أخبار متفرقة عن المهديين والسفيانيين

عبد الرحيم بن أسعد

الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، أخبار عن المهديين والسفيانيين:- (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الخامس من أهل بيتي فالهرج الهرج، يموت السابع، ثم كذلك حتى يقوم المهدي» قال: وبلغني عن شريك أنه قال: «هو ابن العفر، يعني هارون» وكان الخامس، ونحن نقول هو السابع، والله أعلم، عن كعب، قال: «إذا ملك رجل الشام، وآخر مصر، فاقتتل الشامي والمصري، وسبى أهل الشام قبائل من مصر، وأقبل رجل من المشرق برايات سود صغار قبل صاحب الشام، فهو الذي يؤدي الطاعة إلى المهدي» قال أبو قبيل: يكون بإفريقية أميرا اثنتا عشرة سنة، ثم تكون بعده فتنة، ثم يملك رجل أسمر يملؤها عدلا، ثم يسير إلى المهدي فيؤدي إليه الطاعة ويقاتل عنه، قال: سمعت عليا، رضي الله عنه يقول: «لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث، ويموت ثلث، ويبقى ثلث»، قال كعب: «ويلي الناس رجل من بني هاشم ببيت المقدس، يطفئ سننا كانت معروفة، ويبتدع سننا لم تكن، حتى لا تجد عالما يحدث بحديث واحد، وفي زمانه الخسف والمسخ، ويعود الإسلام غريبا كما بدأ غريبا، فالمتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر، وكخارط القتاد في ليلة مظلمة، ويرسل ابنته تخطر في الأسواق معها الشرط، عليها بطيطان من ذهب، لا توارى مقبلة ولا مدبرة، فلو تكلم في ذلك رجل ضربت عنقه»، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المهدي يعيش في ذلك، يعني بعدما يملك، سبع سنين، أو ثمان، أو تسع»، عن كعب، قال: «يكون بعد المهدي خليفة من أهل اليمن من قحطان أخو المهدي في دينه، يعمل بعمله، وهو الذي يفتح مدينة الروم، ويصيب غنائمها»، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «القحطاني بعد المهدي، والذي بعثني بالحق ما هو دونه»، عن عبد الله بن عمرو، قال: «السفاح، ثم المنصور، ثم جابر، ثم المهدي، ثم الأمين، ثم سين وسلام، ثم أمير العصب، ستة منهم من ولد كعب بن لؤي، ورجل من قحطان، لا يرى مثلهم كلهم صالح»، عن أرطاة، قال: «بلغني أن المهدي، يعيش أربعين عاما، ثم يموت على فراشه، ثم يخرج رجل من قحطان مثقوب الأذنين، على سيرة المهدي، بقاؤه عشرين سنة، ثم يموت قتلا بالسلاح، ثم يخرج رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم مهدي حسن السيرة، يفتح مدينة قيصر، وهو آخر أمير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يخرج في زمانه الدجال، وينزل في زمانه عيسى ابن مريم عليه السلام»، عن أرطاة، قال: «يكون بين المهدي وبين طاغية الروم صلح بعد قتله السفياني، ونهب كلب، حتى يختلف تجاركم إليهم، وتجارهم إليكم، ويأخذون في صنعة سفنهم ثلاث سنين، ثم يهلك المهدي، فيملك رجل من أهل بيته يعدل قليلا، ثم يجور، فيقتل قتلا، ولا ينطفئ ذكره حتى ترسو الروم فيما بين صور إلى عكا، فهي الملاحم»، عن أرطاة، قال: «المهدي ابن ستين سنة»، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: «يبايع المهدي بين الركن والمقام، لا يوقظ نائما، ولا يهريق دما»، عن علي، رضي الله عنه قال: "إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب بن صالح، تمني الناس المهدي، فيطلبونه فيخرج من مكة ومعه راية النبي صلى الله عليه وسلم، فيصلي ركعتين بعد أن يئس الناس من خروجه لما طال عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف، فقال: أيها الناس، ألح البلاء بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وبأهل بيته خاصة قهرنا وبغي علينا"، عن أبي جعفر، قال: "ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وقميصه وسيفه، وعلامات ونور وبيان، فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: أذكركم الله أيها الناس، ومقامكم بين يدي ربكم، فقد اتخذ الحجة، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، وأمركم أن لا تشركوا به شيئا، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله، وأن تحيوا ما أحيا القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعوانا على الهدى، ووزرا على التقوى، فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بالوداع، فإني أدعوكم إلى الله، وإلى رسوله، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنته، فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، عدة أهل بدر، على غير ميعاد قرعا كقرع الخريف، رهبان بالليل، أسد بالنهار، فيفتح الله للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وتنزل الرايات السود الكوفة، فيبعث بالبيعة إلى المهدي، ويبعث المهدي جنوده في الآفاق، ويميت الجور وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه القسطنطينية"، عن