مكائد السفهاء ، وحكم أهل الأهواء

حفِظَ اللهُ دينَه القويم من كيد الكائدين ، ومن مكر السفهاء أعداء الدين ، الذين خلعوا لباس الهدى وارتدوا ألبسة الضلالة والفساد في الأرض ، فشجعوا الجهلة على ارتكاب المحرمات ، وزيَّنوا لهم أنواع المفاسد ، فأبعدوا الناس عن حقيقة الإيمان بالله ، وعن حياض التوحيد ، فشاعت في المجتمع الإسلامي الضلالات ، وانحاز الشباب إلى التحزب الأعمى للأفكار المستوردة من شيوعية واشتراكية وحداثة وعلمنة وغيرها من أنواع أبواب الخسران ، وانساب هؤلاء الشباب من خلال هذه الأفكار إلى مواطن الفساد والمخدرات والملاهي ، واستحلوا ماحرَّم الله من السفور والفجور وكبائر الذنوب وصغائرها ، وحاربوا شريعة الله استكبارا وعُلوا بغير حق . فانغمسوا في مراتع الأهواء والإغواء ، فوقعوا أسرى الشهوات والملذات الدنيوية ، ونسوا حقوق أمتهم عليهم ، فقد جاذبتهم تلك المخازي وغلبتهم ، فهم على شفا جرف هار ، بل لقد انهار بهم في وديان الفوضى والتخبط الأعمى ، وهذه نتيجة حتمية لاتباع الهوى ، وثمرة مُرَّة يجنيها أهل الأهواء الضَّالة ، فهم في لهاث مميت وما أدق تشبيه الله لهم في هذا المضمار : ( ... وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث) 176 /الأعراف ، حيث الخبث والخسة والدناءة التي يتمتع بها كلاب الدنيا المعرضون عن نداء الآخرة والآخرة خير وأبقى ، لو كانوا يعلمون وهل يبقى متسع في قلوب هؤلاء لحقِّ أمةٍ ، أو مكان لضمير حيٍّ يشعر بما في المجتمع الذي يعيشون فيه من آلام وأوجاع ، ومن تطلعات وآمال يرتقبها الناس من حكامهم ؟! .

ولقد وصل هؤلاء إلى حكم البلاد والعباد بهذا الجهل والعجز والتخبط ، فذاق العباد على أيديهم أنواع الويلات والشدائد ، وتلاشى مايجب أن يكون للحاكم من تشمير عن ساعد المجد والسؤدد ، ومن تصدٍّ لِما تعاني منه الأمة ، ومن قدرة على مواجهة تقلبات الأيام وغوائلها وكيد الأعداء وما يبيِّتون لها ، وإنما أحدثوا في سلوكهم وتصرفاتهم ما لا يليق بحاكم مسلم ، متبعين أهواءَهم ، ضاربين بهَدْيِ دينهم عرض الجدران : ( فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى ) 135 / النساء . ولقد يُخيَّل للناظر إليهم وهو يستقصي أحوالهم أنهم في حالة من الضياع ، وأنهم غارقون في زينة الحياة الدنيا ، وقد غفلت قلوبهم عن حقيقة ماتقلدوه من مسؤوليات جِسام تجاه الأمة ، وتجاه شرائح المجتمع التي تحتاج إلى طعام وتعليم وصحة وأمن ... قال الله تعالى مخاطبا نبيَّه صلى الله عليه وسلم ... قائد الأمة (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) 28/ الكهف . فأين الحاكم الذي يتلمس معاناة الناس ، ويسهر على دفع أعباء الحياة عنهم ، ويتأسَّى بسيرة الخليفة الراشدي العظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يوم حمل الزاد على ظهره ومضى به إلى بيت تلك العجوز التي يتضور أولادها من الجوع ؟ وأين الحاكم الذي يجب أن يصغي للعلماء وأهل الحكمة والمشورة ، ويُبعد عنه بطانة السوء والفحشاء والمنكر لكيلا يضل ويُفتتن ، ويتبع أهواء الذين لايخافون الله ربَّ العالمين ؟ يقول الله عزَّ وجلَّ محذرا أهل الحكم والحل والعقد من هؤلاء : (فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى) 16 / طه . فالهوى سفير الشهوات إلى النفس ، يقتل الحمية والمروءة ، ويقود صاحبه إلى التبار والخسران ، وينأى به عن مواطن السداد والتوفيق . ولقد استعاذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من المرديات وعدَّ منها اتباع الأهواء ، فقال صلى الله عليه وسلم في دعائه : ( اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء ) .

