تأملات في القران الكريم ح462 سورة الفيل الشريفة
للسورة الشريفة جملة من الفضائل والخصائص , لعل ابرزها ما جاء في كتاب ثواب الاعمال عن الصادق عليه السلام : من قرأ في فرائضه ألم تر كيف فعل ربك شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأنه كان من المصلين وينادي يوم القيامة مناد صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه ادخلوه الجنة ولا تحاسبوه فانه ممن أحبه الله واحب عمله .
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ{1}
تستهل السورة الشريفة ( أَلَمْ تَرَ ) , ألم تعلم , وهو استفهام تعجب , ( كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) , هم ابرهة بن يكسوم الحبشي , جاء بجيشه مصحوبا بالفيلة , قاصدا هدم الكعبة .
أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ{2}
تستمر الآية الكريمة ( أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ ) , في هدم الكعبة , ( فِي تَضْلِيلٍ ) , في ضياع وخسارة .
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ{3}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً ) , بعث عليهم جل وعلا الطير , ( أَبَابِيلَ ) , على شكل جماعات متتابعة متوالية .
تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ{4}
تضيف الآية الكريمة ( تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ) , ترميهم بطين متحجر .
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ{5}
تختتم الآية الكريمة مبينة حالهم بعد ان رمتهم الطير بالحجارة ( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ) , كورق زرع او كتبن اكلته الدواب او الاكلة , " العصف التبن والمأكول هو الذي يبقى من فضله" – تفسير القمي - .
( عن الباقر عليه السلام انه سئل عن قوله تعالى وأرسل عليهم طيرا أبابيل قال كان طير ساف جاءهم من قبل البحر رؤوسها كأمثال رؤوس السباع وأظفارها كأظفار السباع من الطير مع كل طائر ثلاثة أحجار في رجليه حجران وفي منقاره حجر فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم بها وما كان قبل ذلك اتي شيء من الجدري ولا رأوا من ذلك الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده قال ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضرموت وهو واد دون اليمن أرسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين قال وما رأي في ذلك الوادي ماء قط قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة قال ولذلك سمي حضرموت حين ماتوا فيه .
عن الصادق عليه السلام : وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها فكانت تحاذي برأس الرجل ثم يرسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد إلا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما رأى إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال هذا الطير منها وجاء الطير حتى حاذى رأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات .
عن الكاظم عليه السلام ان ابرهة بن يكسوم قاد الفيل إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله فقال عبد المطلب ان لهذا البيت ربا يمنعه ثم جمع أهل مكة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل ترميهم ودفعهم عن مكة وأهلها .
قيل وكان السبب فيه أن أبرهة بن الصباح الا شرم ملك اليمن من قبل اصحمة النجاشي بنى كنيسة بصنعاء وسماها القليس وأراد أن يصرف إليها الحاج فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلا فأغضبه ذلك فحلف ليهد من الكعبة فخرج بجيشه ومعه فيل قوي اسمه محمود إلى آخر القصة ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .
سورة قريش الشريفة
للسورة الشريفة جملة من الفضائل والخصائص , لعل ابرزها ما جاء في كتاب ثواب الاعمال عن الصادق عليه السلام : من أكثر قراءة لإيلاف قريش بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة ان شاء الله .
يرى كثير من اصحاب الرأي , ضرورة قراءة السورتين الشريفتين "الفيل , قريش" معا , خصوصا في الصلاة , ولا يجوزون الفصل بينهما .
بسم الله الرحمن الرحيم
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ{1}
تستهل السورة الشريفة ( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ) , اعجبوا لإلف قريش , يرى بعض المفسرين انه متعلق بـ ( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ) , او هو متعلق بقوله جل وعلا ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ{3} ) .
إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ{2}
تستمر الآية الكريمة ( إِيلَافِهِمْ ) , امنهم , وانتظام رحلاتهم , واشهرها ( رِحْلَةَ الشِّتَاء ) , الى اليمن , ( وَالصَّيْفِ ) , ورحلة الصيف الى الشام , من كل عام .
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ{3}
تضيف الآية الكريمة ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ) , فليعبدوا ويشكروا رب هذا البيت "الكعبة المشرفة" , ويخلصوا له العبادة , وينبذوا الاصنام .
الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ{4}
تختتم الآية الكريمة مضيفة ( الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ ) , من الجوع ورفع اسبابه عنهم , وكان من اسباب نزول الجوع قلة الزرع , ( وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ) , حيث خافوا من جيش الفيلة , وايضا آمنوا من مخاطر الطريق في الرحلتين .
( نزلت في قريش لأنه كان معاشهم من الرحلتين رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة في الصيف إلى الشام وكانوا يحملون من مكة الادم واللب وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره فيشترون بالشام الثياب والدرمك والحبوب وكانوا يتألفون في طريقهم ويثبتون في الخروج في كل خرجة رئيسا من رؤساء قريش وكان معاشهم من ذلك فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله استغنوا عن ذلك لان الناس وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وحجوا إلى البيت فقال الله فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع فلا يحتاجون ان يذهبوا إلى الشام وآمنهم من خوف يعني خوف الطريق ) . "تفسير القمي" .
وسوم: العدد 880