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم، وخلال حوالي عشر سنوات ظل يتردد على مساجد دمشق ومدارسها القديمة لدراسة اللغة في علومها المختلفة من نحو وصرف وأدب وبلاغة..

تتلمذ الشيخ شعيب في علوم العربية على كبار أساتذتها وعلمائها في دمشق آنذاك، منهم الشيخ صالح الفرفور والشيخ عارف الدوجي  اللذَيْن كانا من تلاميذ علامة الشام في عصره الشيخ بدر الدين الحسني، فقرأ عليهم أشهر مصنفات اللغة والبلاغة العربية، منها: شرح ابن عقيل، و"كافية" ابن الحاجب، و"المفصل" للزمخشري، و"أسرار البلاغة" و"دلائل الإعجاز" لعبد القاهر الجرجاني.

وبعد دراسته للغة العربية، اتجه الشيخ شعيب لدراسة أصول الفقه، خاصة فيما يتعلق بالمذهب الحنفي، إضافة إلى دراسته تفسير القرآن الكريم والحديث وكتب الأخلاق، واستغرق في دراسة الفقه سبع سنوات، وكان في تلك المرحلة قد جاوز الثلاثين.  

إلا أن الشيخ شعيب قرر لاحقا التخصص في علم السنة والحديث لمعالجة القصور الذي اكتشفه عند شيوخه ومن عاصرهم بشأن صحيح الحديث من ضعيفه.

الوظائف والمسؤوليات

زاول مهنة تدريس اللغة العربية عام 1955، لكنه تركها لاحقا ليتفرغ للاشتغال بتحقيق التراث العربي الإسلامي، وكانت بدايته الأولى في المكتب الإسلامي بدمشق عام 1958، حيث ترأس فيه قسم التحقيق والتصحيح مدة عشرين عاما، حقق فيها أو أشرف على تحقيق ما يزيد على سبعين مجلدا من أمهات كتب التراث في شتى العلوم.

انتقل الشيخ شعيب عام 1982 للعمل في مكتب مؤسسة الرسالة في عمان، ليترأس من جديد قسم تحقيق التراث التابع لها.

التجربة العلمية

اعتمد الشيخ شعيب على منهج خاص في التحقيق وصف بالمتزن، وطبقه في معظم الكتب التي حققها أو أشرف على تحقيقها، ويقضي منهجه بأن لا ينحصر عمله في أن يُخرج النص مصححا كما كتبه المؤلف وحسب، وإنما يتعدى ذلك إلى تتبع ما أورده المؤلف من أفكار، وما رجحه من أقاويل، وبيان ما جانب فيه الصواب.

وبمقتضى منهجه النقدي ذلك كان كثيرا ما يخالف مؤلفي الكتب التي يحققها في بعض آرائهم وأحكامهم، كما قد يخالف كبار العلماء المحققين ممن سبقوه، القدماء منهم كالحافظ ابن حجر، والمحدَثين كأحمد محمد شاكر.

من أشهر التصريحات التي صدرت عن الشيخ شعيب في قضايا العقيدة، قوله: "إنني أعتقد أن مذهب السلف هو الصواب وما سوى ذلك فهو خطأ" وذلك بمقدمة كتاب شرح العقيدة الطحاوية، الذي شارك في تحقيقه وإخراج أحاديثه.

المؤلفات

حقق الشيخ شعيب وأشرف على تحقيق العديد من المجلدات، شملت كتب السُّنة النبوية والفقه وتفسير القرآن والتراجم والعقيدة ومصطلح الحديث والأدب وما إلى ذلك.

ومن أهم تلك الأعمال في المكتب الإسلامي "شرح السنة" للبغوي، 16 مجلدا، و"روضة الطالبين" للنووي، بالاشتراك مع الشيخ عبد القادر الأرنؤوط 12 مجلدا، و"مهذب الأغاني" لابن منظور، 12 مجلدا.

أما في مؤسسة الرسالة فكانت "سير أعلام النبلاء" للذهبي، 25 مجلدا، و"الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" بترتيب الأمير علاء الدين الفارسي، 18 مجلدا، و"سنن النسائي الكبرى"، بالاشتراك مع حسن شلبي، 12 مجلدا.

وقد تخرج على يد الشيخ شعيب في التحقيق عدد من طلبة العلم، منهم محمد نعيم العرقسوسي، وإبراهيم الزيبق، وعادل مرشد، وأحمد برهوم، ورضوان العرقسوسي وغيرهم.

الوفاة

توفي الشيخ شعيب يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2016 في العاصمة الأردنية عمان.

ووصفه الداعية محمد العريفي في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر بخادم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما وصفه الداعية الإسلامي نبيل العوضي بالمحدث العلامة.

_________

المصدر : الجزيرة نت 30/10/2016

وسوم: العدد 694