نستبشر ... ونتفاءَل
نستبشر خيرا ونحن نرى أبناء أمتنا بناتها ــ حيَّاهم اللهُ ــ ووجوههم مشرقةَ بالوفاءِ لدينهم ولأمتهم وللأمل الذي يرف في محاجرهم لعودتها إلى مكانتها التي بوَّأها الله إياها في محكم كتابه المبين . ، فقلوبُهم تنبضُ بالإيمان وقلوبهم تفيض بالمودة، ومشاعرهم تزخرُ بحمد الله على ما أنعم على هذه الأمة من مجدِ سابغِ ، وخيرِ وريفِ ، وبأسفارِ إنجازات عالمية عظيمة في جميع مجالات الجياة وما يخدم البشرية جمعاء قد تحققت بفضل اللهِ تعالى أولا ، ثم بفضل القيادات الرشيدة التي قادت مسيرة الحضارة التي استمدت روحها المميزة من شريعة الله سبحانه وتعالى . واستبشارنا بمن يعي مكانة الأمة وقد آلَو على أنفسهم أن يكونوا السند المكين لهذه النهضة المباركة التي تتجددُ بمضامينها الهممُ العالية ، وتتحفَّزُ من أجلها العزائمُ لإعلاءِ صرحِ استثماراتها الغالية التي تبلورت منذ عصر النبوة ،عصر إخراج الأمة مما كانت فيه إلى بداية عصور توالت على سطح المعمورة . رغم كل الأعباءُ الجسيمةً ، والمكابدةُ قاسيةً ، والراحة لم تجدْ لها مكانا في حياة أصحاب نبيِّنا صلى الله عليه وسلم . فلقد حباهم اللهُ تعالى بقوة الإيمان وثبات اليقين ،و بالحكمة والوعيِ بطبيعة العمل المثمر ، وعلى هذا المنوال نسج التابعون وتابعوهم الكرامُ ثباب الاعتزاز بما وهبهم الله من فضل ومكانة في الدنيا وفي الآخرة ، فعلى نفس الطريق ساروا،وبنفس المنهج عملوا ، فنهضوا بدورهم الرائد ، ورسَّخوا أسباب نجاحاتهم في إسعاد جميع الناس في أعمال إنسانية مباركة شاملة ، معتمدين في ذلك على الله جلَّ وعلا ، وعلى سواعد أبناء الأمة الذين استشعروا أهمية المراحل التي تمرُّ بها الإنسانية ومحاولات الأعداء لطمس نور الإسلام الذي ملأ أعنان الكون وبفضل الله سبحانه . فعاشت الإنسانية الرخاءَ والأمن والرفعة والتطور والعمران ، وما ذاك إلا بتوفيق الله تعالى ، فبورك لهذه الأمة دينها القويم . وشبابها الأبرار . وشعوبها في كل أقطارها التي امتدت إلى كل أنحاء هذه الدنيا .
إنها القيم الإسلامية والرحمة الإلهية أشاعت روح السعادة والطمأنينة ، والتجرُّد للعمل المنتج ، والتحمُّس للإنجاز . والتعامل بمصداقية نادرة نابعة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف ، وسعيها بمشاريع حضارية عالمية ــ كما يقال في هذا الزمان ــ مع الشعوب الأخرى ليسود الأمن والخير والسلام أرجاءَ الأرض ، وما برح الحضور الإسلامي متألقا في كل المناسبات التي تهمُّ عالمنا العربي والإسلامي حضورا فاعلا ومؤيدا بالصدق والبذل والإخاء .فمن الواجب على كل ذي وعي ومكانة علمية أو اجتماعية أن يعمل على تجديد الهممَ ، ويوقدَ جُذَى العزائمِ ، ويحافظُ على دوره في الإنتاج والإعمار ، ويهبُ مالديه من قدراتٍ وطاقاتٍ ومواهبَ وإبداعاتٍ ، ليظلَّ استبشارُنا في أٌفقِ الريادة العالمية لأمتنا ، وليبقى صرحُ مجدِ أمتنا عاليا شامخا بما تملك القدرات الإيجابية و الضوابط الشرعية الأثيرة التي غذَّتْ مسيرةَ قيم التعامل الإنساني ، فالتأكيدُ على تلمُّسِ حاجات الناس ، والسعي الحثيث إلى تلبية طلباتهم ، وعلى منظومة الخدمات المتنوعة والمتجددة في حياتنا ، والمتمثلة في المشاريع التنموية في مجالات التعليم والصحة والطرق ،وسائر الخدمات الأخرى ... هي عنوانُ المنهج الإسلامي في السعي إلى الهدف المنشود الذي يسعى للوصول إليه ، لأن في ذلك راحة الناس وسعادتهم في ليلهم ونهارهم ، وفي حلهم وترحالهم .
نستبشر ونتفاءل بأننا مقبلون على خير ــ إن شاء الله ــ وجادون في صناعة هذا الخير ليشمل جميعَ ميادين التفاعل الإيجابي المنتج لحركةِ العمل المثمر ،و لفتح أبواب المستقبل المشرق في وجه الأمة، نستبشر بما وعد الله عباده الصالحين . ونسأله سبحانه وتعالى أن يهب أبناء الأمة القدرة الفائقة على إنجاز الأمل المنشود بسواعد الذين لايعرفون الكلل ولا التواكل . فهم التَّوَّاقون للأسمى والأفضل في كل شؤون حياتهم على منهج الله تبارك وتعالى .لأن البهارج المزيفة هي محض الباطل . والباطل لايمكن أن يدوم وإن استنسر وعربد لبعض الوقت .
إضـاءة :
قال سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَمُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يعيد)
وقال سبحانه وتعالى: (وَيَمْحُ اللهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ )
وقـال سبحانه وتعالى: (ثُـمَّ نُنَجِّـي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُـوا كَذَلِـكَ حَقّـاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ )
وسوم: العدد 1025