عماد الدين النسيمي

عماد الدين النسيمي " ولد قرب بغداد في ناحية تدعى " نسيم" فنسب إليها. كما عرف باسم التبريزي وحسيني, نسبة إلى مدينة تبريز, أو إلى الحسين الحلاج أستاذه الروحي.

 (770 ـ 420 هـ) ويوافق ذلك 1369 ـ 1417م .

وكان يتنقل من العراق إلى أذربيجان والأناضول وحلب.

وأتاحت له هذه الساحة الإقليمية أن يكون مُجيداً للغات الثلاث:

‌أ. العربية: لغة القرآن الكريم والثقافة العالمية في حينه.

‌ب. الفارسية: لغة الثقافة والأدب في المناطق الفارسية.

‌ج. التركية الأذربيجانية, لغته الأصلية.

وكان عصر النسيمي قد نضجت فيه الثقافات المختلفة المتفاعلة في إطار الحضارة الإسلامية. وقد اطلع عليها وأثرت في شخصيته. ومن الواضح في نتاجه الفكري والأدبي والشعري إنه كان على اطلاع واسع على التراث الأدبي العربي وأعلامه الكبار كالمتنبي والمعري والبحتري وأبي نواس, والأعلام الفرس كالفردوسي والخيّام والعطّار والرومي وسعدي. إلى جانب تشبعه المباشر بثقافة

بلده ومكان نشأته.

ويمكن القول بأنه قد ألمَّ بثقافة عصره وتاريخ من سبق ، ومن أهم أساتذته الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي والحسين بن منصور الحلاج وجلال الدين الرومي وأستاذه المباشر, فضل الله النعيمي الاسترابادي  الفكر الصوفي عند النسيمي في نتاجه الأدبي, سواء أكان ذلك في الرباعيات أو المثنوي أو القصائد, وذلك باللغات الثلاث التي كتب بها.

ومن المعلوم أن عظمة عماد الدين النسيمي تكمن في إنه المؤسس الأول للأدب الأذربيجاني بشكله الرفيع الإنساني البديع, والذي كتبه بالتركية الأذربيجانية قبل سبعة قرون.

ومن الجليّ تماماً أن الرجل كان على اطلاع واسع على نتاج الفكر اوالتأثر بمفهوم وحدة الوجود. واندماج الحب اللاهوتي بالناسوتي وصولاً إلى الحب الإلهي والإنساني الذي مثلّه قبله الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي:

أدين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني

حين وصل النسيمي إلى حلب بعد تجواله الواسع في مدن فارس وأذربيجان والأناضول, كان قد بلغ الذروة في فهمه لطريقه الصوفي. وأقام في حلب في "حي الفرافرة " قرب الجامع الذي يحمل اسمه حتى اليوم والذي دفن فيه بعد مقتله. ويحمل الجامع اسم " زاوية النسيمي" أمام قلعة حلب من جانبها الشمالي.

وذاع صيته سريعاً في حلب, وأحبّه أهل حلب

وأما عن مقتله ، فقد ورد أنه قتل بعد سلخ جلده ، وهذه رواية ضعيفة تناقلها أصحاب الأخبار والقصص ، وقيل بأنه مات صبراً كما مات السهرور دي في حبس الدم في القلعة ، والأرجح أنه قتل قتلاً ، ودفن في زاويته المعروفة حول القلعة بحلب ، وقد قام أحد الدراويش ويسمى الشخ جمعة ،  في أواخر التسعينات ببناء مزارٍ له من الحجر السوري الأصفر ، بمساعدة أهل الخير ، كما أسس هذا / الدرويش / بداية بناء مدرسة تركمان بارح ، 

وبنى بناءً كبيراً بالقرب من دابق ، وبلغني أن داعش قد قتلته 

وقد سمعت مؤخراً بأن جامع النسيمي مع المزار قد تهدّم أغلبه ، وقد تشوهت معالمه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل

وسوم: العدد 726