قاهر الفرس والمجوس، الفارووق عمر ..رضي الله عنه وأرضاه

الشيخ حسن عبد الحميد

عمر بن الخطاب :

أسلم فكان إسلامه عزا ، 

هاجر فكانت هجرته فتحا .

عمر الفارووق الخليفة الراشد ، أسقط  امبراطوريات عظيمة وجعلها تحت حكم المسلمين 

عمر الفارووق أطفأ نيران دولة المجوس فحقد عليه الكافرون 

إذا كنت معجبا بنايلون بونابرت فأعلم بأنه فقد مجده في جزيرة القديسة هيلانة ، مات بعد أن كاد يملك الدنيا !!!!

ودخلت خيوله الأزهر ؟؟؟

لكني سأحدثك عن رجل ملء الدنيا وشغل الناس .. 

يقول عنه قيصر الروم فلق كبدي عمر أُرسل له خير قوادي فيمسح بهم الأرض !!!

عمر الوحيد الذي هاجر من مكة علنا ومتحديا : تقلد سيفه ، وتنكب قوسه ، ومضى قِبَل الكعبة والملأ من قريش بفنائها ، فطاف بالبيت سبعا متمكنا ، ثم أتى المقام فصلى متمكنا ، ثم وقف ونظر في القوم فقال لهم : 

( شاهت الوجوه ، من أراد أن تثلكه أمه أو يوتم ولده أو يرمل زوجه فليلقني وراء هذا الوادي ) 

الفاروق عمر رضي الله عنه خليفة ملأ الدنيا عدلا ومروءة ، حضر بيعة النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم . 

أخي الفاضل الكريم :

إن أردت أن تعرف عمر جيدا فاقرأ كتاب العقاد ( عبقرية عمر ) واقرأ ماكتبه الأديب الشيخ علي الطنطاوي عن هذا العظيم عمر . 

- كان الفاروق عمر يراقب أبا بكر بعد صلاة كل فجر ، حين يخرج إلى أطراف المدينة ويدخل أحد البيوت لساعات ، ومرت الأيام والصّديق على هذا المنوال ، قرر عمر الفاروق دخول هذا البيت بعد خروج الصديق رضي الله عنهما ، ليعرف السر ، فوجد سيدة عجوزا عمياء مقعدة لا تستطيع الحراك ، فسألها : 

ماذا يفعل هذا الرجل عندكم ؟؟

فأجابت : والله لا أعرفه ، ولكنه يأتي كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه ، ويعد لي الطعام وينصرف !!!

جثم الفاروق على ركبتيه وفاضت عيناه بالدمع ، وقال عبارته المشهورة : ( لقد اتعبت الخلفاء من بعدك ياأبا بكر )

- رفض مطران القدس أن يسلم مفاتيح البلد إلا لخليفة المسلمين عمر ، واستجاب عمر ، رضي الله عن عمر وسار يطوي القفار ، واعترض طريقه مخاضة ، شمّر عمر عن ساقيه وخاض في الماء وفي ثوبه عشرون رقعة ، رجاه أبو عبيدة بن الجراح ياأمير المؤمنين ستقابل أناسا كبارا فلو لبست غير هذه الثياب !!!

بماذا أجاب الفاروق عمر : مه ياأبا عبيدة لو غيرك قالها !!!!

نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله 

الله أكبر ، إنه الفاروق .

وصل رضي الله عنه إلى القدس ، تجمع الصحابة كلهم على جبل مطل على المسجد الآقصى ، قالوا ياأمير المؤمنين إن بلالا يمتنع عن الأذان لنا ، لأنه لايؤذن إلا بين يدي رسول الله عليه السلام ، فلو أمرته أن يؤذن لنا !!!

وصرخ عمر يابلال أذن .

وصاح بلال الله أكبر ، ولما وصل أشهد أن محمدا رسول الله خنقته العبرة فسكت ، وبكى الصحابة جميعا لما سمعوا من مؤذن الرسول أشهد أن محمدا رسول الله وكبروا بصوت واحد !!! 

لذا سمي ذاك الجبل المطل على المسجد الآقصى ( جبل المكبر ) .

سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه والي مصر ، يخبره الأقباط أنهم يريدون شراء جبل المقطم ، استشار الفاروق فقال : 

ياعمرو لا تفعل واجعله مقبرة للمسلمين .. 

