آخر معجزات النبوة في روضة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ «كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سِتْرَ الْحُجْرَةِ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا، وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا» قَالَ: «فَبُهِتْنَا وَنَحْنُ فِي الصَّلَاةِ مِنْ فَرَحٍ بِخُرُوجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَارِجٌ لِلصَّلَاةِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ»، قَالَ: «ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْخَى السِّتْرَ» قَالَ: «فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ»، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشُجَّ فِي رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عَنْهُ، وَيَقُولُ: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ؟»، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ’’لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ‘‘(آل عمران:128)، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ»، قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «لِمَنْ شَاءَ»، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ»، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، رَدَّهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، رَدَّهُ إِلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، رَدَّهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ»، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ» وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ: «مَنْ أَحْصَاهَا»،عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «جَعَلَ اللهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا، فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ تَتَرَاحَمُ الْخَلَائِقُ، حَتَّى تَرْفَعَ الدَّابَّةُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا، خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ»، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ») صحيح مسلم، ثم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِي أَرْبَعِينَ صَلَاةً، لَا يَفُوتُهُ صَلَاةٌ، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَنَجَاةٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَبَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ» مسند أحمد، وبعد:- فعدد الصوات المفروضة خمس وهذا عدد أصابع اليد والصلوات المفروضة هي: (1) صلاة الفجر، (2) صلاة الظهر، (3) صلاة العصر، (4) صلاة المغرب، (5) صلاة العشاء، وأخر عدد نوافل الصلوات هو خمس عشرة وهذا عدد أنامل اليد والنوافل هي: (1) ركعتان قبل صلاة الصبح، (2) أول ركعتين قبل الظهر، (3) ثان ركعتين بعد الظهر، (4) ركعتان بعد صلاة الظهر، (5) ركعتان بين آذان العصر وقبل إقامة صلاة العصر، (6) ركعتان بين آذان المغرب وقبل إقامة صلاة المغرب، (7) ركعتان بعد صلاة المغرب، (8) ركعتان بين آذان العشاء وقبل إقامة صلاة العشاء، (9) ركعتان بعد صلاة العشاء، (10) أول ركعتي قيام الليل، (11) ثان ركعتي قيم الليل، (12) ثالث ركعتي قيام الليل، (13) رابع ركعتي قيام الليل، (14) خامس ركعتي قيام الليل، (15) ركعة صلاة الوتر، والعدد ثمانية عشر مكتوب على اليد اليمنى لكل إنسان، وورقة المصحف التي فيها الآية رقم مائة وسبعة من سورة الكهف وهي السورة رقم ثمان عشرة في المصحف الشريف فيها ذكر أعظم أجر الله عز وجل الذي وعده للمؤمنين وهي في قوله تعالى ’’ان الذين امنوا وعملوا الصلحت كانت لهم جنت الفردوس نزلا‘‘-18الكهف107-، ومائة وسبعة يساوي تسعة وتسعين زائد ثمانية، وثمانية ضرب خمسة يساوي أربعين، ومجموع عدد أصابع اليد زائد مجموع عدد أنامل اليد يساوي عشرين، واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة مرتين حين كان يرى أنس بن مالك رضي الله عنه أن وجه النبي صلى الله عليه وسلم كأنه ورقة مصحف، وذلك لكشف الستر والإشارة والثالثة لإرخاء الستر، فتكرار عدد الأصابع والأنامل في المرتين الأوليتين هو أربعون، وفترة نبوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي ثلاث وعشرون سنة، وهذا رقم سورة المؤمنون، وهو مجموع عدد أصابع اليد مع العدد المكتوب على يمين كل إنسان، ونكص أبي بكر الصديق رضي الله عنه ترك أثر كتابة العدد واحد، وإشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة إلى أصحابه ترك أثر كتابة العدد واحد، والآية رقم إحدى عشرة من سورة المؤمنون فيها ذكر أعظم أجر وعده الله عز وجل للمؤمنين وهي في قوله تعالى ’’الذين يرثون الفردوس هم فيها خلدون‘‘-23المؤمنون11-، ومجموع الأعداد المباركة الموجودة في اليد الشريفة يساوي خمسة زائد خمسة عشر زائد ثمانية عشر يساوي ثمانية وثلاثين، ومجموعهم في المرتين المباركتين يساوي ستة وسبعون، ثم إن ست وسبعين زائد ثلاث وعشرين يساوي تسعة وتسعين، وهو عدد أسماء الله الحسنى، وكذلك هو مجموع عدد رحمات الله تعالى التي وعدها الله لعباده المؤمنين يوم القيامة، ومجموع الأعداد المباركة في الثلاث مرات قبل أن يفقد الناس النبي صلى الله عليه وسلم، إنا لله وإنا إليه راجعون، يساوي مائة وأربعة عشر، وهذا هو عدد سور القرآن المجيد، فاللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لنا وترحمنا وتجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن تدخلنا الجنة مع عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أبي الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وذي قرني الجنة علي والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان والمهديين من بعدهم رضي الله عنهم جميعا، وأسألك أن تنصرنا والمجاهدين في سبيلك على الروم وعلى جميع أعدائك في جميع الملاحم، فسبحان الله رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وسوم: العدد 1084