لم تُبتلَ الأمةُ ببلاء أعظم من حكم أهل الأهواء لها ، فهم البطَّالون في أسواق الخذلان ، لايرون إلا مابه يتمتعون ، من مال ونساء ، ومن مراكب البهرج السَّيئ السمعة ، على عيونهم غشاوة ، وفي آذانهم وقر ، فلا يسمعون نداء مصلح ناصح ، ولا مشورة مَن يخشى الله ، فكيف لهؤلاء أن يقودوا أمة ذات مجد وتاريخ ، وهي مكلفة بأن تقيم الحقَّ و العدل وتقضي على أسباب الشقاء لدى الأمم يقول الله سبحانه وتعالى : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) 23 /الجاثية . إن الإنسان الذي تمتطيه أهواؤُه ينعكس ضررُها عليه ، ولكن المصيبة إذا كان صاحب الأهواء حاكما أو مسؤولا عن قطاع كبير في المجتمع ، فهذا يعود ضررُه على الناس ، وتقع المصيبة الكبرى عليهم ، وهيهات لهذه الأصناف أن تندم وتتوب ، وتستجيب لصوت دين أو ضمير أو لأمر الله ربِّ العالمين : ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ) 50 / القصص . وهؤلاء كما معلوم لدى الناس اليوم مشغولون ببطونهم وفروجهم وبمضلات الفتن كما ورد في الآثار .

وهؤلاء هم الذين أشرعوا أبواب الفساد للسفهاء العاجزين عن تقويم أنفسهم ، وعن الرقي بها على مدارج رضوان الله تبارك وتعالى ، فامتطى ظهورَهم إبليس للتخريب والتدليس ، وللفتن التي تعج بها بلاد المسلمين اليوم ، وهؤلاء وأسيادهم لم يفكِّروا لِما بعد موتهم هذا إن كان بعضهم يؤمنون باليوم الآخر ولقد صدق النبيُّ صلى الله عليه وسلم حين وصف الكيِّسَ من الناس والعاجز ذا الأهواء ، فعن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ, وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ, وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا, وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ)) رواه الترمذي . فإذا كانت العلاقة القائمة بين الحاكم وبين أهل العلم والنصيحة والمشورة على الصدق والإخلاص ، فإنها علاقة مباركة كريمة ، وإن كانت قائمة على المداهنة والخداع فبئست تلك العلاقة التي ستعود بالشر والأذى على جميع الأطراف ، ففي بعض الآثار : (مَنْ أَرَادَ أَنْ يُكْرَمَ دِينُهُ, فلا يَدْخُلْ عَلَى السُّلْطَانِ, وَلا يَخْلُوَنَّ بِالنِّسْوَانِ, ولا يُخَاصِمَنَّ أَصْحَابَ الأَهْوَاءِ) . فالسفهاء هم أصحاب المكائد والنقائص ، وهم الذين بسبب تصرفاتهم وأهوائهم يهلك الناس ، وتضيع قيم أخلاقهم ، ويتلاشى مالديهم من قوة ووفاء وإخلاص لبناء أوطانهم والرقي بها ، وحسبنا استفسار المهددين الذي يوجع القلوب : ( أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ) ! وهم أهل التعاملات المتقلبة الذين لايقيمون للأخلاق وزنا في تعاملاتهم ، وإذا فقد الإنسانُ الخُلُق الحميد فلا خير فيه ، ولذلك فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كان يسأل ربَّه عزَّ وجلَّ حسنَ الخُلُق ، وقد روى الإمام عن علي بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كان يقول إذا قام في صلاته : ( وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ... ) رواه مسلم . وبالأخلاق الحسنة يطمئن الناس ، وتصفو حياتهم ، وتستقر أوضاعهم وتسود المودة فيما بينهم . ولقد ذهب الاستهتار واللامبالاة بهؤلاء السفهاء إلى رمي الآخرين من أهل الإيمان و الصلاح بالمفاسد ، : ( قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ؟ ! آلا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) ، ولكنهم لايستحون ، ومن أين لهم أن يتمتعوا بأخلاق أهل الهدى والسمو ، الذين هذَّبت الأخلاق الإسلامية طباعهم وسيرهم ، فعن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنَّة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنَّة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنَّة لمن حسن خلقه) رواه أبو داود ، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ( إن من أحبِّكم إليَّ وأقربكم منِّي مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن من أبغضكم إليَّ وأبعدكم منِّي يوم القيامة الثَّرثارون والمتشدِّقون والمتفيهقون. قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثَّرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون) رواه التِّرمذي ، والأحاديث النبوية لاتُحصى في هذا الباب الكريم ، حيث ربَّت أبناء المجتمع الإسلامي على العفو والتسامح والإخاء ، وكانت لهم هذه التربية حصنا مكينا ، يدفع عنهم شرَّ السفهاء الذين جانبوا هذه المآثر . بل فضحت مايخفي هؤلاء الأشرار من ضغائن لسائر المسلمين . ونحن لانخشى من سفاهة هؤلاء ، لأن الله عزَّ وجلَّ تكفَّل بالانتقام منهم عاجلا وآجلا ، فما من سفيه عادى الله ورسولَه صلى الله عليه وسلم إلا وله موعد مع انتقام جبَّار السماوات والأرض ، لما شج وجه صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وجرحت وجنته وشفته السفلى ، حين ضربه السفيه عبدالله بن قمئة يوم أُحد قائلا : خذها وأنا ابن قمئه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه المبارك : ( مالك أقمأك الله ) ولم يزد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك . فجاء غضب الله عليه وهو يرعى غنمه في أعلى جبل ، وحين توسطها سلَّط الله عليه تيسا من غنمه ، فشدَّ عليه بأمر الله و قدرته ، وأخذ ينطحه ويدفعه حتى ألقاه من فوق الجبل ليهلك السفيه وهو يتدحرج إلى أسفل الوادي . والله قادر على أن يزلزل به الجبل ، وقادر أن يرسل إليه مَلَكا فيرديه ، ولكن السفيه من هؤلاء أهون على الله من ذلك . وكذلك فعل الله بالعديد من أعداء النبوة كالعاص بن وائل و الأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب ، فمنهم مَن عميت عيناه ، ومنهم مَن مات بسبب شوكة دخلت في جسده ، ومنهم مَن قُتل ... وتلك سُنَّة الله في أعداء الإسلام ، فلا يَغُرَّنَّكم طيشُهم وعبثهم ، ولا طغيانُ أسيادهم ، فما كانت العاقبة إلا لأهل الإيمان الذين صبروا على أذى هؤلاء المجرمين . فهؤلاء هم الذين عناهم نبيُّنا صلى الله عليه وسلم حين قال : (: مثَلُ المنافِقِ مثلُ الشاة بين الرَّبَضَينِ إِذا أَتتْ هذه نَطَحَتْها ) ، وأَراد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بهذا المثل قول اللّه عزّ وجلّ: ( مذبذبين بين ذلك لا إِلى هؤُلاء ولا إِلى هؤُلاء ) وفي المعاجم : ( رَبَضُ الغنم مأْواها، سُمِّيَ رَبَضاً لأَنها تَرْبِضُ فيه، وكذلك رَبَضُ الوَحْش مأْواهُ وكِناسُه ). وفي أحاديث الفتن آخر الزمن روي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه ذكرَ من أَشراط الساعة أَنْ تَنْطقَ الرُّوَيْبِضَةُ في أَمْرِ العامّةِ، قيل: وما الرويبضة يا رسول اللّه؟ قال: الرجل التافه الحقير ينطق في أَمْرِ العامّةِ ، وهذا مانراه اليوم حيث أصبح أهل الملاهي والخمارات والفجور يتكلمون في أمور الأمة العظيمة ، وأصبح أشباه المثقفين من النخب التافهة يخططون لنجاة الأمة !!! والرُّبَيْضةُ كما جاء في المعاجم أيضا : تصغير رابضةٍ وهو الذي العاجز الذي رَبَضَ عن معَالي الأُمور وقَعَد عن طَلبها، وزيادة الهاء للمبالغة في وصفه، جعل الرابِضَة راعِيَ الرَّبِيض كما يقال داهية، قال: والغالب أَنه قيل للتافه من الناس رابضة ورويبضة لربوضه في بيته وقلة انبعاثه في الأُمور الجسيمة، قال: ومنه يقال رجل رُبُضٌ عن الحاجات والأَسْفار إِذا كان لا يَنْهَضُ فيها. والرُّوَيْبِضَةُ: تَصْغِيرُ الرابِضَة، وهو الرجُلُ التافِهُ أي: الحقيرُ يَنْطِقُ في أمْرِ العامَّةِ، وهذا تفسيرُ النَّبيِّ، صلى الله عليه وسلم، لِلْكَلِمَةِ كما ذكرنا.

إنه الصراع بين الحق والباطل ، وإنه الابتلاء والتمحيص للناس ، وإنه استدراجٌ لهؤلاء السفهاء وأسيادهم من الطواغيت : ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) 21/ يوسف ، وستمضي سُنَّة الله في الخلق إلى يوم القيامة : ( فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ) 43 / فاطر . والسفهاء يتمادون وتنتفخ أوداجهم ويرعدون ويزبدون ، ولكنَّ نهايتهم معلومة في نواميس الله عزَّ وجلَّ : ( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) 137/آل عمران . إن استهزاءَهم برجال الدعوة الإسلامية ، وأكاذيبهم على دين الله ماهي إلا الدليل على ماهم فيه من الباطل والتعصب والضلال ، فحين يلقى بعضهم البعض تزداد ضحكاتهم على ماافتروا وكذبوا ، وهم يظنون أنهم ناجون من سخط الله وعذابه : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) ، وهكذا فإن الله لهم بالمرصاد ، وعدَّهم من الكفار ، ويبقى خطرهم وفسادهم كبيرا على المجتمع الذي يعيشون فيه . فجرأتهم على الإسلام قد تحفز الجهلة والموتورين على عدم احترام قيم الإسلام ، وهذا من أعظم المنكرات التي تُبتلى بها المجتمعات الإسلامية . وهنا تأتي مسؤولية المسلمين كافة في الوقوف أمام خطر هؤلاء المفسدين ، ويهبوا في وجوههم لئلا يستشريَ فسادُهم ، ويُخرِجَ الناسَ عن جادة الصواب ، ويبتعدوا عن الصراط المستقيم ، يقول الله تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 153 /سورة الأنعام ، والمخرج من هذه المهازل التي يتبنَّاها هؤلاء المرجفون يكون في العودة إلى دين الله ، وإلى سُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والعمل بما ورد فيهما طاعة الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ففي هذه الطاعة فتح ونصر وفوز ، يقول الله تعالى : ( ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويّتقْهِ فأولئك هم الفائزون ) 52/النور

وسوم: العدد 1101