إشراقات باهرة مع سورة الأنعام 35
إشراقات باهرة مع سورة الأنعام
( ختام الرحلة )
د. فوّاز القاسم / سوريا
لقد كانت رحلتنا مع سورة الأنعام رحلة ممتعة ، إنها رحلة شاسعة الآماد , عميقة الأغوار , هائلة الأبعاد هذه التي قطعناها مع السورة . .
رحلة مع حقائق الوجود الكبيرة . .
رحلة تكفي وحدها لتحصيل مقومات التصور الإسلامي كلّه !
حقيقة الألوهية بروعتها وبهائها وجلالها وجمالها . .
وحقيقة الكون والحياة وما وراء الكون والحياة من غيب مكنون , ومن قدر مجهول , ومن مشيئة تمحو وتثبت , وتنشئ وتعدم , وتحيي وتميت , وتحرك الكون والأحياء والناس كما تشاء .
وحقيقة النفس الإنسانية , بأغوارها وأعماقها , ودروبها ومنحنياتها , وظاهرها وخافيها , وأهوائها وشهواتها , وهداها وضلالها , وما يوسوس لها من شياطين الإنس والجن . وما يقود خطواتها من هدى أو ضلال . .
ومشاهد قيامة , ومواقف حشر , ولحظات كربة وضيق , ولحظات أمل واستبشار . ولقطات من تاريخ الإنسان في الأرض ; ولقطات من تاريخ الكون والحياة .
وحشود وحشود من هذه المجالات التي لا نملك تلخيصها في هذه العجالة . والتي لا تعبر عنها إلا السورة نفسها , في سياقها الفريد , وفي أدائها العجيب .
إنه الكتاب "المبارك" . . وهذه - بلا شك - واحدة من بركاته الكثيرة . .
والحمد لله رب العالمين . .
سيد قطب : ألف رحمة على روحك الطاهرة