لا تستوي عند الله

مَهْمَا حَاوَلْتُ اَلْقِيَاسَ ، وَ حَاوَلْتُ اَلتَّقْرِيبَ ، فَإِنِّي وَجَدْتُ اَلْأَمْرَ لَا يَسْتَوِي .

لَا تَسْتَوِي حُرْمَةُ الْآدَمِيَّةِ مَعَ حُرْمَةِ الْأَشْيَاءِ وَ الْأَغْرَاضِ .

يَظَلُّ الْآدَمِيُّ بِحُرْمَتِهِ وَ كَرَامَتِهِ ، وَ لَوْ جَرَّدْتَهُ مِنْ الدِّينِ وَ الْعِرْقِ ، فَسَوْفَ يَظَلُّ مُكَرَّمًا لِخُلْقِهِ ، مُكَرَّمًا لِكَرَامَةِ نَفْسِهِ اَلْانْسَانِيَّةِ .

لَا يَسْتَوِي عِنْدَ اللَّهِ النَّفْسُ الْمُؤْمِنَةُ وَ لَوْ دَنَّسَتْهَا الْمَعَاصِي وَ الذُّنُوبُ ، فَسَوْفَ تَظَلُّ مَكْرُمَةً .

لَا يَسْتَوِي فِي الِاخْتِلَافِ أَوْ الِاتِّفَاقِ أَنْ تُلْزِمَ الْعَدْلَ فِي الرِّضَا وَ الْخُصُومَةِ ، فَلَا تَدْفَعْكَ الْمَصْلَحَةُ لِتَغْلُوَ عَلَى خَصْمِكَ . .

لَا يُسْقِطُ الْإِخْتِلَافُ عُرَى الْأُخُوَّةِ الْإِيمَانِيَّةِ مَهْمَا كَانَتْ دَرَجَةُ التَّوَتُّرِ وَ عُمْقُهُ ، وَ تَظَلُّ رَابِطَةُ الْأُخُوَّةِ الْإِيمَانِيَّةِ أَعْمَقَ .

رَاجِعْ نَفْسَكَ إِذَا شَعَرْتَ أَنَّكَ تَسْتَمِعُ بِإِذَابَةِ نَفْسٍ مَكْرُمَةٍ بِلِسَانِكَ وَ يَدَيْكَ ، فَمَا بَالُكَ وَبَالِي إِذَا كَانَتْ النَّفْسُ مُؤْمِنَةً .

أَرَى الْمُقَامَرَةِ بِالْأَعْرَاضِ وَ الذِّمَمِ فِي سُوقِ الْمَلَاهِي تَبْخَسُ مَرَاتِبَ مَنْ يَبْحَثُ عَلَى الْحَسَنَةِ الَّتِي تَرْفَعُ قَدْرَهُ يَوْمَ تُوضَعُ الْأَقْدَارُ ، يَوْمَ تُوزَنُ الْأَعْمَالُ بِمَوَازِينِ الْعَدْلِ .

فِي سِيَاقٍ تَأَمُّلِيٍّ لِلْآيَةِ الْكَرِيمَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى

( هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ

أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى ) سُورَةُ { النَّجْمِ : 32 }

لَا أَحْسَبُ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا يَتَجَاوَزُ دُرُوسَهَا الْبَلِيغَةَ ، حَرِيٌّ أَنْ يَقِفَ عِنْدَهَا قُرَّائِي الْفُضَلَاءُ لِيَعِيشُوا فِي ظِلَالِ مَعَانِيهَا الْعَظِيمَةِ ، فَلَا أَغْتَرُّ نُزَكِّي النَّفْسَ ، وَنَنْسَى حُلْمَ اللَّهِ عَلَيْنَا وَسَتْرَهُ .

وَنَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ فِعْلِ كُلِّ مُفْلِسٍ يُتَاجِرُ بِحَسَنَاتِهِ ، فَحَسْبُنَا أَنْ نَقُولَ : رَبِّ اغْفِرْ لِي زِلَّتِي وَ تَجَاوِزْ عَنْ سَيِّئَاتِي .

وسوم: العدد 1102