وقد كان ، وعلى جبل المقطم أُسس مركز جماعة الإخوان ، ولكن أوباش مصر حطموه بأمر من العلمانية المتسترة خلف البلطجية ، ومنهم الإعلامي العلماني إبراهيم عيسى الذي يقول أن الأذان قلة ذوق ،

وقلة أدب !!! قبحه الله . 

- أرسل عمرو إلى أمير المؤمنين عمر يستأذن ويخبره بما يحدث به القوم إذا نقص نهر النيل ، ألبسوا فتاة حسناء أجمل ثيابها وألقوا بها في النيل فيجري !! 

بعث عمر الفاروق رسالة غاضبة : 

لا تفعل !! 

وسأرسل لك رسالة ضعها في مجرى النيل ؟؟؟

ماذا في رسالة عمر ؟؟

من عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر : إن كنت تجري بقدرتك فلا حاجة لنا بك ، وإن كنت تجري بقدرة الجبار فأسال الجبار أن يجريك !!

ألقاها عمرو بن العاص في النيل !! آيام وإذا بالنهر يفيض ويصبح عالي الأمواج  الله أكبر 

إنه عمر الفاروق . 

- لما حدثت المجاعة في المدينة المنورة ، مجاعة عام الرمادة ، كان طعام عمر معلقة زيت فقط ، فإذا قرقر بطنه قال : قرقري أو لاتقرقري ليس لك إلا الزيت حتى يفرج الله عن المسلمين ..

فأرسل عمرو بن العاص رضي الله عنه ألف جمل أولها في المدينة وآخرها في الفسطاط بمصر ، وانفرجت الغمة عن المسلمين ، 

إنه عمر الفاروق .

- كان رضي الله عنه يخرج كل يوم إلى البرّ لعل خبرا يأتيه من الجبهات يبشره بنصر !!!

وبينما السيد العظيم في الصحراء ينتظر خبرا إذا بغبار علا وانتظر عمر !!!

فإذا حصان عليه فارس لم يعرف عمر وقد أقسم أن لا يخبر أحدا إلا الخليفة ، مرّ الرجل البريد بعمر وهو لا يعرفه وتابع سيره !!!

 فلما وصل إلى مقر الخلافة سأل عن الخليفة قالوا إنه في البر يستطلع الأخبار .. 

عاد الفارس إلى عمر معتذرا : ياأمير المؤمنين الغبار يعلوك ، ورقع كثيرة عليك ، فقلت لا يعقل أن يكون هذا أمير المؤمنين  !!!

إنه الفاروق . 

- تعب ابن الخطاب وهو يطوف على قدميه شوارع المدينة ، فاستراح في ظل شجرة خارجها ، وجاء موفد كسرى يسأل أين الأمير ، فآشاروا إليه إنه النائم تحت الشجرة ، فقال :

( عدلت فأمنت فنمت ) ، 

إنه الفاروق 

سجن رضي الله عنه الحطيئة لأنه شاعر بذيء اللسان فاستعطفه بشعر مس قلب عمر ، فأطلقه من أجل الآطفال وخصص له راتبا ليكف لسانه  ، قال : 

ماذا تقول لأطفال بذي مرخ 

   زغب الحواصِل لا ماء ولا شجر 

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة 

     فاغفر عليك سلام الله ياعمر 

أنت الإمامُ الذي من بعد صاحبه 

   ألقى إليك مقاليدَ النُّهى البشرُ

فأطلقه ، إنه الفاروق 

أخيرا قيل للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

 ألا تكسو الكعبة بالحرير ؟؟؟؟

فقال بطون المسلمين أولى 

إنه الفاروق .

ومات عمر الفاروق .. 

رضي الله عنه وأرضاه

أما اليوم فحلب تباد 

وعمر يشتم من المجوس :

والإسلام يئن جريحا 

يومي إلي إلي إلي 

أفلا يوجد فيكم شهم 

أوما في الوجدان بقية 

أفلا يوجد فيكم عمر 

يملأ سمع الكون دويا

يكفيكم رفع  شعارات 

رسمتها الأيدي الفنية

عودوا لعدل عمر رضي الله عنه تعود لكم كرامتكم وعزتكم وحريتكم فهو القائل :

( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) 

إنه الفاروق .

والله أكبر والعاقبة للتقوى 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 695