الداعية الشيخ محمود حسون في ذمة الله
من بلدة المغارة في جبل الزاوية انطلق ، كان معنا في ركب الدعوة إلى الله ، بل شيخ الدعوة في إدلب وريفها ، إنسان متواضع أديب يشع حركة وينير دربا ، صامت كثير الفعل قليل الكلام ، يبتعد عن الأضواء لأنه لايحب الشهرة ، إذا حضر جمعا لم يعرف وإذا غاب لم يفتقد وهذا شأن الصالحين .
والده وجده عاشا في أرض الثورة مجاهدين ضد فرنسا .
انضم إلى جماعة الحق عند زيارة الشيخ مصطفى السباعي إلى معرة النعمان في الخمسينيات
وتعرض للمضايقات في وطنه فغادره غير مأسوفا عليه سنة 78 هاجر إلى أرض الله الواسعة فاستقر في نجران بعد أن درس في الجولان والجزائر .
نجران بلد الشيعة الإسماعيلية فكأنه فر من قرامطة العصر إلى قرامطة الماضي ثم انتقل إلى جدة فتولى إمامة وخطابة جامع الملك فيصل رحمه الله فهو الشهيد العظيم وإليه تنسب جائزة الملك فيصل التي نالها كبار العاملين لهذا الدين وكبار العلماء من كل دين
ثم الخطابة في جامع المغربي في جدة بالتناوب مع رفيق دعوته الشيخ المجاهد فاروق البطل حفظه الله .
وكما كنا أنا وإياه رفاق درب في الدعوة إلى الله كان جده وجدي رفاق درب جهاد فيما يسمى سفر برلك وقبرهما في جناق قلعة رحمهما المولى .
الدنيا كلها الصليبية والمجوسية تهاجم دولة الخلافة العثمانية وفيها رجال عظام منهم محمد الفاتح فاتح القسطنطينية وعلى أسوارها سقط شهداء من الصحابة الكرام أمثال أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهم .
أخونا الداعية محمود حسون واحد من ركب العظماء مجهول في الأرض معروف في السماء قضى عمره غريبا وطوبى للغرباء .
جاء إلى تركيا زائرا لابنته حيث تعيش غربتها القسرية التي فرضها الطغيان الطائفي والحقد المجوسي ولسان حال أخينا يتلو الآية القرآنية ( وماتدري نفس بأي أرض تموت )
وجاءه خبر وفاة ولده الإعلامي حسان في مدينة الرياض فماتا في يوم واحد ، وقد كدت منذ أيام أن ألحق بركبهم المبارك لكن الله سبحانه وتعالى مدد في الأجل فترة نرجو الله أن يختمها بالإيمان والعمل الصالح والبقاء تحت راية الله أكبر ولله الحمد .
أخانا محمود وولده حسان هنيئا لكما لقاء مولاكم ، وإن شاء الله سنكون يوم القيامة على سرر متقابلين عند مليك مقتدر .
سلام عليك محمود كنت محمودا في الأرض وستكون محمودا في السماء إن شاء الله .
وداعا محمود
وداعا أبا حسان وحسان
وإلى اللقاء قريبا في ظلال الرحمن إن شاء الله .
أبناء الحركة الإسلامية في سوريا
أبناء إدلب الخضراء
أبناء جبل الزاوية
أبناء الفقيد وأحبابه وأقاربه :
إن العين لتدمع
وإن القلب ليحزن
وإنا على فراق الأحبة لمحزونون
إنا لله وإنا إليه راجعون
أعظم الله أجركم .
رحم المولى أبا حسان كان مجاهدا
وأخا كريما شجاعا سمحا جريئا سهلا متسامحا مات غريبا فطوبى للغرباء .
والله أكبر والعاقبة للمتقين .
وسوم: العدد 718