أسباب زيادة الإيمان ونقصه
الإيمان يزيد وينقص، وكثيرا ما يتساءل بعض الناس عن سبب ما يعتريه من ضعف الإيمان وذبول زهرته بعد أن كان قويا مزدهرا. ولذلك أسباب من صفات الإنسان وعاداته تفضي رذائلها إلى نقص الإيمان وتؤدي فضائلها إلى زيادته؛ فمن أراد تقوية إيمانه وزيادته فليعمل بأسباب ذلك، فيتحلى بالصفات والعادات المؤدية إليه، ويتخلى عن الصفات والعادات المنافية له.
وهذه بعضها:
1) الشره والنهم والجشع والحرص والطمع -وهي رذائل تزيد من التعلق بالدنيا والتنافس فيها حتى تنسى الآخرة ولا يبقى لها مكان في النفس- ويقابلها الزهد والقناعة من أوصاف المؤمنين.
2) القسوة والغلظة والفظاظة -وهي رذائل تقسي القلب وتبعده عن رقة الإيمان وبشاشته- ويقابلها الهون واللين والرفق من أوصاف المؤمنين.
3) الكبر -وهو من أخبث الرذائل المجافية للإيمان لما فيه من منازعة الله سبحانه ما تفرد به من الكبرياء- ويقابله التواضع وهضم النفس من أوصاف المؤمنين.
4) الغرور والعجب -وهمها مما أدى بإبليس إلى الكفر- ويقابلهما الاعتراف بالفضل لله وحده والخشية من عدم القبول، وهما من أوصاف المؤمنين.
5) الملالة والتقلب والضجر -وهي أحوال تجافي الاستمرار والمداومة على فعل الطاعات واجتناب المعاصي والشهوات- ويقابلها الصبر من أوصاف المؤمنين.
6) الكذب -وهو المَولِج لارتكاب القبائح والشرور لأن الإنسان لا يكذب عادة إلا لمداراة القبيح وهو نقيض الإيمان لأن الإيمان هو التصديق القلبي والكاذب بلسانه كاذب بقلبه- ويقابله الصدق من أوصاف المؤمنين.
7) الخيانة -وهي مضيعة للإيمان لأن الدين أمانة والخائن يضيعها- ويقابلها الأمانة من أوصاف المؤمنين.
8) الغدر -وهو نكوص عن الوفاء بعهد الإيمان- ويقابله الوفاء من أوصاف المؤمنين.
9) السخط -ويبدأ بسخط النعم حتى يصل إلى كفر المنعم- ويقابله الرضا من أوصاف المؤمنين.
10) العناد والإغراق في اتباع الهوى -فالعناد يصد عن الحق والهوى يغرق في الباطل والإيمان هو الحق والكفر هو الباطل- ويقابله الانقياد والاستسلام من أوصاف المؤمنين.
11) البذاءة والفحش والوقاحة -وهي رذائل تبعث على انتهاك الحركات وعدم الاكتراث بأخلاق الإيمان التي هي مقصد الدين- ويقابلها الحياء والأدب من أوصاف المؤمنين.
12) مخالطة أهل الشر والسوء -وفيها جماع ما تقدم من الرذائل- ويقابلها صحبة أهل الدين والإيمان، وفيها جماع ما تقدم من الخير.
وسوم: العدد 1076