«فَالْتَمَسْتُهَا إِنَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ»
الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، لقد قال الله تعالى "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"-البقرة255 أو المصحف الشريف262-، وقال الله تعالى "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ"-آل عمران2 أو المصحف الشريف295-، وقال الله تعالى "وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا"-طه111 أو المصحف الشريف2459-، ثم عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ فِي ثَلَاثِ سُوَرٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَطَهَ» قَالَ الْقَاسِمُ: «فَالْتَمَسْتُهَا إِنَّهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» المستدرك على الصحيحين، ثم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلاَةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلاَ نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ، وَأَعْلَى الجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ» صحيح البخاري، وبعد: فالأيات التي ذكر فيها اسم الله القيوم أو المصدر منه "قائم" هي التي فيها قول الله تعالى ’’الْحَيُّ الْقَيُّومُ‘‘(المصحف الشريف:262) وقوله تعالى ’’الْحَيُّ الْقَيُّومُ‘‘(المصحف الشريف:295) وقوله تعالى ’’قَائِمًا بِالْقِسْطِ‘‘(آل عمران:18 أو المصحف الشريف:311) وقوله تعالى ’’قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ‘‘(الرعد:33 أو المصحف الشريف:1740) وقوله تعالى ’’لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ‘‘(المصحف الشريف:2459) فالزوج المعرف بالأعداد التالي (مجموع أرقام الآيات في المصحف الشريف، مجموع فروق أرقام تلك الآيات في المصحف الشريف، الفرق بين مجموع تلك الأرقام ومجموع فروقها، مجموع تلك الأرقام مع مجموع الفروق) يساوي (5067، 997، 4070، 6064)، وتلك الأعداد هي أرقام الأيات التالية في المصحف الشريف: ’’فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ‘‘-الواقعة88 أو المصحف الشريف5067-، ’’وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‘‘-الأعراف43 أو المصحف الشريف997-، ’’وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ‘‘-الزمر12 أو المصحف الشريف4070-، ’’وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى‘‘-الليل6 أو المصحف الشريف6064-، فجميع تلك الآيات فيها خبر صفات من أحصى أو يحفظ أسماء الله الحسنى وهي: (1) من المقربين، (2) يرثون الجنة، (3) من المسلمين مع النبيين عليهم السلام، (4) صدق بكلمة التوحيد فوفقه الله عز وجل إلى إحصاء أو حفظ أسماءه الحسنى، ففي الحديث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» صحيح البخاري، {أَحْصَيْنَاهُ}[يس: 12]" حَفِظْنَاهُ وَعَدَدْنَاهُ، وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "فِي هَذَيْنِ الْآيَتَيْنِ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وَ {الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} إِنَّ فِيهِمَا اسْمَ اللَّهِ الْأَعْظَمَ" مسند أحمد، وعَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: "اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ فِي سُوَرٍ ثَلَاثٍ: الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَطه" سنن ابن ماجه، ومعنى اسم الله "القيوم" هو أن الله عز وجل ’’لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ‘‘ في التحقق من تدبير ملائكته عليهم السلام لأوامره التي عندهم في كتاب من دون أن يشغله تدبير أمر عن أمر وحال التحقيق القيام، والله أعلم، اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا وأخواتنا المسلمين والمسلمات، وأن تغفر للسابقين الأوليين من المهاجرين والأنصار والذين اتبوعهم بإحسان ولا تجعل في قلوبنا غلا لأحد منهم ولا للذين آمنوا، وأن تجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن تدخلنا الجنة مع عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وذي قرني الجنة علي والمهاجرين والأنصار والمهديين من بعدهم رضي الله عنهم جميعا، اللهم انصرنا والمرابطين وانصر المجاهدين في سبيلك لتكون كلمتك هي العليا على الروم وعلى جميع أعدائك في جميع الملاحم، لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فسبحان الله رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وسوم: العدد 1081