منوعات روحية 974
رمضان على الأبواب..
فاستعد من الآن :-
رمضان قصير لا يحتمل التقصير ..
وقدومه عبور لا يقبل الفتور ..
فكلما تكاسلت فتذكر قول الله تعالى :
(أياماً معدودات)..
رمضان بين أحد عشر شهرآ.. كيوسفَ بين أحد عشر كوكبآ ...
فلا تقتلوه ،
ولا تلقوه في الجب ،
ولاتبيعوه بثمن"بخس" ،
بل أكرموا مثواه ،
فعسى أن ينفعنا ،
أو نتخذه شفيعاً يوم الحساب ...
جعلنا الله وإياكم ممن وفق لاغتنامه ...
****************************************
ما هذه البلاغة و ما هذا الجمال !!
"في سورة النمل" كلمةواحدة ..في خمس آيات..تقريبامتتاليات ،
وفي كل مرة بمعنى مختلف !!!!
كلمة " ننظر""ومشتقاتها .
١- قال الله تعالى :" سَنَنظُرُ "أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٧ النمل ) سننظر هنا أي "سنتيقن" من صدقك أو كذبك .
٢- اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ" فَانظُرْ "مَاذَا يَرْجِعُونَ (٢٨ النمل ) فانظر هنا أي" فاسمع "ماذا يرددون بعد أن تلقي إليهم الكتاب .
٣- قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ "فَانظُرِي" مَاذَا تَأْمُرِينَ(٣٣ النمل ) فانظري هنا أي "قرري ".
٤- وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ "فَنَاظِرَةٌ" بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (٣٥ النمل) فناظرة هنا أي "منتظرة ".
٥- قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا "نَنظُرْ "أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (٤١ النمل ) ننظر هنا أي " نعلم ".
حقاً - :أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢ النساء )
****************************************
حينما نتأمل الحديث القدسى: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ» نسأل أنفسنا:
لماذا خص الله الصيام فى هذا الحديث دون غيره من العبادات؟
ولعل هذا يستدعى لدينا ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله فى هذا الشأن، بأن هناك عشرة أوجه فى بيان معنى الحديث وسبب اختصاص الصوم بهذا الفضل، وأهم هذه الأوجه:
< أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع فى غيره، قال القرطبي: لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه ولهذا قال فى الحديث: «يدع شهوته من أجلى».
وقال ابن الجوزى: جميع العبادات تظهر بفعلها وقلّ أن يسلم ما يظهر من شوبٍ «يعنى قد يخالطه شىء من الرياء» بخلاف الصوم.
< أن المراد بقوله: «وأنا أجزى به» أنى أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته. قال القرطبى: معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير. ويشهد لهذا رواية مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ» أى أجازى عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره، وهذا كقوله تعالى: «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».
< أن معنى قوله: «الصوم لى» أى أنه أحب العبادات إلى والمقدم عندى. قال ابن عبدالبر: كفى بقوله: «الصوم لى» فضلا للصيام على سائر العبادات.
< أن الإضافة إضافة تشريف وتعظيم، كما يقال: بيت الله، وإن كانت البيوت كلها لله. قال الزين بن المنير: التخصيص فى موضع التعميم فى مثل هذا السياق لا يفهم منه إلا التعظيم والتشريف.
****************************************