فتوى في صلاة الرغائب وفق فقه الميزان
جاءتني أسئلة كثيرة حول صلاة الرغائب ( وهي ١٢ ركعة بين المغرب والعشاء في ليلة اول جمعة من شهر رجب ويسبقها صيام الخميس مثل اليوم )
فهل يجوز لنا أن نحييها ونحن نريد الأجر ،أجيبونا أثابكم الله؟؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين
وبعد
أولا:إن فقه الميزان يقتضي
أن العبادات المحضة والشعائر التعبدية قائمة على التوقف على ورود الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة فلا يجوز إحداث عبادة مثل الصلاة والصيام إلا بدليل ثابت
هذا هو ميزان العبادات المحضة
أما ميزان العادات فعلى التوسع والمصالح ...
وبناء على ذلك فإن صلاة الرغائب لم تثبت بأي دليل شرعي معتبر بل هي بدعة مستحدثة بعد حوالي 480 سنة،لذلك لا يجوز القيام بها ولا الركعات الخاصة بليلة النصف من الشعبان باتفاق الفقهاء:
*. قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع 3/548 :
)) الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب , وهي ثنتا عشرة ركعة تصلى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب , وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحتان ولا يغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب , وإحياء علوم الدين , ولا بالحديث المذكور فيهما فإن كل ذلك باطل ، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك , وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتابا نفيسا في إبطالهما فأحسن فيه وأجاد رحمه الله (( انتهى
* وقال العلامة ابن عابدين في حاشيته 2/26 )) : قال في البحر : ومن هنا يعلم كراهة الاجتماع على صلاة الرغائب التي تفعل في رجب في أولى جمعة منه وأنها بدعة ))
* وقال العلامة احمد بن موسى الحجاوي المقدسي في الإقناع في فقه الإمام أحمد 1/154 : ((وأما صلاة الرغائب والصلاة الألفية ليلة نصف شعبان فبدعة لا أصل لهما ))
* وقال ابن الحاج المالكي في المدخل 4/278 : ((الضَّرْبُ الثَّالِثُ: مَا كَانَ مُخَالِفًا لِلشَّرْعِ الشَّرِيفِ أَوْ مُسْتَلْزِمًا لِمُخَالَفَةِ الشَّرْعِ الشَّرِيفِ. فَمِنْ ذَلِكَ صَلَاةُ الرَّغَائِبِ، فَإِنَّهَا مَوْضُوعَةٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَذِبٌ عَلَيْهِ ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ الطُّرْطُوشِيُّ إنَّهَا لَمْ تَحْدُثْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ إلَّا بَعْدَ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَةِ سَنَةٍ مِنْ الْهِجْرَةِ ))
وأدعو المسلمين والمسلمات إلى الالتزام بالسنة الصحيحة قولا وفعلا وتقريرا ،والابتعاد عن كل كل بدعة في العبادات فهي ضلالة وكل ضلالة في النار،ففي ما شرع من العبادات الصحيحة كفاية، والله تعالى وجهنا نحوط تعمير الكون والإبداع فيه فقال تعالى :( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) أي أوجب عليكم تعميرها.
هذا والله أعلم بالصواب
كتبه الفقير إلى ربه
أ.د.علي محيي الدين القره داغي
وسوم: العدد 967