القرآن حجة لك أو عليك
الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، لقد قال الله تعالى "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ"-الذاريات21-، ثم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا» صحيح مسلم، وبعد: فكل إنسان كان ذكرا أو أنثى له في كف يده اليمنى خمسة أصابع، وفي كل اصبع ثلاث أنامل، فالمجموع عشرون مفصلا وطرف، كذلك يجد كل إنسان كان ذكرا أو أنثى في راحة كف يده اليمنى كتابة العدد ثمانية عشر، فلذلك يستطيع الإنسان أن يجمع من يده اليمنى المجموع ثمانية وثلاثون، ثم إن المسلم أكثر ما يستعمل في وضوئه كف يده اليمنى وأصابعه مجموعة حتى لا يتسرب منها الماء، وأكثر ما يستعمله هو ثلاث مرات، وذلك في غسل اليدين والاستنشاق والاستنثار وغسل الوجه وغسل الرجلين، فثلاثة ضرب ثمانية وثلاثون يساوي مائة و أربعة عشر، وكذلك عدد سور القرآن المجيد هو مائة وأربع عشرة سورة، والناظر إلى بطن كف يده اليمنى وأصابعه مجموعة يمكن أن يلحظ كتابة الرقم ثلاثة بمفصلي اصبعه الوسطى العلويين مع طرفها وأطراف اصبعيه الخنصر والبنصر، ويمكن أن يلحظ كتابة الرقم واحد عند التقاء أصابعه الوسطى والخنصر والبنصر مع بطن كفه أي عند أصول أصابعه الثلاثة، وكذلك يجد كتابة الرقم واحد ثم كتابة الرقم ثمانية في بطن كفه اليمنى كما ذكر من قبل، إن تلك الأرقام تمثل العدد ثلاثة ألاف ومائة وثمانية عشر وهذا العدد هو نصف عدد آيات القرآن المجيد، فعدد آيات القرآن المجيد هو ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون آية، فتبارك الله أحسن الخالقين، واللهم أسألك أن تجعلني والمسلمين والمسلمات المسبغين الوضوء على المكاره من التوابين وأن تجعلنا من المتطهرين، ثم إن المسلم بعد وضوئه يستعمل كف يده اليمنى في صلاته ثلاث مرات فرضا: مرة في قيامه فيضعه على ساعده الأيسر أو على ظهر يده اليسرى؛ ومرة في ركوعه وفي قعوده فيضعه على ركبته اليمنى أو في قعوده فيضعه على فخذه الأيمن أو على ركبته اليمنى؛ ومرة في سجوده فيضعه على الأرض، فثلاثة ضرب ثمانية وثلاثون يساوي مائة وأربعة عشر وهو عدد سور القرآن الكريم، كذلك تفضل اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة في ركن القيام بأنها تكون على اليسرى أو على الساعد الأيسر وفي ركن جلسة التشهد بأن المصلي يشير بسبابته اليمنى ويدعو بها ويضع إبهامه على اصبعه الوسطى، فاتصال الإبهام مع الوسطى وجمعهما مع الخنصر والبنصر المضمومين إلى بطن الكف يمثل كتابة الرقم ثلاثة، و أصول الأصابع الثلاثة المضمومة يمثل كتابة الرقم واحد، وتكون كتابة الرقم واحد و كتابة الرقم ثمانية في بطن كف اليد اليمنى تحت أطراف الأصابع الثلاثة المضمومة: الوسطى والخنصر والبنصر، وتلك الأرقام تمثل كتابة العدد ثلاثة ألاف ومائة وثمانية عشر وهذا العدد هو نصف عدد آيات القرآن الكريم، فكأن في ذلك دلالة من الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها على أن نصف الإيمان يتحصل عليه العبد في وضوئه وأن النصف الآخر يتحصل عليه في صلاته وأن الإيمان مجموع في مائة وأربع عشرة سورة التي هي عدد سور القرآن الكريم، فعَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَعَدَ يَدْعُو، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، وَوَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَى إِصْبَعِهِ الْوُسْطَى، وَيُلْقِمُ كَفَّهُ الْيُسْرَى رُكْبَتَهُ» صحيح مسلم. والله أعلم.
وسوم: العدد 1069