عبد الله بن شريك، قال: «مع المهدي راية رسول الله صلى الله عليه وسلم المغلبة، ليتني أدركته وأنا أجدع»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المهدي يصلحه الله تعالى في ليلة واحدة»، عن أبي سعيد الخدري، عن كعب، قال: «المهدي ابن أحد أو اثنين وخمسين سنة»، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال: «إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة، بعث في طلب أهل خراسان، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر، فتكون بينهم ملحمة عظيمة، فتظهر الرايات السود، وتهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه»، عن علي، قال: «يبعث بجيش إلى المدينة فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد صلى الله عليه وسلم، ويقتل من بني هاشم رجال ونساء، فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض من المدينة إلى مكة، فيبعث في طلبهما، وقد لحقا بحرم الله وأمنه»، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: «تكون بالمدينة وقعة تغرق فيها أحجار الزيت، ما الحرة عندها إلا كضربة سوط، فينتحي عن المدينة قدر بريدين، ثم يبايع إلى المهدي»، عن أرطاة، قال: «يقاتل السفياني الترك، ثم يكون استئصالهم على يدي المهدي، وهو أول لواء يعقده المهدي، يبعثه إلى الترك»، عن ثوبان، قال: «إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فائتوها ولو حبوا على الثلج، فإن فيها خليفة الله المهدي»، عن سفيان الكلبي، قال: «يخرج على لواء المهدي غلام حديث السن خفيف اللحية أصفر» ولم يذكر الوليد: أصفر «لو قاتل الجبال لهزها» وقال الوليد: «لهدها حتى ينزل إيلياء»، عن عبد الله، رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فتية من بني هاشم، فتغير لونه، فقلنا: يا رسول الله ما نزل، نرى في وجهك شيئا نكرهه؟ فقال: «إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي هؤلاء سيلقون بعدي بلاء وتطريدا وتشريدا، حتى يأتي قوم من هاهنا من نحو المشرق، أصحاب رايات سود، يسألون الحق فلا يعطونه، مرتين أو ثلاثا، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا، فلا يقبلوها حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها عدلا كما ملئوها ظلما، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج، فإنه المهدي»، عن عمار بن ياسر، قال: «فيتبع عبد الله عبد الله، فتلتقي جنودهما بقرقيسيا على النهر، فيكون قتال عظيم، ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء، ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة إلى السفياني، فيتبع اليماني فيقتل قيسا بأريحا، ويحوز السفياني ما جمعوا، ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد، ثم يظهر السفياني بالشام على الرايات الثلاث، ثم يكون لهم وقعة بعد قرقيسيا عظيمة، ثم ينفتق عليهم فتق من خلفهم، فيقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان، وتقبل خيل السفياني كالليل والسيل، فلا تمر بشيء إلا أهلكته وهدمته، حتى يدخلوا الكوفة، فيقتلوا شيعة من آل محمد، ثم يطلبون أهل خراسان في كل وجه، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي، فيدعون له وينصرونه»، عن أرطاة، قال: «يكون في زمان الهاشمي الذي يتجبر في بيت المقدس بعد المهدي الذي يبعث بجارية عليها لباس لا يواريها، في زمانه يكون رجف ومسخ وخسف»، عن أرطاة، قال: «يدخل السفياني الكوفة فيسبيها ثلاثة أيام، ويقتل من أهلها ستين ألفا، ثم يمكث فيها ثماني عشرة ليلة، يقسم أموالها، ودخوله الكوفة بعدما يقاتل الترك والروم بقرقيسيا، ثم ينفتق عليهم من خلفهم فتق فترجع طائفة منهم إلى خراسان، فيقتل خيل السفياني ويهدم الحصون حتى يدخل الكوفة، ويطلب أهل خراسان، ويظهر بخراسان قوم يدعون إلى المهدي، ثم يبعث السفياني إلى المدينة فيأخذ قوما من آل محمد حتى يرد بهم الكوفة، ثم يخرج المهدي ومنصور من الكوفة هاربين، ويبعث السفياني في طلبهما، فإذا بلغ المهدي ومنصور مكة نزل جيش السفياني البيداء، فيخسف بهم، ثم يخرج المهدي حتى يمر بالمدينة فيستنقذ من كان فيها من بني هاشم، وتقبل الرايات السود حتى تنزل على الماء، فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم فيهربون، ثم ينزل الكوفة حتى يستنقذ من فيها من بني هاشم، ويخرج قوم من سواد الكوفة يقال لهم العصب، ليس معهم سلاح إلا قليل، وفيهم نفر من أهل البصرة، فيدركون أصحاب السفياني فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة، وتبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي»، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المهدي أجلى الجبين، أقنى الأنف»، عن أبي الطفيل، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف المهدي فذكر ثقلا في لسانه، وضرب بفخذه اليسرى بيده اليمنى إذا أبطأ عليه الكلام، «اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي»، عن ابن عباس، قال: «المهدي شاب منا أهل البيت»، قال: قلت: عجز عنها شيوخكم ويرجوها شبابكم؟ قال: «يفعل الله ما يشاء»، عن ابن عباس، قال: «المهدي منا، يدفعها إلى عيسى ابن مريم عليه السلام»، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، المهدي منا أئمة الهدى، أم من غيرنا؟ قال: «بل منا، بنا يختم الدين كما بنا فتح، وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك»، عن الأعمش، عمن حدثه عن ابن عمر، أنه قال لابن الحنفية: «ما المهدي الذي تقولون؟» قال: كما تقول: الرجل الصالح، إذا كان الرجل صالحا، قيل له المهدي، فقال ابن عمر: «قبح الله الحماقة، كأنه أنكر قوله»، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما قال: «المهدي الذي ينزل عليه عيسى ابن مريم، ويصلي خلفه عيسى، عليهما السلام»، عن كعب، قال: «المهدي من ولد فاطمة»، عن أرطاة، قال: «يبقى المهدي أربعين عاما»، عن كعب، قال: "يحاصر الدجال المؤمنين ببيت المقدس، فيصيبهم جوع شديد، حتى يأكلوا أوتار قسيهم من الجوع، فبينا هم على ذلك إذ سمعوا صوتا في الغلس، فيقولون: إن هذا لصوت رجل شبعان، قال: فينظرون فإذا بعيسى ابن مريم، قال: وتقام الصلاة، فيرجع إمام المسلمين المهدي، فيقول عيسى: تقدم، فلك أقيمت الصلاة، فيصلي بهم ذلك الرجل تلك الصلاة، قال: ثم يكون عيسى إماما بعده"، عن كعب، قال: «أظلتكم فتنة كقطع الليل المظلم، لا يبقى بيت من بيوت المسلمين بين المشرق والمغرب إلا دخلته» ، قيل: فما يخلص منها أحد؟ قال: «يخلص منها من استظل بظل لبنان فيما بينه وبين البحر، فهو أسلم الناس من تلك الفتنة») الفتن لنعيم بن حماد، (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، يَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا» فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا صِحَاحًا؟ قَالَ: «بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ» قَالَ: "وَيَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِنًى، وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ، حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا فَيُنَادِي فَيَقُولُ: مَنْ لَهُ فِي مَالٍ حَاجَةٌ؟ فَمَا يَقُومُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَجُلٌ فَيَقُولُ أنا، فيقول: ائْتِ السَّدَّانَ - يَعْنِي الْخَازِنَ - فَقُلْ لَهُ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مَالًا، فَيَقُولُ لَهُ: احْثِ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ وَأَبْرَزَهُ نَدِمَ، فَيَقُولُ: كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا، أَوَعَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ؟ قَالَ: فَيَرُدُّهُ فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّا لَا نَأْخُذُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ، فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ - أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ، أَوْ تِسْعَ سِنِينَ - ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ - أَوْ قَالَ: ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ -") مسند أحمد، ذكر كلمة "المهدي" في كلمة "المهديين" في الحديثين الصحيحين:- (عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ لَهَا الْأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا. قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِي اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ» فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ» ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ افْسَحْ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ») مسند أحمد، تقدير عدد المهديين: قال الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم اعدا فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخونا وكنتم علي شفا حفره من النار فانقذكم منها كذلك يبين الله لكم ايته لعلكم تهتدون"-آل عمران103-، وقال الله تعالى "انما يعمر مسجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلوه واتي الزكوه ولم يخش الا الله فعسي اوليك ان يكونوا من المهتدين"-التوبة18-، فعدد سور القرآن المجيد مائة وأربع عشرة سورة، ثم إن أكثر عدد ركعات اليوم والليلة هو ست وأربعون ركعة فرضا وسنة، لذا فأقل مجموع نعم الله تعالى بهما هو مائة وستون عزا إماما مفرقا عن بعضه ومعرفا وإن العزة لله جميعا، والله أعلم.

وسوم: العدد 1086