من مجالس المدينة المنورة

د. عبد السميع الأنيس

المجالسُ مدارسُ، فكيف إذا كانت هذه المجالس في المدينة المنورة على ساكنها أفضلُ الصلاة والسلام؟ وهنيئًا لمن أكرمه الله تعالى بالجوار.

وقد وفَّقنا الله تعالى في رحلة العمرة في العشر الأواخر من رمضان لزيارة المدينة المنورة، وحضور العيد فيها.

وفي يوم الثلاثاء 3 / شوال 1435 هـ زرتُ الأستاذَ المربي الفقيه الشيخَ ممدوح جنيد الكعكة الحمصي حفظه الله ورعاه، في منزله العامر في المدينة، بصحبة الأستاذ الفقيه الشيخِ عبدِاللهِ المسعودِ حفظه الله ورعاه، وكان معي ابني همَّام، وكان مجلسًا إيمانيًّا فيه سكينة وسكن، وكان حديثُه عن التفاؤل وعدم اليأس، ومن فوائده حفظه الله:

1) أن التفاؤلَ مهمٌّ في حياة المسلمين، وأن اليأس ليس معصيةً يمكن التوبة منها، بل ربما يلحق ذلك بالكفر؛ ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

2) وقال أيضًا: إن القرآن حمَّالُ وجوهٍ، وإذا كان الطيفُ له سبعة ألوان؛ فإن طيف الآيات القرآنية لا حدودَ له، ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27].

بارك الله في هذه المجالس، ووفَّق الله أهلَ العلم للمحافظة عليها، واﻹكثار منها.

وسوم: 637